عندما كنا نشاهد أفلام جميس بوند في نهاية الستينات وبداية السبعينات، كنا نقف مذهولين أمام كم الاختراعات الهائلة التي وصل إليها الإنسان، وكنا ننظر بشغف إلى ساعة اليد التي كان يستخدمها بوند كتليفون في تواصله مع الآخرين، وقد كان البعض منا لا يتوانى عن إطلاق السخرية اللاذعة على هذه الخزعبلات العلمية أو التكنولوجية، فيما كان البعض الآخر، مثلي، من المؤمنين بالتقدم السريع للعلوم يبالغ ويشطح بخياله إلى أبعد من ذلك.
في منتصف التسعينات، عندما سافرت للرياض بالسيارة مع الأصدقاء جمال الرويعي والشاعرين بدر الدوسري وأحمد المطلق، كان الرويعي يملك جهازاً محمولاً من الأجهزة الكبيرة، فقام بالاتصال وأنهى أحد المشاغل بالتليفون فقط.
لحظتها شعرت بمدى الحاجة إلى مثل هذا التليفون، ولأن الأجهزة في تلك الفترة لم تكن متوفرة في أسواقنا بالشكل المطلوب أو أنها كانت غالية الثمن مقارنة مع الدول الخليجية الأخرى، جمعت مبلغاً واشتريت الجهاز الأول من إحدى البنات اللواتي كن يقمن بشراء الأجهزة من دبي وبيعها في البحرين، أي تواصلت مباشرة مع التليفون المحمول دون المرور بمرحلة البليب أو المجيب الآلي الذي كنت أعتبره يحول من يستخدمه إلى عالة على أي تليفون أمامه.
كنت دائماً أحمل مفكرتي الخاصة التي تحمل أرقام تليفونات الأصدقاء في البحرين وخارجها، خصوصاً وأنني بالكاد أحفظ رقم تليفونين أو ثلاثة لا أكثر من ذلك، الآن لم أعد احتاج إلى هذه المفكرة التي تحولت إلى ذاكرة تليفوني.
التليفون المحمول بالنسبة لي أصبح من الضروريات اليومية التي لا يمكن الاستغناء عنها، فبالتليفون أنهي العديد من المهام والمواعيد والتي كانت تحتاج إلى جهد ليس بالبسيط.
وإذا كان التليفون قبل فترة للاتصال الصوتي فقط؛ فإنه قد تطور بصورة سريعة إلى مرحلة الرسائل القصيرة والصوتية والصور، قبل عدة سنوات كنا نسمع من يقول سوف أرسل إليك الصورة في ملف، لأن التليفون لا يستطيع تحمل ثقل الصورة.
الآن انتهت هذه المسألة، ومن الممكن أن يتحمل التليفون إرسال واستقبال مئات الصور والملفات والأفلام وغيرها.
من الممكن أن تستغني عن الساعة ومن الممكن أن تستغني عن الكتاب الذي يزن أكثر من كيلوغرام من الورق المجلد، ومن الممكن أن تستغني عن المفكرة؛ فالتليفون المحمول يقوم بكل ذلك وأكثر، خصوصاً بالنسبة لنا نحن الذين نحتاج دائماً إلى الشباب الذين يعرفون أكثر منا من الناحية التكنولوجية ويعرفون الطرق السريعة للوصول إلى ما يريدون من جهاز التليفون، فيما نحن لو اعتمدنا على قدرتنا على الاستيعاب لاحتجنا عدة شهور.
حينما يتعطل تليفوني المحمول، لا أتأخر عن الذهاب مباشرة إلى أقرب دكان لإصلاحه، وإن لم يكن ذلك استبداله في أسرع وقت ممكن، حتى لا أتعطل في التواصل مع الآخرين وإنهاء بعض المصالح اليومية.
