الزمن: الأربعاء التاريخ 12 سبتمبر، الوقت: صباحاً، المكان: أحد المكاتب في إحدى الشركات البحرينية.
موظف جديد حديث التخرج للتو عائد للبحرين ممسك بإحدى الصحف المحلية ويقرأها، ودخل المكتب موظف قديم مخضرم..
القديم: أنت شاب مثقف عقلك منفتح خريج أرقى الجامعات من الولايات المتحدة الأمريكية؛ لم تقرأ هذه الصحيفة المضللة؟ لم تقرأ جريدة “الوطن”؟
الجديد: ولم لا أقرأها؟
القديم: إنها تقوم بعمل (برين ووش) تغسل مخ قرائها، ولن تعرف الحقيقة من خلالها.
الجديد: لكنني كنت أقرأها على (الأون لاين) في غربتي وساعدتني كثيراً في معرفة ما يدور في البحرين أثناء الأحداث.
القديم: أنت لم تكن موجوداً أثناء الأحداث والصورة التي نقلت لك كانت منقوصة من خلال هذه الجريدة، عليك بالبحث عن مصادر أخرى لتعرف حقيقة ما حدث.
في اليوم التالي، أي يوم الخميس 13 سبتمبر، وجد الموظف الجديد جريدة الوسط على مكتبه (هدية) من زميله!! (انتهى المشهد).
أريد أن أقول للموظف الجديد لا تشتري الوطن، لكن انتبه وأنت تشتري أي جريدة أخرى سواء كانت الوسط أو غيرها أن تبحث عن الحقيقة بنفسك إذا كنت فعلاً تريد أن ترى الصورة كاملة بلا انتقاص، وإذا كنت لا تريد لأحد أن يغسل لك دماغك.
ففي ذاك اليوم الذي أهديت لك جريدة الوسط، نشر رئيس تحريرها مقالاً بعنوان “عبرة من لجنة تقصي الحقائق في بلاد غير البحرين”؛ عنوان جميل ونحن نريد أن نأخذ العبر من المجتمعات الأخرى، لكن هل نقلت لكم قصة لجنة تقصي الحقائق كما هي؟ أم تم استبعاد أجزاء من الصورة بتعمد؟
فحين تمنى فيها رئيس التحرير على البحرين أن تحذو حذو بريطانيا في التعامل مع لجان تقصي الحقائق، وهو تعامل -كما يراه رئيس تحرير صحيفة (الحقيقة)- تعاملاً مثالياً؛ إذ اعتذر رئيس الوزراء كاميرون لأسر ضحايا أحداث ذهب ضحيتها عدد من البريطانيين، هل قص على قرائه قصة اللجنة بكل أجزائها كي تكتمل الصورة أم أخفى جزءاً منها؟ حين قال “إن هذه واحدة من عشرات لجان التحقيق التي تشكل باستمرار في بريطانيا والدول المتقدمة حول مختلف القضايا الحساسة، وتنتهي إلى نتائج معينة، وتقوم الحكومة بالإعلان عن قبولها النتائج وتسارع إلى تنفيذها، وهي بذلك تغلق صفحة مملوءة بالآلام وتفتح صفحة جديدة لمستقبل أفضل. بحرينيّاً، كان بإمكاننا أن نتعامل مع نتائج لجنة تقصي الحقائق (لجنة بسيوني) بنفس الطريقة، ولو فعلنا ذلك لكُنّا قد أغلقنا صفحات من الآلام، ولكُنّا قد فتحنا صفحة جديدة على المستقبل”.
فإن كنت حريصاً أيها الموظف القديم على أن لا تتعرض لغسيل المخ فاقرأ ما تبقى من القصة، وما لم يقله رئيس التحرير لك ويتلخص في النقاط التالي:
1- وقعت الأحداث في 1989 في بريطانيا وأنشأت لجنة تقصى حقائق في 2009 أي بعد 20 عاماً من تلك الأحداث.
2- البحرين أنشأت اللجنة بعد الأحداث مباشرة.
3- اللجنة في بريطانيا أنهت التقرير وتكلم عنه رئيس الحكومة في 2012 أي بعد 4 سنوات من إنشاء اللجنة.
4- في البحرين أنهت اللجنة أعمالها بعد 9 أشهر من الأحداث.
5- لم نسمع أن في بريطانيا أنه تم تعويض أحد.
6- في البحرين تم تعويض الضحايا بأكثر من ما يقارب 6 ملايين دولار أمريكي ولولا خوف الناس من الانتقام لما تردد الناس لاستلام تعويضهم.
7- البحرين حاكمت ولم نسمع عن محاكمات في بريطانيا.
9- في البحرين جلس رأس الدولة وولي عهده ورئيس الوزراء وكل الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة والسفراء يستمعون لملخص التقرير واستلمه رأس الدولة وأمام العالم كله.
في البحرين شكلت لجنة لمتابعة تنفيذ التوصيات على رأسها وزير أصدرت تقريراً بما تم تنفيذه حتى الآن فهل اطلع عليه صاحب صحيفة الصدق والأمانة؟.
خلاصة القول أتفق مع الموظف القديم بأن غسيل المخ جريمة شنعاء خاصة إذا كان من يرتكبها يعلم ما يخفي ويتعمد إخفاءه، مع تمنياتي لك ولزميلك بقراءة ممتعة خالية من الصابون!!.
