أهم ما جاء في لقاء عدد الأمس لصحيفة الأيام مع السفير الأمريكي هي الفقرة التالية، وقبل أن أخوض في تفاصيلها، أؤكد من جديد أنه لا خلاف شخصي مع سعادة السفير وأرفض استهدافه شخصياً حتى بالانتقاد، وربما لو التقينا في ظرف آخر لكنا أصدقاء، نحن ننتقد ونعترض على سياسة دولته التي هو ملزم بها وبتنفيذها وينال ترقيته بناء على مدى الالتزام بها.
نعود للفقرة الهامة التي وردت في اللقاء وهي التالية:
«أعتقد أن من وظيفة السفير والسفارة التمثيل والتعبير عن سياسات الولايات المتحدة، للدفاع عن مصالح الأمريكيين هنا في البحرين.
وللدفاع عن القيم الأمريكية أيضاً. أنا لن أعتذر عن تعزيز الديمقراطية، للدفاع عن ما أعتبره حقوق الإنسان الأساسية.
أنا أمريكي، وأعتقد اعتقاداً قوياً أنه من حق الشعوب في أن تقرر حكوماتها أو تغيرها وأن تتجاوب الحكومة مع مطالب مواطنيها، أنا أعتقد بقوة في وجود صحافة حرة ومفتوحة، وحرية التعبير..
هذه هي الأشياء التي أؤمن بها كأمريكي وأنا فخور بتمثيلي كدبلوماسي أمريكي. إذا كان في متابعة تلك المصالح في تعزيز تلك القيم قد ينظر إليها على أنها محاولة مساندة لمجموعة على أخرى فذلك لا أملك التعليق عليه» انتهى الاقتباس
دعنا نقف أولاً سعادة السفير على أرضية مشتركة وهي تلك القيم الديمقراطية التي نؤمن معك بها، ومصداقية لإيماننا بإمكانك تتبع تاريخنا من العمل الصحفي الذي وقفنا فيه مواقف مع قوى سياسية مختلفين معها حتى النخاع لكننا دافعنا عن حقها في التمتع بتلك القيم.
نؤمن بحرية التعبير، ونؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها، ونؤمن بالتعددية وبالتسامح وبالتعايش وبحق الأقليات، وسندافع ونقف معك ولن نعتذر معك حين نصطف سوياً من أجل نشر وتعزيز تلك القيم.
أين إذاً نختلف مع سياسة دولتك؟ نختلف حين نرى امتطاء لتلك القيم وليس تعزيزاً لها وذلك اختلاف بين السماء والأرض يهدر تلك القيم ويستبيح انتهاكها فتختفي قيمتها تماماً.
حين نرى أن تلك القيم تتعارض تماماً مع استراتيجية «تمكين» الأقليات على حساب الأغلبيات، وهي سياسة أمريكية واضحة تتجلى في توجيه برامج دعم الديمقراطية الأمريكية وتركزها لتدريب وتأهيل مجموعات معينة بعضها غير مرخص وبعضها له سوابق في حوادث عنف، ونستطيع رصدهم لكم بالاسم من خلال مواقعكم لترى بنفسك من هم المستفيدين من هذه البرامج، فكيف تستقيم قيم الديمقراطية حين تدعم دولتكم مجموعات كهذه لتمكنها قسراً وعنفاً على بقية المجموعات في مجتمع تعددي كالبحرين.
تلك القيم الديمقراطية انتهكت تماماً حين انحاز رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بشكل سافر لمجموعة معينة على حساب المجتمع البحريني التعددي.
حين نرى تقاريركم الرسمية تصر على عبارة «أغلبية شيعية» دون دليل أخصائي أو تاريخي واحد، حين نرى جميع موظفي سفارتكم وقاعدتكم من جماعة معينة.
حين نرى عدم الاتزان في تصريحاتكم التي لا تتناسب مع ما يواجهه المجتمع البحريني من عنف وإرهاب من مجموعات معينة.
حين نرى تغاضياً عن حقوق المرأة التي تنتهكها هذه المجموعة وحين نرى تغاضياً عن انتهاك حقوق الطفل حين تنتهكها هذه المجموعات، وحين نرى تغاضياً عن انتهاك القوانين ومنها حق الإضراب الذي خالفت ضوابطه هذه المجموعة بشكل سافر لا تقبله قوانين الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ارتكبه ينتمي لذات المجموعة.
حين نرى تغاضياً تاماً عن أدلة ومستندات إدانات أطباء لم يحاكموا لأنهم عالجوا مصابين كما تروج تلك الجماعات بل حوكموا لأنهم مارسوا أعمالاً يجرمها القانون البحريني تماماً مثل قوانينكم.
