الوفاق تدخل الحوار مع القوى السياسية الأخرى وهي تحت ضغط الانشقاقات والتصدعات الداخلية, فكيف ستتمكن من الخروج بقرارات أو توصيات تلزم بها كوادرها أولاً داخل الجمعية, أو تلزم بها قواعدها المتذمرة في الشارع؟ ومن ثم وهنا السؤال كيف ستستطيع أن تلزم الوفاق الشارع المرتهن لما يسمى بـ14 فبراير بمخرجات أي حوار؟
الوفاق اليوم تخشى من الحوار أكثر من أي وقت مضى, إذ سيكشف هذا الحوار عن حجم التصدعات الداخلية وفقدان السيطرة على المجموعات الإرهابية تماماً, وسيكشف عن عدم قدرة الوفاق على تمثيل قواعدها فما بالك وتمثيل الشعب البحريني؟!!
فالوفاق أصلاً وفي السنوات الأخيرة خرجت منها مجموعات وهي المكونة من عدة ائتلافات وتضم عدة تيارات إنما تمت السيطرة لتيارين بعد انتخابات 2010 تيار موجود في الأمانة العامة خاضع خضوعاً تاماً لعيسى قاسم، وتيار الشيرازيين الذين بقوا داخل الوفاق وهم الأخوة فيروز, أما شوري الوفاق فقد تم تهميشه تماماً واستبعدت أصوات من الكتلة النيابية كانت لها ثقلها, ناهيك عن مجموعات متباينة انشقت عنها منذ 2004 كمجموعة مشيمع وعبدالوهاب حسين من جهة ومجموعة نزار البحارنة وفيصل الزيرة من جهة أخرى ولأسباب أخرى, أضف لذلك أن المرأة في الوفاق تعاني من سوء استغلال لصوتها ولوجودها في الساحات ولكن لا يسمح لها بتجاوز الحجر الصحي أي للوصول للأمانة العامة, وزاد على ذلك أنه منذ فبراير 2011 سيطرت الدائرة الضيقة الصغيرة في الأمانة العامة على القرار وهي الدائرة المرتهنة لعيسى قاسم ارتهان الخادم للسيد, مما أثار حفيظة الكثيرين داخل البنية الوفاقية والذين شعروا بالتهميش التام وصغر مساحة القرار حتى تركزت الأمور بيد فرد تجاوز الثمانين ولا يخرج من الدراز إلا إلى قم!! ولا يرى الدنيا إلا بمنظار الكتلة الإيمانية والكتلة غير الإيمانية. والدنيا معسكران معسكر يزيدي ومعسكر حسيني والخروج من المأزق لا يكون إلا بجمعية تأسيسية ودستور جديد! وهذا طرحه منذ أن حل مجلس 1973 لم يجد عليه جديد ولم ينتبه للمتغيرات الإقليمية والدولية مما قيد يد الوفاق في أي مناورة سياسية تمكنه من إيجاد المخارج.
كيف يمكن للوفاق أن تمد يدها وتناور القوى السياسية الأخرى خارج الوفاق وهي العاجزة عن ذلك داخل الدائرة الوفاقية؟
هذا هو أول تحد تخشاه الوفاق من إثارة موضوع الحوار المختلف عليه في داخلها, أما التحدي الثاني أن قيادات ائتلاف 14 فبراير الموجودة في الخارج (العراق ولبنان ولندن) لا تترك للوفاق فرصة لتلتقط أنفاسها, وهي اليوم دخلت في حرب تسقيطية معها بعد «وثيقة اللاعنف» وبعد ترحيب الوفاق بدعوة ولي العهد بالحوار, فالائتلاف مازال عند أجندته المعلنة وهي «سقوط النظام» وإقامة جمهورية إسلامية ديمقراطية (شيعية طبعاً), لذلك تجد علي سلمان مصعداً في خطابه ضد السلطة إلى درجة غير مسبوقة استرضاء لهذه الجماعة, قابلاً بالحوار دون شروط خارج إطار الخطاب المعلن استرضاء للضغوط الأجنبية الحليفة, ومحاولاً الإمساك بالرمانتين, يلبس بدلة ثم يعود فيلبس العمة, يدخل قفصاً زجاجياً ثم يخرج من القفص, وقف تحت يافطة باقون حتى يسقط النظام ثم وصل إلى قناعة أن تغيير رئيس الوزراء صعب في المرحلة الحالية, حتى وصل إلى حالة من اليأس الشديد أعلن عنها في لقائه الأخير مع البي بي سي.
