لعلماء الدين مكانة كبيرة في نفوس أهل البحرين منذ الأزل، يحترمونهم ويجلّونهم ويقدمونهم على الآخرين، ويفسحون لهم في المجالس ويأخذون بآرائهم. الجميع يفعل ذلك، بدءاً من جلالة الملك الذي لا يترك مناسبة إلا ويؤكد فيها مكانة علماء الدين ويدعوهم للمشاركة في الارتقاء بهذا الوطن، مروراً بأصحاب السمو رئيس الوزراء وولي العهد وكذلك الوزراء والمسؤولين، ووصولاً إلى أفراد الشعب من الطائفتين الكريمتين، فشعب البحرين يضع علماء الدين دائماً في المرتبة العالية. لهذا ولأسباب أخرى عديدة ينبغي أن يكون لعلماء الدين دور في تخليص البلاد والعباد من الوضع الذي صرنا فيه ولا يرضون عنه.
بعيداً عن أولئك الذين يعتبرون بعض علماء الدين سبباً مباشراً في تطور الأحداث وتعقيدها، وأولئك الذين وصلوا حد اليأس فصاروا يرون ألا مخرج للأزمة إلا بالدخول في مرحلة كسر العظم، أقول إن واقع الحال يفرض أن نفسح المجال لعلماء الدين ليمارسوا دورهم المتمثل في إصلاح ذات البين، وأقول بضرورة ترتيب مؤتمر خاص بهم يعقد بالتوازي مع اللقاءات الممهدة للحوار التي بدأها مركز الدراسات. فكما أن للسياسيين دوراً في إخراجنا من الدائرة التي وجدنا أنفسنا محبوسين فيها كذلك فإن لعلماء الدين دوراً عليهم أن يقوموا به، خصوصاً أنهم دخلوا بطريقة أو بأخرى في دائرة الأحداث وإن لم تكن لهم علاقة بالسياسة .
بين الطائفتين الكريمتين علماء دين لهم من المكانة ورجاحة العقل ما يمكنهم أن يسهموا بشكل إيجابي في الوصول إلى حيث الحل المرتجى. يجلسون ليتفقوا على أساسات يلزمون بها العامة من الناس فيخففوا بذلك الحمل على السياسيين الذين نريدهم أن يتفرغوا لأمور أخرى، ذلك أن من دور علماء الدين «تصحيح الانحرافات الفكرية والسلوكية والتأكيد على الفهم السليم للشريعة والتذكير بطاعة الله وبرسوله والدعوة إلى الالتزام بالعبادات والأخلاق الكريمة التي تحفظ وحدة المجتمعات» كما يؤكد على ذلك الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
اجتماع علماء الدين سيسفر عنه من دون شك التأكيد على أن قطع الطريق أذى ينهى عنه الدين الإسلامي، فيحرموه، ويحرموا ممارسات أخرى عديدة يتأذى منها الناس اليوم، يقوم بها شباب لا يدرك ما يقوم به. هذا الاجتماع الذي سينطلق دونما شك من الإسلام والقرآن والسنة سيوصل بالتأكيد إلى الاتفاق على نبذ العنف وسيفرض التوقف عن تلك الممارسات، التي لا يقبل بها دين ولا عرف، وسيدعو إلى وحدة الصف ولم الشمل.
كلمة علماء الدين في كل الأحوال مسموعة من الجميع، لهذا ينبغي أن يمارسوا هذا الدور الديني والوطني في آن. إن كلمة واحدة منهم يمكن بها وقف العديد من الممارسات الخاطئة التي اعتبرها ممارسوها صحيحة وحلالاً فقط لأنهم لم يسمعوا من علماء الدين ما يبين عدم مشروعيتها.
في اعتقادي أن بإمكان علماء الدين لو اجتمعوا أن يقرروا عدم مشروعية قطع الشوارع والطرقات وإشعال النار في إطارات السيارات، وأن يقرروا عدم مشروعية تفجير أسطوانات الغاز وإرهاب الناس وتعطيل حياتهم، وأن يقرروا عدم مشروعية رمي الأشخاص والأماكن بزجاجات المولوتوف الحارقة. والأكيد أنه لو تمكن علماء الدين من جعل ذلك البعض يستجيب لهم فإن البعض الآخر المتمثل في رجال الأمن سيتوقفون عن كل ما يقومون به من ممارسات لأنها في الغالب ردود فعل ليس إلا، وبالمنطق ما الذي يجعل رجال الأمن يطلقون مسيلات الدموع إن لم يكن ما يستدعي مثل هذه الممارسة؟
هذه دعوة لعلماء الدين ليمارسوا دورهم ومسؤولياتهم وليسهموا في تخليصنا من هذا البلاء، ولعل من المفيد الاستعانة بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في هذا الخصوص باعتباره بيت خبرة.
