انتهت البطولة الثامنة عشرة للمنتخبات للكرة الطائرة والتي أقيمت على أرض مملكتنا الغالية البحرين في الفترة من 4 وحتى 14 من شهر نوفمبر الجاري، إنها عشرة أيام فقط مرت علينا ونحن في البطولة لكنها بمثابة سنين طويلة فخلالها تعرفنا على أشخاص من شتى الدول العربية والأجنبية وسعت من معارفنا ومداركنا في عالم لعبة الكرة الطائرة.
فقبل عدة أسابيع كتبت مقالاً بعنوان عشرة أيام آسيوية جاءت بعد نهاية البطولة الآسيوية الخامسة لكرة اليد التي أقيمت في البحرين في شهر سبتمبر الماضي وكان لها أثر كبير في نفسي كونها تعتبر البطولة الأكبر التي أغطيها ميدانياً منذ عملت في مجال الصحافة وها أنا اليوم أكتبها عشرة أيام عربية بعد انتهاء بطولة الطائرة وهي أول بطولة في لعبة الكرة الطائرة أقوم بتغطيتها على أرض الميدان.
عشرة أيام مرت سريعة رغم شقاء العمل فيها خصوصاً إن كنت صحفياً ومحاوراً ومصوراً في نفس الوقت فتلك الأيام العشرة أكسبتني ثقة ومعرفة كبيرة بفضل من تعاملت معهم من زملاء صحفيين أو رجال الاتحاد بشكل عام.
عشرة أيام أحسست فيها بثمن التنظيم الدقيق الذي عمل به الاتحاد البحريني للكرة الطائرة رغم الفترة الزمنية القصيرة التي عمل فيها الاتحاد على تنظيم البطولة بعد اعتذار عدد من الدول عن الاستضافة.
عشرة أيام أرتني معنى التواضع في التعامل من جميع أعضاء الاتحاد وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الشيخ علي بن محمد آل خليفة والمجموعة التي عملت كخلية نحل لن أسمي أحداً فيهم خوفاً من أن يسقط اسم مني غير عامدٍ.
عشرة أيام أكسبتني أخاً عملت وتعاملت معه هو الأخ فراس الحلواجي الذي ضحى بوقته ومجلس العزاء الذي كان من المفترض أن يتواجد فيه من أجل العمل على رفعة اسم البلد والتأكد من كل صغيرة وكبيرة في اليوم الختامي فتحية لك أستاذي وأخي فراس الحلواجي على تضحيتك الكبيرة.
عشرة أيام عربية كان لي الشرف بأن أستمع وأتحدث مع الدكتور فتحي المكوَّر مدرب المنتخب التونسي بطل البطولة وهو أحد مؤسسي لعبة الكرة الطائرة في البحرين وبمعنى أدق هو المؤسس الأول للعبة فرغم قوة شخصيته التي صاحبها تواضع لا منتهٍ فقد كان يمازح الجميع بأسلوبه اللبق ويحتفظ باحترامه ومكانته في نفس الوقت.
عشرة أيام شاهدت فيها ملحمة وطنية من الجماهير التي حضرت وآزرت رجال الأحمر فشكراً للجماهير التي كانت ملح البطولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى فهي من أعطى البطولة رونقاً وجمالاً وروعة شكراً «بوثنوة» شكراً.
فبقدر ما ارتحت بدنيّاً بعد انتهاء البطولة وإرهاق العمل فيها تعبت من فراق جو الأسرة الذي عشناه في البطولة، وبقدر ما حزنت على فقد اللقب العربي فرحت بقربي من الجميع والعيش وسط فقد كنا أقرب إلى بعض وكأننا على معرفة ببعض منذ زمن طويل رغم إن معرفتنا لا تتعدى أياماً بسيطة لكن الدم العربي كان يحن في أي لقاء يجمعنا ببعض.

[email protected]