ما الفرق بين تجارة الرقيق والاتجار بالبشر وبين الاتجار بالعقول الحرة؟ هل تعد تلك نماذج متشابهة أم أنها نفس النماذج في أزمنة مختلفة؟!
تجارة الرقيق هي تجارة الاضطهاد والعبودية، حيث كان العبد أو المملوك أشبه بقطعة من قطع الشطرنج يحركه سيده كيفما يشاء، أليست هذه تجارة الاستعباد والتبعية المطلقة. وما الاتجار بالبشر إلا شكل من أشكال العبودية لتوظيف البشر لأهداف معينة؛ فيتم استغلالهم بالإكراه والخداع والغش. لكن ماذا يسمى استغلال العقول والاتجار بها وتيسيرها لأجندات خاصة وتوظيفها لمأرب خفية؟ هل هي عبودية معاصرة أم رق معاصر؟
المملوكون أو العبيد في أزمنة بعيدة كانوا يتصارعون مع أنفسهم حتى ينسلخوا من فكرة التبعية، حيث كان يتملكهم شعور دفين أنهم خلقوا أحراراً، فكانت بدايتهم تحرير أنفسهم بأنفسهم حتى أصبحوا أحراراً لهم حقوق وواجبات بغض النظر عن جنسهم أو لون بشرتهم أو هويتهم.
وها نحن في زمن الحريات وممارسة حقوق الإنسان، ومازالت ثلة من الأحرار تُستعبد عقولهم الحرة من قبل أفراد أو جماعات أو أفكار وموجات وصراعات دارجة، فهي بالمختصر امتلاك للعقول، بحيث يتم التحكم بها بجهاز تحكم عن بعد، قد يكون هذا الجهاز مال أو منصب أو وعد أو قد تكون فتوى دينية تجعل من المتلقي الحر إنساناً آلياً بحتاً بكل المقاييس، آلي بمعنى أنه لا يفرق بين الكائن الحي والكائن الميت، فكيف لا وقد وهب عقله لمشورة الآخرين فأصبح مسيراً كالأنعام.
ميّز الله عز وجل الإنسان بالعقل فلماذا يرفض بعض الناس هذه الهبة الربانية ويصر على مسايرة غريزة القطيع. لا ننكر بأهمية قادة الرأي ودورهم الفاعل في التغيير والتطوير فلولاهم لما وصلت حرية التعبير إلى هذا المنعطف المهم في حياة الإنسان، ولكن من المخزي أن ينساق البعض وراء بعض الأهواء والأفكار الكاذبة ويلغى عقله، فلا يكاد يميز الصحيح من الخطأ والحقيقة من الزيف، تلك هي عقول مملوكة والاتجار بعقولهم شيء لا محالة من قبل الضباع المخادعة.
ويبقى السؤال الأهم؛ هل للإمعة ولمن باع عقله على سماسرة العقول الحق أن يطالب بحرية الرأي والتعبير؟ وإن كانت هذه الفئة لا تدرك خطورة استغلال الآخرين لعقولهم ولا تناضل للتحرر من بعض الأفكار الهدّامة والتحرر من العبودية المعاصرة فهل لهم الحق بحرية النضال من أجل حريات الآخرين؟ أليس كما يقال فاقد الشيء لا يعطيه.
قد يغفل العقل لبرهة أو يتوقف تفكير الإنسان لوهلة في موقف ما، ولكن على الحر ألا ينساق وراء أهواء النفس أو أهواء الآخرين، أو وراء فكرة مغلفة بالمكر والخداع. حرية الرأي والتعبير شيء ثمين من أجله قدم الكثيرون العديد من التضحيات ليقدموها لنا في طبق من ذهب، نعيش اليوم الحريات بشتى أنواعها وبكل شفافية بينما يركن البعض عقولهم على جنب ليتاجر بها الآخرون.
{{ article.visit_count }}
تجارة الرقيق هي تجارة الاضطهاد والعبودية، حيث كان العبد أو المملوك أشبه بقطعة من قطع الشطرنج يحركه سيده كيفما يشاء، أليست هذه تجارة الاستعباد والتبعية المطلقة. وما الاتجار بالبشر إلا شكل من أشكال العبودية لتوظيف البشر لأهداف معينة؛ فيتم استغلالهم بالإكراه والخداع والغش. لكن ماذا يسمى استغلال العقول والاتجار بها وتيسيرها لأجندات خاصة وتوظيفها لمأرب خفية؟ هل هي عبودية معاصرة أم رق معاصر؟
المملوكون أو العبيد في أزمنة بعيدة كانوا يتصارعون مع أنفسهم حتى ينسلخوا من فكرة التبعية، حيث كان يتملكهم شعور دفين أنهم خلقوا أحراراً، فكانت بدايتهم تحرير أنفسهم بأنفسهم حتى أصبحوا أحراراً لهم حقوق وواجبات بغض النظر عن جنسهم أو لون بشرتهم أو هويتهم.
وها نحن في زمن الحريات وممارسة حقوق الإنسان، ومازالت ثلة من الأحرار تُستعبد عقولهم الحرة من قبل أفراد أو جماعات أو أفكار وموجات وصراعات دارجة، فهي بالمختصر امتلاك للعقول، بحيث يتم التحكم بها بجهاز تحكم عن بعد، قد يكون هذا الجهاز مال أو منصب أو وعد أو قد تكون فتوى دينية تجعل من المتلقي الحر إنساناً آلياً بحتاً بكل المقاييس، آلي بمعنى أنه لا يفرق بين الكائن الحي والكائن الميت، فكيف لا وقد وهب عقله لمشورة الآخرين فأصبح مسيراً كالأنعام.
ميّز الله عز وجل الإنسان بالعقل فلماذا يرفض بعض الناس هذه الهبة الربانية ويصر على مسايرة غريزة القطيع. لا ننكر بأهمية قادة الرأي ودورهم الفاعل في التغيير والتطوير فلولاهم لما وصلت حرية التعبير إلى هذا المنعطف المهم في حياة الإنسان، ولكن من المخزي أن ينساق البعض وراء بعض الأهواء والأفكار الكاذبة ويلغى عقله، فلا يكاد يميز الصحيح من الخطأ والحقيقة من الزيف، تلك هي عقول مملوكة والاتجار بعقولهم شيء لا محالة من قبل الضباع المخادعة.
ويبقى السؤال الأهم؛ هل للإمعة ولمن باع عقله على سماسرة العقول الحق أن يطالب بحرية الرأي والتعبير؟ وإن كانت هذه الفئة لا تدرك خطورة استغلال الآخرين لعقولهم ولا تناضل للتحرر من بعض الأفكار الهدّامة والتحرر من العبودية المعاصرة فهل لهم الحق بحرية النضال من أجل حريات الآخرين؟ أليس كما يقال فاقد الشيء لا يعطيه.
قد يغفل العقل لبرهة أو يتوقف تفكير الإنسان لوهلة في موقف ما، ولكن على الحر ألا ينساق وراء أهواء النفس أو أهواء الآخرين، أو وراء فكرة مغلفة بالمكر والخداع. حرية الرأي والتعبير شيء ثمين من أجله قدم الكثيرون العديد من التضحيات ليقدموها لنا في طبق من ذهب، نعيش اليوم الحريات بشتى أنواعها وبكل شفافية بينما يركن البعض عقولهم على جنب ليتاجر بها الآخرون.