{{ article.visit_count }}
بعيداً عن أولئك الذين يعتبرون بعض علماء الدين سبباً مباشراً في تطور الأحداث وتعقيدها، وأولئك الذين وصلوا حد اليأس فصاروا يرون ألا مخرج للأزمة إلا بالدخول في مرحلة كسر العظم، أقول إن واقع الحال يفرض أن نفسح المجال لعلماء الدين ليمارسوا دورهم المتمثل في إصلاح ذات البين، وأقول بضرورة ترتيب مؤتمر خاص بهم يعقد بالتوازي مع اللقاءات الممهدة للحوار التي بدأها مركز الدراسات. فكما أن للسياسيين دوراً في إخراجنا من الدائرة التي وجدنا أنفسنا محبوسين فيها كذلك فإن لعلماء الدين دوراً عليهم أن يقوموا به، خصوصاً أنهم دخلوا بطريقة أو بأخرى في دائرة الأحداث وإن لم تكن لهم علاقة بالسياسة .
بين الطائفتين الكريمتين علماء دين لهم من المكانة ورجاحة العقل ما يمكنهم أن يسهموا بشكل إيجابي في الوصول إلى حيث الحل المرتجى. يجلسون ليتفقوا على أساسات يلزمون بها العامة من الناس فيخففوا بذلك الحمل على السياسيين الذين نريدهم أن يتفرغوا لأمور أخرى، ذلك أن من دور علماء الدين «تصحيح الانحرافات الفكرية والسلوكية والتأكيد على الفهم السليم للشريعة والتذكير بطاعة الله وبرسوله والدعوة إلى الالتزام بالعبادات والأخلاق الكريمة التي تحفظ وحدة المجتمعات» كما يؤكد على ذلك الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
اجتماع علماء الدين سيسفر عنه من دون شك التأكيد على أن قطع الطريق أذى ينهى عنه الدين الإسلامي، فيحرموه، ويحرموا ممارسات أخرى عديدة يتأذى منها الناس اليوم، يقوم بها شباب لا يدرك ما يقوم به. هذا الاجتماع الذي سينطلق دونما شك من الإسلام والقرآن والسنة سيوصل بالتأكيد إلى الاتفاق على نبذ العنف وسيفرض التوقف عن تلك الممارسات، التي لا يقبل بها دين ولا عرف، وسيدعو إلى وحدة الصف ولم الشمل.
كلمة علماء الدين في كل الأحوال مسموعة من الجميع، لهذا ينبغي أن يمارسوا هذا الدور الديني والوطني في آن. إن كلمة واحدة منهم يمكن بها وقف العديد من الممارسات الخاطئة التي اعتبرها ممارسوها صحيحة وحلالاً فقط لأنهم لم يسمعوا من علماء الدين ما يبين عدم مشروعيتها.
في اعتقادي أن بإمكان علماء الدين لو اجتمعوا أن يقرروا عدم مشروعية قطع الشوارع والطرقات وإشعال النار في إطارات السيارات، وأن يقرروا عدم مشروعية تفجير أسطوانات الغاز وإرهاب الناس وتعطيل حياتهم، وأن يقرروا عدم مشروعية رمي الأشخاص والأماكن بزجاجات المولوتوف الحارقة. والأكيد أنه لو تمكن علماء الدين من جعل ذلك البعض يستجيب لهم فإن البعض الآخر المتمثل في رجال الأمن سيتوقفون عن كل ما يقومون به من ممارسات لأنها في الغالب ردود فعل ليس إلا، وبالمنطق ما الذي يجعل رجال الأمن يطلقون مسيلات الدموع إن لم يكن ما يستدعي مثل هذه الممارسة؟
هذه دعوة لعلماء الدين ليمارسوا دورهم ومسؤولياتهم وليسهموا في تخليصنا من هذا البلاء، ولعل من المفيد الاستعانة بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في هذا الخصوص باعتباره بيت خبرة.