على الضفة المقابلة لمدخل قرية بني جمرة من شارع الجنبية يقع مجمع (553) شرق البديع، ولا يفصل بين أهالي المجمع وجموع الإرهابيين ووابل الأسياخ وقذائف النيران إلا ضفتي ذلك الشارع، وبعد أحداث 14 فبراير ازدادت معاناة سكان المجمع حيث أصبحوا مستهدفين من جموع الإرهابيين الذين يتوافدون إلى قرية بني جمرة من كل حدب وصوب ويخرجون عليهم في مسيرات إرهابية شبه يومية تضم عادة ما بين خمسين إلى مائة وخمسين شخصاً، إن الإرهاب يحاصر سكان المجمع الذين يعيشون وضعاً أمنياً سيئاً أقل ما يوصف به أنه حصار البديع!!
من يزور المجمع لا يخطئ بصره آثار النيران والأسياخ الحديدية البارزة على المنازل المواجهة للشارع، وهي ثلاثة منازل؛ الأول لأرملة وحيدة تناهز الستين من عمرها، والثاني لأسرة من زوجين وأربعة أطفال يعمل الأب بنظام المناوبات ويقضي أغلب لياليه في عمله، والثالث تعيش فيه امرأة متقدمة في السن مع بناتها الشابات، وكل أسرة من هذه الأسر الثلاث تحكي لك قصص معاناة يصعب أن يصدق أحدنا أن مواطناً يعيشها في البحرين في صمت وخارج تغطية الإعلام وبعيداً عن اهتمام المنظمات الحقوقية الدولية!!
يُجمع أصحاب المنازل الثلاثة وسكان المجمع أن الإرهابيين يستهدفونهم بأسلوب منظم من أجل تهجيرهم من المنطقة، حيث يهاجمون المنازل الثلاثة بعشرات الزجاجات الحارقة (المولوتوف) وعشرات الأسياخ الحديدية من مختلف الأحجام، ولا مواعيد محددة للهجوم؛ فالتاسعة صباحاً تستوي مع الواحدة ظهراً أو الرابعة فجراً في عُرف الإرهابيين، وأحياناً يتم الهجوم أكثر من مرة في اليوم، وإذا استعرضنا معاناة الأسر باختصار شديد، فمنزل السيدة الأرملة يتعرض دائماً لرمي مكثف من المولوتوف الذي يسقط مراراً في ساحة المنزل أو يستقر فوق السطح، ولولا تدخل شباب المجمع لتعرض المنزل لحريق كامل في ساعة متأخرة من الليل، أما الأسرة الثانية فتضطر الأم وأبناؤها الأربعة إلى التنقل للمبيت في منازل أقاربها في الإجازات، وحين اشتداد أعمال الإرهاب خوفاً على أبنائها من الهجوم الليلي الذي قد يؤدي إلى إصابة أحدهم أثناء غياب الأب، وقد أدى الوضع غير المستقر الذي تعانيه الأسرة إلى تدهور المستوى الدراسي للأبناء نتيجة تغيبهم المتكرر عن المدرسة أو تأخرهم الصباحي، وزائر المنطقة يرى بأم عينيه كيف أن ربع المنزل تقريباً قد احترق حينما اخترقت زجاجة مولوتوف نافذة غرفة أحد الأطفال فأحرقت الغرفة وما جاورها، تقول الأم إنها قررت مع زوجها التوقف عن الإنجاب لأنها لا تضمن سلامة أبنائها المراهقين فكيف إذا حملت أو أنجبت طفلاً رضيعاً وسط الغازات المسيلة للدموع ودخان الحرائق بل بين الحرائق والأسياخ وفي ظل عمليات هروبهم وتنقلهم بين منازل أقاربهم ؟!
أما الأسرة الثالثة فمعاناتها لا تقل عن الأسرتين؛ ففضلاً عن آثار المولوتوفات والأسياخ التي خلفت تلفيات جسيمة في المنزل، وفضلاً عن احتراق سيارة إحدى الفتيات بالمولوتوف وعدم حصولها على تعويض، وفضلاً عن اختراق زجاجة مولوتوف غرفة الأم في الطابق الثاني واحتراق ملابسها وشعرها، إذ لولا لطف الله وخبرة الفتيات في مجال الطب لماتت الأم محترقة، وفضلاً عن...، فقد كسر عشرات (الرجال) الإرهابيين الباب الخلفي واقتحموا المنزل على الفتيات ووالدتهن بعد منتصف الليل في مشهد مروع فعلاً!!، والفتيات ووالدتهن يُعْلن بكل جرأة أنهن يدركن مكر الإرهابيين ويعرفن غايتهم، ومهما اشتد تخويف الإرهابيين لهن وتهديدهم، فإنهن لن يتركن منزلهن وسيبقين فيه صموووووداً .
