للإعلامي فيصل القاسم تغريدة لافتة تقول «الغرب لا يدعم المعارضين السوريين من أجل سواد عيونهم، لكن هل روسيا وإيران تدعمان بقية المعارضين (الوطنجيين) من أجل زرقة عيونهم؟». أما المصريون فأوجزوا هذا الكلام منذ زمن بعيد فقالوا «دي كل حاجة بثمنها»، فلا شيء بالمجان خصوصاً في عالم السياسة.
الغرب لا يدعم المعارضين السوريين إلا لأنه يريد أن يظفر بشيء من الكعكة السورية اللذيذة، والغرب يصرف من ماله اليوم كي يتسلم أضعافها غداً، فالموضوع بالنسبة إليه استثمار، تماماً كما استثمر ماله وقوته ومواقفه السياسية في بلدان أخرى لا شك أنه خرج من مولدها بحمص!
إيران تدافع عن نظام بشار الأسد بيديها وبأسنانها ولأجل ذلك تدوس على كل المبادئ التي ظلت ترفعها على مدى ثلاثة عقود كونها تناصر الحق وتدافع عن المظلوم، وإنها في هذا الخصوص ملتزمة بوصية للإمام الخميني، فلماذا اعتبرت النظام السوري مظلوماً بينما العالم كله يشهد أنه نظام دموي ظالم تسبب في إذلال المواطن السوري وإهانته وتدميره. ترى ألا ترى إيران كيف أن هذا النظام المتوحش يقصف مواطنيه الأبرياء بالطائرات الحربية وبكافة أنواع الأسلحة وصولاً إلى التهديد بإفنائهم بالأسلحة الكيماوية؟ لماذا تجند إيران كل ما تمتلك من فضائيات وعلى رأسها السوسة العودة (العالم) لسب المعارضين السوريين ونشر الأخبار في صيغة فرح وفخر تحت عنوان (عاجل) عندما يدعي النظام السوري أنه تمكن من قتل عدد من أبنائه، فتقول إنه تم «القضاء» على مجموعات مسلحة كانت تحاول أن تفعل كذا أو كذا؟
ما يقدمه الغرب من دعم للمعارضين السوريين ليس لسواد عيونهم، وما تقدمه إيران وروسيا من دعم غير محدود للنظام السوري ليس من أجل سواد عيونه أو زرقة عيون بشار، فهناك دائماً مصلحة تدوس كل المبادئ والقيم والأخلاق.. وحتى الدين.
في السياق نفسه يأتي الدعم اللافت والغريب الذي تقدمه إيران لتلك الفئة من البحرينيين الذين صارت تطلق عليهم اسم «المعارضة البحرينية» و«الثوار البحرينيون»، فهي لا تدعمهم لسواد عيونهم، وهكذا ينبغي أن يعرفوه. إيران لا تدعم هؤلاء إلا لأنها تريد منهم أمراً يفترض أن يعرفوه وألا يفوتهم مثل هذا الأمر أبداً. أما إن اعتقدوا أن إيران تقصّر على أبنائها وتؤجل مشاريع البناء في الداخل وتدعمهم كي تثقل من موازينها ولحسن ثواب الآخرة وتعتبر ذلك من ضمن الأعمال الصالحة التي تعين على دخول الجنة فهذا يعني أن ما بينهم وبين السياسة بعد المشرق عن المغرب.
بناء على المعطيات والشواهد، فإن إيران تريد من هؤلاء أن يكونوا جسراً تعبر عليه إلى البحرين التي ظلت تقول عنها إنها (مال.. مو) ولا تزال تدفع من يصرح بين الفينة والفينة بذلك قبل أن تجتهد في تفنيد ومحو ما قالوه!
في السياسة لا يوجد شيء مجاني، كل ما تقوم به الدول لا يكون من أجل سواد عيون هؤلاء أو زرقة عيون أولئك، فالمصلحة فوق كل اعتبار (أعينك فتعطيني من الكعكة إن حصلت عليها، أما إذا لم تعطيني.. فأطلّع عينك)؛ هذا هو باختصار الاتفاق الذي يتم بين أي دولة تمتلك القوة والمال وبين أي معارضة «تشتهي» أن تصل إلى الحكم. لا مقعد دافئاً يأتي بالمجان.
