ليس للبحرينيين حديث إلا عن جلسات الدورة الحادية والعشرين لمجلس حقوق الإنسان التي عقدت في جنيف، والكل يعدد مكاسبه منها، وكأن نتائج جنيف هي الفصل في الأزمة التي تمر بها البلاد منذ أحداث العام الماضي!!
ورغم أن الاستعراض الدوري الشامل أعطي أكبر من حجمه كثيراً؛ حيث إن البحرين ليست الدولة الوحيدة التي تمت مراجعتها، فإلى جانبها كانت تونس والمغرب وفنلندا وحتى بريطانيا والهند وهولندا وغيرها؛ إلا أن الصحيح هو ما ذكره وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة من أن ما حدث في جنيف بداية حقيقية لعودة المجتمع الدولي للصواب والحق بعد أن تأكد لدوله ومنظماته ما وقع على البحرين من ظلم وافتراء واضح وإساءات متكررة، حيث إن اعتماد تقرير الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان في البحرين، يؤكد دعم المجتمع الدولي للمملكة ونهجها الإصلاحي والتطويري، وهو ما أكده أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون وأعرب عن دعمه للبحرين لمواصلة مسيرة التطوير والإصلاح.
إذا عدنا من جنيف بحقيقة واحدة أكيدة هي أن العالم اليوم أصبح يعرف أن البحرين وقيادتها تعمل لجهة الإصلاحات والسعي لتأصيل الديمقراطية والحريات، حتى لو دعت بريطانيا أو النمسا لمزيد من الإصلاحات، وهو ما تسعى المعارضة للترويج له على أنه انتصار لمغازلة أتباعها بعد أن جيشت الجيوش وسافر العشرات من ممثليها من البحرين وقدم العشرات ممن في الخارج، ولا ندري لماذا هم في الخارج أساساً!! لكننا نفترض أنه لمزيد من التحركات ولإيهام المجتمع الدولي من خشيتهم العودة للبحرين خوفاً من المطاردات والاعتقالات وما إلى ذلك من افتراءات، رغم أن من ذهبوا إلى جنيف من أصحابهم عادوا إلى بيوتهم وأعمالهم!! وهو ما يحسب ويقدر للدولة دون شك. نعود لنقول إن مطالبات النمسا وبريطانيا لا جديد فيها؛ فنحن قبلهم نسعى لمزيد من الإصلاحات والحريات والديمقراطية، هذا في الأساس هدف المشروع الإصلاحي لجلالة الملك منذ أكثر من عشر سنوات، وهو ما شاركت فيه المعارضة ذاتها؛ نعم المشروع لم يكتمل بعد، ونعم قد يحتاج لمزيد من الدفعات.. ونعم، شهد بطئاً هنا أو هناك.. لكنه حقق الكثير ونقل البحرين من واقع لواقع أفضل على كل المستويات، وهو ينبئ أن القادم إنشاء الله أكثر لو صدقت نوايا الجميع، ولا ينكر ذلك إلا جاحد.
الآن وبعد أن انفض مولد جنيف ووصلت الرسالة الحقيقية للخارج وللمجتمع الدولي؛ ماذا عن الوضع الداخلي؟! الأكيد لن يكون لجنيف ولا لمائة جنيف من تأثير على حلحلة الأزمة في البحرين إن لم تتوفر النوايا الجادة من مختلف أطرافها، وعلى رأسهم جماعات المعارضة، ففي الوقت الذي كان ممثلوها في جنيف يطالبون بالديمقراطية والعدالة كما يدعون كان المحسوبون عليها يكثفون عمليات التخريب والاعتداء في الشوارع!!
تحكي لي سيدة عن تجربة مرت بها في نفس ذلك اليوم المشهود، حيث كانت تسير بسيارتها فوق جسر ضاحية السيف لتفاجأ بمولوتوفات طائرة كانت تستهدف دورية واقفه تقع أمامها مباشرة في شارع سريع، ولشدة الخوف والمفاجأة داست المكابح بأقصى ما تستطيع لتستقر الزجاجة المحترقة تحت السيارة مباشرة، فتجمدت للحظات وكانت السيارات القادمة بسرعة من الخلف تتجنبها ولولا لطف الله لتعرضت لحادث أو لنفجر المولوتوف في سيارتها!!
