مسألة مهمة لابد من التوقف عندها؛ وهي أن استيعاب منهج بارزي في التحليل السياسي بالعمق الذي يستحقه، يستدعي عدم الاكتفاء بواحد من الكتابين، إنما قراءتهما كنص واحد متكامل. ومثلما تحدثنا عن الثاني بشكل مختصر، سنتناول الأول بشيء من الاقتضاب.
لم يكن مستشار الأمن الأمريكي السابق زبيغنيو بريجنسكي مبالغاً حين وصف الكتاب الأول «حلف المصالح المشتركة»، بأنه «دراسة ثاقبة ومثيرة، وفي الوقت المناسب تماماً تفك ألغاز كيفية تلاعب كل من إيران وإسرائيل بسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط رغم أن العلاقات بين الطرفين تراوحت بين التواطؤ السرّي والتصادم العلني».
وربما من المجدي أيضاً اقتطاف بعض مما جاء في القسم الثالث من ذلك الكتاب الأول، الذي كان اجتهاد بارزي فيه واضحاً في رصد الخيارات المتاحة أمام واشنطن من أجل إعادة تركيب خارطة الشرق الأوسط، في أعقاب انتصار الثورة الإيرانية وسقوط نظام الشاه، وإثر انهيار المنظومة الاشتراكية بعدها بفترة وجيزة، وكيف بذلت واشنطن جهودها حينذاك كي «تستفيد من إيران القوية بمثابة حاجز يحول دون وصول الصين إلى مصادر الطاقة في الخليج العربي وحوض قزوين كما سبق أن خدمت كحاجز في وجه الاتحاد السوفيتي قبل انهيار الشيوعية». بالمقابل كان على واشنطن أن تقرأ بعناية فائقة تأثير ذلك على علاقاتها التي لا تستطيع أن تفرط فيها مع تل أبيب، بوصف كون هذه الأخيرة حليفها الاستراتيجي التاريخي في هذه المنطقة والتي كانت (إسرائيل) «تعارض فكرة أن تؤدي إيران دوراً هامّاً أو تكون الأولى في المنطقة، ولذلك أسهمت في جعل البرنامج الإيراني النووي مصدر قلق دولي واسع، وأقنعت واشنطن بتبني سياسة أكثر تشدداً».
في الشرق الأوسط الجديد الذي برز بعد هذا التصدع الجيوسياسي، ومن وجهة نظر بارزي، «لم تعد إيران وإسرائيل تنظران إلى بعضهما كشريكين محتملين في موضوع الأمن، بل كمتنافستين في تحديد التوازن في الشرق الأوسط». وهنا يرصد بارزي مراحل التحول في سياسة إيران التي من شأنها حماية مصالحها الإقليمية، وانتمائها الأيدلوجي، يدفعانها نحو وضع إسرائيل في خانة الأعداء. وبالقدر ذاته لمس بارزي «ذلك التحوّل الكليّ لتل أبيب إلى معارض لأي لتقارب أمريكي إيراني بدلاً من دعمه، إضافة إلى الجهود التي تبذلها كل من إيران وإسرائيل لإجهاض السياسات الأمريكية في المنطقة التي يعتبرها كل من الطرفين بأنها تصبّ في مصلحة الآخر».
لكن هذا التنافس الإقليمي بين الدولتين لم يمنعهما من التحالف، كما يورد بارزي، في وجه عدو مشترك يهدد كل منهما من زاوية مختلفة وهو العراق، فوجدنا كما يروي بارزي «اتفاق العاصمتين؛ طهران وتل أبيب على الاستفادة من قدراتهما في إضعاف ذلك العدو، فتقبل إسرائيل القيام بتدريب الجيش الإيراني، وتسقط الأولى إيران من قائمة الدول الشرق أوسطية التي تشكل تهديداً لها، وتتعاون الدولتان على ضرب المفاعل النووي العراقي».