إن متابعة سريعة لما تبثه الفضائيات الإيرانية من أخبار ومقابلات وندوات عن اليمن والسودان والبحرين والمملكة العربية السعودية والكويت ومصر وسوريا ولبنان كفيلة بالتأكد من مرامي هذه الدولة التي تستتر بالدين ولا تتردد عن القول إنها تدعم الجميع من أجل سواد عيونهم!
{{ article.visit_count }}
الغرب لا يدعم المعارضين السوريين إلا لأنه يريد أن يظفر بشيء من الكعكة السورية اللذيذة، والغرب يصرف من ماله اليوم كي يتسلم أضعافها غداً، فالموضوع بالنسبة إليه استثمار، تماماً كما استثمر ماله وقوته ومواقفه السياسية في بلدان أخرى لا شك أنه خرج من مولدها بحمص!
إيران تدافع عن نظام بشار الأسد بيديها وبأسنانها ولأجل ذلك تدوس على كل المبادئ التي ظلت ترفعها على مدى ثلاثة عقود كونها تناصر الحق وتدافع عن المظلوم، وإنها في هذا الخصوص ملتزمة بوصية للإمام الخميني، فلماذا اعتبرت النظام السوري مظلوماً بينما العالم كله يشهد أنه نظام دموي ظالم تسبب في إذلال المواطن السوري وإهانته وتدميره. ترى ألا ترى إيران كيف أن هذا النظام المتوحش يقصف مواطنيه الأبرياء بالطائرات الحربية وبكافة أنواع الأسلحة وصولاً إلى التهديد بإفنائهم بالأسلحة الكيماوية؟ لماذا تجند إيران كل ما تمتلك من فضائيات وعلى رأسها السوسة العودة (العالم) لسب المعارضين السوريين ونشر الأخبار في صيغة فرح وفخر تحت عنوان (عاجل) عندما يدعي النظام السوري أنه تمكن من قتل عدد من أبنائه، فتقول إنه تم «القضاء» على مجموعات مسلحة كانت تحاول أن تفعل كذا أو كذا؟
ما يقدمه الغرب من دعم للمعارضين السوريين ليس لسواد عيونهم، وما تقدمه إيران وروسيا من دعم غير محدود للنظام السوري ليس من أجل سواد عيونه أو زرقة عيون بشار، فهناك دائماً مصلحة تدوس كل المبادئ والقيم والأخلاق.. وحتى الدين.
في السياق نفسه يأتي الدعم اللافت والغريب الذي تقدمه إيران لتلك الفئة من البحرينيين الذين صارت تطلق عليهم اسم «المعارضة البحرينية» و«الثوار البحرينيون»، فهي لا تدعمهم لسواد عيونهم، وهكذا ينبغي أن يعرفوه. إيران لا تدعم هؤلاء إلا لأنها تريد منهم أمراً يفترض أن يعرفوه وألا يفوتهم مثل هذا الأمر أبداً. أما إن اعتقدوا أن إيران تقصّر على أبنائها وتؤجل مشاريع البناء في الداخل وتدعمهم كي تثقل من موازينها ولحسن ثواب الآخرة وتعتبر ذلك من ضمن الأعمال الصالحة التي تعين على دخول الجنة فهذا يعني أن ما بينهم وبين السياسة بعد المشرق عن المغرب.
بناء على المعطيات والشواهد، فإن إيران تريد من هؤلاء أن يكونوا جسراً تعبر عليه إلى البحرين التي ظلت تقول عنها إنها (مال.. مو) ولا تزال تدفع من يصرح بين الفينة والفينة بذلك قبل أن تجتهد في تفنيد ومحو ما قالوه!
في السياسة لا يوجد شيء مجاني، كل ما تقوم به الدول لا يكون من أجل سواد عيون هؤلاء أو زرقة عيون أولئك، فالمصلحة فوق كل اعتبار (أعينك فتعطيني من الكعكة إن حصلت عليها، أما إذا لم تعطيني.. فأطلّع عينك)؛ هذا هو باختصار الاتفاق الذي يتم بين أي دولة تمتلك القوة والمال وبين أي معارضة «تشتهي» أن تصل إلى الحكم. لا مقعد دافئاً يأتي بالمجان.
إن متابعة سريعة لما تبثه الفضائيات الإيرانية من أخبار ومقابلات وندوات عن اليمن والسودان والبحرين والمملكة العربية السعودية والكويت ومصر وسوريا ولبنان كفيلة بالتأكد من مرامي هذه الدولة التي تستتر بالدين ولا تتردد عن القول إنها تدعم الجميع من أجل سواد عيونهم!