على اليوتيوب انتشر قبل أيام فيلم تزيد مدته على أربع دقائق يظهر مجموعة من الشباب يرتدون أكفاناً مكتوباً عليها بخط كبير (ثوار المنامة) وملثمين ومربوطة جباههم بعصابة كتب عليها كلمات لم أتبينها، المجموعة تسير في خطوط منتظمة (4 أشخاص في كل صف) يتقدمهم ثلاثة يرتدون زياً أخضر ويحملون في أيديهم شيئاً بدا وكأنه جثث أطفال مكفنين، ويتقدم هؤلاء أعلام سوداء كتب عليها (يا حسين) يتقدمهم آخرون يحملون بيارق بيضاء كتب عليها كلام مسيء لملك البلاد وبشكل مباشر. الفيلم يبدأ بشريحة كتب فيها ما يلي (ثوار المنامة يخرجون في عزاء بعنوان «كتائب العاصمة الاستشهاديين» مرتدين الأكفان معاهدين الإمام بالمضي قدماً من أجل إحقاق وإقامة العدل وإسقاط الظلم والباطل).
مشهد لا يمكن لعاقل أن يصدق أنه في البحرين وأنه تم تصويره ونشره من قبل الميليشيات نفسها ليلة الثامن من محرم، المشهد الغريب على البحرين والداخل عنوة في مواكب عزاء الحسين وغصباً عن هيئة تنظيم المواكب الحسينية، هذا المشهد استطاع أن يجذب الجمهور الذي كان متواجداً في المكان الذي بدا في الفيلم وكأنه بجانب مأتم العجم الكبير كونه غريباً ولافتاً، فللمرة الأولى في تاريخ المواكب الحسينية في البحرين يخرج (ملثمون) يرتدون الأكفان ويحملون أعلاماً وبيارق تسب رأس الدولة متجاوزين كل الحدود وكل العادات والتقاليد الاجتماعية والحسينية، ويرددون كلاماً سياسياً مغلفاً بشيلات حسينية.
أما مواقع التواصل الاجتماعي فامتلأت بالصور والأفلام التي عبّر ناشروها بنشرهم لها عن «فرحتهم» لحدوث هذا الأمر وتفاخرهم به، مؤكدين بذلك فهمهم القاصر لمعنى «الثورة» أو الاحتجاج وغير مدركين للآثار السلبية لمثل هذه التصرفات غير المسؤولة.
السماح بخروج نحو خمسين شاباً مرتدين للأكفان وملثمين تحت عنوان (كتائب العاصمة الاستشهاديين)؛ يعني السماح بحدوث انعطافة سالبة في حراك المجتمع البحريني نتيجتها معروفة سلفاً، رآها الناس بأم أعينهم وأبيها في العراق وفي لبنان وفي غيرها من البلدان التي رفعت راية الديمقراطية القاصرة فعادت وبالاً عليها. الواضح أن منظمي موكب العزاء الشاذ هذا والبعيد عن التقاليد الحسينية والمشاركين فيه لا يدركون أبعاد ما قاموا به في تلك الليلة وغيرها من ليالي عاشوراء، وواضح أيضاً أن فرحتهم بارتداء تلك الملابس والألوان والشيلات التي رفعوها والبيارق التي استغلوها لانتقاد الدولة وسب القيادة بشكل فج أنساهم أنهم «يشتغلون سياسة»، ذلك أن من يشتغل سياسة ينبغي ألا تفوته مسائل كهذه، إلا إن كانت المسألة مسألة «فشار.. وياللي جيتون اتشوفون العزا شوفونا»!
موكب كهذا يستغل قضية الحسين استغلالاً فاحشاً، ما كان ينبغي السماح بخروجه، سواء من قبل المأتم الذي خرج تحت مظلته أو من قبل هيئة المواكب الحسينية أو من الحكومة التي يجب ألا تكتفي بمحاسبة المتجاوزين لاحقاً، فتدّخل الحكومة لمنع مثل هذه التجاوزات لا يعد تدخلاً في العزاء أو في المذهب وممارساته وتقاليده الحسينية لأنه ضرورة، ذلك أن السماح بخروج مثل هذه المواكب والسكوت عنها يعني السماح بانتقال البحرين إلى مرحلة خطيرة، فلن تمر أيام حتى يشكل آخرون ميليشيات خاصة بهم ثم لنجد بعد قليل أنفسنا وقد «تلبلنّا» أو «تصوملنا» أو «تعرّقنا»!