هذه الكفة المائلة المنحازة لمجموعات تنتهك القوانين لا تتفق أبداً مع مبادئ الديمقراطية التي تدافع عنها بل تتعارض معها تعارضاً خارقاً، يجعلنا لا نصدق ذرة من عباراتك التي جاءت في الفقرة المقتبسة من اللقاء.
ثم نأتي لمناقشة هذه العبارة تحديداً «أنا أمريكي، وأعتقد اعتقاداً قوياً أنه من حق الشعوب في أن تقرر حكوماتها أو تغيرها وأن تتجاوب الحكومة مع مطالب مواطنيها»
نحن معك نعتقد اعتقاداً قوياً أن ذلك من حق الشعوب، ولكننا دول تبني طريقها للمدنية التعددية وتتلمس طريقها لهذه القيم وفي مجتمع كالمجتمع البحريني ونتيجة لأخطاء جسيمة ارتكبتها السلطة البحرينية فإننا إن استبدلنا حق التعيين من جلالة الملك للحكومة اليوم، واعتبرنا ذلك ديكتاتورية ومركزية، فإننا بعد نزعها لن نضعها في يد الشعب مع الأسف وأنت تدرك ذلك تماماً الإدراك، بل ستكون في يد من دربتموهم ونظمتموهم أكثر من غيرهم، وهم للحق الأكثر تنظيماً وتنسيقاً، إنما كلهم بلا استثناء في يد مركزية واحدة في يد ثيوقراطية واحدة إن كان سستانياً في العراق أو كان قاسمياً في البحرين، والاثنان لا يمكنهما أن يخالفا ما تمليه المرجعية الدينية الفقهية الإيرانية، ولا حاجة للإتيان ببراهين على الحالتين، وستدفع الغالبية البحرينية غير المنظمة الثمن غالياً وضحاياها ستكون من تتوجه لهم القيم الديمقراطية كالمرأة والتعايش والتعددية والحريات المدنية.
هذا هو واقع الحال، الوفاق بدون غطاء عيسى قاسم لا تتمكن من الفوز بفصلين تشريعيين وراء بعض، وكانت تجربة 2006 أكبر دليل حين سحبوا الرجل من فراشه وكان مريضاً حينها من أجل الاختباء وراء عباءته وطرحوا أنفسهم ككتلة «إيمانية» مقابل منافسيهم الذين شككوا في إيمانهم ونعتوهم بأقبح الصفات حتى تمكنوا من الفوز في الفصل الثاني (وللمفارقة بعضهم حلفاء لهم اليوم رغم أنهم رفضوا أن تتضمن قائمتهم الانتخابية أي اسم لا توافق عليه الأمانة العامة المرتهنة بالكامل لعيسى قاسم خضوعاً لفتوى دينية تحرم تمكين غير المؤمنين)
هذه المجموعة الراديكالية التي وقفت معترضة على قانون الأسرة والتي برز اسم أمينها العام أول مرة بعد أن رشق الأجانب بالحجارة لأنها كانت تجري على الساحل بملابس اعتبرها غير إسلامية، والتي تساند إيران وتساند النظام في سوريا وتساند الحوثيين في اليمن هم من تقدمون لهم الدعم «لتمكينهم» ضاربين بتعددية المجتمع البحريني ومكاسبه المدنية عرض الحائط، فعن أي قيم ديمقراطية تتحدث؟!!
نحن نقر بأن الدولة المدنية البحرينية أخطأت في مملكة البحرين في حق الدستور وحق المجتمع البحريني المدني، حين سمحت لأحزاب سياسية أن تتشكل وفق أسس مذهبية ضيقة أعضاؤها ينتمون لمرجعيات فقهية دينية أجنبية بعضها رؤساء دول معادية للبحرين، واليوم المجتمع البحريني كله يدفع ثمن هذا الخطأ القاتل ولابد من محاسبتها ولابد من تصحيح هذا الخطأ، إنما لا تأتي الولايات المتحدة الأمريكية لتساند أكثر هذه الأحزاب راديكالية ويعاني المجتمع من عنفها وإرهابها وتقول لي إنكم تدافعون عن قيم الديمقراطية!
لا تصف من مارس العنف (بالمعارضة) في الدوائر الأمريكية وأنت تعرف أنه وصف ومصطلح لا يستقيم أبداً مع سلوك هذه المجموعة التي مارست كل أعمال العنف التي تغاضيتم عنها مكتفين «بتصريحات» مشيدين «بوثيقة» وكلها مواقف شفهية غير مترجمة على أرض الواقع.
