ألا تشاطروني الرأي أن غالبية المحن والمشاحنات ودوامات الكراهية والعنف في واقعنا المعاصر تأتي عبر بوابة الغوغائيين من هذا الطرف أو ذاك؟ ألا تتفقوني معي أن معظم انتكاساتنا وإخفاقاتنا والتحريض على التفرقة والفتن والقطيعة والتباغض تأتي عبر بوابة الأفواه المفتوحة، ومن خلال المنابر الدينية ووسائل التواصل الاجتماعي، وكل وسيلة إعلامية حديثة كالفضائيات والصحف؟
لو تخرس الأفواه الملغومة بالكراهية، ولو يضع أصحاب الأصوات النشاز في أفاههم حجراً من ذَهبٍ لكان خيراً لنا ولجميع المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.
لا يمكن للمصلحين أن يبنوا في أجواء الكراهية حقاً، ولا يمكن لهم أن يقولوا كلمة هادئة في وسط أصوات السيوف والمدافع وصهيل الخيل، كما لا يمكنهم أن يوصلوا الفكر الوسطي والمعتدل إلى الناس، بينما هنالك من الغوغائيين يصرخون بأعلى أصواتهم في مقابل إسكات صوت العقل.
لو يسكت كل هؤلاء المهرِّجين لكان الناس بخير، والبحرين بخير، والعالم بخير، والإسلام بخير، والعرب بألف خير. فما داموا يهرجون ويمرجون ويثرثرون ويتحدثون في الباطل وفي مواقع ومواضيع الفتن والشبهات، فإننا سنظل نتصارع ونتصارع حتى يصرع أحدنا الآخر، والسبب هو في مجموعة من الناس لا يرضون أن(ينطموا) حتى ولو للحظة واحدة.
الناس اليوم كلهم متوترون ومتشنجون، وكأنهم بسبب الأوضاع السياسية يعيشون حالة من الرعب والقلق، أو كأنهم في حالة طوارئ دائمة، وعلى الرغم من كل هذه الحساسية المجتمعية السلبية المفرطة، يأتيك الغوغائيون، مستغلين الوضع القائم، من أجل التهويش والتشويش بين أبناء المجتمع الواحد، وكأننا(قَاصْرِينْ) فتناً ومعارك جانبية طاحنة.
من يحب البحرين، لا يمكن له أن يدفع الناس باتجاه الحقد والكراهية، من يحب البحرين، لا يمكن له أن يرى الناس يتصارعون وهو يصب الزيت على النار، ليخلق من الواقع المتهالك واقعاً لا يمكن إصلاحه أبداً، فلماذا كل هذا يحدث في وطني؟
في الحقيقة بدأنا نشك، أن هنالك من يقوم بتمويل وتشجيع جماعات الكراهية في البحرين وفي المناطق العربية الساخنة والمتوترة، فهذا الأمر، لا يمكن أن يكون اعتباطياً، أو أن يكون حدوثه وبهذه الطريقة المنظمة محض صدفة عابرة، فهذه الجماعات تموَّل بالمال وكل أشكال الدعم المادي، وهي منظَّمة بطريقة مشبوهة، والنتيجة هي خراب أوطان وضرب مجتمعات من تحت الحزام، حتى تسقط.
إن فوضى المنابر ووسائل الإعلام المختلفة، وكل أشكال التواصل الإعلامي المجتمعي، تنذر بوقوع صِدامات مجتمعية وطائفية وقبلية وعرقية خطيرة للغاية، في غالبية الدول العربية والإسلامية، كل ذلك وأكثر يحدث بحجة حرية التعبير عن الرأي، بينما كل ما نراه أمام أعيننا من مهاترات كلامية، أو من تراشق إعلامي، فردياً كان أم جماعياً، لا يندرج أصلاً تحت مسمى حرية التعبير عن الرأي، بل يندرج تحت مسمى التحريض على الكراهية.
السلطة مسؤولة عن هذا الوضع المنفلت، والمجتمع كل المجتمع مسؤول أيضاً عن ذلك، كما إن الخطباء والعلماء والمثقفين والمعتدلين، وكل عقلاء الأمة مسؤولون ومُساءلون عن الواقع القلق للمجتمعات التي يعيشون فيها ومن أجلها. فهم اليوم أمام مسؤولية تاريخية وإنسانية عظيمة، فإما أن يقبلوا بسلطة أُناس من عامة الناس، لا يجيدون (إدارة قلق المجتمع)، فيهلك حينها الجميع، أو أنهم يأخذوا بأيدي هؤلاء وبأرجلهم، حين يكون الخيار هو الاحتفاظ برونق هذا الوطن أولاً وأخيراً، وقبل هذا وذاك، يكون الاحتفاظ بحب الإنسان، مهما كان لونه ومعتقده وعرقه ودينه وجنسه، هو معتقدنا الأول.
