ما لا يعرفه العالم المتابع لشكاوى “المعارضة” كالوفاق ومن لف لفها في جنيف هو أن هذه الجمعيات السياسية الباحثة لها عن دور في الشارع الذي اختطفه منها ما يطلق عليه ائتلاف فبراير هي التي تقوم باغتيال الطفولة عبر دفع الأطفال إلى “ساحة الوغى”، ثم لتراهم بعد قليل وقد وقعوا في المساحة التي تستوجب العقاب والتأديب قبل أن تتباكى وترمي باللائمة على الحكومة التي “لا تراعي الطفولة”، ولتطالب بعد ذلك بالتوقف عن مساءلتهم وبإعادتهم إلى أحضان أمهاتهم وإلى مدارسهم!للأسف فإن هذا هو الذي يحدث اليوم في البحرين؛ يهيمنون على عقول الصغار ويبرمجونهم بحيث لا يستطيعون إلا فعل ما يأمرونهم به دون مراعاة لسنهم ولطفولتهم، ثم يدفعونهم إلى الشارع ليمارسوا أفعالاً لا تناسبهم ولا تليق بهم، فيحتجزون الطرقات ويشعلون النار في إطارات السيارات وكل ما تطاله أيديهم ويعتدون بزجاجات المولوتوف الحارقة على رجال الأمن ويعطلون حياة الناس، وعندما يتم حجزهم بغية بيان الحقيقة لهم وأنهم ليسوا سوى ألعوبة في أيدي أولئك “الكبار” يسارعون بإصدار البيانات وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يتركون دمعة إلا وذرفوها في محاولة مكشوفة لاستدرار عطف العالم، فهذا تلميذ ينبغي أن يكون الآن في مقعده الدراسي، وذاك حدث ليس مكانه التوقيف، والثالث مصاب بالسكلر، والرابع ينتظره حضن أمه.. إلى آخر تلك الحجج التي لم ينظروا إليها أبداً وهم يدفعون أولئك الأطفال إلى الشوارع ليحدثوا البلبلة التي يعتقدون أنها ستضعف السلطة. إن من آذى الأطفال وأبعدهم عن أحضان أمهاتهم وعن مدارسهم وعن أصدقائهم وزملائهم وعن الطفولة وبراءتها هم الوفاق ومن معها من جمعيات سياسية تقاد اليوم من قبل شباب ناقص الخبرة والحكمة والرؤية وناقص العقل، صار للأسف الشديد هو المسيطر على الشارع، هم الذين يرمون بالطفولة وممثليها في أتون هذه الأفعال القذرة قبل أن يتباكوا عليهم ويرموا باللائمة على الحكومة.ترى هل يمكن أن يكون العالم غافلاً عما يفعله هؤلاء في الطفولة؟ هل يمكن للعقلاء أن يصدقوا أن الذي يظلم أطفال البحرين هي الحكومة وليس هذا النفر المبرمج؟ الأجدى هو أن تمنع الجمعيات السياسية بقيادة الوفاق (التي تقاد من قبل ائتلاف فبراير.. الذي يقاد من قبل جهات باتت معروفة في الخارج) أولئك الأطفال عن المشاركة في تلك الأفعال التي تسيء إليهم وإلى عائلاتهم وإلى وطنهم وإلى طفولتهم، والأجدى هو مطالبة الآباء والأمهات بمنع أطفالهم من المشاركة في تلك الفعاليات التي لا تناسبهم، والأجدى هو التأكيد على أولياء الأمور بمراقبة أطفالهم ومحاسبتهم وعدم السماح لهم ليكونوا عرضة لمن يقلّب أفكارهم ويخرجهم من طفولتهم، الأجدى هو منع أي طفل من المشاركة في تلك الفعاليات بدل التباكي عليهم عندما تقع الفأس في رؤوسهم فتحاسبهم السلطة على أفعال ما كان ينبغي أن تكون أفعالهم. هذا الظلم الذي يتعرض له الأطفال في البحرين هو ما تمارسه تلك الجمعيات السياسية وخصوصا الوفاق وائتلاف فبراير، وهي التي يجب أن تحاسب على هذا الفعل لا أن تحاسب الآخرين عليه إن تعرض أولئك الأطفال لما يفترض ألا يتعرضوا إليه. وبالتأكيد لا يمكن أبداً إقناع العالم أن هؤلاء الأطفال مظلومون من قبل السلطة، والسبب بسيط وهو أن العالم يسمع ويرى ويفكر ويعرف الصح من الغلط، وبالتالي فإن رده هو أن حجز الأطفال ومحاسبتهم من قبل السلطة نتيجة وليس سبباً، حيث السبب هو أولئك الذين يستغلون الأطفال للوصول إلى مآربهم. ما يحدث هو عملية اغتيال مع سبق الإصرار والترصد للطفولة أبطالها الوفاق ومن يبارك عملها، ومن وراء الوفاق ائتلاف فبراير الذين يفاخرون بفعلهم هذا ويعتبرونه ميزة.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90