دعمكم لهذه المجموعة هو من دفعها للتمادي في العنف حتى سالت الدماء على أرض وطني وهو سلوك ما كنتم لتسمحوا به ولا يمكن أن يتفق مع قيم الديمقراطية ولا يتفق أبداً مع كل ما جاء في الفقرة السابقة .. فاسمحوا لي سعادة السفير كلامكم لا يتفق مع أفعالكم وعناوينكم لا تتفق مع سياستكم وهنا لا نعرف غير وصف «الكذب» لهذا التناقض بين القول والفعل.
أما آخر الكلام سعادة السفير (ولا شيء خاص).. كأمريكي مؤمن بقيم الديمقراطية فإننا لن نطالبك بالالتفات للمجتمع البحريني بنظرة عطف فذلك المجتمع البحريني بنى مدينته وحضارته قبل أن توجد الولايات المتحدة الأمريكية ولا يحتاج إلى أن تراضيه بزيارة هنا وزيارة هناك، ولا نحتاج لمساعدتكم ومساندتكم لمملكتنا الدستورية، فعمر ملكيتها أطول من عمر الولايات المتحدة الأمريكية، ونجح البحرينيون في إقامة مجتمع لم يشهد يوماً وعلى مدى قرون طويلة حوادث عنف أو عنصرية أو استهداف لأقلية كالذي شهدتموه ولدينا قيم تفخر بها الأمم وتاريخ ممارسة تراكمي لهذه القيم، نحن قادرون على حماية مكتسباتنا الإنسانية، لا نطالبك إلا بأمر بسيط جداً إكراماً للعلاقة الوثيقة التي تربط دولتينا ارفعوا يدكم عنا، وأن تطالب من لا يستمعون إلا لك ومن تحالفوا معكم، ومن دربتموهم، بأن يؤمنوا مثل ما تؤمن انت كأمريكي وكما يؤمن كل الأمريكيين بأنكم لن تدعموا أي تغيير أو مطالب لهذه المجموعة أو لغيرها إلا عبر ووفق الآلية الدستورية البحرينية وبالضوابط القانونية البحرينية، هذه قيم أنتم رسختموها في دولتكم وحافظتم عليها وألزمتم مواطنيكم بها، فألزموا تلك المجموعة بها، عدا ذلك نحن قادرون على النهوض مجدداً وإزالة ما علق بتاريخنا من عوالق شائبة بعد أن تدخلتم أنتم في شؤوننا الداخلية.
نعود للفقرة الهامة التي وردت في اللقاء وهي التالية:
«أعتقد أن من وظيفة السفير والسفارة التمثيل والتعبير عن سياسات الولايات المتحدة، للدفاع عن مصالح الأمريكيين هنا في البحرين.
وللدفاع عن القيم الأمريكية أيضاً. أنا لن أعتذر عن تعزيز الديمقراطية، للدفاع عن ما أعتبره حقوق الإنسان الأساسية.
أنا أمريكي، وأعتقد اعتقاداً قوياً أنه من حق الشعوب في أن تقرر حكوماتها أو تغيرها وأن تتجاوب الحكومة مع مطالب مواطنيها، أنا أعتقد بقوة في وجود صحافة حرة ومفتوحة، وحرية التعبير..
هذه هي الأشياء التي أؤمن بها كأمريكي وأنا فخور بتمثيلي كدبلوماسي أمريكي. إذا كان في متابعة تلك المصالح في تعزيز تلك القيم قد ينظر إليها على أنها محاولة مساندة لمجموعة على أخرى فذلك لا أملك التعليق عليه» انتهى الاقتباس
دعنا نقف أولاً سعادة السفير على أرضية مشتركة وهي تلك القيم الديمقراطية التي نؤمن معك بها، ومصداقية لإيماننا بإمكانك تتبع تاريخنا من العمل الصحفي الذي وقفنا فيه مواقف مع قوى سياسية مختلفين معها حتى النخاع لكننا دافعنا عن حقها في التمتع بتلك القيم.
نؤمن بحرية التعبير، ونؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها، ونؤمن بالتعددية وبالتسامح وبالتعايش وبحق الأقليات، وسندافع ونقف معك ولن نعتذر معك حين نصطف سوياً من أجل نشر وتعزيز تلك القيم.
أين إذاً نختلف مع سياسة دولتك؟ نختلف حين نرى امتطاء لتلك القيم وليس تعزيزاً لها وذلك اختلاف بين السماء والأرض يهدر تلك القيم ويستبيح انتهاكها فتختفي قيمتها تماماً.
