عرفت المجتمعات المختلفة التغير السياسي سواء في شكل ثورات أو انقلابات أو في شكل تطور سلمي تدريجي.ولكن المنطقة العربية عاشت في ظل مجموعة من الأفكار بعضها يعبر عن فكر خيالي، وبعضها يعبر عن فكر يسعى لإعادة عقارب الساعة للوراء، ناسياً أن العالم يتغير، في كل شيء وبعضها يعبر عن الارتباط مع قوى خارجية إقليمية أو دولية تسعى للسيطرة أو الهيمنة، وهكذا فقدت كثير من القوى المجتمعية في المنطقة العربية ذاتيتها واستقلاليتها وهويتها تحت دعاوى مختلفة.
لا شك أن الولايات المتحدة كقوة عظمى لها أجندتها، فبعد أن اتبعت سياسة العزلة لما يقرب من قرنين من الزمن، وحققت التقدم والبناء، وإرساء دعائم القوة للدولة في ظل مفهوم الدولة الوطنية، وما يعرف بالبوتقة الأمريكية بصهر الأجناس والأعراق، وإرساء البناء السياسي على أساس القانون والمساواة والعدالة، وتعزيز البناء الأمني علي أساس التوازن بين الحرية والأمن اتجهت للسيطرة الدولية ومن ثم وقع الصراع مع الاتحاد السوفيتي إلي أن تفكك ثم مع النظم الاستبدادية التي تحالفت معها لفترة من الزمن لأغراض ومآرب سياسية، فأوجدت العدو الجديد وهو الإسلام والثقافة الإسلامية التي اعتبرتها ودعاتها من المتشددين والمتطرفين كأعداء دائمين وحلفاء مؤقتين حيث استخدامهم في أفغانستان، وأيضا في منهجها لتغيير الشرق الأوسط، وابتكرت لذلك نظرية صدام الحضارات ونظرية الفوضى الخلاقة اللتين مؤداهما تدمير الدولة لإعادة بنائها. ولذلك لا عجب أن قادة التيارات الإسلامية السنية والشيعية الذين تسلموا السلطة في السنوات الأخيرة كان كثير منهم يعيشون في الولايات المتحدة، وتعلموا في جامعاتها، ومن هنا برزت “الظاهرة الإسلامية أو الإسلام الأصولي” الذي قدمت لكثير من دعاته اللجوء السياسي والمساعدات والتأييد وفي كثير من الحالات لم تشجع أمريكا تيار الاعتدال الذي يعبر عن المبادئ الإسلامية السليمة.
إن الفيلم المسمي «براءة المسلمين» هو حلقة في تطبيق نظرية الفوضى الخلاقة التي الهدف منها تدمير الأوطان وخلق مرحلة جديدة أخرى من مراحل صدام الحضارات. وبما أن الشعوب الإسلامية والعربية معظمها يعيش حالة تخلف فكري وثقافي، فنجد الجماهير تندفع فتحطم كل ما تتصوره عدواً لها، لاسيما من يحركون نظريات الفوضى الخلاقة، وصدام الحضارات، من هنا انقلب السحر على الساحر وتحولت وزيرة الخارجية الأمريكية من داعية للتغيير نحو الديمقراطية والتظاهر السلمي إلى النقيض كما في تصريح لها اثر اندلاع أحداث العنف في مصر وليبيا وتونس ضد سفاراتها نتيجة الفيلم المسمى “براءة المسلمين” حيث طالبت هذه الدول باتخاذ إجراءات صارمة ضد العنف، وتحولت التظاهرات ضد السفارات الأمريكية لتوصف بأنها تظاهرات عنيفة و لم تعد ت سلمية في المنطق الأمريكي بل صرحت السيدة هيلري كلينتون بأنها لا ترغب أن يتم استبدال ديكتاتورية الغوغاء، بدكتاتورية الحكم الفردي” وهكذا في لحظة واحدة تحولت التظاهرات المسماة سلمية إلى ديكتاتورية الغوغاء، وهذه التظاهرات التي كانت عنيفة في كثير من حالاتها حيث حرقت سيارات الشرطة ، وأصابت أحيانا من رجال الأمن بأكثر مما أصابت من المتظاهرين ولكن هذا يتماشي مع منطق تدمير الأوطان بفضل الباحث الأمريكي فليسوف الثورات جين شارب في كتبه العديدة وأشهرها الكتاب المسمى “من الديكتاتورية للديمقراطية”، الذي قدم فيه وصفه لتخريب الدول.
