وجد علماء الاجتماع في جامعة ييل الأمريكية أن التمسّك بالسيناريو التقليدي الذي يكرِّس الرجل قائداً، والمرأة بصفتها شخصاً مقوداً، يسلب من المرأة الشعور بالارتياح، ويحجب عنها الثقة التي تعزِّز من مكانتها في العلاقة العاطفية مع الرجل، وهي النتيجة التي خلص لها استطلاع لآراء 500 شخص في الفئة العمرية 18 – 29 سنة تطوِّعوا شخصياً للمشاركة فيه.
ومع أن التقاليد التي درجت قروناً طويلةً بشأن الأدوار الجندرية قد غدت واقعاً قائماً لا يمكن الهروب منه، حيث تبقى المرأة بموجبها إنساناً خاضعاً لسلطة الرجل، إلا أن هذه المقاربة في العلاقة بين الجنسين قد تقتل عاطفة المرأة تجاه الرجل على المدى البعيد، وكلما سعت المرأة لتغيير «قواعد اللعبة»، إن جاز التعبير، أصبحت قدرتها التنافسية في تلك العلاقة أكثر قوّةً.
وقد تبيّن للباحثين أن النساء، خلافاً للمعتقدات السائدة، لا يرين أن الهيمنة يجب أن تكون من نصيب الرجل، وأن المرأة يجب أن تشاركه في اتخاذ القرارات الأساسية المرتبطة بكيفيّة إدارة شؤون المنزل والأبناء، ناهيك عن القرارات المتعلقة بعلاقتهما الخاصة كطرفيّن متكافئيّن في الحياة الزوجية، غير أن دراسةً أُجريت في العام الماضي في الجامعة الاقتصادية بلندن أظهرت أن محاولة المرأة لتحقيق الاستقلال الاقتصادي عن الرجل هي مجرد وهم عابر، وأن الرجال يمتلكون اليد الطولى في إدارة الأعمال لأن النساء لا يرغبن في الارتقاء مهنياً في هذا المجال، حيث إن أحلامهن لا تتعدّى الارتباط برجلٍ يجني دخلاً شهرياً أكثر منهن؛ ومن هذا المنطلق يغدو الزواج بالنسبة للمرأة فرصةً ثمينةً كي تصبح ربة بيت قديرة تتولى إدارة شؤون الأسرة بجدارةٍ، وتعِّد لزوجها الأطعمة الشهيّة فيما ينفرد هو بالتفكير في كيفية إشباع احتياجاتها الماديّة.
ولهذا السبب تُصاب النساء اللاتي يدعين لتحرّر المرأة بالإحباط وخيبة الأمل عندما يكتشفن أن افتراضاتهن الأصلية بوجود خيارات واسعة أمام المرأة للعمل أو الجلوس في البيت لم تكن دقيقةً تماماً، وأن الأولويّات تغيّرت لدى المرأة المعاصرة، ربما لأنها تتصوّر أن دورها المعهود في بناء الأسرة السليمة بدنياً ونفسياً يتطلّب منها التضحية بأحلامها وطموحاتها الجمّة!