يلومني بعض القراء الأعزاء لعدم تناولي المواضيع السياسية في مقالاتي باستمرار وبشكل يومي، ويعيبون عليَّ هذا الأمر، لأنني وبهذه الطريقة المتنوعة من الكتابة سأظل أكتب بعيداً عن البحرين. بداية؛ لابد أن أنوِّه إلى أمر في غاية الأهمية، وهو أن البحرين ليست كلها سياسة، وليست كلها أحداث ومظاهرات واحتجاجات ومشاجرات وما إلى ذلك، فهي لديها اليوم الكثير من القضايا التي يجب أن يتناولها الكتَّاب وأهل الرأي والإعلاميون، كما إن هنالك الكثير من الملفات غير السياسية يجب علينا طرقها وفتحها ومعالجتها بكل وضوح وموضوعية.
إن الاستغراق في تناول القضايا السياسية يجعلنا نقع في المحذور الذي دائماً ما نحذر منه، وهو أننا يجب أن نُبعد المجتمع قدر الإمكان عن الوقوع في المنزلقات السياسية والمذهبية والطائفية، لأن الكتابة المستمرة وعلى ذات الوتيرة الحارة يمكن أن تصنع مخلوقات شرسة، تسخين النفوس بلهب الفتن والصراعات السياسية، سيكون على حساب كثيرٍ من ملفات الوطن وقضاياه المهمة، وبذلك نحن ربما نجانب الصواب في عدم تلمس حاجات المواطنين، خصوصاً فيما يخص الاهتمام والتركيز على الجانب المعيشي للناس.
إننا نذهب هنا إلى عكس ما يذهب إليه هؤلاء الإخوة، وهو أن الاستغراق في المشاكل السياسية سيؤجل كثير من الملفات المعيشية التي يحتاجه كل فرد وتنشدها كل أسرة، خصوصاً حاجات الحلقات الأضعف في المجتمع، كالقضايا المتعلقة بالمرأة والطفل والمتقاعد وغيرهم الكثير.
الدنيا في كمالها ليست كلها سياسية، فهنالك جوانب مهمة لا تقل أهمية عن وضعنا السياسي يجب على كل كتَّاب الرأي في البحرين عدم تجاهلها، وإعطاؤها المجال الكافي، لأنها ربما مع مرور الوقت تتحول من مشاكل اجتماعية عابرة إلى أزمات مجتمعية واقتصادية وثقافية وطنية (ملف الإسكان نموذجاً).
دائماً ما أشدد على مواقف كل الأخوة كتَّاب الرأي ألا يتقولبوا في قوالب سياسية روتينية مملة، لأنهم بذلك يكررون أنفسهم عبر مقالاتهم اليومية، بل عليهم بين الحين والآخر تناول ومناقشة ومعالجة بعض الملفات التي أصبح الصمت عنها خطيراً للغاية، بل من المؤكد لو تجاوزنا في صمتنا عنها ستتحول إلى ملفات سياسية جديدة، وبذلك سنضطر إلى أن نقوم بطرحها لاحقاً لكن بأسلوب سياسي متشنج وهكذا دواليك، ما يؤدي هذا الوضع إلى أن نقوم بتدوير الملفات وتضخيمها لكن بطريقة قاسية، بينما كانت تحتاج إلى طَرْقٍ فقط.
إنني لا أتغافل عن القضايا السياسية كما يتصور بعضهم، بل على العكس من ذلك، فإنني طرحت ومازلت أطرح الكثير من القضايا السياسية الساخنة التي تلامس سطح الواقع، لكنني في نفس الوقت أحاول جاهداً أن أحاكي هموم المجتمع وقضاياه المُهْمَلَة، حتى أحدث نوعاً من التوازن في الطرح بين ما هو سياسي وغير سياسي.
سيظل كل كاتب بحريني يكمِّل الكاتب الآخر، كما إن هنالك مختصين في الشؤون السياسية، هنالك في المقابل مختصون في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، كل أولئك يستطيعون أن يكونوا وحدة واحدة في تناول شؤون الوطن، حتى تكتمل الصورة في ذهن المواطن، ويستفيد قبل كل ذلك هذا الوطن الأشم.
إن الاستغراق في تناول القضايا السياسية يجعلنا نقع في المحذور الذي دائماً ما نحذر منه، وهو أننا يجب أن نُبعد المجتمع قدر الإمكان عن الوقوع في المنزلقات السياسية والمذهبية والطائفية، لأن الكتابة المستمرة وعلى ذات الوتيرة الحارة يمكن أن تصنع مخلوقات شرسة، تسخين النفوس بلهب الفتن والصراعات السياسية، سيكون على حساب كثيرٍ من ملفات الوطن وقضاياه المهمة، وبذلك نحن ربما نجانب الصواب في عدم تلمس حاجات المواطنين، خصوصاً فيما يخص الاهتمام والتركيز على الجانب المعيشي للناس.
إننا نذهب هنا إلى عكس ما يذهب إليه هؤلاء الإخوة، وهو أن الاستغراق في المشاكل السياسية سيؤجل كثير من الملفات المعيشية التي يحتاجه كل فرد وتنشدها كل أسرة، خصوصاً حاجات الحلقات الأضعف في المجتمع، كالقضايا المتعلقة بالمرأة والطفل والمتقاعد وغيرهم الكثير.
الدنيا في كمالها ليست كلها سياسية، فهنالك جوانب مهمة لا تقل أهمية عن وضعنا السياسي يجب على كل كتَّاب الرأي في البحرين عدم تجاهلها، وإعطاؤها المجال الكافي، لأنها ربما مع مرور الوقت تتحول من مشاكل اجتماعية عابرة إلى أزمات مجتمعية واقتصادية وثقافية وطنية (ملف الإسكان نموذجاً).
دائماً ما أشدد على مواقف كل الأخوة كتَّاب الرأي ألا يتقولبوا في قوالب سياسية روتينية مملة، لأنهم بذلك يكررون أنفسهم عبر مقالاتهم اليومية، بل عليهم بين الحين والآخر تناول ومناقشة ومعالجة بعض الملفات التي أصبح الصمت عنها خطيراً للغاية، بل من المؤكد لو تجاوزنا في صمتنا عنها ستتحول إلى ملفات سياسية جديدة، وبذلك سنضطر إلى أن نقوم بطرحها لاحقاً لكن بأسلوب سياسي متشنج وهكذا دواليك، ما يؤدي هذا الوضع إلى أن نقوم بتدوير الملفات وتضخيمها لكن بطريقة قاسية، بينما كانت تحتاج إلى طَرْقٍ فقط.
إنني لا أتغافل عن القضايا السياسية كما يتصور بعضهم، بل على العكس من ذلك، فإنني طرحت ومازلت أطرح الكثير من القضايا السياسية الساخنة التي تلامس سطح الواقع، لكنني في نفس الوقت أحاول جاهداً أن أحاكي هموم المجتمع وقضاياه المُهْمَلَة، حتى أحدث نوعاً من التوازن في الطرح بين ما هو سياسي وغير سياسي.
سيظل كل كاتب بحريني يكمِّل الكاتب الآخر، كما إن هنالك مختصين في الشؤون السياسية، هنالك في المقابل مختصون في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، كل أولئك يستطيعون أن يكونوا وحدة واحدة في تناول شؤون الوطن، حتى تكتمل الصورة في ذهن المواطن، ويستفيد قبل كل ذلك هذا الوطن الأشم.