حين نرى أن تلك القيم تتعارض تماماً مع استراتيجية «تمكين» الأقليات على حساب الأغلبيات، وهي سياسة أمريكية واضحة تتجلى في توجيه برامج دعم الديمقراطية الأمريكية وتركزها لتدريب وتأهيل مجموعات معينة بعضها غير مرخص وبعضها له سوابق في حوادث عنف، ونستطيع رصدهم لكم بالاسم من خلال مواقعكم لترى بنفسك من هم المستفيدين من هذه البرامج، فكيف تستقيم قيم الديمقراطية حين تدعم دولتكم مجموعات كهذه لتمكنها قسراً وعنفاً على بقية المجموعات في مجتمع تعددي كالبحرين.
تلك القيم الديمقراطية انتهكت تماماً حين انحاز رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بشكل سافر لمجموعة معينة على حساب المجتمع البحريني التعددي.
حين نرى تقاريركم الرسمية تصر على عبارة «أغلبية شيعية» دون دليل أخصائي أو تاريخي واحد، حين نرى جميع موظفي سفارتكم وقاعدتكم من جماعة معينة.
حين نرى عدم الاتزان في تصريحاتكم التي لا تتناسب مع ما يواجهه المجتمع البحريني من عنف وإرهاب من مجموعات معينة.
حين نرى تغاضياً عن حقوق المرأة التي تنتهكها هذه المجموعة وحين نرى تغاضياً عن انتهاك حقوق الطفل حين تنتهكها هذه المجموعات، وحين نرى تغاضياً عن انتهاك القوانين ومنها حق الإضراب الذي خالفت ضوابطه هذه المجموعة بشكل سافر لا تقبله قوانين الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ارتكبه ينتمي لذات المجموعة.
حين نرى تغاضياً تاماً عن أدلة ومستندات إدانات أطباء لم يحاكموا لأنهم عالجوا مصابين كما تروج تلك الجماعات بل حوكموا لأنهم مارسوا أعمالاً يجرمها القانون البحريني تماماً مثل قوانينكم.
هذه الكفة المائلة المنحازة لمجموعات تنتهك القوانين لا تتفق أبداً مع مبادئ الديمقراطية التي تدافع عنها بل تتعارض معها تعارضاً خارقاً، يجعلنا لا نصدق ذرة من عباراتك التي جاءت في الفقرة المقتبسة من اللقاء.
ثم نأتي لمناقشة هذه العبارة تحديداً «أنا أمريكي، وأعتقد اعتقاداً قوياً أنه من حق الشعوب في أن تقرر حكوماتها أو تغيرها وأن تتجاوب الحكومة مع مطالب مواطنيها»
نحن معك نعتقد اعتقاداً قوياً أن ذلك من حق الشعوب، ولكننا دول تبني طريقها للمدنية التعددية وتتلمس طريقها لهذه القيم وفي مجتمع كالمجتمع البحريني ونتيجة لأخطاء جسيمة ارتكبتها السلطة البحرينية فإننا إن استبدلنا حق التعيين من جلالة الملك للحكومة اليوم، واعتبرنا ذلك ديكتاتورية ومركزية، فإننا بعد نزعها لن نضعها في يد الشعب مع الأسف وأنت تدرك ذلك تماماً الإدراك، بل ستكون في يد من دربتموهم ونظمتموهم أكثر من غيرهم، وهم للحق الأكثر تنظيماً وتنسيقاً، إنما كلهم بلا استثناء في يد مركزية واحدة في يد ثيوقراطية واحدة إن كان سستانياً في العراق أو كان قاسمياً في البحرين، والاثنان لا يمكنهما أن يخالفا ما تمليه المرجعية الدينية الفقهية الإيرانية، ولا حاجة للإتيان ببراهين على الحالتين، وستدفع الغالبية البحرينية غير المنظمة الثمن غالياً وضحاياها ستكون من تتوجه لهم القيم الديمقراطية كالمرأة والتعايش والتعددية والحريات المدنية.
