هذا تصريح لأمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان قاله في لقائه بأهالي مدينة عيسى في أغسطس الماضي رداً على دعوات سابقة له للحوار، حيث اعتبر ذلك البعض المتطرف مسألة الدخول في حوار مع السلطة (خيانة) لمن سقط من أبناء هذا الشعب فترة أحداث فبراير، فرد عليهم بقوله «الحوار ليس خيانة لدماء الشهداء.. وهذه عبارة عاطفية».. وهي بالفعل كذلك، فمن غير الحوار لا يمكن التوصل إلى تفاهمات وحلول ومخارج لما صرنا فيه ولا يقابله سوى الدخول في مرحلة كسر العظم التي تنتهي بزوال أحد الطرفين، وهو أمر غير ممكن.
تصريح الشيخ علي سلمان هذا وموقفه من الحوار جميل وعاقل وينبغي أن يصر عليه، وأن يسعى إلى إقناع الآخرين به وفرضه على أولئك الذين يحجمهم الحوار ويقضي على أحلامهم فيعتبرونه تنازلاً وهزيمة، فالعاقل هو من يتخذ سبيل الحوار والعاقل هو من يعتبر التنازلات مهما كانت كبيرة انتصاراً للوطن، وفي حالنا ليس هناك غالب ولا مغلوب.
كثيرون تضرروا منذ فبراير 2011، البعض تأثرت حريته والبعض تضرر دخله ومعيشته والبعض فقد حياته وعاش أهله من بعده في وضع صعب نفسياً حيث «فقد الأحبة غربة». كثير من المآسي حصلت وحصلت الكثير من الأخطاء التي لم يتورط فيها طرف دون آخر، فالجميع أخطأ وإن اختلفت المقادير، لكن كل هذا أمر متوقع وطبيعي، ففي الأوضاع كالتي عاشتها البحرين لابد أن يتضرر فيها مختلف الأطراف المتصارعة مادياً ونفسياً، لكن الاستمرار في الصراع ينتج عنه أضرار أكبر، لذا فإن الحكمة تقتضي أن نتوقف جميعاً ونقول كفى ونتعاون لنضع نقطة في نهاية السطر.
هذا التوقف لا يمكن أن يتم دون الدخول في مساحة الحوار، فمن دون أن نلتقي لن يعرف أحدنا ما يريده الآخر ومن دون حوار لا يمكن أن نتوصل إلى ما يمكن أن نتوافق عليه، ومن دون كل هذا لا يمكن أن نصل إلى مرحلة المصالحة التي يمكننا بعدها التفرغ للبناء معاً.. بناء هذا الوطن الذي لا يستاهل ما حدث له ولا يليق به ولا بأهله، فالبحرين ظلت على مدى التاريخ فاعلة ومؤثرة في مسيرة رقي الإنسان وتطور الحياة.
دونما شك الجميع يعاني مما حدث، فالمعاناة مما جرى علينا لا تقتصر على طرف دون آخر وهي ليست خاصة بأفراد دون غيرهم. الجميع عانى ولايزال، ولهذا فإن على الجميع أن يخطو نحو البوابة التي يمكن أن تأخذنا إلى حيث الخروج من تلك المعاناة واعتبارها من الماضي.
رب قائل إن هذا أمر صعب، هو بالتأكيد صعب بل صعب جداً، فالنفوس إن تضررت فاق ضررها ضرر الأبدان، لكن القبول بالاستمرار في الحال التي وصلنا إليها لن يأخذنا إلا إلى آلام أكبر وسيعمق الجراح. ما قد نراه اليوم ممكناً لن يكون ممكناً بعد حين، فكلما أوغلنا في عنادنا زادت الجروح وتعمقت وكلما صعب علينا الخروج من دائرة المعاناة.
