حينما يرفض الطفل اللعب مع زملائه الأطفال لأنهم غشّاشون أو مخادعون أثناء اللعب؛ فإن هذا الرفض لا يعبِّر عن عنادٍ أو تقلّبٍ في مزاج الطفل، إنما يدّل على أن الطفل يُولد وفي ذهنه تصوّراته الخاصة عن مفاهيم العدالة والمساواة، ويرى علماء النفس الأمريكيون أن هذه التصوّرات تتشكّل عند الطفل بعد ولادته مباشرةً، أي أنها فطرية وليست موروثة من الوالديّن.
ولإثبات هذه الفرضية،؛ أعطى الباحثون الأطفال مجموعة ألعاب، وعمدوا في بعض الأحيان إلى توزيعها عليهم بشكل متساوٍ، بينما فرّقوها في أحيان أخرى بصورةٍ غير عادلةٍ، وطلبوا من الأطفال الأكبر سِنّاً القيام بمهمات معيّنة سهلة نسبياً، ثم قاموا بمكافأتهم، ولكن ليس دائماً على نحوٍ عادلٍ، وعند مراقبة ردود أفعال الأطفال الأصغر سناً، وجدوا أن هؤلاء تفاعلوا بصورة حادة في كل مرة يتجلّى فيها الجور أو التمييز.
وعلى أساس هذه التجربة، توصّل علماء النفس إلى استنتاجٍ يفيد أن الطفل يُولَد بتصوّرات تعتبر “مبرمجةً”، وفي حدودها الدنيا، عن العالم المحيط به، ومن ضمنها أفكار تتعلّق بالعدالة والمكافأة وفقاً للمجهود المبذول، بصرف النظر عن جنسية الطفل، وثقافته، وعقيدته، حيث إنها تنطبق على جميع البشر دون استثناء.
وقد أطاحت هذه الأفكار الجديدة بالأساطير السابقة حول نمو الطفل، حيث كان التصوّر المغلوط السائد ينصّ على أن الطفل يظل كائناً غير واعي وغير عاقل، فقد برهنت التجارب على أن الأطفال الصغار يظهرون ردود أفعال غير متكافئة حيال المثيرات البصرية، ويستطيعون فرز الأشياء المتحرِّكة والثابتة عند تفحّص الصور ذات الأشكال المعقّدة، وأن بصر الطفل موجّه، من الناحية البيولوجية، نحو إدراك شكل الإنسان الذي يفضِّله على بقية الأشكال الأخرى.
واتساقاً مع هذه الرؤية، يستطيع الطفل في الأشهر الثلاثة الأولى أن يميِّز وجه أمّه بين وجوه النساء الأخريات، حتى الشبيهات منها كثيراً، ويتشكّل لديه تصوّر أن الأم هي شخص واحد وفريد لا يتكرّر، وأن صورتها بمفردها، وليس في حضرة بقية النساء، تبعث في نفسه شعوراً بالراحة والسعادة؛ وهكذا تنمو تدريجياً في ذهن الطفل مفاهيم معقّدة، وتتجذّر في ذاكرته ووعيه.
{{ article.visit_count }}
ولإثبات هذه الفرضية،؛ أعطى الباحثون الأطفال مجموعة ألعاب، وعمدوا في بعض الأحيان إلى توزيعها عليهم بشكل متساوٍ، بينما فرّقوها في أحيان أخرى بصورةٍ غير عادلةٍ، وطلبوا من الأطفال الأكبر سِنّاً القيام بمهمات معيّنة سهلة نسبياً، ثم قاموا بمكافأتهم، ولكن ليس دائماً على نحوٍ عادلٍ، وعند مراقبة ردود أفعال الأطفال الأصغر سناً، وجدوا أن هؤلاء تفاعلوا بصورة حادة في كل مرة يتجلّى فيها الجور أو التمييز.
وعلى أساس هذه التجربة، توصّل علماء النفس إلى استنتاجٍ يفيد أن الطفل يُولَد بتصوّرات تعتبر “مبرمجةً”، وفي حدودها الدنيا، عن العالم المحيط به، ومن ضمنها أفكار تتعلّق بالعدالة والمكافأة وفقاً للمجهود المبذول، بصرف النظر عن جنسية الطفل، وثقافته، وعقيدته، حيث إنها تنطبق على جميع البشر دون استثناء.
وقد أطاحت هذه الأفكار الجديدة بالأساطير السابقة حول نمو الطفل، حيث كان التصوّر المغلوط السائد ينصّ على أن الطفل يظل كائناً غير واعي وغير عاقل، فقد برهنت التجارب على أن الأطفال الصغار يظهرون ردود أفعال غير متكافئة حيال المثيرات البصرية، ويستطيعون فرز الأشياء المتحرِّكة والثابتة عند تفحّص الصور ذات الأشكال المعقّدة، وأن بصر الطفل موجّه، من الناحية البيولوجية، نحو إدراك شكل الإنسان الذي يفضِّله على بقية الأشكال الأخرى.
واتساقاً مع هذه الرؤية، يستطيع الطفل في الأشهر الثلاثة الأولى أن يميِّز وجه أمّه بين وجوه النساء الأخريات، حتى الشبيهات منها كثيراً، ويتشكّل لديه تصوّر أن الأم هي شخص واحد وفريد لا يتكرّر، وأن صورتها بمفردها، وليس في حضرة بقية النساء، تبعث في نفسه شعوراً بالراحة والسعادة؛ وهكذا تنمو تدريجياً في ذهن الطفل مفاهيم معقّدة، وتتجذّر في ذاكرته ووعيه.