اليوم ائتلاف 14 فبراير يتحداها في عقر دارها في بني جمرة وفي الدراز في حرب لكسر العظم لتحديد الشارع لمن؟ وعلي سلمان بات يسأل نفسه هل مازال قادراً على التحدي بمسيرة تحدد لمن الشارع وإسكات 14 فبراير كما فعل في مسيرة سترة التي رفع فيها العلم البحريني لأول مرة؟ أم أن الأمور تغيرت وجرت مياه تحت الجسور؟
اليوم الوفاق تدفع ثمن أخطائها الاستراتيجية الكبيرة, بل بالأصح تدفع ثمن عدم وجود استراتيجية واندفاعها وانسياقها دون رؤية بعيدة المدى وارتهانها للفعل وردات الفعل، وتثبت أنه رغم وجود القدرة التنظيمية والقدرة التحشيدية الممتازة إلا أن ذلك جهد يشبه جهد ربة البيت التي قطعت البصل وقطعت اللحمة وجهزت المقادير دون أن تعرف ماذا تريد أن تطبخ!!
الوفاق دخلت انتخابات 2006 دون أن تنزع ثوب (التحرير الإسلامية) ودخلت الحوار اليوم دون أن تنزع ثوب (الثورة) تحاول المسك بأكثر من رمانة, تتنازعها الرغبات وتتخبط في ردة أفعالها ضيعتها أولوية المحافظة على «وحدة الصف» مراهنة على قدرة عيسى قاسم على جمعه ولمه متدثرة بعباءته, تحشد صفوفها تجمعهم ثم لا تعرف إلى أين تقودهم, حتى وجدت نفسها اليوم أمام أكثر من صف, أكثرها تهديداً ذلك الصف الذي لا يرى في عيسى قاسم قيادة مؤهلة وهو صف الائتلاف, حتى قيل الآن إن مشيمع وعبدالوهاب ينتقمان من علي سلمان وهما قابعان في السجن!!
الحوار الذي تهربت من استحقاقاته الوفاق وأخرته قدر استطاعتها وجدت نفسها اليوم أمامه وجهاً لوجه بضغوط دولية.
أما التحدي الآخر هو قواعدها الشعبية, وقودها وقوتها وزخمها, هذا الوقود الذي تخشاه الآن إذ بعد أن جهزته للانفجار فإذا بها تريد إطفاء شعلته وإقناعه بالحوار الآن!!
الوفاق الآن تحت ضغط حلفائها مجبرة على الجلوس مع قوى سياسية لم تعترف بوجودهم أمام قواعدها الشعبية إلا (كطبالة) و(كمرتزقة) و(كمجنسين) وبالنسبة لقواعدها الآن ونتيجة لخطابها لا وجود لشعب إلا هم, وبالتالي لا وجود لقوى سياسية إلا هي, فكيف ستجلس مع من أنكرت وجودهم؟
ثم رفعت السقف لقواعدها ومنتهم بالجلوس للتفاوض مع الحكم, واليوم يقال لها من قبل حلفائها الذين اعتمدت عليهم وحدهم، إن هناك شعباً لابد من التوافق معه أولاً, كيف ستواجه جمهورها؟ كيف ستقنعه بنتائج حوارها؟ هل تفتت الصف أكثر مما تفتت؟
هذه نتيجة طبيعية للتهرب من الاستحقاق الواقعي أولاً والاكتفاء بالعيش في العالم الافتراضي, هذه نتيجة طبيعية للتهرب من الاستحقاق الوطني المحلي البحريني البحريني والارتهان والاكتفاء بالدعم الخارجي.
