التغيير سمة إيجابية تفرضها علينا طبيعة الحياة بل أنها سنة من سنن هذه الحياة ولذلك نجد مطالبات التغيير تتصاعد في كل المجتمعات و في كل الأزمنة، وفي مختلف مناحي الحياة .
المهم في الأمر أن يكون التغيير ذا توجه إيجابي يدفع باتجاه الأفضل .
الرياضة واحدة من هذه المناحي الحياتية التي يستوجب فيها التغيير وهو أمر لمسناه في تجربتنا الرياضية البحرينية غير أن مردوداته لم تأتِ أكلها بمستوى الطموحات لأنه في كثير من هذه التجارب كان يكتفى بالتغيير الشكلي أكثر من التركيز على التغيير الضمني .
حتى لا يكون طرحي غامضاً دعونا نتوقف عند كرة القدم البحرينية و نتأمل في تجربة التغييرات التي طالتها طوال الأربعين سنة الماضية .
تغييرات عديدة في الوجوه التي تدير الشؤون الإدارية و الفنية ومع ذلك ما زلنا نتحدث عن نفس المعاناة التي كنا نتحدث عنها قبل أربعين سنة !
من هنا يتضح أن ما اتبعناه من سياسة التغيير لم يكن مجدياً بدليل انه لم يعالج كثيراً من المشكلات الرئيسة التي تعاني منها كرة القدم البحرينية وأن المشكلة لا تكمن في الشخوص بل أنها تكمن في السياسات العامة لإدارة شؤون اللعبة ابتداءً من وضع الخطط و الاستراتيجيات و انتهاءً بأسلوب التعامل مع الأنظمة و القوانين و اللوائح و احترام كل واحد لمسؤوليات الآخر .
لذلك فنحن نحترم ونقدر الخطوة الأخيرة التي أقدم عليها اتحاد كرة القدم بإعفاء الجهاز الفني للمنتخب بقيادة الإنجليزي بيتر تايلور و التعاقد مع الأرجنتيني غابريل كالديرون لقيادة الأحمر في المرحلة المقبلة .
لقد أبديت اإجابي بنجاح الاتحاد في هذه الصفقة و قلت رأيي في كالديرون و أكرر تمنياتي لمنتخبنا الوطني بالنجاح و التوفيق تحت قيادته .
ولكن الأهم من التغيير الشكلي أن يكون اتحاد الكرة جاداً في تغيير مضمون العمل الإداري للمنتخب في المرحلة المقبلة خصوصاً وأنه يعلم تمام العلم بما مرت به المراحل الماضية من مشاكل و إشكاليات سببها تداخل المسؤوليات وما خلفته من خلافات انعكست سلباً على وحدة الفريق وهو ما أدى إلى تراجع مستواه و نتائجه بعد أن تفاءلنا خيراً في بداية مشوار تايلور الذي حقق للكرة البحرينية أول بطولتين رسميتين في تاريخها الحديث !
لابد من تحديد مسؤوليات الجهاز الفني و ضرورة الالتزام بها و لابد من أن تحدد مسؤولية الجهاز الإداري و التشديد على الالتزام بها ولابد من أن يعلم جميع اللاعبين بالوجهة التي يستوجب عليهم التعامل معها إدارياً و فنياً بشرط أن لا يتدخل أحد في مهام الطرف الآخر حتى نحافظ على لحمة الفريق ووحدته .
حتى الجانب الإعلامي وهو جانب مهم جداً يحتاج لتحديد مسؤوليات المنسق الإعلامي الذي يفترض أن تكون مهمته الرئيسة التنسيق بين الجهازين الإداري والفني و مختلف أجهزة الإعلام المحلية و الخارجية وأن لا تعهد لهذا المنسق مهمة التغطية الصحافية التي هي من صميم عمل العاملين في الصحافة.
أتمنى أن يكون اتحاد الكرة أكثر انفتاحاً و شفافية مع الصحافة المحلية حتى لا يدع أي مجال للتأويلات و الاجتهادات الشخصية التي قد تصيب وقد تخيب بينما نحن في أمسّ الحاجة لوقفة إعلامية داعمة للمنتخب الوطني في المرحلة القادمة.
[email protected]