الوفاق تريد إيهام العالم بأنها حركة وطنية تجاهد من أجل الحرية والعدالة والمساواة، وتريد أن تثبت للناس بأنها لا تمثل الشيعة الذين يوالونها فقط، لكنها تتحدث أيضاً عن الشارع السني، حتى لو عارضها هذا الأخير وقال بأنها لا تمثله، فهي تواصل «رغماً عنه» رفع شعار «سنة وشيعة»، وتستمر في القول إن السنة أيضاً متضامنون معها في حراكها ضد النظام، في حين أن عناصرها ومتحدثيها لا يجرؤون على الحديث علانية في مناطق السنة الذين يدعون أنهم معهم. اذهبوا للرفاع أو المحرق ودعونا نرى كيف يقبل السنة بتمثيلكم لهم، وكيف يقبلون ادعاءكم بأنهم معكم في حراكم ضد البلد.
بل الوفاق، تمارس الكذب الصريح الفاضح من خلال تغيير شعاراتها بحسب المكان والزمان، فبعد أن كانت الشعارات كلها تقول «إسقاط النظام» ها هي تقول «إصلاح النظام»، والصحيح أن الوفاق ترى اليوم أن «إصلاح النظام» لا يكون إلا من خلال «إسقاط النظام»!
علي سلمان المختبئ خلف الزجاج الهش يطالب بحكومة انتقالية. خلاص المناضل قرر أن الحل في البحرين هو ما يبنى على أفكاره وآرائه ومطالبه، متجاهلاً حقيقة أنه حتى من بين زملاء النضال في السابق من يطالب برحيله هو اليوم، ومن يقول إن الوفاق خدعت الجميع للوصول لمكاسبها، وأنها قفزت على الثورة المزعومة. تفاهم أولاً مع من تكفل بالصرف عليك أثناء وجودك في لندن خلال الثمانينات، ثم تعال لتقول بأنك تمثل المعارضة!
أكبر كذبة يمكن ضرب الوفاق في مصداقيتها هي ادعاؤها بأنها «غير طائفية» وأنها تتحدث بما تريده جميع المكونات والطوائف، إذ إن خطاب الوفاق الموثق في كل البرامج التلفزيونية وكل رسائلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي يكشف كيف أن الوفاق تعتبر من يقف ضدها إما أن يكون مأجوراً أو عميلاً أو مرتزقاً أو مواطناً من الدرجة الثانية.
الوفاق حاولت استغفال المصريين واستغلال ثورتهم عبر كسب تعاطفهم وتسويق الكذب عليهم، وبعدما فشلت في ذلك خرج أحد عملاء الوفاق ليقول عن المصريين بأنهم شعب «مأجور» تحركه الفلوس، قالها صراحة في برنامج الاتجاه المعاكس بـأن المصريين قالوا للوفاق «عاوزين ناكل عيش».
والله يا وفاق المصريون يغطسونكم ويطلعونكم ناشفين وهم يضحكون، شتان بينكم وأنتم الموالون لإيران والولي الفقيه وبين المصريين الذين لا يقبلون بأن يتم تسييرهم في وطنيتهم بأي اتجاه. وإن لم تصدقوا ذلك اسألوا إيران التي حاولت التغلغل داخل مصر مستغلة التباينات العديدة بين أطيافها وأحزابها ولم تحصد إلا الفشل الذريع. آخر المهازل أن تتحول مصر للعبة بأيدي إيران وعملائها.
بل فضيحة الوفاق بـ «جلاجل» هو موقفها مما يحصل في سوريا، وكيف أن ألسن الأبطال المناضلين الذين «يقطعون» بلدهم ليلاً ونهاراً تختفي وتبلع حينما تطالبهم بالحديث عن سوريا وعن نظام الأسد المجرم وعن تدخل حزب الله الإيراني، يخرسون حينما تطالبهم بالحديث عن قتل الأبرياء من السوريين.
ألستم تقولون بأنكم معارضة تبحثون عن الحرية والعدالة وتحاربون الظلم والاستبداد وأنكم لستم طائفيين بل تدافعون عن السنة قبل الشيعة، إذن أين موقفكم النضالي البطولي الإنساني من سوريا؟!
طبعاً لا مجيب ولا ناطق ولا تعبير عن موقف صريح وواضح سوى كلمات ضبابية وأقوال التفافية لذر الرماد في العيون، لأن ما يحصل في سوريا تطبيق لما ترسمه السياسة الإيرانية الداعمة لبشار الأسد والمنفذة لعمليات قتل الأبرياء بالأخص سنة سوريا على يد حزب الله الإيراني، هذا الحزب الذي تفاخر الوفاق بأنها زارت رئيسه حسن نصر الله في مقره، بالتالي تبحثون اليوم عن موقف وفاقي ضدهم؟! والله تحلمون أن تخالف الوفاق الخط الإيراني قيد أنملة.
الوفاق تريد البحرين أن تصبح مثل إيران، وفي إيران ترون تماماً كيف أن صوت الأطياف الأخرى التي لا تتبع الولي الفقيه عميانياً تعاني ويمارس بحقها أبشع أنواع التنكيل.
ما الذي سيكون مختلفاً في حال كانت الوفاق مسؤولة عن دولة ما فيما يتعلق بالسياسات عن وليتها ومرجعيتها إيران؟!
في إيران يتم قتل السنة، ويتم هدم مساجدهم، ويتم اعتقالهم وسجنهم وسلب أبسط حقوقهم، بل يتم شنق المعارضين سنة وشيعة على أعمدة الإنارة، ويتم الزج بالأبرياء في السجون لسنوات فقط لأنهم عبروا عن آرائهم. لم نر إزاء ذلك «حرفاً وفاقياً» يدين ذلك، ويطالب إيران بأن تحترم حقوق الإنسان، تريدون أن تعرفوا السبب؟!
ببساطة لأن الوفاق لو حكمت (وهذا بعدها وعلى دماء المخلصين أولاً) فإنها ستطبق السياسة الإيرانية بحذافيرها، ستقتل من يعارضها وستسجنهم وستعذبهم، وستفعل كل شيء لا يخطر لكم على بال. ستقيم الوفاق فرعاً للجمهورية الإيرانية المدارة من قبل المرشد الأعلى في البحرين، وحينها لن يهمها إن اتضح الكذب وانكشف بشكل صريح وعرف الناس أن شعاراتها بشأن أخوة السنة والشيعة والديمقراطية والحرية والعدالة كلها «أكاذيب»، فالهدف تحقق، وعند الوفاق «الغاية تبرر الوسيلة»، مهما كانت الوسيلة مغموسة بالكذب والتقية.
لو فيكم ذرة من شجاعة انتقدوا وحشية النظام الإيراني تجاه مواطنيه وانتقدوا حسن نصر الله وحزبه الإجرامي بشأن ما يفعلونه بسوريا، انتقدوهم بنفس حدة انتقادكم لبلدكم!
والله تعجزون، فالعبد يظل عبداً لسيده مهما ادعى دفاعه عن مبادئ الحرية والعدالة.
والله «في المشمش» أن تهاجم الوفاق إيران وحزب الله، بل في الأحلام أن تنتقدهم بحرف واحد. ويزعلون إن قيل لكم عملاء ومشكوك في ولائكم للبحرين.