بالنسبة للوفاق التهرب والتملص من استحقاقات الحوار مع مكونات الشعب البحريني هو الحل الأمثل للبقاء تحت مظلة «الصف» حتى لو أدى ذلك للتخلي عن قيادته, وأتوقع افتعال أي سبب للهروب والاختباء تحت عباءة عيسى قاسم!
الوفاق اليوم تخشى من الحوار أكثر من أي وقت مضى, إذ سيكشف هذا الحوار عن حجم التصدعات الداخلية وفقدان السيطرة على المجموعات الإرهابية تماماً, وسيكشف عن عدم قدرة الوفاق على تمثيل قواعدها فما بالك وتمثيل الشعب البحريني؟!!
فالوفاق أصلاً وفي السنوات الأخيرة خرجت منها مجموعات وهي المكونة من عدة ائتلافات وتضم عدة تيارات إنما تمت السيطرة لتيارين بعد انتخابات 2010 تيار موجود في الأمانة العامة خاضع خضوعاً تاماً لعيسى قاسم، وتيار الشيرازيين الذين بقوا داخل الوفاق وهم الأخوة فيروز, أما شوري الوفاق فقد تم تهميشه تماماً واستبعدت أصوات من الكتلة النيابية كانت لها ثقلها, ناهيك عن مجموعات متباينة انشقت عنها منذ 2004 كمجموعة مشيمع وعبدالوهاب حسين من جهة ومجموعة نزار البحارنة وفيصل الزيرة من جهة أخرى ولأسباب أخرى, أضف لذلك أن المرأة في الوفاق تعاني من سوء استغلال لصوتها ولوجودها في الساحات ولكن لا يسمح لها بتجاوز الحجر الصحي أي للوصول للأمانة العامة, وزاد على ذلك أنه منذ فبراير 2011 سيطرت الدائرة الضيقة الصغيرة في الأمانة العامة على القرار وهي الدائرة المرتهنة لعيسى قاسم ارتهان الخادم للسيد, مما أثار حفيظة الكثيرين داخل البنية الوفاقية والذين شعروا بالتهميش التام وصغر مساحة القرار حتى تركزت الأمور بيد فرد تجاوز الثمانين ولا يخرج من الدراز إلا إلى قم!! ولا يرى الدنيا إلا بمنظار الكتلة الإيمانية والكتلة غير الإيمانية. والدنيا معسكران معسكر يزيدي ومعسكر حسيني والخروج من المأزق لا يكون إلا بجمعية تأسيسية ودستور جديد! وهذا طرحه منذ أن حل مجلس 1973 لم يجد عليه جديد ولم ينتبه للمتغيرات الإقليمية والدولية مما قيد يد الوفاق في أي مناورة سياسية تمكنه من إيجاد المخارج.
كيف يمكن للوفاق أن تمد يدها وتناور القوى السياسية الأخرى خارج الوفاق وهي العاجزة عن ذلك داخل الدائرة الوفاقية؟
هذا هو أول تحد تخشاه الوفاق من إثارة موضوع الحوار المختلف عليه في داخلها, أما التحدي الثاني أن قيادات ائتلاف 14 فبراير الموجودة في الخارج (العراق ولبنان ولندن) لا تترك للوفاق فرصة لتلتقط أنفاسها, وهي اليوم دخلت في حرب تسقيطية معها بعد «وثيقة اللاعنف» وبعد ترحيب الوفاق بدعوة ولي العهد بالحوار, فالائتلاف مازال عند أجندته المعلنة وهي «سقوط النظام» وإقامة جمهورية إسلامية ديمقراطية (شيعية طبعاً), لذلك تجد علي سلمان مصعداً في خطابه ضد السلطة إلى درجة غير مسبوقة استرضاء لهذه الجماعة, قابلاً بالحوار دون شروط خارج إطار الخطاب المعلن استرضاء للضغوط الأجنبية الحليفة, ومحاولاً الإمساك بالرمانتين, يلبس بدلة ثم يعود فيلبس العمة, يدخل قفصاً زجاجياً ثم يخرج من القفص, وقف تحت يافطة باقون حتى يسقط النظام ثم وصل إلى قناعة أن تغيير رئيس الوزراء صعب في المرحلة الحالية, حتى وصل إلى حالة من اليأس الشديد أعلن عنها في لقائه الأخير مع البي بي سي.