نعم، المصالحة فيما بيننا لن تأتي هكذا دون آلام، الجميع سيتألم، لكن آلام الاستمرار في الحال التي صرنا فيها أكبر وما سينتج عنها من جروح ستكون أعمق وقد لا نتمكن بعدها حتى من الدعوة إلى اللقاء والحوار.
القبول بالحوار ليس فيه خيانة لأحد والتنازل للوطن ليس هزيمة ولا معنى لتلك العناوين التي يحلو للبعض نثرها لقتل هذا المشروع الوطني الخير.
تصريح الشيخ علي سلمان هذا وموقفه من الحوار جميل وعاقل وينبغي أن يصر عليه، وأن يسعى إلى إقناع الآخرين به وفرضه على أولئك الذين يحجمهم الحوار ويقضي على أحلامهم فيعتبرونه تنازلاً وهزيمة، فالعاقل هو من يتخذ سبيل الحوار والعاقل هو من يعتبر التنازلات مهما كانت كبيرة انتصاراً للوطن، وفي حالنا ليس هناك غالب ولا مغلوب.
كثيرون تضرروا منذ فبراير 2011، البعض تأثرت حريته والبعض تضرر دخله ومعيشته والبعض فقد حياته وعاش أهله من بعده في وضع صعب نفسياً حيث «فقد الأحبة غربة». كثير من المآسي حصلت وحصلت الكثير من الأخطاء التي لم يتورط فيها طرف دون آخر، فالجميع أخطأ وإن اختلفت المقادير، لكن كل هذا أمر متوقع وطبيعي، ففي الأوضاع كالتي عاشتها البحرين لابد أن يتضرر فيها مختلف الأطراف المتصارعة مادياً ونفسياً، لكن الاستمرار في الصراع ينتج عنه أضرار أكبر، لذا فإن الحكمة تقتضي أن نتوقف جميعاً ونقول كفى ونتعاون لنضع نقطة في نهاية السطر.
هذا التوقف لا يمكن أن يتم دون الدخول في مساحة الحوار، فمن دون أن نلتقي لن يعرف أحدنا ما يريده الآخر ومن دون حوار لا يمكن أن نتوصل إلى ما يمكن أن نتوافق عليه، ومن دون كل هذا لا يمكن أن نصل إلى مرحلة المصالحة التي يمكننا بعدها التفرغ للبناء معاً.. بناء هذا الوطن الذي لا يستاهل ما حدث له ولا يليق به ولا بأهله، فالبحرين ظلت على مدى التاريخ فاعلة ومؤثرة في مسيرة رقي الإنسان وتطور الحياة.
دونما شك الجميع يعاني مما حدث، فالمعاناة مما جرى علينا لا تقتصر على طرف دون آخر وهي ليست خاصة بأفراد دون غيرهم. الجميع عانى ولايزال، ولهذا فإن على الجميع أن يخطو نحو البوابة التي يمكن أن تأخذنا إلى حيث الخروج من تلك المعاناة واعتبارها من الماضي.
رب قائل إن هذا أمر صعب، هو بالتأكيد صعب بل صعب جداً، فالنفوس إن تضررت فاق ضررها ضرر الأبدان، لكن القبول بالاستمرار في الحال التي وصلنا إليها لن يأخذنا إلا إلى آلام أكبر وسيعمق الجراح. ما قد نراه اليوم ممكناً لن يكون ممكناً بعد حين، فكلما أوغلنا في عنادنا زادت الجروح وتعمقت وكلما صعب علينا الخروج من دائرة المعاناة.
نعم، المصالحة فيما بيننا لن تأتي هكذا دون آلام، الجميع سيتألم، لكن آلام الاستمرار في الحال التي صرنا فيها أكبر وما سينتج عنها من جروح ستكون أعمق وقد لا نتمكن بعدها حتى من الدعوة إلى اللقاء والحوار.
القبول بالحوار ليس فيه خيانة لأحد والتنازل للوطن ليس هزيمة ولا معنى لتلك العناوين التي يحلو للبعض نثرها لقتل هذا المشروع الوطني الخير.