وسط الدعوات التي أطلقها العقلاء قبل أن يهل شهر المحرم لعدم حرف ذكرى استشهاد الإمام الحسين، وعدم استغلالها في التحريض على الدولة وتلويثها بالسياسة وربطها بما يجري في الداخل أو الخارج من أحداث لا علاقة لها بالمرة بالحسين، وسط كل هذه التوجهات العاقلة تأتي الدعوات التي تعتبر هذه الذكرى العظيمة مناسبة لمناكفة السلطة وشحن الناس ضد الدولة. فقد صدر بيان من إحدى الجهات المتطرفة ذيلته باسم (شباب التغيير - سترة) يؤيد الدعوة المتطرفة التي أطلقها تيار الوفاء والتي اتخذ لها شعار (عاشوراء المقاومة)؛ لتحويل هذا الاحتفال الديني إلى مناسبة يسيطر عليها الفكر المتطرف بحجة «أن الحسين لم يخرج لكي نبكي عليه ونندبه في كل عام بل ليعطي رسالة إسلامية سلوكية.. فالحسين مدرسة للمرابطة والمقاومة والثبات»، أي أنه «ينبغي استغلال عاشوراء لرص الصف والعمل بجد على التعبئة والمقاومة»، كما جاء في البيان الذي احتوى الكثير من التعابير المحرضة والداعية إلى عدم التهدئة في عاشوراء بل استغلال المناسبة لإزعاج السلطة دون أي اعتبار للناس الذين سيحصدون سلبيات مثل هذا التوجه.
لا أحد يختلف على أن سبط الرسول عليه الصلاة والسلام مدرسة إنسانية عظيمة، ولا أحد يختلف على أن الحسين كان مثالاً يحتذى وأنه جسّد الكرامة والعزة بمواقفه العظيمة، ولا أحد يختلف على أن الحسين خرج دفاعاً عن الدين ولم يخرج أشراً ولا بطراً، ولأنه كذلك فإن المسلمين عامة يحتفلون بذكراه كل بطريقته ويسعون للاستفادة منه في تطوير حياتهم.
لكن الحسين لا علاقة له بما يجري في البحرين من أحداث، وينبغي عدم إقحامه في هذا الشأن والإساءة إليه بتحريف ذكراه وتحميل أقواله ما لا تحتمل، فلا علاقة لـ «هيهات منا الذلة» بما يدور في الساحة البحرينية التي أساس الخلاف فيها بين بعض المواطنين والسلطة أمور معيشية بحتة ومطالبات لا تعجز الدولة عن تحقيقها.
جميل أن يستمد المسلمون في البحرين «العزم الثوري المقاوم من شعار أبي عبد الله الحسين»، وجميل أن يستفيد المسلمون في البحرين من عاشوراء «لإيقاظ الضمائر من حالة الركود والتخاذل واللامبالاة إلى حالة اليقظة والشجاعة لمواجهة الأفكار الهدامة»، وجميل أن يكون الحسين دائماً مثالاً نستمد منه جميعاً ما يعيننا على الحياة بكرامة، لكن ما هو ليس بجميل أن نستغل الحسين والتجمعات التي تقتضيها مناسبة إحياء ذكراه للتعبير عن مراهقة فكرية تسيطر علينا نصل معها إلى الحد الذي نقول فيه إن عاشوراء ليس مناسبة للبكاء والعاطفة، لأن هذا القول يعني ببساطة أن الذين ذرفوا الدموع على الحسين في السنوات الماضية لم يوفوا الحسين حقه؛ فهم لم يفعلوا ما ينبغي أن يفعلوه والذي هو حسب منطق «شباب التغيير» وتيار الوفاء مقاومة السلطة والدخول في مناوشات مع رجال حفظ الأمن.
