ليس له مطالب معيشية ولا أهداف مادية، ولا حصول على وحدة سكنية، ولا رغبة في سلطة ولا أماني دنيوية، بل كان الإسلام هو مبتغاه ورضىا الرحمن مناه، والموت في سبيله رجاه، عندما دخل الإسلام وهو الشاب المدلل المنعم ذو الوجه الحسن من علية القوم، فعرف الحق ولحق به وسار على هداه، إنه الإسلام الذي يرفع شأن الإنسان، ويجعله صعباً لا تقدر على ثنيه أمه ولا أبوه ولا فصيلته ولا من في الأرض جميعها أن يرجعه أو يطوعه، بل كان عصياً مصراً على مبدئه ورأيه، حين رأى دين الله يغنيه عن الدنيا وما عليها من زينة وفتنة، فأين أنتم يا شباب الفاتح من مصعب بن عمير، أيكم يا من صار منكم ميدالية في يد الغول الذي يريد أن يعبث بأرض البحرين لكي يصل إلى هدفه ومبتغاه، وذلك حين ضرب جنون العظمة عقله حتى عمت عينه عن الحق والفضيلة وماتت في نفسه مروءة الإسلام وأخلاق الكرام، أخلاق الكرام التي تموت ولا تبيع أرضها وتفني ولا تشتري أطماعها بأرواح الناس، نعم إنهم الشياطين الذين خرجوا بشهوة لا يشبعها إلا منازل السلطة والملايين من الدنانير، إنهم أولئك الذين اختاروا شباباً يافعاً لكي يدفعوا بهم إلى الشوارع ليتكسبوا من ورائهم مكاناً رفيعاً وصيتاً يجعلهم ساسة وقادة، فلا يهمهم بعدها مصير شباب الفاتح إن أصبحوا وراء القضبان أو توسدوا اللحود، وذلك عندما يدفعون بهم باسم الإصلاح والمطالبة بالحقوق على حد زعمهم بوحدة سكنية وغيرها مما حشوا به عقولهم من غل وحقد على النظام السياسي، مثله مثل ما فعلته الوفاق في أتباعها، واليوم نرى نفس الإيقاع والإيحاء تسري بين مجموعة من الشباب الجميل الطيب الذي لم يردع الذئب براءته، فأراد أن يجدد شبابه بدمائهم ويسلب مستقبلهم ليبني له قصراً كان له هاجس ينام على أحلامه ويصحو على حقيقته بأنه لا شيء يذكر بين الشعب الذي لم يرَ منه خيراً ولا مبرة لا في حالات إنسانية ولا اجتماعية وليس له في الدين باع ولا بين الخيرين أتباع، إلا أولئك الذين تفقهوا على يده، إنهم شباب الفاتح الجميل الذي غرر بهم هو وذاك المريض الذي لا يفقه غير التنظير.
إنه مصعب بن عمير وتجيء غزوة أحد، ويختار الرسول مصعباً ليحمل اللواء. ونشبت معركة رهيبة واحتدم القتال، وكان النصر أول الأمر للمسلمين، ولكن سرعان ما تحول النصر إلى هزيمة لما خالف الرماة أمر رسول الله، ونزلوا من فوق الجبل يجمعون الغنائم، وأخذ المشركون يقتلون المسلمين، وبدأت صفوف المسلمين تتمزق. وركز أعداء الإسلام على الرسول ( وأخذوا يتعقبونه، فأدرك مصعب هذا الخطر، وصاح مكبراً، ومضى يجول ويصول، وهمه أن يلفت أنظار الأعداء إليه؛ ليشغلهم عن رسول الله، وتجمع حوله الأعداء، فضرب أحدهم يده اليمنى فقطعها، فحمل مصعب اللواء بيده اليسرى، فضرب يده اليسرى فقطعها، فضم مصعب اللواء إلى صدره بعضديه، وهو يقول: وما محمد إلا رسول الله قد خلت من قبله الرسل، فضربه أعداء الله ضربة ثالثة فقتلوه، واستشهد مصعب. وبعد انتهاء المعركة جاء الرسول ( وأصحابه يتفقدون أرض المعركة، ويودِّعون شهداءها، وعند جثمان مصعب سالت الدموع وفيرة غزيرة، ولم يجدوا شيئاً يكفنونه فيه إلا ثوبه القصير، إذا غطوا به رأسه انكشفت رجلاه، وإذا وضعوه على رجليه ظهر رأسه، فقال النبي: (غطوا رأسه، واجعلوا على رجليه من الإذخر نبات له رائحة طيبة). ومضى مصعب إلى رحاب الله سبحانه، وصدق فيه قول الله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}، أين أنتم يا شباب الفاتح وثيابكم الطويلة و»غترتكم» المنسوفة وعقالكم المبسوط، أين أنتم وتمرحون في الدنيا وتتسلون، أين بعض منكم يبيع البحرين برخص لتسلم إلى أعدائكم الذين ينظرون إلى تحركاتكم من قفص الزجاج، وذلك بعدما سلموا الراية إلى الحليف الذي سوف يكمل المشوار مع شباب الفاتح الطيب الجميل الذي خرج في تلك الليلة المباركة ليحمي بلاده، فإذا بالذئب والثعلب يخترق الصفوف ويقف في المقدمه وعينه تتلامع على ذاك الشاب الطيب المبتسم الذي تلألأ الطهر من على قسمات وجهه، فإذا به يعقد الصفقة مع الشياطين فقال لأغوين شباب الفاتح، نعم وأنه أغوى، ولكن لا زال هذا الشباب قادراً أن ينتبه ويخرج من هالة الإغواء لينظر إلى البحرين فهل تهون عليه أن يسلمها إلى أعدائها، نعم أن أعداءها الذين يستثمرون في عواطف الشباب المندفع ويكذبون عليهم كما فعل عيسى قاسم وعلي سلمان بأكذوبة المظلومية والتمييز، حتى إذا أستووا على كرسي السلطة قذفوا بكم كما يقذف الشيطان بأتباعه في نار جهنم ويتبرأ منهم «وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم»، نعم وإن كانت الصورة مختلفة إلا أنها منطبقة على ما يحدث اليوم عندما يقتنص الذئب والثعلب فرائسهما وقرابينهما ليقدماها لينالا مبتغاهما، فأملنا إن شاء الله في شباب الفاتح الواعي بمسؤوليته أمام الله وأمام أرضه وناسه الذين يضعون يدهم على قلوبهم خوفاً أن يصبحوا نهاراً إلا والبحرين تهوج وتموج بأعداء البلاد الذين فتحت لهم الأبواب على يد بعض من أبناء الفاتح، الذين نرجو أن يتحاشوا لعنة الناس والملائكة أجمعين عندما يفتحون أبواب جهنم على البحرين، إنها الصفوية الملعونة يا شباب الفاتح فانظروا إلى ما حل بأخوتكم من سنة العراق الذين غدرت بهم أكذوبة المظلومية ودعاة الديمقراطية حتى أبادتهم على الهوية، أنتم يا شباب الفاتح كونوا من قال الله فيكم «وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا».
