الجواب المنطقي عن السؤال حول عمليات إشعال النيران في إطارات السيارات وحاويات القمامة وغيرها؛ هل تتم بتصرفات فردية أم أنها نتيجة توجيه تم تغطيته بفتوى وفرت له الشرعية؟ والجواب المنطقي هو أن هذه العمليات التي صارت تجري في كل مكان هي تلبية لنداءات يتم توجيهها من قبل «القادة» الذين التحفوا بفتاوى شرعية أجازت لهم ممارسة هذه السلوكيات التي تتناقض حتى والأحاديث المتواترة عن الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- بإماطة الأذى عن الطريق، فما يحدث ليس تصرفات فردية ولكنه تنفيذ لتوجيهات واضحة مبنية على فتوى تجيز مثل هذه الأفعال بل تحث عليها وتحرض.
أما الدليل على هذا القول فهو أن أحداً من رجال الدين من ذوي العلاقة بما يدور في الساحة لم ينه عن هذه السلوكيات ولم ينتقدها؛ بل على العكس نسب إلى بعضهم أنهم وجهوا الشباب إلى القيام بكل هذا واعتبروه عملاً سلمياً، وأنه «مجرد» تعبير عن الغضب وعدم الرضى والاحتجاج على وضع معين ينبغي أن يتغير. هذه التوجيهات وجدت من يسندها من السياسيين فانبرى منهم من يؤكد بسلمية هذه السلوكيات ومفسراً ذلك بأنها لا تغير من المعادلة على الأرض.
اليوم -وهذا مؤسف ومثير للشفقة- لم تعد النار رفيق أولئك السلميين في الشوارع الرئيسة فقط ولكن في «الفرجان» أيضاً، حيث ينتبه المواطنون والمقيمون في أوقات كثيرة للنار وهي تشتعل في إطارات السيارات أو في حاويات القمامة، الأمر الذي يثير سؤالاً مهماً هو إذا كان إشعال النار في كل تلك المواد في الشوارع الرئيسة هو بهدف لفت الانتباه إلى «المظلومية» فإلى أي شيء يهدف إشعال النار في حاويات القمامة أو إطارات السيارات في الفرجان؟ وإذا كان القصد من إشعال النيران في الشوارع هو لمناكفة الحكومة فمن هو المقصود بالمناكفة من إشعال النار في الفرجان؟
ما يحدث يعبر عن تفكير قاصر وهو حماقات ينبغي محاسبة من يقوم بها ومحاسبة الذين يحثونه عليها والذين يغطونه بفتاواهم، خصوصاً وأن بإمكان هؤلاء توجيه الأوامر إليه ومنعه من ممارسة تلك السلوكيات، أي أن ذلك لا يكلفهم سوى بضع كلمات يقولونها، ولكنهم للأسف لا يفعلون.
ما يحدث بسبب تلك الفتاوى والتوجيهات يؤذي أبرياء لا علاقة لهم بكل ما يجري وهم ليسوا الحكومة، ما يحدث يجعل هؤلاء يتخذون موقفاً سالباً من الفاعلين ويوجهون إليهم الكثير من الاتهامات ويجعل المتعاطفين معهم يقفون ضدهم، فليس من العقل أبداً ولا من المنطق أن يقفوا مع من يمارس حماقات يتضررون منها.
شكاوى كثيرة صار كثير من أصحاب البيوت في مختلف المناطق الداخلية البعيدة عن الشوارع الرئيسة يضجون بها، حيث يفاجؤون بالدخان يتسلل إلى بيوتهم يؤذيهم ويقلق راحتهم ويعرضهم للخطر، ثم يكتشفون أنه ينبعث من حاوية القمامة القريبة منهم فيبدون دهشتهم، فالدخان يؤذيهم هم الأبرياء ولا يؤذي الحكومة باعتبارها هي الطرف المقصود من تلك الحماقات. هذا يثير سؤالاً مهماً هو؛ لماذا يقوم أولئك بهذه الأفعال التي يتضرر منها مباشرة أناس لا علاقة لهم بما يحدث ولعلهم متعاطفون معهم ويؤيدونهم ويناصرونهم؟
إن كان ذلك يتم بتوجيه من أولئك الذين يقودون الشارع؛ فهذا يعني أنهم لا يتمتعون بالحكمة التي تؤهلهم للقيام بهذا الدور، وإن كان يتم دون علمهم، فصار عليهم أن يفعلوا شيئاً لأولئك الأبرياء، على الأقل بتوجيه «الصغار» لعدم فعل ذلك إن لم يكن منعهم من اختصاصهم!
