بغض النظر عن السبب المباشر لاندلاع حالة غضب شعبية عارمة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، كشفت الاعتداءات على السفارات الأمريكية في عدد من البلدان العربية والإسلامية مؤخراً بسبب الفيلم المسيء للإسلام، عن حالة عنيفة من الاحتقان والغضب مخزونة في الذاكرة الشعبية العربية والإسلامية ضد السياسة الأمريكية -وليس ضد الشعب الأمريكي- ولذلك وبمجرد أن تجد لها سبباً مباشراً أو غير مباشر تثور وقد تنفلت إلى الدرجة العنيفة غير المسبوقة والمؤسفة التي شهدناها في ليبيا فتتحول إلى إرهاب يسيء للعرب والمسلمين أنفسهم.
إن الذاكرة الشعبية والسياسية والإعلامية العربية تختزن أكثر من 60 فيتو ضد الحقوق العربية والفلسطينية تحديداً، وصور الجسور الجوية العدوانية من الأسلحة الموجهة إلى العدو الصهيوني، خلال الحروب العدوانية الإسرائيلية ضد العرب عامة والفلسطينيين خاصة، كما تختزن المواقف المنحازة إلى الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ أكثر من 60 سنة، فالقيادات الأمريكية لا شيء عندها أفضل من التعبير عن الانحياز إلى العدوانية الصهيونية لتتبارى فيه، سياسياً وإعلامياً.
ورغم رفضنا المطلق للأعمال الإرهابية كتلك التي تعرضت لها القنصلية الأمريكية في بنغازي الليبية، ومن قبلها اعتداءات 11 سبتمبر الوحشية، فإنه يجب أن نذكر ها هنا بالوحشية الموازية التي كانت وراء ردود الأفعال الإرهابية، فعجيب أمر الساسة الأمريكان، فمهما قدموا من تبريرات مسرحية للتسويق والعلاقات العامة الداخلية والخارجية، فإن لا أحد تقريباً لا في الداخل ولا في الخارج يمكن أن يقبل رواية العنف الأمريكي الوحشي في العراق وفي أفغانستان، والقتل المرضي والتعذيب والمعاملة غير الإنسانية للسجناء في غوانتانامو وقبله في بوغريب، فذلك السلوك ليس فقط ترجمة لمنطق القوة فحسب، بل يرجع في جذوره إلى مفهوم للحياة هو بمثابة نفي لمفهوم المجتمع المدني الإنساني:لا احترام للإنسان حتى في ميتته في بعض الصور المخزية.
إن الإفراط الأمريكي في استخدام القوة العسكرية واعتبارها للمناهضين لهيمنتها على العالم خارجون على القانون، أو مجرد (أشرار)، قد جعل العالم” تقريباً” في واد وأمريكا في واد آخر، كما إن محاولة فرض العملقة القائمة على منطق القوة وليس على قوة المنطق من خلال جر العالم إلى منازعات ساخنة لإخفاء المشكلات الحقيقية التي خلقها نظام الجشع الرأسمالي الذي تمت ترجمته كنظام عالمي جديد لن يكون قادراً على ضمان عملقة أمريكا لأن العالم سوف يحاربها بدون هوادة وبكل الطرق، ومنها أنواع الاعتداءات المدانة والمرفوضة.
كما إنه من الواضح أن أمريكا لا يمكنها أن تقود العالم لأنها لا تمتلك رؤية، ومجرد امتلاك القوة العسكرية والمالية والاقتصادية لا يخلق رؤية مطلقاً، والمعسكر الليبرالي الأمريكاني يبدو اليوم عاجزاً عن تحديد المشكلات وعن حلها، كما يبدو مصاباً بعمى الألوان. وتوجد وراء العواصف المعلنة والغبار الكثيف عوارض الضعف، ويتزايد اليوم عدد الأمريكان الذين يعون ذلك ويعلنون انتهاء العصر الأمريكي الذهبي الذي كانت فيه أمريكا تدعم حق الشعوب في تقرير المصير وأنواع الحريات، انطلاقاً من رؤية واضحة للعالم وتقف فيه إلى جانب الحق والقانون الدولي.
