«والله عيالنا معذورون.. يعانون من اضطهاد وتمييز وضغوط نفسية.. يشوفون روحهم ما يتوظفون بقوة الدفاع لازم تعذرونهم ليما يطلعون ويحرقون الشوارع !! «هذا ليس بكلام خيالي بل كلام صدر من أحدهم الذي أخذ يبرر صنيع أبناء قريته مع رجال الأمن وممتلكات الوطن العامة وكأن الدنيا كلها وقفت عند هؤلاء «الإرهابيين» على وظائف هذه الجهات الأمنية لفعل ما يفعلونه!!
عندما تدخل في حوار مع أحد أطراف رجال القرى المضطربة أمنياً دائماً يكون منطق حججهم متجهاً صوب الجانب النفسي»، لا وظائف يحصلون، ولا بيوت إسكان، والحياة صارت غالية، وهم يعانون من شعور أن الدولة تضطهدهم. «جميل هذا الكلام إن كان يصدر بحس وطني وغيرة يراد بها الحصول على اهتمام الدولة، كونهم أبناءها، من منطلق حبها لا هدمها. ولكن لمَ لم نجد مثل هذه التبريرات»؟.
علماً أن التبرير في علم هو حيلة دفاعية يلجأ إليها الإنسان حتى لا يعترف بفشله أو خطئه ويحاول من خلال سلوكه أن يبرز أسبابه المعقولة المقبولة في المجتمع لسلوك قد لا يكون مقبولاً بالأصل، ولكن التبرير يدفعه إلى تفسير سلوكه بطريقة تجعله في نظر الناس معقولاً ليعفيه من الاعتراف بالدوافع الحقيقية غير المقبولة!! «لمَ لم نجده من أحد هؤلاء «المبررين» كثيراً، وهو يتناقل بحماس ونشاط زائدين، و«شاط عمره على الآخر»، مشهد صفع شرطي لمواطن تبرير نفسي للشرطي أيضاً أم أن الشرطي ليس بإنسان له مشاعر و«نفسية وروح»؟.. لمَ لم يفكر أحد منهم يوماً في مشاعر أبنائه، بل وعائلته أجمع وهم يقبعون خلف شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية والتلفاز يتابعون مشاهد سحق كرامة رجال الأمن وحرقهم ودهسهم وكأنهم دمى بكل استخفاف وبساطة؟.
لمَ لم يدرج الجانب النفسي في هذه القضية بالذات فيما يدرج دائماَ صوبهم إن كان المواطن المصفوع قد صفع وهو يحمل طفله؟.. لمَ لم يفكر أحد يوماً في الشرطي الذي يتعرض لأبشع محاولات القتل وهو يحمل في قلبه ونفسه أطفاله وعائلته؟.. لمَ لَمْ نجد أحدهم يقول «والله رجل الأمن معذور، بعد هيبته ومكانته في المجتمع أصبح اليوم يتم الاعتداء عليه وحرقه وفوق كل ذي مضطر يتعامل مع عقلياتهم المغسولة والاستماع لكلماتهم البذيئة وتصرفاتهم الهمجية وهم يتطاولون عليه ويصورون مشاهد الاستخفاف به وينشرونها عبر قنواتهم أمام العالم أجمع ؟». استنكر الكثيرون مشهد الصفعة، فيما حاول البعض أخذ الموقف إلى أبعاد نفسية ألقى بظلاله على ابن المواطن المصفوع وكرامة الأب، ولذلك من نفس المنطق نقول «لمَ أقلامكم وجهودكم في النشر وحماسكم في الدفاع عن كرامة المواطن لا تطال كرامة الشرطي، بل وأبناءه أيضاً معه الذي يصفع يومياً بمحاولات قتله وحرقه في الشوارع فيما يصفع أبناؤه بمنظر والدهم وهو يحترق ويعتدى عليه وينام بالمستشفى مصاباً؟.. أليس أبناؤه بشراً لهم كرامتهم التي هي من كرامة أبيهم أمام العالم؟.. ألا تعتقدون يوماً أن أحد أبنائه قد يتعرض لتعليق من أصحابه عندما يذكر وظيفة والده، مفاده «تبي تخرعني بأبيك الشرطي.. من زين شغله؟، إلا شرطي يوقف بالشوارع ويكفخونه الخونة ويحرقونه لا ويقحصون على جثته بعد عقب ما يدوسونه؟».
