فرط منتخبنا الوطني لكرة القدم في فوز مستحق أمام نظيره الإماراتي الذي نجح في استثمار الفرص النادرة أمام مرمانا وحولها إلى هدفين ثمينين حقق بهما فوزه الثاني على التوالي وتأهل بهما إلى الدور نصف النهائي.
التفريط في الفوز هنا يعني أن الأحمر البحريني كان هو الفريق الأفضل والأكثر سيطرة والأوفر فرصاً أمام المرمى الإماراتي غير أن رعونة التسديد على المرمى وغياب التعامل المثالي مع الكرة داخل منطقة الجزاء الإماراتية هما النقطة السوداء في أداء منتخبنا يوم أمس الأول وهما السبب الرئيس في خسارتنا للمباراة ودخولنا نفق الحسابات المعقدة التي لم نكن نريد أن نصل إليها ونحن نلعب على أرضنا وبين جماهيرنا.
عزاؤنا الوحيد والمهم هو أننا شاهدنا فريقاً غير الذي شاهدناه في أمسية الافتتاح واستمتعنا بأداء كروي مسح تلك الصورة المهزوزة للأداء الافتتاحي الأمر الذي يزيد من تفاؤلنا بإمكانية اجتياز الجولة الحاسمة يوم غد الجمعة عندما نلاقي الأشقاء القطريين في مباراة مصيرية لكلا الفريقين اللذين يبحثان عن البطاقة التأهيلية الثانية في هذه المجموعة.
أعتقد –والله أعلم– بأن زيارة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية رئيس اللجنة المنظمة العليا للبطولة إلى التدريب الذي سبق اللقاء والكلمات المحفزة التي وجهها سموه إلى اللاعبين كان لها الوقع الإيجابي على المتغيرات التي طرأت على أداء الفريق بين المباراتين وهو أمر غير مستبعد لأننا ندرك أهمية التحضير المعنوي في دورات كأس الخليج وسبق أن نادينا بالاهتمام بهذا الجانب وسنظل ننادي به تحضيراً للمباراة القادمة التي تحمل في طياتها أهمية كبرى لمسيرة الأحمر في هذه البطولة.
لقد لمسنا جدية وإصرار اللاعبين وكفاحهم المستميت على مدار الشوطين وهذا مؤشر يؤكد على الوطنية وتحمل المسؤولية وهو ما يجب أن يتكرر في كل المباريات.
أيضاً علينا أن لا نغفل دور الجماهير البحرينية من كلا الجنسين الذين لبوا نداء الواجب وحضروا بكثافة ليملأوا مدرجات إستاد البحرين الوطني إلى جانب أشقائهم الخليجيين وكان لهذه المؤازرة الأثر الإيجابي في رفع همم ومعنويات اللاعبين وهو ما كنا ننادي به قبل انطلاق الحدث بأسابيع والحمد لله أننا كسبنا رهان الجماهير الذي كان يشكل هاجساً كبيراً لنا في ظل العزوف الجماهيري الذي عاشته الكرة البحرينية في الآونة الأخيرة!
أتمنى أن تواصل جماهيرنا زحفها ووقوفها خلف المنتخب في المباراة الحاسمة أمام قطر يوم غد الجمعة وأن لا تجعل اليأس يتغلغل إلى نفوسها طالما أن الفرصة ماتزال قائمة وهذا أيضاً هو ما يجب أن يتحلى به لاعبونا الذين نشكرهم على الأداء المشرف ونقول لهم “هاردلكم” والكرة في ملعبكم