لعبت أسرة آل عصفور دوراً مميّزاً في مجال الكتابة والتأليف عبر تاريخ البحرين الحديث، وفي هذا الصدد يشير الدكتور منصور محمّد سرحان، الكاتب والمؤرِّخ لتاريخ البحرين المعاصر، أن علماء هذه الأسرة، ومنذ القرن الحادي عشر الهجري، قد قاموا بتأليف العديد من الرسائل العلمية في مجالات اللغة والأدب والتاريخ والعلوم والفلسفة، وتشير المصادر التاريخية إلى أن الشيخ يوسف بن أحمد البحراني، المتوفى سنة 1187هــ، أبرز علماء القرن الثاني عشر الهجري، وأغزرهم علماً واطلاعاً، حيث وضع كتاب «الحدائق الناضرة»، وهو موسوعة فقهيّة تتألّف من عدة كتب، منها كتاب الطهارة وكتاب الصلاة، وغيرها من الكتب الفقهية، والموسوعة المطبوعة حديثاً في 25 مجلداً، والمنشورة في عام 1315هـ، تضم مجموعة من الروايات والأخبار الواردة عن أهل البيت عليهم السلام، وأقوال فقهاء الشيعة في كل مسألةٍ ومناقشات استدلاليّة ودراسات فقهية معمّقة. كما صدر للشيخ يوسف كتاب «لؤلؤة البحرين»، وهو أول محاولة لجمع وكتابة تراجم علماء متميِّزين، وصدر له أيضاً كتاب الكشكول الموسوم «أنيس المسافر وجليس الخاطر»، والذي طّبع في النجف الأشرف بالعراق عام 1381هـ (1961م). أما ألمع علماء القرن الثالث عشر الهجري في مجال التأليف والكتابة فقد كان فضيلة الشيخ حسين بن محمّد بن أحمد آل عصفور الذي عُرف بكثرة مؤلفاته في الفقه، والنحو، والفلسفة، والمنطق، مثلما اشتهر بفتاواه في البحرين وخارجها؛ ومما زاد من شهرته قوّة بلاغته، واستخدامه البراهين المنطقية الملموسة للاستدلال على الحقيقة، وقد كان لقوّة ذاكرته أثرها الكبير في توسيع مداركه، وسرعة بديهته، وقد ألّف الشيخ حسين زهاء (49) كتاباً ورسالةً فقهيةً، ومن بينها «الأنوار اللوامع في شرح مفاتيح الشرائع»، و»سداد العباد ورشاد العباد» و»مفاتيح الغيب».ويعتبر الشيخ خلف بن أحمد العصفور (1285-1355هـ) من بين أبرز شخصيّات آل عصفور في القرن الرابع عشر الهجري بفضل دوره الاجتماعي المؤثِّر، ونفوذه الواسع، في المجتمع البحريني بصفته قاضياً في المحكمة الجعفرية، حيث تولّى الحسبة والقضاء والإفتاء والجمعة والجماعة على مدى ثلاثين سنة كان خلالها مُهاباً ومُوقراً وجريئاً ونافذ الكلمة، وهي ذات الخصال الحميدة التي ورثها أبناؤه وأحفاده الذين سنأتي على ذكرهم في المقالات المقبلة.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90