أردتم دائماً وخلال سنوات طويلة إيجاد تبرير منطقي أمام العالم في مسألة الاضطهاد والتمييز و«مظلومية الوظائف» التي تدعونها، فلمَ اليوم لا نجد تبريراً منطقياً واحداً.. واحداً فقط لرجل أمن لا تحتسب «صفعاته» اليومية وهو يخرج من منزله لا يدري العالم عن أي ضغوط نفسية يخزنها في نفسه وهو يرحل عن منزله حاملاً وجوه أطفاله في نفسه «لتصفعه» فكرة أنه قد لا يعود له أبداً ويقف في الشوارع ومناطق الفعاليات الإرهابية اليومية قريباً جداً ممن يريدون اقتطاف حياته بزجاجة مولوتوف حارقة يعمل ليل نهار «تصفعه» أشعة الشمس الحارقة أوالبرد والمطر مستاء جدا وهو «يصفع» بحقيقة أن يكون رجل أمن ولا يستطيع أن يمارس أبسط حقوقه في الدفاع عن نفسه وامتلاك سلاح يردع أسلحتهم الحارقة ثم «يصفع» بمناظر يرى فيها وطنه يحرق والناس يروعون بالشوارع «ليصفعه» إحساس يشعر في داخله أنه لا يؤدي واجبه الأمني كما يتم في كل دول العالم، ثم تأتيه «صفعة» أقوى عندما يتوارد إليه خبر عن زملاء له دهسوا وحرقوا ببشاعة وبلا إنسانية، يلي كل ذلك «صفعة» أكبر عندما يتابع الأحكام القضائية الصادرة بشأن مجرمين قطفوا حياة زملائه بكل بساطة دون أن ينالوا جزاءهم العادل «على فكرة العذاب والضغط النفسي هذا يعيشه الشرطي يومياً».
ماذا عن «صفعة الكرامة» عندما يجلس مع مواطني دول أخرى ويخبرهم أنه شرطي، مدرك في الوقت نفسه عدد مشاهد العبث برجال الشرطة التي وصلتهم وفكرة أنهم قد يجدونه «شرطياً ذليلاً أو مجرد ديكور أمني» في وطنه الذي لا يملك فيه حق الدفاع عن نفسه حتى؟.. ماذا عن «صفعة الاحترام» التي يشعر بها الشرطي وهو يجالس أطفاله وهو الذي يحب أن يظهر أمامهم كبطل فيجد هيبته كشرطي لم تهتز صورتها في وجه المجتمع وأفراده فقط بل حتى في منزله وبين أبنائه الذين يتابعون مناظر حرق رجال الشرطة وضربهم والاعتداء عليهم بكل سهولة ثم يتذكرون أن والدهم هو شرطي أيضاً؟..ماذا عن «صفعة الخوف» من تجرعه لمشاعرهم وكلماتهم وهم يعبرون له عن خوفهم من فقدانه يوماً؟ ماذا عن صفعة «تمييز العدالة»، عندما يحاسب على أقل شيء يفعله فيما العابثون بأرواح الشرطة لا ينالون أحكاماً عادلة تدينهم و«تمييز الدفاع والإنسانية».. عندما يجدكم تقفون مع المواطن المصفوع ولم يحدث أن وقفتم يوماً معه وهو يصفع بإجرامكم ؟
استنكرتم ببالغ الأسى مشهد المواطن «المصفوع» فماذا عن بقية رجال الشرطة والمواطنين «المصفوعين» يومياً بإرهابكم وإجرامكم التي تطالهم حتى في منازلهم وهم يتابعون قنوات الفبركة والإساءة لوطنهم الذي يحملون اسمه وهويته أمام العالم؟
{{ article.visit_count }}
عندما تدخل في حوار مع أحد أطراف رجال القرى المضطربة أمنياً دائماً يكون منطق حججهم متجهاً صوب الجانب النفسي»، لا وظائف يحصلون، ولا بيوت إسكان، والحياة صارت غالية، وهم يعانون من شعور أن الدولة تضطهدهم. «جميل هذا الكلام إن كان يصدر بحس وطني وغيرة يراد بها الحصول على اهتمام الدولة، كونهم أبناءها، من منطلق حبها لا هدمها. ولكن لمَ لم نجد مثل هذه التبريرات»؟.