هذا هو واقع الحال، الوفاق بدون غطاء عيسى قاسم لا تتمكن من الفوز بفصلين تشريعيين وراء بعض، وكانت تجربة 2006 أكبر دليل حين سحبوا الرجل من فراشه وكان مريضاً حينها من أجل الاختباء وراء عباءته وطرحوا أنفسهم ككتلة «إيمانية» مقابل منافسيهم الذين شككوا في إيمانهم ونعتوهم بأقبح الصفات حتى تمكنوا من الفوز في الفصل الثاني (وللمفارقة بعضهم حلفاء لهم اليوم رغم أنهم رفضوا أن تتضمن قائمتهم الانتخابية أي اسم لا توافق عليه الأمانة العامة المرتهنة بالكامل لعيسى قاسم خضوعاً لفتوى دينية تحرم تمكين غير المؤمنين)
هذه المجموعة الراديكالية التي وقفت معترضة على قانون الأسرة والتي برز اسم أمينها العام أول مرة بعد أن رشق الأجانب بالحجارة لأنها كانت تجري على الساحل بملابس اعتبرها غير إسلامية، والتي تساند إيران وتساند النظام في سوريا وتساند الحوثيين في اليمن هم من تقدمون لهم الدعم «لتمكينهم» ضاربين بتعددية المجتمع البحريني ومكاسبه المدنية عرض الحائط، فعن أي قيم ديمقراطية تتحدث؟!!
نحن نقر بأن الدولة المدنية البحرينية أخطأت في مملكة البحرين في حق الدستور وحق المجتمع البحريني المدني، حين سمحت لأحزاب سياسية أن تتشكل وفق أسس مذهبية ضيقة أعضاؤها ينتمون لمرجعيات فقهية دينية أجنبية بعضها رؤساء دول معادية للبحرين، واليوم المجتمع البحريني كله يدفع ثمن هذا الخطأ القاتل ولابد من محاسبتها ولابد من تصحيح هذا الخطأ، إنما لا تأتي الولايات المتحدة الأمريكية لتساند أكثر هذه الأحزاب راديكالية ويعاني المجتمع من عنفها وإرهابها وتقول لي إنكم تدافعون عن قيم الديمقراطية!
لا تصف من مارس العنف (بالمعارضة) في الدوائر الأمريكية وأنت تعرف أنه وصف ومصطلح لا يستقيم أبداً مع سلوك هذه المجموعة التي مارست كل أعمال العنف التي تغاضيتم عنها مكتفين «بتصريحات» مشيدين «بوثيقة» وكلها مواقف شفهية غير مترجمة على أرض الواقع.
دعمكم لهذه المجموعة هو من دفعها للتمادي في العنف حتى سالت الدماء على أرض وطني وهو سلوك ما كنتم لتسمحوا به ولا يمكن أن يتفق مع قيم الديمقراطية ولا يتفق أبداً مع كل ما جاء في الفقرة السابقة .. فاسمحوا لي سعادة السفير كلامكم لا يتفق مع أفعالكم وعناوينكم لا تتفق مع سياستكم وهنا لا نعرف غير وصف «الكذب» لهذا التناقض بين القول والفعل.
أما آخر الكلام سعادة السفير (ولا شيء خاص).. كأمريكي مؤمن بقيم الديمقراطية فإننا لن نطالبك بالالتفات للمجتمع البحريني بنظرة عطف فذلك المجتمع البحريني بنى مدينته وحضارته قبل أن توجد الولايات المتحدة الأمريكية ولا يحتاج إلى أن تراضيه بزيارة هنا وزيارة هناك، ولا نحتاج لمساعدتكم ومساندتكم لمملكتنا الدستورية، فعمر ملكيتها أطول من عمر الولايات المتحدة الأمريكية، ونجح البحرينيون في إقامة مجتمع لم يشهد يوماً وعلى مدى قرون طويلة حوادث عنف أو عنصرية أو استهداف لأقلية كالذي شهدتموه ولدينا قيم تفخر بها الأمم وتاريخ ممارسة تراكمي لهذه القيم، نحن قادرون على حماية مكتسباتنا الإنسانية، لا نطالبك إلا بأمر بسيط جداً إكراماً للعلاقة الوثيقة التي تربط دولتينا ارفعوا يدكم عنا، وأن تطالب من لا يستمعون إلا لك ومن تحالفوا معكم، ومن دربتموهم، بأن يؤمنوا مثل ما تؤمن انت كأمريكي وكما يؤمن كل الأمريكيين بأنكم لن تدعموا أي تغيير أو مطالب لهذه المجموعة أو لغيرها إلا عبر ووفق الآلية الدستورية البحرينية وبالضوابط القانونية البحرينية، هذه قيم أنتم رسختموها في دولتكم وحافظتم عليها وألزمتم مواطنيكم بها، فألزموا تلك المجموعة بها، عدا ذلك نحن قادرون على النهوض مجدداً وإزالة ما علق بتاريخنا من عوالق شائبة بعد أن تدخلتم أنتم في شؤوننا الداخلية.