ما ينادي به هذا البعض المتطرف فيه إساءة للمناسبة وإساءة لسبط الرسول عليه الصلاة والسلام، فهؤلاء يريدون خطباء منابر يقولون ما يملونه عليهم ويتوعدونهم بالقول إنهم مراقبون وخاضعون للتقييم (يعني لن يتم التجديد لهم وبالتالي يقطع رزقهم)، ويريدون من الشعراء والرواديد أن تكون «كلماتهم بحجم الحدث».. لا حدث عاشوراء ولكن الأحداث المحلية أي أن عليهم أن يسبوا الدولة ويناكفوها ليحصلوا على الرضى ويقال إنهم ارتقوا بالمناسبة ولامسوا قضايا الناس وهموم المجتمع ولم يختزلوها في العاطفة ومأساة الحسين فقط.
أما دعوة أولئك المتطرفين إلى أن تكون الأعلام الأمريكية تحت الأقدام في جميع المواكب الحسينية وبكثافة فلا تكشف إلا عن مقدار الانحراف عن الحسين وقضيته، ولا تكشف إلا عن مدى التطرف الذي ابتلي به «أنصار الحسين».
لا أحد يختلف على أن سبط الرسول عليه الصلاة والسلام مدرسة إنسانية عظيمة، ولا أحد يختلف على أن الحسين كان مثالاً يحتذى وأنه جسّد الكرامة والعزة بمواقفه العظيمة، ولا أحد يختلف على أن الحسين خرج دفاعاً عن الدين ولم يخرج أشراً ولا بطراً، ولأنه كذلك فإن المسلمين عامة يحتفلون بذكراه كل بطريقته ويسعون للاستفادة منه في تطوير حياتهم.
لكن الحسين لا علاقة له بما يجري في البحرين من أحداث، وينبغي عدم إقحامه في هذا الشأن والإساءة إليه بتحريف ذكراه وتحميل أقواله ما لا تحتمل، فلا علاقة لـ «هيهات منا الذلة» بما يدور في الساحة البحرينية التي أساس الخلاف فيها بين بعض المواطنين والسلطة أمور معيشية بحتة ومطالبات لا تعجز الدولة عن تحقيقها.
جميل أن يستمد المسلمون في البحرين «العزم الثوري المقاوم من شعار أبي عبد الله الحسين»، وجميل أن يستفيد المسلمون في البحرين من عاشوراء «لإيقاظ الضمائر من حالة الركود والتخاذل واللامبالاة إلى حالة اليقظة والشجاعة لمواجهة الأفكار الهدامة»، وجميل أن يكون الحسين دائماً مثالاً نستمد منه جميعاً ما يعيننا على الحياة بكرامة، لكن ما هو ليس بجميل أن نستغل الحسين والتجمعات التي تقتضيها مناسبة إحياء ذكراه للتعبير عن مراهقة فكرية تسيطر علينا نصل معها إلى الحد الذي نقول فيه إن عاشوراء ليس مناسبة للبكاء والعاطفة، لأن هذا القول يعني ببساطة أن الذين ذرفوا الدموع على الحسين في السنوات الماضية لم يوفوا الحسين حقه؛ فهم لم يفعلوا ما ينبغي أن يفعلوه والذي هو حسب منطق «شباب التغيير» وتيار الوفاء مقاومة السلطة والدخول في مناوشات مع رجال حفظ الأمن.
ما ينادي به هذا البعض المتطرف فيه إساءة للمناسبة وإساءة لسبط الرسول عليه الصلاة والسلام، فهؤلاء يريدون خطباء منابر يقولون ما يملونه عليهم ويتوعدونهم بالقول إنهم مراقبون وخاضعون للتقييم (يعني لن يتم التجديد لهم وبالتالي يقطع رزقهم)، ويريدون من الشعراء والرواديد أن تكون «كلماتهم بحجم الحدث».. لا حدث عاشوراء ولكن الأحداث المحلية أي أن عليهم أن يسبوا الدولة ويناكفوها ليحصلوا على الرضى ويقال إنهم ارتقوا بالمناسبة ولامسوا قضايا الناس وهموم المجتمع ولم يختزلوها في العاطفة ومأساة الحسين فقط.
أما دعوة أولئك المتطرفين إلى أن تكون الأعلام الأمريكية تحت الأقدام في جميع المواكب الحسينية وبكثافة فلا تكشف إلا عن مقدار الانحراف عن الحسين وقضيته، ولا تكشف إلا عن مدى التطرف الذي ابتلي به «أنصار الحسين».