إنه مصعب بن عمير وتجيء غزوة أحد، ويختار الرسول مصعباً ليحمل اللواء. ونشبت معركة رهيبة واحتدم القتال، وكان النصر أول الأمر للمسلمين، ولكن سرعان ما تحول النصر إلى هزيمة لما خالف الرماة أمر رسول الله، ونزلوا من فوق الجبل يجمعون الغنائم، وأخذ المشركون يقتلون المسلمين، وبدأت صفوف المسلمين تتمزق. وركز أعداء الإسلام على الرسول ( وأخذوا يتعقبونه، فأدرك مصعب هذا الخطر، وصاح مكبراً، ومضى يجول ويصول، وهمه أن يلفت أنظار الأعداء إليه؛ ليشغلهم عن رسول الله، وتجمع حوله الأعداء، فضرب أحدهم يده اليمنى فقطعها، فحمل مصعب اللواء بيده اليسرى، فضرب يده اليسرى فقطعها، فضم مصعب اللواء إلى صدره بعضديه، وهو يقول: وما محمد إلا رسول الله قد خلت من قبله الرسل، فضربه أعداء الله ضربة ثالثة فقتلوه، واستشهد مصعب. وبعد انتهاء المعركة جاء الرسول ( وأصحابه يتفقدون أرض المعركة، ويودِّعون شهداءها، وعند جثمان مصعب سالت الدموع وفيرة غزيرة، ولم يجدوا شيئاً يكفنونه فيه إلا ثوبه القصير، إذا غطوا به رأسه انكشفت رجلاه، وإذا وضعوه على رجليه ظهر رأسه، فقال النبي: (غطوا رأسه، واجعلوا على رجليه من الإذخر نبات له رائحة طيبة). ومضى مصعب إلى رحاب الله سبحانه، وصدق فيه قول الله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}، أين أنتم يا شباب الفاتح وثيابكم الطويلة و»غترتكم» المنسوفة وعقالكم المبسوط، أين أنتم وتمرحون في الدنيا وتتسلون، أين بعض منكم يبيع البحرين برخص لتسلم إلى أعدائكم الذين ينظرون إلى تحركاتكم من قفص الزجاج، وذلك بعدما سلموا الراية إلى الحليف الذي سوف يكمل المشوار مع شباب الفاتح الطيب الجميل الذي خرج في تلك الليلة المباركة ليحمي بلاده، فإذا بالذئب والثعلب يخترق الصفوف ويقف في المقدمه وعينه تتلامع على ذاك الشاب الطيب المبتسم الذي تلألأ الطهر من على قسمات وجهه، فإذا به يعقد الصفقة مع الشياطين فقال لأغوين شباب الفاتح، نعم وأنه أغوى، ولكن لا زال هذا الشباب قادراً أن ينتبه ويخرج من هالة الإغواء لينظر إلى البحرين فهل تهون عليه أن يسلمها إلى أعدائها، نعم أن أعداءها الذين يستثمرون في عواطف الشباب المندفع ويكذبون عليهم كما فعل عيسى قاسم وعلي سلمان بأكذوبة المظلومية والتمييز، حتى إذا أستووا على كرسي السلطة قذفوا بكم كما يقذف الشيطان بأتباعه في نار جهنم ويتبرأ منهم «وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم»، نعم وإن كانت الصورة مختلفة إلا أنها منطبقة على ما يحدث اليوم عندما يقتنص الذئب والثعلب فرائسهما وقرابينهما ليقدماها لينالا مبتغاهما، فأملنا إن شاء الله في شباب الفاتح الواعي بمسؤوليته أمام الله وأمام أرضه وناسه الذين يضعون يدهم على قلوبهم خوفاً أن يصبحوا نهاراً إلا والبحرين تهوج وتموج بأعداء البلاد الذين فتحت لهم الأبواب على يد بعض من أبناء الفاتح، الذين نرجو أن يتحاشوا لعنة الناس والملائكة أجمعين عندما يفتحون أبواب جهنم على البحرين، إنها الصفوية الملعونة يا شباب الفاتح فانظروا إلى ما حل بأخوتكم من سنة العراق الذين غدرت بهم أكذوبة المظلومية ودعاة الديمقراطية حتى أبادتهم على الهوية، أنتم يا شباب الفاتح كونوا من قال الله فيكم «وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا».