يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: (إذا أصبح العبد وأمسى وليس همُّه إلا الله وحده تحمَّل اللهُ سبحانه حوائجه كلها، وحَمَل عنه كل ما أهمَّه، وَفَرَّغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته. وإنْ أصبح وأمسى والدنيا همُّه حمَّله اللهُ همومها وغمومها وأنكادها، ووكَّله إلى نفسه، فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم، فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره، ويعصر أضلاعه في نفع غيره).
تنزوي إلى ركنٍ بعيد مع إشراقة سنة جديدة ورحيل سنة من عمرك تنظر بتأمل إلى تلك الألوان المبهرجة لدنيا فانية كألوان الطاووس الزاهية، فيعتلج في صدرك موجة حزن دفين على لحظات ضاعت، وأوقات انقضت، ومواقف دُفنت في مدافن النسيان، لم تخرج منها بلذة إيمان صادقة، ولا بعمل صالح، ولا بكلمة ذاكرة، ولا بعين دامعة، ولا بقلب عاش في صبحه ومسائه يذكر مولاه ويتفرغ لطاعته.
يا ترى هل صدقت مع نفسك مع إطلالة سنة جديدة، وتوثبت نشاطاً لتغيير نمط حياتك، وتغيير تلك النفس الكسولة التي عاشت لحظاتها من أجل بهرجة دنيا فارغة، ومن أجل كد العيش وتعب الحياة وضنكها!! يا ترى هل أعدت على مسامعك تلك اللحظات التي ضاعت، وأعدت الحسابات من جديد، واشتريت دفتراً جديداً صغت حروفه الأولى بشعار (أنا مولود جديد.. من هذه اللحظة)؟؟
حياتنا أضحت سريعة لم نعد نستوعب لحظاتها، وبتنا نلهث وراء ظل خادع لا نعلم خطورته إلا إذا اقتربنا من ملامحه.. تصاريف الحياة تصطبغ بشطحات عابثة، والطريق نحو تحقيق الآمال والغايات طريق وعر ليس مفروشاً بالورود، بل يحتاج إلى فتح الأعين والآذان لاستيعاب المعاني المنثورة هنا وهناك أثناء المسير.. حياتنا أمست تخطف منك أحلى لحظات القرب من بارئك ما دمت تغوص في بحار الغفلة، وتُنكس رأسك في مستنقعات الشرود الذهني والمعاصي الماحية للحسنات!! ومع كل ذلك هل أطلت فكرك في صياغة حياة مُضيئة تعمرها بطاعة الرحمن، وتُزينها بذكره وشكره وحسن عبادته، فتمضي فيها -ومنذ بداية عام جديد- إلى ذلك المركب الفريد الذي يُعطيك الأمن النفسي بصحبة الأخيار والصالحين!!
لعلك تقوى على هذا وذاك.. نعم تُزلزل نفسك المُقصرة، وتنتفض من أجل حياة أكثر سعادة وجمالاً وهناءً ومُتعةً وبهاءً وطمأنيةً وسكوناً، يكون همّك فيها حبيبك الأول والأخير (الله جلَّ جلاله) وحده فقط، حياة تصيغ فيها ملامح نفسك بحب الله تعالى وحده، بعد أن تشربت بحب الدنيا فيما كنت تعتقد من قبل أنه لله تعالى.. حياة تُحطم فيها كل أغلال الكسل والخمول، وتنفض غبار الأسى والحزن والتشاؤم وتنظر بأمل إلى الظفر (بالفردوس الأعلى).. حياة لا همَّ فيها إلا الله تعالى بقلب صاف يعشق الخير في حياة البشر، وبلسان ذاكر لا يفتر عن ذكر خالقه، وبنشاط زاخر يزرع الخير في الكون كله، وبهمة وعطاء وتضحية همها إرضاء المولى تعالى وحده لا إرضاء البشر.. فهو يصبح وهو على يقين بأن يومه هو لله تعالى وحده فلا يلتفت لإغراءات الأحلام المُزعجة، بل يتفنن في ألوان الطاعات والعبادات من أجل أن يكون في ديمومة من العبادة الحقة لمولاه الخالق الكريم.. ثم يُمسي بذكر للرحمن يشتغل فيه بأداء ركيعات تُعيده إلى نشاطه حتى يستقبل يومه الآخر بنفس أكثر إشراقاً وحيوية.
إنها سنة جديدة من أعمارنا، والفطن هو من استطاع أن يطوي صفحته الماضية بكتابة عهد جديد مع الله تعالى، عهد يُزين حياته فيه بمحاسن الخيرات والطاعات، فهو على استعداد للحظة الفراق بما يكنه في قلبه من حب عميق لمولاه، ونفس رقيقة عاقلة تعرف كيف تعالج النقص في مسيرتها في أي لحظة، وتعرف كيف تعود إلى ميدان ربها في أي لحظة، وتعرف كيف تكبح جماح النفس، وتستغفر مراراً من أجل أن تُجدد إيمانها وتستعد للحظة الرحيل.. وما أحلاها عندما تكون لحظتها لله وحده.. وصدق الله الحكيم العظيم.. (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).