موظف جديد حديث التخرج للتو عائد للبحرين ممسك بإحدى الصحف المحلية ويقرأها، ودخل المكتب موظف قديم مخضرم..
القديم: أنت شاب مثقف عقلك منفتح خريج أرقى الجامعات من الولايات المتحدة الأمريكية؛ لم تقرأ هذه الصحيفة المضللة؟ لم تقرأ جريدة “الوطن”؟
الجديد: ولم لا أقرأها؟
القديم: إنها تقوم بعمل (برين ووش) تغسل مخ قرائها، ولن تعرف الحقيقة من خلالها.
الجديد: لكنني كنت أقرأها على (الأون لاين) في غربتي وساعدتني كثيراً في معرفة ما يدور في البحرين أثناء الأحداث.
القديم: أنت لم تكن موجوداً أثناء الأحداث والصورة التي نقلت لك كانت منقوصة من خلال هذه الجريدة، عليك بالبحث عن مصادر أخرى لتعرف حقيقة ما حدث.
في اليوم التالي، أي يوم الخميس 13 سبتمبر، وجد الموظف الجديد جريدة الوسط على مكتبه (هدية) من زميله!! (انتهى المشهد).
أريد أن أقول للموظف الجديد لا تشتري الوطن، لكن انتبه وأنت تشتري أي جريدة أخرى سواء كانت الوسط أو غيرها أن تبحث عن الحقيقة بنفسك إذا كنت فعلاً تريد أن ترى الصورة كاملة بلا انتقاص، وإذا كنت لا تريد لأحد أن يغسل لك دماغك.
ففي ذاك اليوم الذي أهديت لك جريدة الوسط، نشر رئيس تحريرها مقالاً بعنوان “عبرة من لجنة تقصي الحقائق في بلاد غير البحرين”؛ عنوان جميل ونحن نريد أن نأخذ العبر من المجتمعات الأخرى، لكن هل نقلت لكم قصة لجنة تقصي الحقائق كما هي؟ أم تم استبعاد أجزاء من الصورة بتعمد؟
فحين تمنى فيها رئيس التحرير على البحرين أن تحذو حذو بريطانيا في التعامل مع لجان تقصي الحقائق، وهو تعامل -كما يراه رئيس تحرير صحيفة (الحقيقة)- تعاملاً مثالياً؛ إذ اعتذر رئيس الوزراء كاميرون لأسر ضحايا أحداث ذهب ضحيتها عدد من البريطانيين، هل قص على قرائه قصة اللجنة بكل أجزائها كي تكتمل الصورة أم أخفى جزءاً منها؟ حين قال “إن هذه واحدة من عشرات لجان التحقيق التي تشكل باستمرار في بريطانيا والدول المتقدمة حول مختلف القضايا الحساسة، وتنتهي إلى نتائج معينة، وتقوم الحكومة بالإعلان عن قبولها النتائج وتسارع إلى تنفيذها، وهي بذلك تغلق صفحة مملوءة بالآلام وتفتح صفحة جديدة لمستقبل أفضل. بحرينيّاً، كان بإمكاننا أن نتعامل مع نتائج لجنة تقصي الحقائق (لجنة بسيوني) بنفس الطريقة، ولو فعلنا ذلك لكُنّا قد أغلقنا صفحات من الآلام، ولكُنّا قد فتحنا صفحة جديدة على المستقبل”.
فإن كنت حريصاً أيها الموظف القديم على أن لا تتعرض لغسيل المخ فاقرأ ما تبقى من القصة، وما لم يقله رئيس التحرير لك ويتلخص في النقاط التالي:
1- وقعت الأحداث في 1989 في بريطانيا وأنشأت لجنة تقصى حقائق في 2009 أي بعد 20 عاماً من تلك الأحداث.
2- البحرين أنشأت اللجنة بعد الأحداث مباشرة.
3- اللجنة في بريطانيا أنهت التقرير وتكلم عنه رئيس الحكومة في 2012 أي بعد 4 سنوات من إنشاء اللجنة.
4- في البحرين أنهت اللجنة أعمالها بعد 9 أشهر من الأحداث.
5- لم نسمع أن في بريطانيا أنه تم تعويض أحد.
6- في البحرين تم تعويض الضحايا بأكثر من ما يقارب 6 ملايين دولار أمريكي ولولا خوف الناس من الانتقام لما تردد الناس لاستلام تعويضهم.
7- البحرين حاكمت ولم نسمع عن محاكمات في بريطانيا.
9- في البحرين جلس رأس الدولة وولي عهده ورئيس الوزراء وكل الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة والسفراء يستمعون لملخص التقرير واستلمه رأس الدولة وأمام العالم كله.
في البحرين شكلت لجنة لمتابعة تنفيذ التوصيات على رأسها وزير أصدرت تقريراً بما تم تنفيذه حتى الآن فهل اطلع عليه صاحب صحيفة الصدق والأمانة؟.
خلاصة القول أتفق مع الموظف القديم بأن غسيل المخ جريمة شنعاء خاصة إذا كان من يرتكبها يعلم ما يخفي ويتعمد إخفاءه، مع تمنياتي لك ولزميلك بقراءة ممتعة خالية من الصابون!!.