كل صباح، بعد أن أشكر الله على كل النعم التي منحني إياها، أشكر تليفوني المحمول على ما يحمله من حسنات، وعندما يرن بأي نوع من الرنات أقول: «خير»، وهكذا يأتيني الخير دائماً من خلال تواصلي مع كل ما هو جميل في هذا العالم.
وليس لي إلا أن أقول بكل حب شكراً لك يا صديقي الحامل والمحمول.
في منتصف التسعينات، عندما سافرت للرياض بالسيارة مع الأصدقاء جمال الرويعي والشاعرين بدر الدوسري وأحمد المطلق، كان الرويعي يملك جهازاً محمولاً من الأجهزة الكبيرة، فقام بالاتصال وأنهى أحد المشاغل بالتليفون فقط.
لحظتها شعرت بمدى الحاجة إلى مثل هذا التليفون، ولأن الأجهزة في تلك الفترة لم تكن متوفرة في أسواقنا بالشكل المطلوب أو أنها كانت غالية الثمن مقارنة مع الدول الخليجية الأخرى، جمعت مبلغاً واشتريت الجهاز الأول من إحدى البنات اللواتي كن يقمن بشراء الأجهزة من دبي وبيعها في البحرين، أي تواصلت مباشرة مع التليفون المحمول دون المرور بمرحلة البليب أو المجيب الآلي الذي كنت أعتبره يحول من يستخدمه إلى عالة على أي تليفون أمامه.
كنت دائماً أحمل مفكرتي الخاصة التي تحمل أرقام تليفونات الأصدقاء في البحرين وخارجها، خصوصاً وأنني بالكاد أحفظ رقم تليفونين أو ثلاثة لا أكثر من ذلك، الآن لم أعد احتاج إلى هذه المفكرة التي تحولت إلى ذاكرة تليفوني.
التليفون المحمول بالنسبة لي أصبح من الضروريات اليومية التي لا يمكن الاستغناء عنها، فبالتليفون أنهي العديد من المهام والمواعيد والتي كانت تحتاج إلى جهد ليس بالبسيط.
وإذا كان التليفون قبل فترة للاتصال الصوتي فقط؛ فإنه قد تطور بصورة سريعة إلى مرحلة الرسائل القصيرة والصوتية والصور، قبل عدة سنوات كنا نسمع من يقول سوف أرسل إليك الصورة في ملف، لأن التليفون لا يستطيع تحمل ثقل الصورة.
الآن انتهت هذه المسألة، ومن الممكن أن يتحمل التليفون إرسال واستقبال مئات الصور والملفات والأفلام وغيرها.
من الممكن أن تستغني عن الساعة ومن الممكن أن تستغني عن الكتاب الذي يزن أكثر من كيلوغرام من الورق المجلد، ومن الممكن أن تستغني عن المفكرة؛ فالتليفون المحمول يقوم بكل ذلك وأكثر، خصوصاً بالنسبة لنا نحن الذين نحتاج دائماً إلى الشباب الذين يعرفون أكثر منا من الناحية التكنولوجية ويعرفون الطرق السريعة للوصول إلى ما يريدون من جهاز التليفون، فيما نحن لو اعتمدنا على قدرتنا على الاستيعاب لاحتجنا عدة شهور.
حينما يتعطل تليفوني المحمول، لا أتأخر عن الذهاب مباشرة إلى أقرب دكان لإصلاحه، وإن لم يكن ذلك استبداله في أسرع وقت ممكن، حتى لا أتعطل في التواصل مع الآخرين وإنهاء بعض المصالح اليومية.
كل صباح، بعد أن أشكر الله على كل النعم التي منحني إياها، أشكر تليفوني المحمول على ما يحمله من حسنات، وعندما يرن بأي نوع من الرنات أقول: «خير»، وهكذا يأتيني الخير دائماً من خلال تواصلي مع كل ما هو جميل في هذا العالم.
وليس لي إلا أن أقول بكل حب شكراً لك يا صديقي الحامل والمحمول.