بارك الله في هذا القرار، وبارك للبحرين استتباب أمنها واستقرارها، وبارك لأهل البحرين عودتهم لبحرينهم التي ألفوها وعرفوها، بارك الله فيكم أيها البواسل، بارك الله فيكم يا من حرستم بأرواحكم نومنا وصبحنا، بارك الله فيكم يا رجال صدقتم فيما عاهدتم الله عليه، ووفيتم ما أمنتم، بارك الله في هذا القرار الجريء الذي أعاد للبحرين هيبتها ومكانتها، عندما استهانت بها شرذمة لا تعرف حرية ولا أصول الدين، ولا تعرف قيمة لإنسان إلا ما يحقق غايتها، ولا تدرك مكانة له إلا عندما يكون موته زيادة لرصيدها..إنها الوفاق التي لا تنام إلا عندما تغازل أهدابها نيران القنابل وأصوات المتفجرات، ولا يستكين قلبها إلا لسماع خبر وفاة شاب أو طاعن، فلموتهما في تقاريرها حساب وتقدير، إنها الوفاق التي استعلت واستكبرت ومكرت مكراً استعاذ من شره الشياطين وتخوفت من خبثه العفاريت، وذلك حين استباحت البحرين باسم الحرية والديمقراطية، وهي تهدف من ورائه لحكم المرجعية، إنها الوفاق التي يجب أن تفهم وتعلم أن للدولة قوانين صارمة حازمة، والتي يجب أن تعرف أن لتجاوزها عقاباً وجزاء ينتظرها، فلا تفلت منه بحجة تعبير عن رأي أو مطالبة بحقوق، فالحقوق محفوظة ومسؤول عنها أهلها، وأن الاستهبال والاستخفاف بعقول المواطنين لم يعد ذا جدوى، بعد أن عرف الناس حقيقتها واكتشفوا أكاذيبها، وآخر ما اكتشفوا من كذبها عندما ادعت وأذاعت أن العكر محاصرة، وهاهي العكر اليوم تخرج مسيرات وتتجمع في الساحات، وقد رفعت شعاراً عريضاً «باقون حتى إسقاط النظام».إنه القرار الصحيح بوقف المسيرات والاحتجاجات التي كذبت بادعائها أنها تعبير عن الرأي، وفي حقيقة الأمر ما هي إلا دعوة لإسقاط الحكم الخليفي واستبداله بحكم إيراني قح ليس فيه مكان لطائفة ولا طيف، بل صبغة واحدة فيه «الأمر كله لخامنئي»، هذه حقيقة المسيرات والاحتجاجات التي طال أمدها ومدها وطال شرها وعم أذاها، حتى أصبح الناس في جحيم على أبوابه يقف عيسى قاسم وعلي سلمان يحرضون الناس ويدفعون بهم إلى قعر ليس له قرار ولا أمان؛ فقراره عذاب وأمانه تصلية وتنكيل، إنها الديمقراطية التي أتخذوها شعاراً بعد أن رضعوا الحقد من جلادي إيران وسوريا والعراق الذين كبلوا الناس بالحديد وقطعوا أوصالهم وشجوا صدورهم وفقعوا عيونهم بدعوى وهمية وهي محاربة الإرهاب.وهم كذلك يفعلون الشيء نفسه في البحرين؛ فقطعوا اللسان وشجوا البطون وسحقوا الجماجم وفجروا الأجساد، لا فرق بين ما يحصل في العراق وسوريا وإيران وما يحصل في البحرين، وإن تمكنوا فسيفعلون ما هو أكبر وأكثر، وذلك عندما حسبوا أن الدولة استسلمت لهم وأن الحوار سيمهد لهم ليكونوا دويلة لبضع سنوات تأتي بعدها دولة الفقيه، إنه القرار الصحيح الذي أعاد البحرين إلى مكانها المعروف بالتاريخ، وإلى مجدها الذي صنعه الحزم والعدل، وأرجع لها الأمان والاطمئنان.نقول للوفاق ومراجعها إن البحرين دولة يحكمها قانون ويقودها رجال، دولة لا يمكن أن تتطاول عليها أذناب ولا ذباب، وأن من تسول له نفسه أن البحرين يمكن أن تكون في يوم ما آيلة لهم فهم لم يحسنوا الحساب، فالبحرين لن تسمح لهم، ولو بقي فيها رجل واحد، أن تكون لهم ولمرجعيتهم موطأ قدم، فإن أرادوا الحياة في ظل الدولة الخليفية فأهلاً وسهلاً يعيشون وينعمون بالخير، أما إن سولت لهم أنفسهم بأن يكونوا يوماً على كرسي حكم أو حكومة فوالله لن يبقى لهم جنب ولن تستقر لهم نفس، فالدفاع عن الأرض ذروة الإيمان، والناس تتلهف لتصل إلى هذه الذروة فلا تستنفروهم ولا تستفزوهم، واستقروا مكانكم لا تتحركوا ولا ترفعوا عيناً، فمكانكم معروف في التاريخ فلا تتجاوزوه، والأجدى والأنفع لكم أن تلتزموا بالقرار والقوانين، فها هو القرار الحكيم يعود بالبحرين إلى بر الأمن والأمان.فبارك الله فيكم يا بواسل وحفظكم وجزاكم عن البحرين وأهلها ألف خير.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90