إن أمريكا التي أعلنت الحرب على العالم وتحولت إلى دولة احتلال في أكثر من مكان منه، تدفع اليوم ثمن سياساتها وتخبطاتها وعدوانها واحتفاظها بأسوأ أنواع السجون الخارجة عن القانون الإنساني.
إن الذاكرة الشعبية والسياسية والإعلامية العربية تختزن أكثر من 60 فيتو ضد الحقوق العربية والفلسطينية تحديداً، وصور الجسور الجوية العدوانية من الأسلحة الموجهة إلى العدو الصهيوني، خلال الحروب العدوانية الإسرائيلية ضد العرب عامة والفلسطينيين خاصة، كما تختزن المواقف المنحازة إلى الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ أكثر من 60 سنة، فالقيادات الأمريكية لا شيء عندها أفضل من التعبير عن الانحياز إلى العدوانية الصهيونية لتتبارى فيه، سياسياً وإعلامياً.
ورغم رفضنا المطلق للأعمال الإرهابية كتلك التي تعرضت لها القنصلية الأمريكية في بنغازي الليبية، ومن قبلها اعتداءات 11 سبتمبر الوحشية، فإنه يجب أن نذكر ها هنا بالوحشية الموازية التي كانت وراء ردود الأفعال الإرهابية، فعجيب أمر الساسة الأمريكان، فمهما قدموا من تبريرات مسرحية للتسويق والعلاقات العامة الداخلية والخارجية، فإن لا أحد تقريباً لا في الداخل ولا في الخارج يمكن أن يقبل رواية العنف الأمريكي الوحشي في العراق وفي أفغانستان، والقتل المرضي والتعذيب والمعاملة غير الإنسانية للسجناء في غوانتانامو وقبله في بوغريب، فذلك السلوك ليس فقط ترجمة لمنطق القوة فحسب، بل يرجع في جذوره إلى مفهوم للحياة هو بمثابة نفي لمفهوم المجتمع المدني الإنساني:لا احترام للإنسان حتى في ميتته في بعض الصور المخزية.
إن الإفراط الأمريكي في استخدام القوة العسكرية واعتبارها للمناهضين لهيمنتها على العالم خارجون على القانون، أو مجرد (أشرار)، قد جعل العالم” تقريباً” في واد وأمريكا في واد آخر، كما إن محاولة فرض العملقة القائمة على منطق القوة وليس على قوة المنطق من خلال جر العالم إلى منازعات ساخنة لإخفاء المشكلات الحقيقية التي خلقها نظام الجشع الرأسمالي الذي تمت ترجمته كنظام عالمي جديد لن يكون قادراً على ضمان عملقة أمريكا لأن العالم سوف يحاربها بدون هوادة وبكل الطرق، ومنها أنواع الاعتداءات المدانة والمرفوضة.
كما إنه من الواضح أن أمريكا لا يمكنها أن تقود العالم لأنها لا تمتلك رؤية، ومجرد امتلاك القوة العسكرية والمالية والاقتصادية لا يخلق رؤية مطلقاً، والمعسكر الليبرالي الأمريكاني يبدو اليوم عاجزاً عن تحديد المشكلات وعن حلها، كما يبدو مصاباً بعمى الألوان. وتوجد وراء العواصف المعلنة والغبار الكثيف عوارض الضعف، ويتزايد اليوم عدد الأمريكان الذين يعون ذلك ويعلنون انتهاء العصر الأمريكي الذهبي الذي كانت فيه أمريكا تدعم حق الشعوب في تقرير المصير وأنواع الحريات، انطلاقاً من رؤية واضحة للعالم وتقف فيه إلى جانب الحق والقانون الدولي.
إن أمريكا التي أعلنت الحرب على العالم وتحولت إلى دولة احتلال في أكثر من مكان منه، تدفع اليوم ثمن سياساتها وتخبطاتها وعدوانها واحتفاظها بأسوأ أنواع السجون الخارجة عن القانون الإنساني.