لا شك أن قيادات المعارضة تعرف تلك القصص ومثيلاتها وتعرف حجم الاستياء والكراهية التي تخلفها في نفوس الناس، ولا شك أيضاً أنها قادرة على إيقافها، لكن من الواضح أنها لا تريد ذلك، فهي ورقة ضغط في يدها تجعل الوضع في حالة توتر دائم تستفيد منه ومن المواجهات التي تترتب عليه للتسويق الخارجي على أنها استمرار لأزمة واعتداءات وتضييق للحريات وما إلى ذلك.
لكننا نقول للوفاق التي رحبت بدعوات الحوار الجاد الذي يحقق التحول الديمقراطي في البحرين وفقاً للمعايير الإنسانية العالمية -بحسب تعبيرها- لا بد لها أولاً أن توقف كل مظاهر التخريب في الشارع الآن وفوراً، وقبل الحديث عن أي حوار أو مصالحة، هي تعرف أن كل المجتمع يرفض الدخول معها في حوار أو مصالحة مادامت عمليات التخريب مستمرة حتى ولو كانت هناك رغبة من الدولة نفسها، إلا الناس لن ترضى بذلك ولن تمهد له أو تستجيب لنتائجه، ونسأل الوفاق ومن هم تحت عباءتها لماذا لم يوقع أحد منكم على بيان علماء ودعاة البحرين الذي يستنكر الأعمال التخريبية التي يتعرض لها المواطنون والمقيمون في الشوارع والأماكن العامة والخاصة، والتي تجاوب معها مشايخ وعلماء أفاضل من الطائفتين؟ ولماذا لم تستجيبوا لدعوة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لمواصلة العمل من أجل جمع الكلمة ونبذ الفرقة والخلاف والتصدي لدعاة الفتنة والتخريب؟!
^ شريط إخباري..
هذه أسئلة مشروعة يا وفاق، فمهما فعلتم في الخارج أو تعاونتم أو دعمتم من الخارج فإن حل أزمة البحرين في الداخل ولن يكون ممكناً إذا استمر مسلسل التخريب والاعتداءات وحرق الإطارات والمولوتوفات الطائرة يعرض أرواح الناس وممتلكاتهم، وحتى أرواح الأطفال المغرر بهم للخطر!!
ورغم أن الاستعراض الدوري الشامل أعطي أكبر من حجمه كثيراً؛ حيث إن البحرين ليست الدولة الوحيدة التي تمت مراجعتها، فإلى جانبها كانت تونس والمغرب وفنلندا وحتى بريطانيا والهند وهولندا وغيرها؛ إلا أن الصحيح هو ما ذكره وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة من أن ما حدث في جنيف بداية حقيقية لعودة المجتمع الدولي للصواب والحق بعد أن تأكد لدوله ومنظماته ما وقع على البحرين من ظلم وافتراء واضح وإساءات متكررة، حيث إن اعتماد تقرير الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان في البحرين، يؤكد دعم المجتمع الدولي للمملكة ونهجها الإصلاحي والتطويري، وهو ما أكده أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون وأعرب عن دعمه للبحرين لمواصلة مسيرة التطوير والإصلاح.
إذا عدنا من جنيف بحقيقة واحدة أكيدة هي أن العالم اليوم أصبح يعرف أن البحرين وقيادتها تعمل لجهة الإصلاحات والسعي لتأصيل الديمقراطية والحريات، حتى لو دعت بريطانيا أو النمسا لمزيد من الإصلاحات، وهو ما تسعى المعارضة للترويج له على أنه انتصار لمغازلة أتباعها بعد أن جيشت الجيوش وسافر العشرات من ممثليها من البحرين وقدم العشرات ممن في الخارج، ولا ندري لماذا هم في الخارج أساساً!! لكننا نفترض أنه لمزيد من التحركات ولإيهام المجتمع الدولي من خشيتهم العودة للبحرين خوفاً من المطاردات والاعتقالات وما إلى ذلك من افتراءات، رغم أن من ذهبوا إلى جنيف من أصحابهم عادوا إلى بيوتهم وأعمالهم!! وهو ما يحسب ويقدر للدولة دون شك. نعود لنقول إن مطالبات النمسا وبريطانيا لا جديد فيها؛ فنحن قبلهم نسعى لمزيد من الإصلاحات والحريات والديمقراطية، هذا في الأساس هدف المشروع الإصلاحي لجلالة الملك منذ أكثر من عشر سنوات، وهو ما شاركت فيه المعارضة ذاتها؛ نعم المشروع لم يكتمل بعد، ونعم قد يحتاج لمزيد من الدفعات.. ونعم، شهد بطئاً هنا أو هناك.. لكنه حقق الكثير ونقل البحرين من واقع لواقع أفضل على كل المستويات، وهو ينبئ أن القادم إنشاء الله أكثر لو صدقت نوايا الجميع، ولا ينكر ذلك إلا جاحد.