ومن العجب أن بعض منظمات حقوق الإنسان ومراكز الأبحاث الأمريكية، بدأت تطالب الساسة الجدد من الأحزاب الإسلامية بضرورة كبح الحريات التي انتشرت وأحدثت الفوضى بعد التظاهر ضد السفارات الأمريكية، ولقي هذا المنطق تجاوبا مع رغبات دفينة لدي بعضهم بالنزوع نحو الديكتاتورية وهو ما يتعارض مع صحيح الإسلام الذي وضع ثلاثة مبادئ بالغة الأهمية لضمان السلوك السوي للأفراد والجماعات في إطار الدول وهي..
الأول: قول الله تعالى “الفتنة اشد من القتل” الآية 19 سورة البقرة، وفي آية أخرى قوله تعالى “الفتنة أكبر من القتل” آية 217 سورة البقرة، والسبب في تغليظ الوصف والعقوبة أن القتل مسألة تتعلق بفرد واحد، بينما الفتنة تدمر مجتمعات بأسرها.
الثاني: ما يعرف بحد الحرابة وورد ذلك في آية قرآنية قوله تعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) ( 33 سورة المائدة)، أي أن الفساد في الأرض بنشر الشائعات والأكاذيب وإثارة الفتن والأحقاد والكراهية بين الناس، يجب العقاب الشديد لمن يرتكبها.
الثالث مبدأ المواطنة المتساوية كما جاء في صحيفة المدينة التي أطلقها الرسول الكريم وساوى في الحقوق والواجبات بين المسلمين واليهود وغيرهم من أهل المدينة وهذا هو أساس بناء الدولة الإسلامية. وليس بعض الاجتهادات الفقهية التي ظهرت لاحقا وأدت إلي تقسيم الأوطان والتمييز ضد بعض إفراد المجتمع فالجميع يعبد الله بطريقته.
إن هذه المبادئ الإسلامية لو تمت مراعاتها في دولنا الإسلامية، فإن نظرية الفوضى الخلافة ما كان لها أن تلقى استجابة، ولكانت اللحمة الوطنية، في الدول الإسلامية أكثر تماسكا ًلتتفرغ الشعوب من اجل قضايا أكثر أهمية مثل قضايا العدل الاجتماعي والمساواة والتقدم العلمي والتكنولوجي.
إن فيلم “براءة المسلمين” على سوء مضمونه وإخراجه، ورغم النوايا السيئة لبعض الصحف الأجنبية في إثارة الفتن والقلاقل والاضطرابات، يجب أن يكون شمعة تضيء لنا الطريق الصحيح أو جرس إنذار يوقظنا من غفلتنا ومن اندفاعنا غير العقلاني تجاه أي عامل من عوامل التفرقة فلا ندمر أوطاننا لمجرد الانفعال، إن المواطن في الغرب لا يتظاهر في الشوارع وإنما في أماكن محددة ولغرض محدد وتوقيت محدد، وهو لا يلقي المولوتوف على سيارات الشرطة أو الجيش وهو لا يتحدى القانون الذي يعترض عليه، وإنما يسعى لتغييره بأسلوب قانوني، إن مؤدى حالة الفوضي أن تحولت أرض سيناء لتصبح مركزاً للقاعدة والإرهاب وتحولت الدولة لحالة من الجمود والتظاهر والمطالب الفئوية بلا عمل وبلا إنتاج.
إن التعامل الإسلامي مع الدول الغربية في مجال حقوق الإنسان وفي مجال الحرية الدينية وفي مجال حرية الإعلام وغيرها ينبغي أن يقوم على ثلاثة أسس: الأول: رفض التدخل في شؤون دولنا كما إننا لا نتدخل في شؤون الدول الأخرى. الثاني: احترام تراثنا وثقافتنا وديننا أسوة باحترامنا لثقافة الآخرين وتراثهم. الثالث تغير النظرة للعمل والإنتاج وبناء أسس القوة الحقيقية علي أساس العلم والمعرفة.
