يلاحظ المتتبع لأعمال التخريب والإرهاب بعد فشل المشروع الانقلابي على الحكم في البحرين، تنامي النزعة العدائية والهجمات العنيفة من قبل الإرهابيين وقادتهم، خصوصاً على رجال الأمن الذين يشكلون دعامة أساسية للوطن ويمثلون نظامه القائم، ولا أعلم كم سيكون عدد المتضررين والشهداء من صفوة أبناء البحرين ومخلصيها، ومن منهم سيكون الأخير قبل وصول هذا المقال لأيدي القراء.
ولعل أهم ما قدمه علم الاجتماع السياسي لتفسير مثل هذه المواقف ما جاء في (نظرية العنف في نشأة الدولة) لاعتبارها السعي نحو القوة والرغبة في تأكيد الذات مدخلاً مهماً لنشوء دولة؛ ولكن.. لا تنشأ الدول بتلك البساطة!!
لا بد أيضاً أن نضع في اعتبارنا التدرج في القوة وفي العنف كذلك، وكأنما تعتقد النظرية أنه كلما زاد العنف كانت النتيجة أنجع؛ فاستضعاف البشر وممارسة أنواع من القوة والقهر عليهم يجعلان الفئة الأقوى ذات سيادة وهيمنة من نوع خاص، ترى النظرية أن القوة منشأ الدولة الأمر الذي يدعو لتأمل المشهد في البحرين والتوصل لأمر خطير مفاده تأكيد كل التوقعات والتكهنات في تحول البحرين من مملكة أمن وأمان إلى إمبراطورية غاب؛ فالغاب وحده تلتهم فيه الضواري ضعاف المخلوقات وصغارها وما على الضعاف إلا الرضوخ والخنوع.
تعتقد نظرية العنف أنه عندما يُؤدى ذلك على عدد كبير وتستخدم القوة لنيل المطالب -أياً كانت- تظهر صورة العشائر والقبائل المتحاربة، ومن خلال الصراعات تظهر سلطة رئيس القبيلة الأمر المؤدي لظهور الدولة، وهذا ما يدعو للتساؤل؛ أنشأت فعلاً دولة داخل الدولة “البحرين”؟ لا سيما وأن واحداً من أهم قادة الإرهاب أصبح لا يخرج إلى الشارع إلاَّ بموكب سير خاص له، كأنه قائد دولة. لذلك كان قائد آخر يوجه الشعب ميدانياً ويدفعه كالعسكر لحماية مصالح تلك الدولة المنتزعة بالقوة من جذورها وهويتها لتكون محافظة إيرانية ممثلة من قبل أبنائها العرب، ربما بتعيين من قائدهم - قائد دولة يحمل جوازاً بحرينياً عربياً.
إن المعارضة البحرينية التي ظهرت فيما قبل تتبجح أمام العالم بممارستها للديمقراطية المزعومة، تناهض الديمقراطية في المملكة بتمثيلها اتجاهات عدائية سافرة. ولعلمها اليقيني أن الحوار والمناقشة واحدة من أولى قواعد الديمقراطية الحقة من أجل صنع قرارات سياسية منصفة لا تؤدي لغاياتها الانتهاكية، لذلك فإنها تدعو للحوار على استحياء، فيما تحرض على الإرهاب وتمارسه بفجور، وما دعوتها للحوار سوى ورقة ضغط في وقت ما، وإقامة حجة في وقت آخر.
لقد أدركت المعارضة البحرينية أن القوة القهرية والإرادة العامة لها تؤديان لجوهر الدولة، وكذلك بنت دولتها ونصّبت نفسها متحدثةً باسمها، وكما يرى واضعو النظرية أن ظهور الدولة بمثابة انطلاقة حقيقية لاستخدام العنف داخلياً وخارجياً لضمان الاستقرار والنظام، فهل يمكن الجزم بظهور الدولة داخل الدولة نظراً لتنامي العنف مؤخراً؟ أم هل يمكن التسليم بهذا وتعليل العنف بحماية دولتهم الوليدة من رحم القوة؟!
^ اضبطوا نبضكم..