تنزوي إلى ركنٍ بعيد مع إشراقة سنة جديدة ورحيل سنة من عمرك تنظر بتأمل إلى تلك الألوان المبهرجة لدنيا فانية كألوان الطاووس الزاهية، فيعتلج في صدرك موجة حزن دفين على لحظات ضاعت، وأوقات انقضت، ومواقف دُفنت في مدافن النسيان، لم تخرج منها بلذة إيمان صادقة، ولا بعمل صالح، ولا بكلمة ذاكرة، ولا بعين دامعة، ولا بقلب عاش في صبحه ومسائه يذكر مولاه ويتفرغ لطاعته.
يا ترى هل صدقت مع نفسك مع إطلالة سنة جديدة، وتوثبت نشاطاً لتغيير نمط حياتك، وتغيير تلك النفس الكسولة التي عاشت لحظاتها من أجل بهرجة دنيا فارغة، ومن أجل كد العيش وتعب الحياة وضنكها!! يا ترى هل أعدت على مسامعك تلك اللحظات التي ضاعت، وأعدت الحسابات من جديد، واشتريت دفتراً جديداً صغت حروفه الأولى بشعار (أنا مولود جديد.. من هذه اللحظة)؟؟
حياتنا أضحت سريعة لم نعد نستوعب لحظاتها، وبتنا نلهث وراء ظل خادع لا نعلم خطورته إلا إذا اقتربنا من ملامحه.. تصاريف الحياة تصطبغ بشطحات عابثة، والطريق نحو تحقيق الآمال والغايات طريق وعر ليس مفروشاً بالورود، بل يحتاج إلى فتح الأعين والآذان لاستيعاب المعاني المنثورة هنا وهناك أثناء المسير.. حياتنا أمست تخطف منك أحلى لحظات القرب من بارئك ما دمت تغوص في بحار الغفلة، وتُنكس رأسك في مستنقعات الشرود الذهني والمعاصي الماحية للحسنات!! ومع كل ذلك هل أطلت فكرك في صياغة حياة مُضيئة تعمرها بطاعة الرحمن، وتُزينها بذكره وشكره وحسن عبادته، فتمضي فيها -ومنذ بداية عام جديد- إلى ذلك المركب الفريد الذي يُعطيك الأمن النفسي بصحبة الأخيار والصالحين!!
لعلك تقوى على هذا وذاك.. نعم تُزلزل نفسك المُقصرة، وتنتفض من أجل حياة أكثر سعادة وجمالاً وهناءً ومُتعةً وبهاءً وطمأنيةً وسكوناً، يكون همّك فيها حبيبك الأول والأخير (الله جلَّ جلاله) وحده فقط، حياة تصيغ فيها ملامح نفسك بحب الله تعالى وحده، بعد أن تشربت بحب الدنيا فيما كنت تعتقد من قبل أنه لله تعالى.. حياة تُحطم فيها كل أغلال الكسل والخمول، وتنفض غبار الأسى والحزن والتشاؤم وتنظر بأمل إلى الظفر (بالفردوس الأعلى).. حياة لا همَّ فيها إلا الله تعالى بقلب صاف يعشق الخير في حياة البشر، وبلسان ذاكر لا يفتر عن ذكر خالقه، وبنشاط زاخر يزرع الخير في الكون كله، وبهمة وعطاء وتضحية همها إرضاء المولى تعالى وحده لا إرضاء البشر.. فهو يصبح وهو على يقين بأن يومه هو لله تعالى وحده فلا يلتفت لإغراءات الأحلام المُزعجة، بل يتفنن في ألوان الطاعات والعبادات من أجل أن يكون في ديمومة من العبادة الحقة لمولاه الخالق الكريم.. ثم يُمسي بذكر للرحمن يشتغل فيه بأداء ركيعات تُعيده إلى نشاطه حتى يستقبل يومه الآخر بنفس أكثر إشراقاً وحيوية.
إنها سنة جديدة من أعمارنا، والفطن هو من استطاع أن يطوي صفحته الماضية بكتابة عهد جديد مع الله تعالى، عهد يُزين حياته فيه بمحاسن الخيرات والطاعات، فهو على استعداد للحظة الفراق بما يكنه في قلبه من حب عميق لمولاه، ونفس رقيقة عاقلة تعرف كيف تعالج النقص في مسيرتها في أي لحظة، وتعرف كيف تعود إلى ميدان ربها في أي لحظة، وتعرف كيف تكبح جماح النفس، وتستغفر مراراً من أجل أن تُجدد إيمانها وتستعد للحظة الرحيل.. وما أحلاها عندما تكون لحظتها لله وحده.. وصدق الله الحكيم العظيم.. (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).