وفي الختام نقول إن إطلاق المارد الإسلامي من قمقمه كفيل بإحداث تغيرات جذرية في المنطقة بعضها ايجابي وبعضها سلبي مثل احتمال تراجع الحريات المدنية إذا لم يبد القادة الجدد عقلانية ويعيشون العصر الحديث ويتصرفون وفقا لروح الإسلام الصحيحة، ومن التغيرات المتوقعة تغير النظرة نحو السياسة الأمريكية ما لم تغير من منهجها الراهن وتعبر عن إيمان حقيقي بقيم حقوق الإنسان والشعوب وحرياتهم وحقهم في تقرير مصيرهم واختيار الأنظمة التي تناسبهم.
لا شك أن الولايات المتحدة كقوة عظمى لها أجندتها، فبعد أن اتبعت سياسة العزلة لما يقرب من قرنين من الزمن، وحققت التقدم والبناء، وإرساء دعائم القوة للدولة في ظل مفهوم الدولة الوطنية، وما يعرف بالبوتقة الأمريكية بصهر الأجناس والأعراق، وإرساء البناء السياسي على أساس القانون والمساواة والعدالة، وتعزيز البناء الأمني علي أساس التوازن بين الحرية والأمن اتجهت للسيطرة الدولية ومن ثم وقع الصراع مع الاتحاد السوفيتي إلي أن تفكك ثم مع النظم الاستبدادية التي تحالفت معها لفترة من الزمن لأغراض ومآرب سياسية، فأوجدت العدو الجديد وهو الإسلام والثقافة الإسلامية التي اعتبرتها ودعاتها من المتشددين والمتطرفين كأعداء دائمين وحلفاء مؤقتين حيث استخدامهم في أفغانستان، وأيضا في منهجها لتغيير الشرق الأوسط، وابتكرت لذلك نظرية صدام الحضارات ونظرية الفوضى الخلاقة اللتين مؤداهما تدمير الدولة لإعادة بنائها. ولذلك لا عجب أن قادة التيارات الإسلامية السنية والشيعية الذين تسلموا السلطة في السنوات الأخيرة كان كثير منهم يعيشون في الولايات المتحدة، وتعلموا في جامعاتها، ومن هنا برزت “الظاهرة الإسلامية أو الإسلام الأصولي” الذي قدمت لكثير من دعاته اللجوء السياسي والمساعدات والتأييد وفي كثير من الحالات لم تشجع أمريكا تيار الاعتدال الذي يعبر عن المبادئ الإسلامية السليمة.
إن الفيلم المسمي «براءة المسلمين» هو حلقة في تطبيق نظرية الفوضى الخلاقة التي الهدف منها تدمير الأوطان وخلق مرحلة جديدة أخرى من مراحل صدام الحضارات. وبما أن الشعوب الإسلامية والعربية معظمها يعيش حالة تخلف فكري وثقافي، فنجد الجماهير تندفع فتحطم كل ما تتصوره عدواً لها، لاسيما من يحركون نظريات الفوضى الخلاقة، وصدام الحضارات، من هنا انقلب السحر على الساحر وتحولت وزيرة الخارجية الأمريكية من داعية للتغيير نحو الديمقراطية والتظاهر السلمي إلى النقيض كما في تصريح لها اثر اندلاع أحداث العنف في مصر وليبيا وتونس ضد سفاراتها نتيجة الفيلم المسمى “براءة المسلمين” حيث طالبت هذه الدول باتخاذ إجراءات صارمة ضد العنف، وتحولت التظاهرات ضد السفارات الأمريكية لتوصف بأنها تظاهرات عنيفة و لم تعد ت سلمية في المنطق الأمريكي بل صرحت السيدة هيلري كلينتون بأنها لا ترغب أن يتم استبدال ديكتاتورية الغوغاء، بدكتاتورية الحكم الفردي” وهكذا في لحظة واحدة تحولت التظاهرات المسماة سلمية إلى ديكتاتورية الغوغاء، وهذه التظاهرات التي كانت عنيفة في كثير من حالاتها حيث حرقت سيارات الشرطة ، وأصابت أحيانا من رجال الأمن بأكثر مما أصابت من المتظاهرين ولكن هذا يتماشي مع منطق تدمير الأوطان بفضل الباحث الأمريكي فليسوف الثورات جين شارب في كتبه العديدة وأشهرها الكتاب المسمى “من الديكتاتورية للديمقراطية”، الذي قدم فيه وصفه لتخريب الدول.