سكان المجمع وأصحاب المنازل الثلاثة يشكون من عدم كفاية الحلول الأمنية في المنطقة، فوجود بضع رجال أمن لا يكفي لمواجهة عشرات الإرهابيين المدججين بالمولوتوفات والأسياخ، وزيادة عدد رجال الأمن أو تواجد سيارات أمنية أو مدرعات يعد محفزاً كبيراً لاشتداد الهجوم الإرهابي على المجمع وزيادة عدد الإرهابيين، ورجال المجمع وشبابه يعانون الأمرين، فهم يتصدون للغارات المكثفة من الإرهابيين ويساهمون في إطفاء الحرائق وإسعاف المصابين، وعليهم (في الوقت نفسه) أن يتوخوا الحذر من مغبة الاشتباك مع الإرهابيين أو الرد عليهم كي لا يُسَجل ضدهم الاشتراك في أعمال الشغب ومن ثم يتم اتخاذ إجراءات أمنية ضدهم، والتوفيق بين الأمرين يكاد يكون شبه مستحيل في ظل اقتحام الإرهابيين للمجمع واستفزازهم الأهالي بالهتافات التسقيطية والترهيبية!!، لكن الشباب يصرون على الدفاع عن منطقتهم وساكني المنازل الثلاثة، إذ تأبى شهامتهم أن تُهاجَم النساء ليلاً أو أن يمتن محترقات وهم يتفرجون، أو يتذرعون بعدم المسؤولية حتى يصل رجال الأمن، تفاصيل حصار البديع كثيرة، تعرض مشاهدها الأفلام التي يصورها وينتجها الإرهابيون أنفسهم والتي تُلتقط بحرفية عالية بحيث تصور المواجهة مع رجال الأمن (فقط) ولا تُظهر الهجوم على منازل المدنيين الأبرياء، كما إن الأهالي يمتلكون صوراً وأفلاماً توثق اقتحام الإرهابيين للمجمع وهجومهم الناري الكثيف على أهله والهتافات المسيسة التي يرددونها، وقد اضطر رجال المجمع لتجهيز إمدادات الماء والدلاء لإطفاء النيران المتكررة التي تشتعل في المنازل الثلاثة وحولها بشكل شبه يومي، كما إنهم تعلموا مهارات الإسعافات الأولية لإنقاذ الإصابات التي تقع في صفوفهم أثناء حصار المجمع والهجوم عليه من قبل الإرهابيين.
حصار البديع الذي نقلته باختصار مُخل يفرغه من روح المعاناة الحقيقية والرعب والإحساس بالظلم والإهمال الذي يعيشه سكان مجمع (554) من بعد رفع حالة السلامة الوطنية قضية حقوقية مهمَلة، تتقاعس عنها جمعيات حقوق الإنسان التي انتفضت لفبركات ما سُمي بحصار العكر أو مجزرة الشاخورة، ولم تلق معاناة الأهالي عناية كافية من المحافظ أو نائب المنطقة أو أي من الجمعيات السياسية، قضية حصار البديع نرفعها لسعادة وزير الداخلية ليوجه بحكمته وحنكته الأجهزة الأمنية لتقديم حلول ناجعة وحاسمة لمسلسل الرعب اليومي الذي يمر به الأهالي، ونرفعها لوسائل الإعلام كي تُلقي الضوء على حياة مواطنين مسالمين أبرياء يعيشون تحت الحصار ولاذنب لهم إلا أنهم سكنوا في زمن السلم منطقة صارت اليوم خط مواجهة النيران، ونرفع القضية إلى المنظمات الدولية لحقوق الإنسان ومنظمة أطباء بلا حدود، كي يزوروا المنطقة، ويتفقدوا السكان الذين يعيشون في بيوت محترقة، وكي يستمعوا إلى شباب المجمع الذين يقضون وقت فراغهم على مقاعد الحديقة الخلفية للمنازل الثلاثة ليمنعوا الأطفال من اجتياز الممرات نحو الشارع، وليفزعوا لمن يصاب بسهم غادر يُقذف عبر طفايات الحريق من الضفة الأخرى للشارع، وليهبوا لمنع جموع الإرهابيين من التوغل في عمق المجمع حتى تصل سيارات الأمن، وليحملوا الدلاء ويسحبوا خراطيم المياه لإطفاء الحرائق اليومية في المنازل التي تبيت فيها النساء والأطفال وحدهم.
وأخيرا نرفع معاناة حصار البديع إلى قادة ما يسمى بالحراك السلمي الذي أبهر العالم، ولا أدري هل بالإمكان تذكيرهم بضرورة الحفاظ على السلم الأهلي، وتحييد النساء والأطفال والمواطنين الأبرياء العزل من هذا الإرهاب، أم أن قضية حصار البديع جزء من مخططهم الإرهابي لتهجير سكان المناطق المختلطة من أجل ضرب الوحدة الوطنية وإتمام احتلالهم لقرى المواطنين الشيعة والإطباق على أهلها المحاصرين بعناصر 14 فبراير الإرهابية؟
من يزور المجمع لا يخطئ بصره آثار النيران والأسياخ الحديدية البارزة على المنازل المواجهة للشارع، وهي ثلاثة منازل؛ الأول لأرملة وحيدة تناهز الستين من عمرها، والثاني لأسرة من زوجين وأربعة أطفال يعمل الأب بنظام المناوبات ويقضي أغلب لياليه في عمله، والثالث تعيش فيه امرأة متقدمة في السن مع بناتها الشابات، وكل أسرة من هذه الأسر الثلاث تحكي لك قصص معاناة يصعب أن يصدق أحدنا أن مواطناً يعيشها في البحرين في صمت وخارج تغطية الإعلام وبعيداً عن اهتمام المنظمات الحقوقية الدولية!!
يُجمع أصحاب المنازل الثلاثة وسكان المجمع أن الإرهابيين يستهدفونهم بأسلوب منظم من أجل تهجيرهم من المنطقة، حيث يهاجمون المنازل الثلاثة بعشرات الزجاجات الحارقة (المولوتوف) وعشرات الأسياخ الحديدية من مختلف الأحجام، ولا مواعيد محددة للهجوم؛ فالتاسعة صباحاً تستوي مع الواحدة ظهراً أو الرابعة فجراً في عُرف الإرهابيين، وأحياناً يتم الهجوم أكثر من مرة في اليوم، وإذا استعرضنا معاناة الأسر باختصار شديد، فمنزل السيدة الأرملة يتعرض دائماً لرمي مكثف من المولوتوف الذي يسقط مراراً في ساحة المنزل أو يستقر فوق السطح، ولولا تدخل شباب المجمع لتعرض المنزل لحريق كامل في ساعة متأخرة من الليل، أما الأسرة الثانية فتضطر الأم وأبناؤها الأربعة إلى التنقل للمبيت في منازل أقاربها في الإجازات، وحين اشتداد أعمال الإرهاب خوفاً على أبنائها من الهجوم الليلي الذي قد يؤدي إلى إصابة أحدهم أثناء غياب الأب، وقد أدى الوضع غير المستقر الذي تعانيه الأسرة إلى تدهور المستوى الدراسي للأبناء نتيجة تغيبهم المتكرر عن المدرسة أو تأخرهم الصباحي، وزائر المنطقة يرى بأم عينيه كيف أن ربع المنزل تقريباً قد احترق حينما اخترقت زجاجة مولوتوف نافذة غرفة أحد الأطفال فأحرقت الغرفة وما جاورها، تقول الأم إنها قررت مع زوجها التوقف عن الإنجاب لأنها لا تضمن سلامة أبنائها المراهقين فكيف إذا حملت أو أنجبت طفلاً رضيعاً وسط الغازات المسيلة للدموع ودخان الحرائق بل بين الحرائق والأسياخ وفي ظل عمليات هروبهم وتنقلهم بين منازل أقاربهم ؟!
أما الأسرة الثالثة فمعاناتها لا تقل عن الأسرتين؛ ففضلاً عن آثار المولوتوفات والأسياخ التي خلفت تلفيات جسيمة في المنزل، وفضلاً عن احتراق سيارة إحدى الفتيات بالمولوتوف وعدم حصولها على تعويض، وفضلاً عن اختراق زجاجة مولوتوف غرفة الأم في الطابق الثاني واحتراق ملابسها وشعرها، إذ لولا لطف الله وخبرة الفتيات في مجال الطب لماتت الأم محترقة، وفضلاً عن...، فقد كسر عشرات (الرجال) الإرهابيين الباب الخلفي واقتحموا المنزل على الفتيات ووالدتهن بعد منتصف الليل في مشهد مروع فعلاً!!، والفتيات ووالدتهن يُعْلن بكل جرأة أنهن يدركن مكر الإرهابيين ويعرفن غايتهم، ومهما اشتد تخويف الإرهابيين لهن وتهديدهم، فإنهن لن يتركن منزلهن وسيبقين فيه صموووووداً .