الآن وبعد أن انفض مولد جنيف ووصلت الرسالة الحقيقية للخارج وللمجتمع الدولي؛ ماذا عن الوضع الداخلي؟! الأكيد لن يكون لجنيف ولا لمائة جنيف من تأثير على حلحلة الأزمة في البحرين إن لم تتوفر النوايا الجادة من مختلف أطرافها، وعلى رأسهم جماعات المعارضة، ففي الوقت الذي كان ممثلوها في جنيف يطالبون بالديمقراطية والعدالة كما يدعون كان المحسوبون عليها يكثفون عمليات التخريب والاعتداء في الشوارع!!
تحكي لي سيدة عن تجربة مرت بها في نفس ذلك اليوم المشهود، حيث كانت تسير بسيارتها فوق جسر ضاحية السيف لتفاجأ بمولوتوفات طائرة كانت تستهدف دورية واقفه تقع أمامها مباشرة في شارع سريع، ولشدة الخوف والمفاجأة داست المكابح بأقصى ما تستطيع لتستقر الزجاجة المحترقة تحت السيارة مباشرة، فتجمدت للحظات وكانت السيارات القادمة بسرعة من الخلف تتجنبها ولولا لطف الله لتعرضت لحادث أو لنفجر المولوتوف في سيارتها!!
لا شك أن قيادات المعارضة تعرف تلك القصص ومثيلاتها وتعرف حجم الاستياء والكراهية التي تخلفها في نفوس الناس، ولا شك أيضاً أنها قادرة على إيقافها، لكن من الواضح أنها لا تريد ذلك، فهي ورقة ضغط في يدها تجعل الوضع في حالة توتر دائم تستفيد منه ومن المواجهات التي تترتب عليه للتسويق الخارجي على أنها استمرار لأزمة واعتداءات وتضييق للحريات وما إلى ذلك.
لكننا نقول للوفاق التي رحبت بدعوات الحوار الجاد الذي يحقق التحول الديمقراطي في البحرين وفقاً للمعايير الإنسانية العالمية -بحسب تعبيرها- لا بد لها أولاً أن توقف كل مظاهر التخريب في الشارع الآن وفوراً، وقبل الحديث عن أي حوار أو مصالحة، هي تعرف أن كل المجتمع يرفض الدخول معها في حوار أو مصالحة مادامت عمليات التخريب مستمرة حتى ولو كانت هناك رغبة من الدولة نفسها، إلا الناس لن ترضى بذلك ولن تمهد له أو تستجيب لنتائجه، ونسأل الوفاق ومن هم تحت عباءتها لماذا لم يوقع أحد منكم على بيان علماء ودعاة البحرين الذي يستنكر الأعمال التخريبية التي يتعرض لها المواطنون والمقيمون في الشوارع والأماكن العامة والخاصة، والتي تجاوب معها مشايخ وعلماء أفاضل من الطائفتين؟ ولماذا لم تستجيبوا لدعوة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لمواصلة العمل من أجل جمع الكلمة ونبذ الفرقة والخلاف والتصدي لدعاة الفتنة والتخريب؟!
^ شريط إخباري..
هذه أسئلة مشروعة يا وفاق، فمهما فعلتم في الخارج أو تعاونتم أو دعمتم من الخارج فإن حل أزمة البحرين في الداخل ولن يكون ممكناً إذا استمر مسلسل التخريب والاعتداءات وحرق الإطارات والمولوتوفات الطائرة يعرض أرواح الناس وممتلكاتهم، وحتى أرواح الأطفال المغرر بهم للخطر!!