اليوم ائتلاف 14 فبراير يتحداها في عقر دارها في بني جمرة وفي الدراز في حرب لكسر العظم لتحديد الشارع لمن؟ وعلي سلمان بات يسأل نفسه هل مازال قادراً على التحدي بمسيرة تحدد لمن الشارع وإسكات 14 فبراير كما فعل في مسيرة سترة التي رفع فيها العلم البحريني لأول مرة؟ أم أن الأمور تغيرت وجرت مياه تحت الجسور؟
اليوم الوفاق تدفع ثمن أخطائها الاستراتيجية الكبيرة, بل بالأصح تدفع ثمن عدم وجود استراتيجية واندفاعها وانسياقها دون رؤية بعيدة المدى وارتهانها للفعل وردات الفعل، وتثبت أنه رغم وجود القدرة التنظيمية والقدرة التحشيدية الممتازة إلا أن ذلك جهد يشبه جهد ربة البيت التي قطعت البصل وقطعت اللحمة وجهزت المقادير دون أن تعرف ماذا تريد أن تطبخ!!
الوفاق دخلت انتخابات 2006 دون أن تنزع ثوب (التحرير الإسلامية) ودخلت الحوار اليوم دون أن تنزع ثوب (الثورة) تحاول المسك بأكثر من رمانة, تتنازعها الرغبات وتتخبط في ردة أفعالها ضيعتها أولوية المحافظة على «وحدة الصف» مراهنة على قدرة عيسى قاسم على جمعه ولمه متدثرة بعباءته, تحشد صفوفها تجمعهم ثم لا تعرف إلى أين تقودهم, حتى وجدت نفسها اليوم أمام أكثر من صف, أكثرها تهديداً ذلك الصف الذي لا يرى في عيسى قاسم قيادة مؤهلة وهو صف الائتلاف, حتى قيل الآن إن مشيمع وعبدالوهاب ينتقمان من علي سلمان وهما قابعان في السجن!!
الحوار الذي تهربت من استحقاقاته الوفاق وأخرته قدر استطاعتها وجدت نفسها اليوم أمامه وجهاً لوجه بضغوط دولية.
أما التحدي الآخر هو قواعدها الشعبية, وقودها وقوتها وزخمها, هذا الوقود الذي تخشاه الآن إذ بعد أن جهزته للانفجار فإذا بها تريد إطفاء شعلته وإقناعه بالحوار الآن!!
الوفاق الآن تحت ضغط حلفائها مجبرة على الجلوس مع قوى سياسية لم تعترف بوجودهم أمام قواعدها الشعبية إلا (كطبالة) و(كمرتزقة) و(كمجنسين) وبالنسبة لقواعدها الآن ونتيجة لخطابها لا وجود لشعب إلا هم, وبالتالي لا وجود لقوى سياسية إلا هي, فكيف ستجلس مع من أنكرت وجودهم؟
ثم رفعت السقف لقواعدها ومنتهم بالجلوس للتفاوض مع الحكم, واليوم يقال لها من قبل حلفائها الذين اعتمدت عليهم وحدهم، إن هناك شعباً لابد من التوافق معه أولاً, كيف ستواجه جمهورها؟ كيف ستقنعه بنتائج حوارها؟ هل تفتت الصف أكثر مما تفتت؟
هذه نتيجة طبيعية للتهرب من الاستحقاق الواقعي أولاً والاكتفاء بالعيش في العالم الافتراضي, هذه نتيجة طبيعية للتهرب من الاستحقاق الوطني المحلي البحريني البحريني والارتهان والاكتفاء بالدعم الخارجي.
بالنسبة للوفاق التهرب والتملص من استحقاقات الحوار مع مكونات الشعب البحريني هو الحل الأمثل للبقاء تحت مظلة «الصف» حتى لو أدى ذلك للتخلي عن قيادته, وأتوقع افتعال أي سبب للهروب والاختباء تحت عباءة عيسى قاسم!