لكن أهمية الكاتب ليست محصورة في معلوماته الغنية التي أوردنا النزر اليسير منها في هذه العجالة فقط، ولا في منهجه التحليلي فحسب، سواء على مستوى صحة الحقائق أم سلامة التحليل، فبعيداً عن كل ذلك يكشف الكتاب قضية في غاية الأهمية وهو المنهج المركب الذي ينبغي أن يحكم السياسة الخارجية لأية دولة تريد أن تمارس دوراً مهماً في فضائها الجيو- سياسي، خصوصاً عندما يتطلب الأمر التعامل مع قوة عظمى مثل الولايات المتحدة لها مصالح حيوية في منطقة مثل الشرق الأوسط. فكما شاهدنا لم تضع طهران، والتي يحكم سياستها الشرق أوسطية ذلك النهج المركب، بيضها في سلة. فمن جانب سارعت هي انطلاقاً من تشخيصها للضعف الذي بدأ يدب في جسد الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط إلى مد يدها لواشنطن عارضة عليها صلحاً دائماً، قائماً كما يرد في الكتابين على «الاحترام المتبادل» المنطلق أساساً من موازين القوى المتصارعة في المنطقة.
لكن من جانب آخر، ورغم هذا التشخيص الإيراني للضعف الأمريكي، وجدت إيران نفسها هي الأخرى تعاني من ضعف مرافق بدأ يتسرب إلى الجبهة الإيرانية جراء الكماشة الأمريكية المعادية التي تحاصرها من الشرق في أفغانستان ومن الغرب في العراق. ولربما هذا الشعور بالضعف المشترك للذات والعدو في آن هو الذي دفع طهران إلى الإقدام على المبادرة بوضع ذلك العرض، المتطلع نحو الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة.
وضعت طهران في ذلك العرض جانباً انتماءاتها الأيدلوجية وانطلقت من برغماتية سياسية تأخذ في الحسبان موازين القوى الذي نتحدث عنه. بالمقابل لم تكن مصالح الطغمة الحاكمة في البيت الأبيض حينها تلتقي مع تلك المبادرة الإيرانية، الأمر الذي أفشلها. ومرة أخرى يتوقف الكاتب عند تلك الآلية المعقدة التي تسير بها الأمور في الإدارة الأمريكية، وكيف أن مصالح فئة صغيرة يمكن أن تحرف في مرحلة معينة مسارات قرارات منطقية يفترض أن تصدر عن مؤسسات صاحبة قرار في دولة عظمى من مستوى الولايات المتحدة.
هنا تكمن أهمية الكتاب؛ فمقابل تلك الدبلوماسية الإيرانية لم نجد، أو على الأقل لم يكشف النقاب حتى اليوم، عن منهج جيو – سياسي عربي، والعرب معنيين بشكل مباشر بأي إعادة هندسة للأوضاع في الشرق الأوسط يتمتع بذلك التعقيد الذي يتطلبه صراع إستراتيجي شرق أوسطي من مستوى الصراع العربي الإسرائيلي، على سبيل المثال لا الحصر. ويمكننا الاستشهاد بمبادرة السلام العربية التي قام بها السادات عندما وافق، كما فعلت إيران في مشروعها المقدم لواشنطن، على الاعتراف بإسرائيل. اكتفى السادات حينها بإعلانه عن رغبته في عقد الصلح، لكنه بعد أن جرد نفسه من الكثير من عناصر القوة التي كانت بين يديه، وفي المقدمة منها بناء حلف عربي متماسك يملك القوة المالية والسيطرة، حتى وإن لم تكن مطلقة على سلعة استراتيجية هي النفط، هذا بالإضافة إلى حدوده التي كانت تطوق إسرائيل، والتي كانت هذه الأخيرة في أمس الحاجة إلى إيجاد ثغرة مهما كانت صغيرة فيها.
