كم بيت كان ممكناً أن يبنى وكم تكاليف علاج لمرضى كان ممكناً أن تخفف عنهم آلامهم، وكم أسرة كان ممكناً أن تحسن دخلها؛ لو أن الأموال التي صرفت على بذخ الوفود التي أرسلتها الأموال الإيرانية لعملائها في البحرين صرفت على تلك الأغراض؟!
تذاكر وفنادق وسيارات ومصاريف جيب من لندن إلى جنيف إلى واشنطن إلى لبنان.. والنتيجة؟! سراب ووهم.
قبل أيام عرضت إحدى القنوات فيلماً مصوراً لأحد المكلفين بتوزيع الأموال الإيرانية على العملاء في الخليج وهو يلعب القمار.
إذاً هكذا يضحك مناضلو الفنادق على مناضلي الخنادق، أنتم اقضوا يومكم على أسطح المنازل وفي سراديبها اصنعوا المتفجرات وأدوات الموت ونحن نساعدكم من فنادق جنيف.. يا لها من قسمة ضيزى!
إذاً هكذا تنفق أموال الخمس؟ هكذا تؤخذ اللقمة من أفواه الجياع ويصرفونها على بذخ مناضلي الفنادق.
المهم أن نعرف أنه كثير من أموال الخمس التي تخرج من الخليج وتذهب إلى إيران يعاد ضخها لتغطية تكاليف العملاء من سفر وإقامة وتنقل، والأهم أن المقاومين والمناضلين يصرون على أن تكون دول (المقاومة) باردة وجميلة والتنقل لها على طيران الدرجة الأولى والفنادق تكون من خمس نجوم والسيارات المؤجرة تكون جديدة وفخمة، ويا رب ما تخلص قضية البحرين.. (من يعافه)؟!
الجلسات التي يذهبون لها تستغرق ساعة لكنهم لابد أن يكونوا هناك قبلها بأيام إن لم يكن أسابيع، فالمسالة متعبة مرهقة فلابد من (بوكيت مني) (محرز) على رأي أصحاب (البلدات) الذين يكتبون البيانات لمواقع القرى البحرينية.
أبناء القرى المنكوبين يزج بهم للصدام مع رجال الأمن وقطع طرق الناس في الشوارع في الحر وحرق الناس وقتلهم وهم يجوبون أوروبا ولبنان وأمريكا، ومن جنيف لبروكسل ومن بروسكل لواشنطن، ومن واشنطن للندن وهذه السفرات لكبار (المناضلين)؛ أما الصغار فيلقى لهم (بالفضل) أي ما تبقى من خردة، فينصحون بالبقاء في حارة حريك وهي بلدة رغم صغرها إلا أنها في النهاية باردة وجوها جميل في لبنان!!
لهم الله.. ناس هنا يحترقون بالمولوتوف وآخرين يسيحون في الأرض وكله باسم النضال والمقاومة!!
ذكروني بالخلاف الذي ساد بين الفصائل الفلسطينية؛ أي بين مقاومي الخنادق ومقاومي الفنادق.
في النهاية كلها أموال مقتطعة من أرزاق الناس قدمت من أرزاقهم بحسن نية وبإيمان شديد لأجل مرضاة الله ويرسلونها لعلمائهم لثقتهم العمياء بهم، إنما بعدها لا يحق لهم أن يسألوا أين ستصرف وكيف ستصرف؟ ثم لا يحق لهم أن يسألوا علماءهم؛ لم مازال بينهم فقراء ومعوزين؟ لا يحق لهم أن يسالوا من أين لك هذا يا مناضل جنيف؟ حتى لو رأوها تصب في النهاية في سفرات وتنقلات مقاومي الفنادق أو عند أخينا الذي أغدق على جماعته البحرينية ومن ثم صور في صالة القمار!!
تقول لي سيدة من مدمني التويتر إنها خائفة على البحرين من جنيف فهم يصورون جلسة اليوم وكأن البحرين ستنتهي يوم 19 سبتمبر، قلت لها هذه (الضغبرة) لزوم ما يلزم يا عزيزتي، فبدونها لن يقتنع موزع الأموال أن هناك حاجة لنضال جنيف وربما تلغى هذه العاصمة من ميادين المعارك، وجنيف جميلة لو تعلمين خاصة في مثل هذه الأيام من السنة والتي اعتادوا الحج لها منذ سنوات ونحن لا نعلم، فقد كنا نرى صاحب الشفافية راجعاً من جنيف ومن ثم ذاهباً لجنيف ونحن (يا غافلين لكم الله) فإن خف تضخيم الأمر في تويتر فسيخف ضخ الأموال لهم وستنقطع، وهو يحذر لا يحق لأحد أن يسألني من أين لك هذا.. (خوش شفافية)؟!
أتدرين كم السب والشتم الذي سيردني بعد هذا المقال؟ إنه سب من النوع الذي حرمه الله من التنابز به من ألفاظ وألقاب، لكنه عسل على قلبي.. فالبحرين ضنى الروح وأرضها مسقط رأسي ومثواي وترابها الثمه بدمي ومن أجلها لن أتردد في كشف تلك الألاعيب وذلك التآمر الذي سكتنا عليه وسكتنا حتى امتد غرس الخنجر من ظهر الوطن لقلبه.. ألا أيها العار ماذا سيمحيك؟.
^ ملاحظة..
شباب... أحد منكم يترجم المقال ويرسله (لبان) (كي) (مون).. ربما يبدل مفتاحه وتبين له الشمس التي لا تغطى بمنخل!