لطالما كوّن المجتمع شخصيته عبر التاريخ كجزء هام في جميع التوجهات التي غيّرت الحركات الرياضية حول العالم، فوجود الانتباه والمتابعة إضافة للوعي المتطلب الذي يترجم كل ما هو شائب لصائب في نحو هام جداً يؤدي لمستقبل مميز على النحو الفكري المجتمعي باتجاه الرياضة المعينة.
إن المجتمع البحريني جزء هام من الرقابة الرياضية المحلية، فهو بالطبع يمثل جهاز الرقابة الأكثر تسامحاً وشاعرية مع رياضة المملكة، فالجهاز الرقابي المجتمعي الرياضي لا يعاقب سوى بحروفه وكلماته، وهو من دون شك جسد نقدي هام جداً على المستوى الرياضي، لأن الجهاز الرقابي الإعلامي نابع من المجتمع أساساً فيظفر بما يقوله من زوايا نقدية تجاه الرياضة المعينة، ومنها يتشكل التوجه الإعلامي ويكتمل المحور المادي الذي سيقوم بطرحه من وسائل تجاه الاتحاد المسؤول عن اللعبة.
لذا فوجود مجتمع رياضي محلي واع، هام جداً في سبيل الوصول للتغيير الذي سوف تتطلبه إحدى أصعب المراحل التي قد تمر بها الرياضة المعينة، فمثلاً فترة الخروج من تصفيات كأس العالم أمام نيوزلندا كانت بحاجة لسكينة وهدوء مطلق، حتى يتعرف الفرد على الخيوط بيسر لتقوده للمتشابكات ومن ثم للصورة التي يريدها للتعرف على المشكلة، بالهدوء وقليل من العقل فقط، فلم أجد يوماً مشكلة تحل بالعاطفة والقلب والمشاعر، إطلاقاً، بقدر ما كانت الحلول متوافرة بالجملة عندما تتوافر السكينة، فيتوافر العقل حينها، فتنظر للحلول كما تنظر للألوان في حياتك.
فبقدر ما نحتاج للعقل نحن بحاجة ماسة للمهنية الصادقة، لأنها عنصر هام جداً في توسيع نطاق الوعي المجتمعي أو تقليصه لو أمكنه حتى، فحلّ المشكلة يكون بتحجيم وتقييم هذه المشكلة، بل الخوض في تداعيات والغوص في ما سيؤول إليه الزمن، فلربما تطرح موضوعاً يكون تأثيره سلبياً على “الفئة المجتمعية الواعية” وعلى النقيض تماماً بالنسبة “للفئة المتواضعة”، فينقسم فكرياً هذا المجتمع عن المجتمع الرياضي الأم “الواعي” ليكوّن من شخصه مجتمعاً جديداً تملؤه البراءة والهوية الضائعة، فيجد من الحل الخاطئ للجهة الإعلامية المعينة إجابات له وحقائق يستدل بها أمام من يناقشه ويكابحه في الآراء، ولكنه في الحقيقة في متاهة كبرى، يستمتع بضياعه فيريد هذا الضياع أكثر مما يريد الخروج منه، فحل المشكلة يكون بحلّ وليس بمشكلة أكبر، وهنا تأتي المهنية الإعلامية الرياضية المتطلبة لزيادة الوعي الرياضي للجماهير، وليس لاستئصاله!
فنستخرج أخيراً، بأن العلاقة تكافلية ما بين الإعلام الرياضي والجمهور المحلي، فكلا الاثنين يعتمدان على بعضيهما وبصورة جداً ضرورية، فبدون المجتمع الرياضي ليس هناك مخزون فكري للإعلام، ومن دون الإعلام ليس هناك منهل لربط الوعي الجماهيري والسمو به.
همسة
«إذا كنت تصدق كل ما يُقرأ.. لا تقرأ»