لطالما فقهت المعارضة أن العنف يحمي الدولة داخلياً وخارجياً لضمان الاستقرار والنظام. فمتى يفقه النظام القائم وأدواته الرسمية ذلك من أجل اتخاذ إجراءات حاسمة تحقق أماناً لطالما ترقبه البشر والطير والشجر على أرض البحرين منذ بدء الأزمة حتى يومنا هذا، بل لا ندري.. حتى متى.!!
ولعل أهم ما قدمه علم الاجتماع السياسي لتفسير مثل هذه المواقف ما جاء في (نظرية العنف في نشأة الدولة) لاعتبارها السعي نحو القوة والرغبة في تأكيد الذات مدخلاً مهماً لنشوء دولة؛ ولكن.. لا تنشأ الدول بتلك البساطة!!
لا بد أيضاً أن نضع في اعتبارنا التدرج في القوة وفي العنف كذلك، وكأنما تعتقد النظرية أنه كلما زاد العنف كانت النتيجة أنجع؛ فاستضعاف البشر وممارسة أنواع من القوة والقهر عليهم يجعلان الفئة الأقوى ذات سيادة وهيمنة من نوع خاص، ترى النظرية أن القوة منشأ الدولة الأمر الذي يدعو لتأمل المشهد في البحرين والتوصل لأمر خطير مفاده تأكيد كل التوقعات والتكهنات في تحول البحرين من مملكة أمن وأمان إلى إمبراطورية غاب؛ فالغاب وحده تلتهم فيه الضواري ضعاف المخلوقات وصغارها وما على الضعاف إلا الرضوخ والخنوع.
تعتقد نظرية العنف أنه عندما يُؤدى ذلك على عدد كبير وتستخدم القوة لنيل المطالب -أياً كانت- تظهر صورة العشائر والقبائل المتحاربة، ومن خلال الصراعات تظهر سلطة رئيس القبيلة الأمر المؤدي لظهور الدولة، وهذا ما يدعو للتساؤل؛ أنشأت فعلاً دولة داخل الدولة “البحرين”؟ لا سيما وأن واحداً من أهم قادة الإرهاب أصبح لا يخرج إلى الشارع إلاَّ بموكب سير خاص له، كأنه قائد دولة. لذلك كان قائد آخر يوجه الشعب ميدانياً ويدفعه كالعسكر لحماية مصالح تلك الدولة المنتزعة بالقوة من جذورها وهويتها لتكون محافظة إيرانية ممثلة من قبل أبنائها العرب، ربما بتعيين من قائدهم - قائد دولة يحمل جوازاً بحرينياً عربياً.
إن المعارضة البحرينية التي ظهرت فيما قبل تتبجح أمام العالم بممارستها للديمقراطية المزعومة، تناهض الديمقراطية في المملكة بتمثيلها اتجاهات عدائية سافرة. ولعلمها اليقيني أن الحوار والمناقشة واحدة من أولى قواعد الديمقراطية الحقة من أجل صنع قرارات سياسية منصفة لا تؤدي لغاياتها الانتهاكية، لذلك فإنها تدعو للحوار على استحياء، فيما تحرض على الإرهاب وتمارسه بفجور، وما دعوتها للحوار سوى ورقة ضغط في وقت ما، وإقامة حجة في وقت آخر.
لقد أدركت المعارضة البحرينية أن القوة القهرية والإرادة العامة لها تؤديان لجوهر الدولة، وكذلك بنت دولتها ونصّبت نفسها متحدثةً باسمها، وكما يرى واضعو النظرية أن ظهور الدولة بمثابة انطلاقة حقيقية لاستخدام العنف داخلياً وخارجياً لضمان الاستقرار والنظام، فهل يمكن الجزم بظهور الدولة داخل الدولة نظراً لتنامي العنف مؤخراً؟ أم هل يمكن التسليم بهذا وتعليل العنف بحماية دولتهم الوليدة من رحم القوة؟!
^ اضبطوا نبضكم..
لطالما فقهت المعارضة أن العنف يحمي الدولة داخلياً وخارجياً لضمان الاستقرار والنظام. فمتى يفقه النظام القائم وأدواته الرسمية ذلك من أجل اتخاذ إجراءات حاسمة تحقق أماناً لطالما ترقبه البشر والطير والشجر على أرض البحرين منذ بدء الأزمة حتى يومنا هذا، بل لا ندري.. حتى متى.!!