مثل هذه الذهنية ذات التركيب المعقد لا تحتاجها الدول في التعامل مع أعدائها فحسب؛ بل حتى في نسج العلاقات مع حلفائها أو حتى تلك القوى المتنافسة معها. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا كيف بوسع الكتلة العربية وفي القلب منها الخليجية أن تبدأ في وضع السيناريوهات المتقدمة التي تنظم العلاقة بينها وبين حلفائها أو أعدائها، آخذة بعين الاعتبار عناصر التناقض في المصالح التي تثير الخلاف وعوامل التكامل التي تحمل في أحشائها أجنة التعايش المشترك بعيداً عن الشعارات الرنانة، وقائمة على القراءة الرزينة للحقائق الواقعية، بما فيها موازين القوى بين الجبهات المتصارعة والرؤية بوضوح موضوعي كامل مساحات الصراع ومناطق التوافق.
وهذا ما يرصده جهاد ترك في مراجعته القيمة لكتاب بارزي الأول حين يقول «ينطلق الكاتب، في هذه المغامرة الصعبة، من اعتقاد براغماتي غير نظري، مفاده أن التحولات الكبرى في التجاذب الإسرائيلي ـ الإيراني، ليست إلا نتاجاً، على الأرجح، لحقائق جغرافية سياسية لا تمت بصلة إلى الأيديولوجيا الثابتة. يفترض هذا التوجه أن أي حلّ يجري التفاوض بشأنه حول التنافس الاستراتيجي بين الدولتين، قد يسهّل بدرجة كبيرة حلّ المشكلات الإقليمية الأخرى بدلاً من الالتفاف عليها..، وتكمن ميزة هذا الكتاب وسط ندرة الدراسات السياسية عن طبيعة التجاذبات الأميركية ـ الإسرائيلية ـ الإيرانية، في تقدمه خطوة إلى الأمام في غربلة المواقف المتشدّدة التي تصدر بين الحين والآخر من واشنطن وتل أبيب وطهران. والأرجح في هذا السياق أن جهد المؤلف ينصبّ بالدرجة الأولى على قراءة الأيديولوجيا الدينية في إيران في ضوء مصالحها الحيوية والاستراتيجية في آن».
لم يكن مستشار الأمن الأمريكي السابق زبيغنيو بريجنسكي مبالغاً حين وصف الكتاب الأول «حلف المصالح المشتركة»، بأنه «دراسة ثاقبة ومثيرة، وفي الوقت المناسب تماماً تفك ألغاز كيفية تلاعب كل من إيران وإسرائيل بسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط رغم أن العلاقات بين الطرفين تراوحت بين التواطؤ السرّي والتصادم العلني».
وربما من المجدي أيضاً اقتطاف بعض مما جاء في القسم الثالث من ذلك الكتاب الأول، الذي كان اجتهاد بارزي فيه واضحاً في رصد الخيارات المتاحة أمام واشنطن من أجل إعادة تركيب خارطة الشرق الأوسط، في أعقاب انتصار الثورة الإيرانية وسقوط نظام الشاه، وإثر انهيار المنظومة الاشتراكية بعدها بفترة وجيزة، وكيف بذلت واشنطن جهودها حينذاك كي «تستفيد من إيران القوية بمثابة حاجز يحول دون وصول الصين إلى مصادر الطاقة في الخليج العربي وحوض قزوين كما سبق أن خدمت كحاجز في وجه الاتحاد السوفيتي قبل انهيار الشيوعية». بالمقابل كان على واشنطن أن تقرأ بعناية فائقة تأثير ذلك على علاقاتها التي لا تستطيع أن تفرط فيها مع تل أبيب، بوصف كون هذه الأخيرة حليفها الاستراتيجي التاريخي في هذه المنطقة والتي كانت (إسرائيل) «تعارض فكرة أن تؤدي إيران دوراً هامّاً أو تكون الأولى في المنطقة، ولذلك أسهمت في جعل البرنامج الإيراني النووي مصدر قلق دولي واسع، وأقنعت واشنطن بتبني سياسة أكثر تشدداً».