هذه السلوكيات لا تسيء إلى فاعليها فقط، لكنها تسيء إلى من يعتبرون أنفسهم قياديين ويسيطرون على الشارع وتسيء إلى من أصدر الفتاوى المختلفة التي تبرر لهم أفعالهم وسلوكياتهم تلك، فالناس لا ترى سواهم وإن انزووا في الظل.
{{ article.visit_count }}
أما الدليل على هذا القول فهو أن أحداً من رجال الدين من ذوي العلاقة بما يدور في الساحة لم ينه عن هذه السلوكيات ولم ينتقدها؛ بل على العكس نسب إلى بعضهم أنهم وجهوا الشباب إلى القيام بكل هذا واعتبروه عملاً سلمياً، وأنه «مجرد» تعبير عن الغضب وعدم الرضى والاحتجاج على وضع معين ينبغي أن يتغير. هذه التوجيهات وجدت من يسندها من السياسيين فانبرى منهم من يؤكد بسلمية هذه السلوكيات ومفسراً ذلك بأنها لا تغير من المعادلة على الأرض.
اليوم -وهذا مؤسف ومثير للشفقة- لم تعد النار رفيق أولئك السلميين في الشوارع الرئيسة فقط ولكن في «الفرجان» أيضاً، حيث ينتبه المواطنون والمقيمون في أوقات كثيرة للنار وهي تشتعل في إطارات السيارات أو في حاويات القمامة، الأمر الذي يثير سؤالاً مهماً هو إذا كان إشعال النار في كل تلك المواد في الشوارع الرئيسة هو بهدف لفت الانتباه إلى «المظلومية» فإلى أي شيء يهدف إشعال النار في حاويات القمامة أو إطارات السيارات في الفرجان؟ وإذا كان القصد من إشعال النيران في الشوارع هو لمناكفة الحكومة فمن هو المقصود بالمناكفة من إشعال النار في الفرجان؟
ما يحدث يعبر عن تفكير قاصر وهو حماقات ينبغي محاسبة من يقوم بها ومحاسبة الذين يحثونه عليها والذين يغطونه بفتاواهم، خصوصاً وأن بإمكان هؤلاء توجيه الأوامر إليه ومنعه من ممارسة تلك السلوكيات، أي أن ذلك لا يكلفهم سوى بضع كلمات يقولونها، ولكنهم للأسف لا يفعلون.
ما يحدث بسبب تلك الفتاوى والتوجيهات يؤذي أبرياء لا علاقة لهم بكل ما يجري وهم ليسوا الحكومة، ما يحدث يجعل هؤلاء يتخذون موقفاً سالباً من الفاعلين ويوجهون إليهم الكثير من الاتهامات ويجعل المتعاطفين معهم يقفون ضدهم، فليس من العقل أبداً ولا من المنطق أن يقفوا مع من يمارس حماقات يتضررون منها.
شكاوى كثيرة صار كثير من أصحاب البيوت في مختلف المناطق الداخلية البعيدة عن الشوارع الرئيسة يضجون بها، حيث يفاجؤون بالدخان يتسلل إلى بيوتهم يؤذيهم ويقلق راحتهم ويعرضهم للخطر، ثم يكتشفون أنه ينبعث من حاوية القمامة القريبة منهم فيبدون دهشتهم، فالدخان يؤذيهم هم الأبرياء ولا يؤذي الحكومة باعتبارها هي الطرف المقصود من تلك الحماقات. هذا يثير سؤالاً مهماً هو؛ لماذا يقوم أولئك بهذه الأفعال التي يتضرر منها مباشرة أناس لا علاقة لهم بما يحدث ولعلهم متعاطفون معهم ويؤيدونهم ويناصرونهم؟
إن كان ذلك يتم بتوجيه من أولئك الذين يقودون الشارع؛ فهذا يعني أنهم لا يتمتعون بالحكمة التي تؤهلهم للقيام بهذا الدور، وإن كان يتم دون علمهم، فصار عليهم أن يفعلوا شيئاً لأولئك الأبرياء، على الأقل بتوجيه «الصغار» لعدم فعل ذلك إن لم يكن منعهم من اختصاصهم!
هذه السلوكيات لا تسيء إلى فاعليها فقط، لكنها تسيء إلى من يعتبرون أنفسهم قياديين ويسيطرون على الشارع وتسيء إلى من أصدر الفتاوى المختلفة التي تبرر لهم أفعالهم وسلوكياتهم تلك، فالناس لا ترى سواهم وإن انزووا في الظل.