من المتفق عليه أن للفن رسالة سامية ونبيلة في كل مناحي الحياة، بل استطاعت الفنون أن تُوصل الكثير من (المسجات) النبيلة والإنسانية، ما لم تستطع كل الوسائل الأخرى من إيصاله للبشر، وذلك لسبب بسيط وهو أن الفن وعبر الزمان أصبح أكثر قرباً للنفس البشرية من بقية الأساليب والوسائل الأخرى.
في العام 2001 استطاع نفر من شباب المنامة الأعزاء إدخال مفهوم جديد وغير مألوف من أساليب إحياء ذكرى عاشوراء لم يتطرق إليه أحد من قبل؛ ألا وهو استعمال الفن بطريقة جريئة وعفوية، والتركيز على الفن التشكيلي تحديداً في إيصال أهداف ومضامين ثورة الحسين بن علي للبشرية جمعاء.
ربما كانت الفكرة حينها غريبة نوعاً ما، لكنها وبعد مرور الوقت أخذت بُعداً شعبياً ووجدانياً في وعي الناس، حتى أصبحت أكثر تأثيراً من بعض الأساليب الباردة والتقليدية في إحياء الذكرى.
بدأ العمل في المرسم الحسيني بالمنامة على أيدي خمسة فنانين تشكيليين، ومع تقادم الوقت والأعوام وصل عدد المشاركين إلى العشرات بل ربما إلى المئات، من مختلف الأعمار من الجنسين وبمشاركة فنانين من مختلف دول العالم، وها هو الفن يقول كلمته اليوم في عاشوراء البحرين.
لست في معرض عمل (دعاية) للمرسم الحسيني وغيره من مواقع الفن المسؤول، بل هنا نطرح ما يمكن أن نتبناه من الوسائل المؤثرة في إيصال وعي وأهداف وتطلعات الإمام الحسين إلى العالم، وعدم الاكتفاء ببعض الممارسات العاشورائية الجامدة التي لم تستطع أن تصل إلى العالمية، رغم ممارستنا لها عبر قرون وقرون.
كانت بعض الرسومات ومع إطلالة تدشين المرسم الحسيني، قبل نحو أحد عشر عاماً من اليوم، عبارة عن بعض التعابير الإيحائية البسيطة التي تحاول أن تبرز الجوانب الملفتة في عاشوراء، كرسم الخيل والسيف والدم بطريقة مباشرة ومؤثرة، لتحاكي الجوانب المأساوية من الذكرى، وكان كل ذلك عبر كافة الوسائل الواضحة والقريبة من النفس البشرية، لكن ومع مرور الوقت وتطور وسائل وأدوات الفن والرسم الحديث، استطاع المرسم الحسيني أن يُدخل الكثير من الأفكار والقيم والمبادئ التي استشهد الإمام الحسين لأجلها، فلم تعد الخيول والسيوف والدماء وحدها لغة الفنان، بل استطاع فنان المرسم الحسيني ومن الجنسين ومن مختلف الجنسيات كذلك في توظيف بعض المدارس الفنية في كافة الأعمال العاشورائية.
في جولة سريعة بين عامي 2001 و2012 نستطيع ملاحظة الفارق الهائل بين المعرضين، ومن كل أوجه الاختلاف والتطور والإبداع، ومع ذلك فنحن ننتظر المزيد من التغيير والعطاء لأبناء المرسم الحسيني ومؤسسيه، لأنهم يؤمنون أن للفن رسالة هادئة وهادفة ومسالمة وإنسانية وعالمية وأخوية، له رسالة جامعة بين أبناء بني البشر.
التفت القائمون على المرسم الحسيني إلى ما لم يلتفت إليه غيرهم من الأجيال التي سبقتهم، وهو كيف يستطيع الفنان المسلم توظيف الفن المسؤول في خدمة الإسلام وبث أكبر قدر من جرعات النهضة الإسلامية والإنسانية في وعي الناس؟ والأهم من كل ذلك كيف له أن يقنع الآخرين بجمالية الدين الإسلامي وسلميته وحضاريته وبعظمة قيمنا ومبادئنا ورموزنا وعظمائنا، عبر اللون والريشة فقط، دون الحاجة في كثير من الأحيان إلى الصراخ والصخب والضجيج، فرب لوحة فنية أبلغ من كل الوسائل الأخرى، هكذا يقول الفنان الحقيقي.
نحن نشد على يد الإخوة من القائمين على المرسم الحسيني في أن يواصلوا مشوار ما بدؤوه قبل أكثر من عقد من الزمن، ولتكن رسالتهم السامية عبر الريشة في نشر ثقافة الحب والسلام والتسامح والتعايش بين أبناء كل البشر، ونحن على ثقة أنهم قادرون على ذلك وأكثر، فشكراً لهم جميعاً ولكل فنان يحمل فوق عاتقه رسالة الفن العظيم من أجل الإنسان والإسلام والحياة.