سكان المجمع وأصحاب المنازل الثلاثة يشكون من عدم كفاية الحلول الأمنية في المنطقة، فوجود بضع رجال أمن لا يكفي لمواجهة عشرات الإرهابيين المدججين بالمولوتوفات والأسياخ، وزيادة عدد رجال الأمن أو تواجد سيارات أمنية أو مدرعات يعد محفزاً كبيراً لاشتداد الهجوم الإرهابي على المجمع وزيادة عدد الإرهابيين، ورجال المجمع وشبابه يعانون الأمرين، فهم يتصدون للغارات المكثفة من الإرهابيين ويساهمون في إطفاء الحرائق وإسعاف المصابين، وعليهم (في الوقت نفسه) أن يتوخوا الحذر من مغبة الاشتباك مع الإرهابيين أو الرد عليهم كي لا يُسَجل ضدهم الاشتراك في أعمال الشغب ومن ثم يتم اتخاذ إجراءات أمنية ضدهم، والتوفيق بين الأمرين يكاد يكون شبه مستحيل في ظل اقتحام الإرهابيين للمجمع واستفزازهم الأهالي بالهتافات التسقيطية والترهيبية!!، لكن الشباب يصرون على الدفاع عن منطقتهم وساكني المنازل الثلاثة، إذ تأبى شهامتهم أن تُهاجَم النساء ليلاً أو أن يمتن محترقات وهم يتفرجون، أو يتذرعون بعدم المسؤولية حتى يصل رجال الأمن، تفاصيل حصار البديع كثيرة، تعرض مشاهدها الأفلام التي يصورها وينتجها الإرهابيون أنفسهم والتي تُلتقط بحرفية عالية بحيث تصور المواجهة مع رجال الأمن (فقط) ولا تُظهر الهجوم على منازل المدنيين الأبرياء، كما إن الأهالي يمتلكون صوراً وأفلاماً توثق اقتحام الإرهابيين للمجمع وهجومهم الناري الكثيف على أهله والهتافات المسيسة التي يرددونها، وقد اضطر رجال المجمع لتجهيز إمدادات الماء والدلاء لإطفاء النيران المتكررة التي تشتعل في المنازل الثلاثة وحولها بشكل شبه يومي، كما إنهم تعلموا مهارات الإسعافات الأولية لإنقاذ الإصابات التي تقع في صفوفهم أثناء حصار المجمع والهجوم عليه من قبل الإرهابيين.
حصار البديع الذي نقلته باختصار مُخل يفرغه من روح المعاناة الحقيقية والرعب والإحساس بالظلم والإهمال الذي يعيشه سكان مجمع (554) من بعد رفع حالة السلامة الوطنية قضية حقوقية مهمَلة، تتقاعس عنها جمعيات حقوق الإنسان التي انتفضت لفبركات ما سُمي بحصار العكر أو مجزرة الشاخورة، ولم تلق معاناة الأهالي عناية كافية من المحافظ أو نائب المنطقة أو أي من الجمعيات السياسية، قضية حصار البديع نرفعها لسعادة وزير الداخلية ليوجه بحكمته وحنكته الأجهزة الأمنية لتقديم حلول ناجعة وحاسمة لمسلسل الرعب اليومي الذي يمر به الأهالي، ونرفعها لوسائل الإعلام كي تُلقي الضوء على حياة مواطنين مسالمين أبرياء يعيشون تحت الحصار ولاذنب لهم إلا أنهم سكنوا في زمن السلم منطقة صارت اليوم خط مواجهة النيران، ونرفع القضية إلى المنظمات الدولية لحقوق الإنسان ومنظمة أطباء بلا حدود، كي يزوروا المنطقة، ويتفقدوا السكان الذين يعيشون في بيوت محترقة، وكي يستمعوا إلى شباب المجمع الذين يقضون وقت فراغهم على مقاعد الحديقة الخلفية للمنازل الثلاثة ليمنعوا الأطفال من اجتياز الممرات نحو الشارع، وليفزعوا لمن يصاب بسهم غادر يُقذف عبر طفايات الحريق من الضفة الأخرى للشارع، وليهبوا لمنع جموع الإرهابيين من التوغل في عمق المجمع حتى تصل سيارات الأمن، وليحملوا الدلاء ويسحبوا خراطيم المياه لإطفاء الحرائق اليومية في المنازل التي تبيت فيها النساء والأطفال وحدهم.
وأخيرا نرفع معاناة حصار البديع إلى قادة ما يسمى بالحراك السلمي الذي أبهر العالم، ولا أدري هل بالإمكان تذكيرهم بضرورة الحفاظ على السلم الأهلي، وتحييد النساء والأطفال والمواطنين الأبرياء العزل من هذا الإرهاب، أم أن قضية حصار البديع جزء من مخططهم الإرهابي لتهجير سكان المناطق المختلطة من أجل ضرب الوحدة الوطنية وإتمام احتلالهم لقرى المواطنين الشيعة والإطباق على أهلها المحاصرين بعناصر 14 فبراير الإرهابية؟