خروج ذلك الموكب والسكوت عنه من قبل مختلف الأطراف ذات العلاقة جانبته الحكمة، فهذا التصرف غير المسؤول من شأنه أن يجر الجميع إلى مساحة لا ينبغي أن يدخلوها، وما حدث يعبر عن مراهقة فكرية ينبغي التصدي لها من أصحاب المآتم ومن هيئة المواكب الحسينية ومن المعنيين بشؤون العزاء والشيعة.. ومن الحكومة التي بدأ الآخرون يفسرون مرونتها وما تتحلى به من صبر وسعة صدر تفسيراً سالباً.
مشهد لا يمكن لعاقل أن يصدق أنه في البحرين وأنه تم تصويره ونشره من قبل الميليشيات نفسها ليلة الثامن من محرم، المشهد الغريب على البحرين والداخل عنوة في مواكب عزاء الحسين وغصباً عن هيئة تنظيم المواكب الحسينية، هذا المشهد استطاع أن يجذب الجمهور الذي كان متواجداً في المكان الذي بدا في الفيلم وكأنه بجانب مأتم العجم الكبير كونه غريباً ولافتاً، فللمرة الأولى في تاريخ المواكب الحسينية في البحرين يخرج (ملثمون) يرتدون الأكفان ويحملون أعلاماً وبيارق تسب رأس الدولة متجاوزين كل الحدود وكل العادات والتقاليد الاجتماعية والحسينية، ويرددون كلاماً سياسياً مغلفاً بشيلات حسينية.
أما مواقع التواصل الاجتماعي فامتلأت بالصور والأفلام التي عبّر ناشروها بنشرهم لها عن «فرحتهم» لحدوث هذا الأمر وتفاخرهم به، مؤكدين بذلك فهمهم القاصر لمعنى «الثورة» أو الاحتجاج وغير مدركين للآثار السلبية لمثل هذه التصرفات غير المسؤولة.
السماح بخروج نحو خمسين شاباً مرتدين للأكفان وملثمين تحت عنوان (كتائب العاصمة الاستشهاديين)؛ يعني السماح بحدوث انعطافة سالبة في حراك المجتمع البحريني نتيجتها معروفة سلفاً، رآها الناس بأم أعينهم وأبيها في العراق وفي لبنان وفي غيرها من البلدان التي رفعت راية الديمقراطية القاصرة فعادت وبالاً عليها. الواضح أن منظمي موكب العزاء الشاذ هذا والبعيد عن التقاليد الحسينية والمشاركين فيه لا يدركون أبعاد ما قاموا به في تلك الليلة وغيرها من ليالي عاشوراء، وواضح أيضاً أن فرحتهم بارتداء تلك الملابس والألوان والشيلات التي رفعوها والبيارق التي استغلوها لانتقاد الدولة وسب القيادة بشكل فج أنساهم أنهم «يشتغلون سياسة»، ذلك أن من يشتغل سياسة ينبغي ألا تفوته مسائل كهذه، إلا إن كانت المسألة مسألة «فشار.. وياللي جيتون اتشوفون العزا شوفونا»!
موكب كهذا يستغل قضية الحسين استغلالاً فاحشاً، ما كان ينبغي السماح بخروجه، سواء من قبل المأتم الذي خرج تحت مظلته أو من قبل هيئة المواكب الحسينية أو من الحكومة التي يجب ألا تكتفي بمحاسبة المتجاوزين لاحقاً، فتدّخل الحكومة لمنع مثل هذه التجاوزات لا يعد تدخلاً في العزاء أو في المذهب وممارساته وتقاليده الحسينية لأنه ضرورة، ذلك أن السماح بخروج مثل هذه المواكب والسكوت عنها يعني السماح بانتقال البحرين إلى مرحلة خطيرة، فلن تمر أيام حتى يشكل آخرون ميليشيات خاصة بهم ثم لنجد بعد قليل أنفسنا وقد «تلبلنّا» أو «تصوملنا» أو «تعرّقنا»!
خروج ذلك الموكب والسكوت عنه من قبل مختلف الأطراف ذات العلاقة جانبته الحكمة، فهذا التصرف غير المسؤول من شأنه أن يجر الجميع إلى مساحة لا ينبغي أن يدخلوها، وما حدث يعبر عن مراهقة فكرية ينبغي التصدي لها من أصحاب المآتم ومن هيئة المواكب الحسينية ومن المعنيين بشؤون العزاء والشيعة.. ومن الحكومة التي بدأ الآخرون يفسرون مرونتها وما تتحلى به من صبر وسعة صدر تفسيراً سالباً.