{{ article.visit_count }}
في العام 2001 استطاع نفر من شباب المنامة الأعزاء إدخال مفهوم جديد وغير مألوف من أساليب إحياء ذكرى عاشوراء لم يتطرق إليه أحد من قبل؛ ألا وهو استعمال الفن بطريقة جريئة وعفوية، والتركيز على الفن التشكيلي تحديداً في إيصال أهداف ومضامين ثورة الحسين بن علي للبشرية جمعاء.
ربما كانت الفكرة حينها غريبة نوعاً ما، لكنها وبعد مرور الوقت أخذت بُعداً شعبياً ووجدانياً في وعي الناس، حتى أصبحت أكثر تأثيراً من بعض الأساليب الباردة والتقليدية في إحياء الذكرى.
بدأ العمل في المرسم الحسيني بالمنامة على أيدي خمسة فنانين تشكيليين، ومع تقادم الوقت والأعوام وصل عدد المشاركين إلى العشرات بل ربما إلى المئات، من مختلف الأعمار من الجنسين وبمشاركة فنانين من مختلف دول العالم، وها هو الفن يقول كلمته اليوم في عاشوراء البحرين.
لست في معرض عمل (دعاية) للمرسم الحسيني وغيره من مواقع الفن المسؤول، بل هنا نطرح ما يمكن أن نتبناه من الوسائل المؤثرة في إيصال وعي وأهداف وتطلعات الإمام الحسين إلى العالم، وعدم الاكتفاء ببعض الممارسات العاشورائية الجامدة التي لم تستطع أن تصل إلى العالمية، رغم ممارستنا لها عبر قرون وقرون.
كانت بعض الرسومات ومع إطلالة تدشين المرسم الحسيني، قبل نحو أحد عشر عاماً من اليوم، عبارة عن بعض التعابير الإيحائية البسيطة التي تحاول أن تبرز الجوانب الملفتة في عاشوراء، كرسم الخيل والسيف والدم بطريقة مباشرة ومؤثرة، لتحاكي الجوانب المأساوية من الذكرى، وكان كل ذلك عبر كافة الوسائل الواضحة والقريبة من النفس البشرية، لكن ومع مرور الوقت وتطور وسائل وأدوات الفن والرسم الحديث، استطاع المرسم الحسيني أن يُدخل الكثير من الأفكار والقيم والمبادئ التي استشهد الإمام الحسين لأجلها، فلم تعد الخيول والسيوف والدماء وحدها لغة الفنان، بل استطاع فنان المرسم الحسيني ومن الجنسين ومن مختلف الجنسيات كذلك في توظيف بعض المدارس الفنية في كافة الأعمال العاشورائية.
في جولة سريعة بين عامي 2001 و2012 نستطيع ملاحظة الفارق الهائل بين المعرضين، ومن كل أوجه الاختلاف والتطور والإبداع، ومع ذلك فنحن ننتظر المزيد من التغيير والعطاء لأبناء المرسم الحسيني ومؤسسيه، لأنهم يؤمنون أن للفن رسالة هادئة وهادفة ومسالمة وإنسانية وعالمية وأخوية، له رسالة جامعة بين أبناء بني البشر.
التفت القائمون على المرسم الحسيني إلى ما لم يلتفت إليه غيرهم من الأجيال التي سبقتهم، وهو كيف يستطيع الفنان المسلم توظيف الفن المسؤول في خدمة الإسلام وبث أكبر قدر من جرعات النهضة الإسلامية والإنسانية في وعي الناس؟ والأهم من كل ذلك كيف له أن يقنع الآخرين بجمالية الدين الإسلامي وسلميته وحضاريته وبعظمة قيمنا ومبادئنا ورموزنا وعظمائنا، عبر اللون والريشة فقط، دون الحاجة في كثير من الأحيان إلى الصراخ والصخب والضجيج، فرب لوحة فنية أبلغ من كل الوسائل الأخرى، هكذا يقول الفنان الحقيقي.
نحن نشد على يد الإخوة من القائمين على المرسم الحسيني في أن يواصلوا مشوار ما بدؤوه قبل أكثر من عقد من الزمن، ولتكن رسالتهم السامية عبر الريشة في نشر ثقافة الحب والسلام والتسامح والتعايش بين أبناء كل البشر، ونحن على ثقة أنهم قادرون على ذلك وأكثر، فشكراً لهم جميعاً ولكل فنان يحمل فوق عاتقه رسالة الفن العظيم من أجل الإنسان والإسلام والحياة.