في الشرق الأوسط الجديد الذي برز بعد هذا التصدع الجيوسياسي، ومن وجهة نظر بارزي، «لم تعد إيران وإسرائيل تنظران إلى بعضهما كشريكين محتملين في موضوع الأمن، بل كمتنافستين في تحديد التوازن في الشرق الأوسط». وهنا يرصد بارزي مراحل التحول في سياسة إيران التي من شأنها حماية مصالحها الإقليمية، وانتمائها الأيدلوجي، يدفعانها نحو وضع إسرائيل في خانة الأعداء. وبالقدر ذاته لمس بارزي «ذلك التحوّل الكليّ لتل أبيب إلى معارض لأي لتقارب أمريكي إيراني بدلاً من دعمه، إضافة إلى الجهود التي تبذلها كل من إيران وإسرائيل لإجهاض السياسات الأمريكية في المنطقة التي يعتبرها كل من الطرفين بأنها تصبّ في مصلحة الآخر».
لكن هذا التنافس الإقليمي بين الدولتين لم يمنعهما من التحالف، كما يورد بارزي، في وجه عدو مشترك يهدد كل منهما من زاوية مختلفة وهو العراق، فوجدنا كما يروي بارزي «اتفاق العاصمتين؛ طهران وتل أبيب على الاستفادة من قدراتهما في إضعاف ذلك العدو، فتقبل إسرائيل القيام بتدريب الجيش الإيراني، وتسقط الأولى إيران من قائمة الدول الشرق أوسطية التي تشكل تهديداً لها، وتتعاون الدولتان على ضرب المفاعل النووي العراقي».
لكن أهمية الكاتب ليست محصورة في معلوماته الغنية التي أوردنا النزر اليسير منها في هذه العجالة فقط، ولا في منهجه التحليلي فحسب، سواء على مستوى صحة الحقائق أم سلامة التحليل، فبعيداً عن كل ذلك يكشف الكتاب قضية في غاية الأهمية وهو المنهج المركب الذي ينبغي أن يحكم السياسة الخارجية لأية دولة تريد أن تمارس دوراً مهماً في فضائها الجيو- سياسي، خصوصاً عندما يتطلب الأمر التعامل مع قوة عظمى مثل الولايات المتحدة لها مصالح حيوية في منطقة مثل الشرق الأوسط. فكما شاهدنا لم تضع طهران، والتي يحكم سياستها الشرق أوسطية ذلك النهج المركب، بيضها في سلة. فمن جانب سارعت هي انطلاقاً من تشخيصها للضعف الذي بدأ يدب في جسد الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط إلى مد يدها لواشنطن عارضة عليها صلحاً دائماً، قائماً كما يرد في الكتابين على «الاحترام المتبادل» المنطلق أساساً من موازين القوى المتصارعة في المنطقة.
لكن من جانب آخر، ورغم هذا التشخيص الإيراني للضعف الأمريكي، وجدت إيران نفسها هي الأخرى تعاني من ضعف مرافق بدأ يتسرب إلى الجبهة الإيرانية جراء الكماشة الأمريكية المعادية التي تحاصرها من الشرق في أفغانستان ومن الغرب في العراق. ولربما هذا الشعور بالضعف المشترك للذات والعدو في آن هو الذي دفع طهران إلى الإقدام على المبادرة بوضع ذلك العرض، المتطلع نحو الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة.
وضعت طهران في ذلك العرض جانباً انتماءاتها الأيدلوجية وانطلقت من برغماتية سياسية تأخذ في الحسبان موازين القوى الذي نتحدث عنه. بالمقابل لم تكن مصالح الطغمة الحاكمة في البيت الأبيض حينها تلتقي مع تلك المبادرة الإيرانية، الأمر الذي أفشلها. ومرة أخرى يتوقف الكاتب عند تلك الآلية المعقدة التي تسير بها الأمور في الإدارة الأمريكية، وكيف أن مصالح فئة صغيرة يمكن أن تحرف في مرحلة معينة مسارات قرارات منطقية يفترض أن تصدر عن مؤسسات صاحبة قرار في دولة عظمى من مستوى الولايات المتحدة.
