آخر من يطالب بمحاكمة سراق المال العام هم حراق المال العام، فأنت “كالبايق” الذي ينادي بمحاكمة “بايق” آخر، بل إنك أشد كفراً؛ فأنت إضافة إلى حرقك يومياً للمال العام أنت مزقت الوطن وخنته بالتآمر على إخوانك في الوطن ضد إرادتهم ودون علمهم، وتريد أن تفرض عليهم مصيراً بالابتزاز والعنف والإرهاب، جريمتك مضاعفة وعقابك يجب أن يكون على قدرها.
أنت آخر من يتحدث عن المال العام؛ فما ألحقته من ضرر بالاقتصاد الوطني فاق أي ضرر وقع على الاقتصاد الوطني من جراء السرقات، ونحن هنا لا نحمي سارقاً ولا نبرر له، وحين كنت نائباً برلمانياً تتحرك تحت قبة الشرعية وقفنا معكم في كل خطوة كنتم تخطونها لحماية المال العام في لجان تحقيقكم وفي استجواباتكم وفي أي من أدواتكم الدستورية الشرعية، ولم نصطف مع أي شبهة لجريمة سرقة المال العام حتى وإن كانت مجرد شبهة؛ أرضاً كانت أو ثروة طبيعية أو رشى، بل وضعنا يدنا في يدكم دون أن نبالي بزعل أو غضب أو تبعات مواقفنا فالوطن أعز من الجميع، إنما اليوم نقولها لكم أنتم آخر من يتكلم عن حماية المال العام فأنتم حراقه وأنتم خائنوه.
فقد بلغت خسائر البحرين من جرائمكم أكثر من ملياري دينار، هذا رقم مضى عليه شهور، واليوم بالتأكيد تخطت الخسائر المليارين، ولم يرف لكم جفن ولم يعنيكم وطنكم ولا ماله العام ولم تتوقفوا بعد أن علمتم مدى الضرر الذي يلحق الاقتصاد الوطني والخسائر التي يتكبدها يومياً، فتأتي اليوم وتدعي خوفك وحمايتك للمال العام؟ أنت آخر من يتكلم عن المال العام.
خسائر أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة فاقت مئات الملايين يدفع ثمنها “عيالنا” المقترض منهم والمديون، وهم في ذمتكم إلى يوم الدين، وقد أثقلتم كاهلهم من أول بداية مشوارهم الذين جمدتموهم وعطلتموهم وقتلتم بإرهابكم أحلامهم، فهل تتحدث عن خسائر الوطن؟.. أنت آخر من يتحدث عن خسائر الوطن وقد حرقت أرضه وممتلكاته.
فإذا كانت كلفة إصلاح التلفيات المتكررة من مولوتوفكم وحرائقكم في شارع واحد فقط من شوارع البحرين 315 ألف دينار بحريني، وتلك خسائر سنة واحد فقط في شارع البديع، وهذه إحصائية وزارة الأشغال، فهل يجرؤ من هو في مكانك عن الحديث عن المال العام؟
إنكار مسؤوليتكم عن هذا الخراب والدمار ودخان الحرائق يملأ سماء الوطن بلغ حداً لم يبلغه أحد من قبلكم ولن يبلغه أحد بعدكم، فأنتم لا تنكرون مسؤوليتكم عن الجرائم الواقعة فحسب؛ بل تنكرون وجودها من الأصل ولعمري تلك سابقة لم تحدث حيث الحرائق ودخانها يملأ رئتكم، حيث إن ذوي الضحايا يحضرون محاكمة مجرميكم وحيث إن المصابين يعالجون في المستشفيات، وكبيركم يقول إن كل ما يرونه الناس بأم أعينهم هو تضليل إعلامي!! أي تضليل هذا الذي تعيشون به وأي تضليل هذا الذي تنعمون به؟
للتذكير فقط ببعض مؤشرات خسائر عام 2011، وهي دليل إدانتكم في جريمتكم وطعنكم وخيانتكم للوطن في حرق المال العام..
«البحرين بحاجة عاجلة إلى ضخ نحــــــو 5 مليـــــــارات دولار في المصارف البحرينية لتستطيع النهوض مجدداً، في إشارة واضحة إلى أن حجم الخسائر يفوق المليارات، وتراجع في مؤشر الناتج القومي بنسبة 1.8%.
أرقــــــام 2011 سجلــــــت خسائر فورية عند حدود 200 مليون دولار من 14 فبراير ولغاية 15 أبريل، فيما سجلت خسائر سياحية ومصرفية وعقارية بإجمالي 600 مليــــــون دولار. وكانت وكالة التصنيـــــف الائتماني ستاندرد آند بورز خفّضـــــــت بتاريــــــخ 18 مـــــــارس 2011 العلامة السيادية للبحرين درجتين لتصبح BBB، وتتوقع تخفيضها مجدداً بسبب الأجواء الحالية، وأبقت البحرين تحت المراقبة السلبية، ما يعني إمكانية إعادة تخفيض تصنيفها مرة أخرى. وساهمت الأحداث في ارتفاع كلفة التأمين على الديون السيادية للبحرين من خطر عدم الســـــــداد مـــــــدة 5 سنــــــــوات إلى أعلى مستوياتها، وبحسب بيانات من مؤسسة “ماركت” قفزت كلفة التأمين على ديون البحرين 24 نقطة أســــــاس إلى 333 نقطة أســــــــــاس. وتسببت الأحداث في ضعف التداول ببورصة البحرين رغم أنها استأنفت عملها الأسبوعي بتاريخ 20 مارس من مقرها الرئيس في مرفأ البحرين المالي، بعد إدارة التداول عدة أيام من مركز خاص بديل للطوارئ والأزمات. وتأثرت أسهم الشركات المندرجة تحت مظلة الأعمال بتدني مستويات الأعمال بنسبة تفــــــــوق 50% عما كــــــان سائداً قبل اندلاع الأحداث في البحرين، وأدت الأحداث إلى تراجع مبيعات رجال الأعمال البحرينيين من منتسبي مختلف الأنشطة التجارية والاقتصادية منذ بدء الاضطرابات بنسب تتراوح بين 40-60% عما كانت عليه سابقاً، مع توقعات بخروج نحو 40% مــــــن المحـــــــال التجارية العاملة حالياً في الأسواق إذا استمر الوضع على حاله، بناء على مسح ميداني استهدف تجاراً”.. انتهى.
أنتم آخر من يتكلم عن السلمية وعن الوطنية وعن حماية المال العام، ولولا احتماؤكم بدول أجنبية هم الرعاة الماسيون لخيانتكم، ولولا صبر الدولة غير المبرر على جرائمكم لكانت محاكمتك هي الواجبة، واعلموا أنه لولا حكمة الشعب وتأنيه لأخذ كل فرد متضرر حقه بيده منكم فقد بلغ “قرف” الناس من كذبكم ونفاقكم مبلغه.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}