علماً أن التبرير في علم هو حيلة دفاعية يلجأ إليها الإنسان حتى لا يعترف بفشله أو خطئه ويحاول من خلال سلوكه أن يبرز أسبابه المعقولة المقبولة في المجتمع لسلوك قد لا يكون مقبولاً بالأصل، ولكن التبرير يدفعه إلى تفسير سلوكه بطريقة تجعله في نظر الناس معقولاً ليعفيه من الاعتراف بالدوافع الحقيقية غير المقبولة!! «لمَ لم نجده من أحد هؤلاء «المبررين» كثيراً، وهو يتناقل بحماس ونشاط زائدين، و«شاط عمره على الآخر»، مشهد صفع شرطي لمواطن تبرير نفسي للشرطي أيضاً أم أن الشرطي ليس بإنسان له مشاعر و«نفسية وروح»؟.. لمَ لم يفكر أحد منهم يوماً في مشاعر أبنائه، بل وعائلته أجمع وهم يقبعون خلف شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية والتلفاز يتابعون مشاهد سحق كرامة رجال الأمن وحرقهم ودهسهم وكأنهم دمى بكل استخفاف وبساطة؟.
لمَ لم يدرج الجانب النفسي في هذه القضية بالذات فيما يدرج دائماَ صوبهم إن كان المواطن المصفوع قد صفع وهو يحمل طفله؟.. لمَ لم يفكر أحد يوماً في الشرطي الذي يتعرض لأبشع محاولات القتل وهو يحمل في قلبه ونفسه أطفاله وعائلته؟.. لمَ لَمْ نجد أحدهم يقول «والله رجل الأمن معذور، بعد هيبته ومكانته في المجتمع أصبح اليوم يتم الاعتداء عليه وحرقه وفوق كل ذي مضطر يتعامل مع عقلياتهم المغسولة والاستماع لكلماتهم البذيئة وتصرفاتهم الهمجية وهم يتطاولون عليه ويصورون مشاهد الاستخفاف به وينشرونها عبر قنواتهم أمام العالم أجمع ؟». استنكر الكثيرون مشهد الصفعة، فيما حاول البعض أخذ الموقف إلى أبعاد نفسية ألقى بظلاله على ابن المواطن المصفوع وكرامة الأب، ولذلك من نفس المنطق نقول «لمَ أقلامكم وجهودكم في النشر وحماسكم في الدفاع عن كرامة المواطن لا تطال كرامة الشرطي، بل وأبناءه أيضاً معه الذي يصفع يومياً بمحاولات قتله وحرقه في الشوارع فيما يصفع أبناؤه بمنظر والدهم وهو يحترق ويعتدى عليه وينام بالمستشفى مصاباً؟.. أليس أبناؤه بشراً لهم كرامتهم التي هي من كرامة أبيهم أمام العالم؟.. ألا تعتقدون يوماً أن أحد أبنائه قد يتعرض لتعليق من أصحابه عندما يذكر وظيفة والده، مفاده «تبي تخرعني بأبيك الشرطي.. من زين شغله؟، إلا شرطي يوقف بالشوارع ويكفخونه الخونة ويحرقونه لا ويقحصون على جثته بعد عقب ما يدوسونه؟».