هنا تكمن أهمية الكتاب؛ فمقابل تلك الدبلوماسية الإيرانية لم نجد، أو على الأقل لم يكشف النقاب حتى اليوم، عن منهج جيو – سياسي عربي، والعرب معنيين بشكل مباشر بأي إعادة هندسة للأوضاع في الشرق الأوسط يتمتع بذلك التعقيد الذي يتطلبه صراع إستراتيجي شرق أوسطي من مستوى الصراع العربي الإسرائيلي، على سبيل المثال لا الحصر. ويمكننا الاستشهاد بمبادرة السلام العربية التي قام بها السادات عندما وافق، كما فعلت إيران في مشروعها المقدم لواشنطن، على الاعتراف بإسرائيل. اكتفى السادات حينها بإعلانه عن رغبته في عقد الصلح، لكنه بعد أن جرد نفسه من الكثير من عناصر القوة التي كانت بين يديه، وفي المقدمة منها بناء حلف عربي متماسك يملك القوة المالية والسيطرة، حتى وإن لم تكن مطلقة على سلعة استراتيجية هي النفط، هذا بالإضافة إلى حدوده التي كانت تطوق إسرائيل، والتي كانت هذه الأخيرة في أمس الحاجة إلى إيجاد ثغرة مهما كانت صغيرة فيها.
مثل هذه الذهنية ذات التركيب المعقد لا تحتاجها الدول في التعامل مع أعدائها فحسب؛ بل حتى في نسج العلاقات مع حلفائها أو حتى تلك القوى المتنافسة معها. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا كيف بوسع الكتلة العربية وفي القلب منها الخليجية أن تبدأ في وضع السيناريوهات المتقدمة التي تنظم العلاقة بينها وبين حلفائها أو أعدائها، آخذة بعين الاعتبار عناصر التناقض في المصالح التي تثير الخلاف وعوامل التكامل التي تحمل في أحشائها أجنة التعايش المشترك بعيداً عن الشعارات الرنانة، وقائمة على القراءة الرزينة للحقائق الواقعية، بما فيها موازين القوى بين الجبهات المتصارعة والرؤية بوضوح موضوعي كامل مساحات الصراع ومناطق التوافق.
وهذا ما يرصده جهاد ترك في مراجعته القيمة لكتاب بارزي الأول حين يقول «ينطلق الكاتب، في هذه المغامرة الصعبة، من اعتقاد براغماتي غير نظري، مفاده أن التحولات الكبرى في التجاذب الإسرائيلي ـ الإيراني، ليست إلا نتاجاً، على الأرجح، لحقائق جغرافية سياسية لا تمت بصلة إلى الأيديولوجيا الثابتة. يفترض هذا التوجه أن أي حلّ يجري التفاوض بشأنه حول التنافس الاستراتيجي بين الدولتين، قد يسهّل بدرجة كبيرة حلّ المشكلات الإقليمية الأخرى بدلاً من الالتفاف عليها..، وتكمن ميزة هذا الكتاب وسط ندرة الدراسات السياسية عن طبيعة التجاذبات الأميركية ـ الإسرائيلية ـ الإيرانية، في تقدمه خطوة إلى الأمام في غربلة المواقف المتشدّدة التي تصدر بين الحين والآخر من واشنطن وتل أبيب وطهران. والأرجح في هذا السياق أن جهد المؤلف ينصبّ بالدرجة الأولى على قراءة الأيديولوجيا الدينية في إيران في ضوء مصالحها الحيوية والاستراتيجية في آن».