لم تغب تلك الأيام عن عيون البحرينيين حين كانت الدولة تقول إبان الأزمة الطائفية والخروج الطائفي للوفاق تعالوا إلى الحوار، وكان عراب الحوار آنذاك وزير سابق قيل إنه ذرف دموع التماسيح حين رفض الولي الفقيه مبادرة الدولة للحوار.
كان المشهد يغلي، كانت البحرين على مفترق طرق، رغم أن إحكام القانون كان متاحاً وكان هو الذي يجب أن يحدث، إلا أن الدولة لم ترد ذلك، لكن اليوم نقول وبعد مرور قرابة العامين، وعلى الوفاق وأتباعها أن تأكل خبزها الذي صنعته بيدها.
في هذه اللحظة، أنا وغيري نفهم لماذا ذرف الوزير (عراب الحوار إبان الأزمة) الدموع، كان يعرف أن الفرصة سانحة للوفاق لاختطاف ما تريد من الدولة والحصول على نصيب الأسد، لكن الله أعماهم وجعلهم يستكبرون ويطالبون بمجلس تأسيسي للدستور، هذا الذي قاله الولي الفقيه، فدموعه تعني أن الفرصة لن تتكرر، لكنهم شعروا وهم في نشوة الدوار والخيمة رقم (6) أنهم أقوى من الدولة، وأن الدول ستسقط وأن النظام سيسقط.
فوق كل هذا وذلك هي إرادة رب العباد حتى عادت الأمور إلى نصابها وعاد الحق وانتصر، وتوالت هزائم الباطل يوماً بعد آخر، والقادم أكثر خسائر بإذن الله.
هل رأيتم أين كانت الأمور وأين وصلت اليوم؟ كانوا يريدون دستوراً طائفياً بمقاسات الوفاق والولي الفقيه، واليوم بعد كل الصفعات التي تتلقاها أيادي الإرهاب والغدر، صاروا يلهثون خلف حوار ليسوا هم وحدهم الطرف فيه إذا ما تم، فهناك قوى المجتمع المدني، وهناك من سيقول كلمته في وجه الإرهاب، وهناك من لن يقبل أصلاً بالحوار، والوفاق تلعب الإرهاب.
لله الفضل والمنة هو من يُقدِّر الأمور، وهو الذي كشف لنا كل المؤامرة، وهو الذي نصر الحق بسجود الساجدين، ودعاء أهل البحرين الذين يسجدون لله وحده، ويستعينون بالله وحده.
ربما الكثير لم يتوقعوا هذا المسلسل من الأحداث التي أوصلت الوفاق إلى هذه المرحلة من الفشل والخسائر والصفعات، لكن الله قدَّر الأمور، وعلى الدولة اليوم وعلى قوى المجتمع المدني أن يكون لها موقفها، وأن تكون لها إرادتها، فالساحة أمامكم وعليكم أن تقولوا كلمة الحق في وجه الإرهاب والإرهابيين.
أحلام اليقظة جعلت الولي الفقيه يحلم بدستور تأسيسي على المقاس الطائفي لكنها أضغاث أحلام، والموازين اليوم مختلفة، وقد عرفت الوفاق حجمها الحقيقي بعد أن خرجت جماهير الفاتح بألوفها المؤلفة حتى أسكتت أمريكا والوفاق وإيران الذين ظنوا أن هناك شارعاً واحداً في البحرين، اليوم الموازين ليست في أيدي الإرهاب.
ونقول للدولة ولقوى المجتمع المدني إن أهل البحرين لن يقبلوا بأي تنازلات للمهزوم الخائن، أهل البحرين يريدون إحكام القانون ضد الإرهاب، أهل البحرين يريدون قراراً سياسياً قوياً يجفف منابع الإرهاب ويشعر الناس بالأمان في رواحهم وغدوهم، فإلى متى العصا المرتخية ضد الإرهاب، إلى متى القرار السياسي يتأخر؟
رذاذ
إن أهم خطط الاستيلاء على البحرين هي خطة تقرب الخونة إلى صاحب القرار، وإيهامه بحبه وحب البحرين، وحتى يحصلوا على مكان أقرب فأقرب، وهذه السياسة اتبعت في أماكن كثيرة منها دولة الأندلس.
لذلك نقول إن هؤلاء هم أشبه بالثعابين تتسلل ببطء وتتقرب، لكن تنتظر لحظة الانقضاض، وسمها قاتل زعاف..!