{{ article.visit_count }}
لو تخرس الأفواه الملغومة بالكراهية، ولو يضع أصحاب الأصوات النشاز في أفاههم حجراً من ذَهبٍ لكان خيراً لنا ولجميع المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.
لا يمكن للمصلحين أن يبنوا في أجواء الكراهية حقاً، ولا يمكن لهم أن يقولوا كلمة هادئة في وسط أصوات السيوف والمدافع وصهيل الخيل، كما لا يمكنهم أن يوصلوا الفكر الوسطي والمعتدل إلى الناس، بينما هنالك من الغوغائيين يصرخون بأعلى أصواتهم في مقابل إسكات صوت العقل.
لو يسكت كل هؤلاء المهرِّجين لكان الناس بخير، والبحرين بخير، والعالم بخير، والإسلام بخير، والعرب بألف خير. فما داموا يهرجون ويمرجون ويثرثرون ويتحدثون في الباطل وفي مواقع ومواضيع الفتن والشبهات، فإننا سنظل نتصارع ونتصارع حتى يصرع أحدنا الآخر، والسبب هو في مجموعة من الناس لا يرضون أن(ينطموا) حتى ولو للحظة واحدة.
الناس اليوم كلهم متوترون ومتشنجون، وكأنهم بسبب الأوضاع السياسية يعيشون حالة من الرعب والقلق، أو كأنهم في حالة طوارئ دائمة، وعلى الرغم من كل هذه الحساسية المجتمعية السلبية المفرطة، يأتيك الغوغائيون، مستغلين الوضع القائم، من أجل التهويش والتشويش بين أبناء المجتمع الواحد، وكأننا(قَاصْرِينْ) فتناً ومعارك جانبية طاحنة.
من يحب البحرين، لا يمكن له أن يدفع الناس باتجاه الحقد والكراهية، من يحب البحرين، لا يمكن له أن يرى الناس يتصارعون وهو يصب الزيت على النار، ليخلق من الواقع المتهالك واقعاً لا يمكن إصلاحه أبداً، فلماذا كل هذا يحدث في وطني؟
في الحقيقة بدأنا نشك، أن هنالك من يقوم بتمويل وتشجيع جماعات الكراهية في البحرين وفي المناطق العربية الساخنة والمتوترة، فهذا الأمر، لا يمكن أن يكون اعتباطياً، أو أن يكون حدوثه وبهذه الطريقة المنظمة محض صدفة عابرة، فهذه الجماعات تموَّل بالمال وكل أشكال الدعم المادي، وهي منظَّمة بطريقة مشبوهة، والنتيجة هي خراب أوطان وضرب مجتمعات من تحت الحزام، حتى تسقط.
إن فوضى المنابر ووسائل الإعلام المختلفة، وكل أشكال التواصل الإعلامي المجتمعي، تنذر بوقوع صِدامات مجتمعية وطائفية وقبلية وعرقية خطيرة للغاية، في غالبية الدول العربية والإسلامية، كل ذلك وأكثر يحدث بحجة حرية التعبير عن الرأي، بينما كل ما نراه أمام أعيننا من مهاترات كلامية، أو من تراشق إعلامي، فردياً كان أم جماعياً، لا يندرج أصلاً تحت مسمى حرية التعبير عن الرأي، بل يندرج تحت مسمى التحريض على الكراهية.
السلطة مسؤولة عن هذا الوضع المنفلت، والمجتمع كل المجتمع مسؤول أيضاً عن ذلك، كما إن الخطباء والعلماء والمثقفين والمعتدلين، وكل عقلاء الأمة مسؤولون ومُساءلون عن الواقع القلق للمجتمعات التي يعيشون فيها ومن أجلها. فهم اليوم أمام مسؤولية تاريخية وإنسانية عظيمة، فإما أن يقبلوا بسلطة أُناس من عامة الناس، لا يجيدون (إدارة قلق المجتمع)، فيهلك حينها الجميع، أو أنهم يأخذوا بأيدي هؤلاء وبأرجلهم، حين يكون الخيار هو الاحتفاظ برونق هذا الوطن أولاً وأخيراً، وقبل هذا وذاك، يكون الاحتفاظ بحب الإنسان، مهما كان لونه ومعتقده وعرقه ودينه وجنسه، هو معتقدنا الأول.