قبل فترة انتشر فيديو للملك فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله رحمة واسعة، الفيديو يظهر خطاب الملك فيصل في خطابه التاريخي الذي كان يتحدث فيه عن القضية الفلسطينية وعن القدس، وأنه سيقطع النفط عن الغرب، وأنه مستعد للبقاء في الخيام.. الخ، والجميع يعرف هذا الموقف ويتذكر ذلك الخطاب.في ذات الفيديو يتطرق الملك فيصل إلى كلمة الجهاد، وأنه مستعد أن يكون شهيداً في سبيل الله، كان خطاباً عظيماً جداً، ربما الكثير اطلع عليه وبعض كبار السن يتذكرونه.هنا أتوقف عند كلمة الجهاد، والتي أوجعت الغرب، ربما موضوع النفط بالإمكان تداركه أو تعويضه من دول أخرى، حتى مع أهمية قضية النفط للأمريكان، إلا أن في اعتقادي، أن ما جعل الغرب يتآمر على الملك فيصل واغتياله، هو ما جاء في خطابه عن الجهاد.كلمة الجهاد حين تخرج من زعيم المملكة العربية السعودية، فإنها كارثة على الغرب، هم يعلمون أن الأمة ستخرج للجهاد إذا ما أعلن قائد السعودية الجهاد.الغرب يرتعد من كلمة الجهاد، أكثر من خوفه المزعوم من النووي الإيراني، هذه الكلمة تعني زوال الابن غير الشرعي لأمريكا وهو الكيان الصهيوني.منذ التسعينات وقبلها وضعت الخطة لغزو بلدان الشرق الأوسط العربية والإسلامية، ليس الغزو العسكري، إنما غزو العولمة التي تفرض من الخارج، وأعتقد أن الهدف من وراء كل ذلك هو المملكة العربية السعودية، كل ما حدث من تغيرات في الوطن العربي بما يسمى الربيع العربي يعتبر مهماً للغرب وأمريكا، لكنهم لم يصلوا للهدف بعد.في مقالة نشرها الكاتب المصري المهندس فتحي شهاب الدين بعنوان «مخطط برنارد لويس لتفتيت العالم الإسلامي» نقل الكاتب كلام برنارد لويس من مقابلة أجريت مع لويس بتاريخ 20/5/2005 ونشرها في مقاله.فقد قال برنارد لويس في المقابلة الآتي بالنص: «إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان، إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقدم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية -دون مجاملة ولا لين ولا هوادة- ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها». كما يقول برنارد لويس «ومازال النقل من مقال الكاتب فتحي شهاب الدين» عن مؤتمر أنابوليس للسلام الذي دعت إليه الولايات المتحدة عام 2007 «يجب ألا ننظر إلى هذا المؤتمر ونتائجه إلا باعتباره مجرد تكتيك موقوت، غايته تعزيز التحالف ضد الخطر الإيراني، وتسهيل تفكيك الدول العربية والإسلامية، ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضاً، كما فعلت أمريكا مع الهنود الحمر من قبل».انتهى النقل من المقالة، وأعود لأقول إن كل ما تحدث عنه برنارد لويس في كتبه التي بلغت 20 كتاباً حول تفتيت الشرق الأوسط وغزو العرب والمسلمين واستعمارهم عن طريق حقوق الإنسان وغيرها من أدوات أممية تفرض عليهم فرضاً، كل ذلك نراه اليوم أمامنا.إن برنارد لويس حين قال إننا لو تركناهم سوف يغزون أوروبا والغرب، وهذا يعني به في اعتقادي الجهاد، وهذا بالتحديد ما جعل الأمريكان يتخلصون من الملك فيصل في ذلك الوقت، فإن بقاءه هو زوال للكيان الصهيوني.لا يجب أن يمر كلام برنارد لويس مرور الكرام، كل ذلك يصب في تقسيم المنطقة، وما قيل عنه إنه تقسيم للسعودية إلى 3 دويلات، وكل ذلك موجود أمام الجميع في محركات البحث.كل ما ذكره لويس في مقابلته يتحقق تدريجياً أمامنا، بل وحرفياً، لكن السؤال، ماذا بعد؟ومن تدور عليه الدوائر؟وهل سيكتمل المخطط إلى أن يصل إلى تقسيم الخليج كما خطط له الأمريكان؟
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90