أردتم دائماً وخلال سنوات طويلة إيجاد تبرير منطقي أمام العالم في مسألة الاضطهاد والتمييز و«مظلومية الوظائف» التي تدعونها، فلمَ اليوم لا نجد تبريراً منطقياً واحداً.. واحداً فقط لرجل أمن لا تحتسب «صفعاته» اليومية وهو يخرج من منزله لا يدري العالم عن أي ضغوط نفسية يخزنها في نفسه وهو يرحل عن منزله حاملاً وجوه أطفاله في نفسه «لتصفعه» فكرة أنه قد لا يعود له أبداً ويقف في الشوارع ومناطق الفعاليات الإرهابية اليومية قريباً جداً ممن يريدون اقتطاف حياته بزجاجة مولوتوف حارقة يعمل ليل نهار «تصفعه» أشعة الشمس الحارقة أوالبرد والمطر مستاء جدا وهو «يصفع» بحقيقة أن يكون رجل أمن ولا يستطيع أن يمارس أبسط حقوقه في الدفاع عن نفسه وامتلاك سلاح يردع أسلحتهم الحارقة ثم «يصفع» بمناظر يرى فيها وطنه يحرق والناس يروعون بالشوارع «ليصفعه» إحساس يشعر في داخله أنه لا يؤدي واجبه الأمني كما يتم في كل دول العالم، ثم تأتيه «صفعة» أقوى عندما يتوارد إليه خبر عن زملاء له دهسوا وحرقوا ببشاعة وبلا إنسانية، يلي كل ذلك «صفعة» أكبر عندما يتابع الأحكام القضائية الصادرة بشأن مجرمين قطفوا حياة زملائه بكل بساطة دون أن ينالوا جزاءهم العادل «على فكرة العذاب والضغط النفسي هذا يعيشه الشرطي يومياً».
ماذا عن «صفعة الكرامة» عندما يجلس مع مواطني دول أخرى ويخبرهم أنه شرطي، مدرك في الوقت نفسه عدد مشاهد العبث برجال الشرطة التي وصلتهم وفكرة أنهم قد يجدونه «شرطياً ذليلاً أو مجرد ديكور أمني» في وطنه الذي لا يملك فيه حق الدفاع عن نفسه حتى؟.. ماذا عن «صفعة الاحترام» التي يشعر بها الشرطي وهو يجالس أطفاله وهو الذي يحب أن يظهر أمامهم كبطل فيجد هيبته كشرطي لم تهتز صورتها في وجه المجتمع وأفراده فقط بل حتى في منزله وبين أبنائه الذين يتابعون مناظر حرق رجال الشرطة وضربهم والاعتداء عليهم بكل سهولة ثم يتذكرون أن والدهم هو شرطي أيضاً؟..ماذا عن «صفعة الخوف» من تجرعه لمشاعرهم وكلماتهم وهم يعبرون له عن خوفهم من فقدانه يوماً؟ ماذا عن صفعة «تمييز العدالة»، عندما يحاسب على أقل شيء يفعله فيما العابثون بأرواح الشرطة لا ينالون أحكاماً عادلة تدينهم و«تمييز الدفاع والإنسانية».. عندما يجدكم تقفون مع المواطن المصفوع ولم يحدث أن وقفتم يوماً معه وهو يصفع بإجرامكم ؟
استنكرتم ببالغ الأسى مشهد المواطن «المصفوع» فماذا عن بقية رجال الشرطة والمواطنين «المصفوعين» يومياً بإرهابكم وإجرامكم التي تطالهم حتى في منازلهم وهم يتابعون قنوات الفبركة والإساءة لوطنهم الذي يحملون اسمه وهويته أمام العالم؟