ومن العجب أن بعض منظمات حقوق الإنسان ومراكز الأبحاث الأمريكية، بدأت تطالب الساسة الجدد من الأحزاب الإسلامية بضرورة كبح الحريات التي انتشرت وأحدثت الفوضى بعد التظاهر ضد السفارات الأمريكية، ولقي هذا المنطق تجاوبا مع رغبات دفينة لدي بعضهم بالنزوع نحو الديكتاتورية وهو ما يتعارض مع صحيح الإسلام الذي وضع ثلاثة مبادئ بالغة الأهمية لضمان السلوك السوي للأفراد والجماعات في إطار الدول وهي..
الأول: قول الله تعالى “الفتنة اشد من القتل” الآية 19 سورة البقرة، وفي آية أخرى قوله تعالى “الفتنة أكبر من القتل” آية 217 سورة البقرة، والسبب في تغليظ الوصف والعقوبة أن القتل مسألة تتعلق بفرد واحد، بينما الفتنة تدمر مجتمعات بأسرها.
الثاني: ما يعرف بحد الحرابة وورد ذلك في آية قرآنية قوله تعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) ( 33 سورة المائدة)، أي أن الفساد في الأرض بنشر الشائعات والأكاذيب وإثارة الفتن والأحقاد والكراهية بين الناس، يجب العقاب الشديد لمن يرتكبها.
الثالث مبدأ المواطنة المتساوية كما جاء في صحيفة المدينة التي أطلقها الرسول الكريم وساوى في الحقوق والواجبات بين المسلمين واليهود وغيرهم من أهل المدينة وهذا هو أساس بناء الدولة الإسلامية. وليس بعض الاجتهادات الفقهية التي ظهرت لاحقا وأدت إلي تقسيم الأوطان والتمييز ضد بعض إفراد المجتمع فالجميع يعبد الله بطريقته.
إن هذه المبادئ الإسلامية لو تمت مراعاتها في دولنا الإسلامية، فإن نظرية الفوضى الخلافة ما كان لها أن تلقى استجابة، ولكانت اللحمة الوطنية، في الدول الإسلامية أكثر تماسكا ًلتتفرغ الشعوب من اجل قضايا أكثر أهمية مثل قضايا العدل الاجتماعي والمساواة والتقدم العلمي والتكنولوجي.
إن فيلم “براءة المسلمين” على سوء مضمونه وإخراجه، ورغم النوايا السيئة لبعض الصحف الأجنبية في إثارة الفتن والقلاقل والاضطرابات، يجب أن يكون شمعة تضيء لنا الطريق الصحيح أو جرس إنذار يوقظنا من غفلتنا ومن اندفاعنا غير العقلاني تجاه أي عامل من عوامل التفرقة فلا ندمر أوطاننا لمجرد الانفعال، إن المواطن في الغرب لا يتظاهر في الشوارع وإنما في أماكن محددة ولغرض محدد وتوقيت محدد، وهو لا يلقي المولوتوف على سيارات الشرطة أو الجيش وهو لا يتحدى القانون الذي يعترض عليه، وإنما يسعى لتغييره بأسلوب قانوني، إن مؤدى حالة الفوضي أن تحولت أرض سيناء لتصبح مركزاً للقاعدة والإرهاب وتحولت الدولة لحالة من الجمود والتظاهر والمطالب الفئوية بلا عمل وبلا إنتاج.
إن التعامل الإسلامي مع الدول الغربية في مجال حقوق الإنسان وفي مجال الحرية الدينية وفي مجال حرية الإعلام وغيرها ينبغي أن يقوم على ثلاثة أسس: الأول: رفض التدخل في شؤون دولنا كما إننا لا نتدخل في شؤون الدول الأخرى. الثاني: احترام تراثنا وثقافتنا وديننا أسوة باحترامنا لثقافة الآخرين وتراثهم. الثالث تغير النظرة للعمل والإنتاج وبناء أسس القوة الحقيقية علي أساس العلم والمعرفة.
وفي الختام نقول إن إطلاق المارد الإسلامي من قمقمه كفيل بإحداث تغيرات جذرية في المنطقة بعضها ايجابي وبعضها سلبي مثل احتمال تراجع الحريات المدنية إذا لم يبد القادة الجدد عقلانية ويعيشون العصر الحديث ويتصرفون وفقا لروح الإسلام الصحيحة، ومن التغيرات المتوقعة تغير النظرة نحو السياسة الأمريكية ما لم تغير من منهجها الراهن وتعبر عن إيمان حقيقي بقيم حقوق الإنسان والشعوب وحرياتهم وحقهم في تقرير مصيرهم واختيار الأنظمة التي تناسبهم.