«لدي حلم».. كلمات قيلت في خطبة عصماء لمارتن لوثر كنج، الزعيم الأمريكي من المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد السود في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1963، ناشط سياسي إنساني، قال في إحدى خطبه «لدي حلم بأن يوماً من أيام أطفالي الأربعة سيعيشون في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم».
تبعه بعد خطبته هذه مئات الآلاف من الأمريكيين البيض والسود على حد سواء، اتبعوه ليس لشخصه أو لتحقيق حلمه وإنما أصبح هذا الحلم حلمهم أيضاً، فقد تبنوا حلم مارتن لوثر كنج لتحقيق السلام الإنساني بأن يعيش الشعب الأمريكي أجمع في سلم وتعايش بغض النظر عن لون بشرة أو دين أو عرق.
ونقول نحن اليوم إن لدينا حلماً ونتساءل.. على مدار أكثر من ثلاثين سنة من عمر مجلس التعاون لدول الخليج العربية هل تحققت الوحدة الخليجية بمعناها الجذري أم بالمفهوم السطحي؟ وهل الاتحاد الخليجي حلم قادة دول الخليج العربية أم حلمنا نحن الشعوب؟ فقد كان تأسيس المجلس حلم راود قادة دول الخليج العربي لتحقيق التكامل والترابط بين دول الخليج العربية في مجالات شتى لتتعمق بينهم الروابط والصلات وأوجه التعاون المختلفة لما لهذه الدول خصائص متشابهة من حيث تكوينها الثقافي والاجتماعي والسياسي وما بينها من روابط عديدة مشتركة مثل؛ الدين واللغة والدم التي بها خلقت مجتمعاتنا سواء كانت حضرية أو قبلية. فحلم القادة تولد بعد أن سادت بعض التوترات السياسية في المنطقة بعد استقلال دول الخليج العربي من الاستعمار والهيمنة البريطانية عليها، مما جعلها معرضة لخطر بعض الدول المجاورة التي تطمع بمنطقة الخليج. إن الإيمان بالمصير المشترك ودفع خطر هيمنة دول أخرى على المنطقة من أهم ما يجمع بين دولنا في الوقت الراهن، خطر الخريف العربي على دول الخليج وخطر هيمنة ولاية الفقيه وتقسيم الشرق الأوسط هي نواقيس خطر تدق على الحدود الخليجية.
لننظر بقليل من التمعن في الأمم الأخرى لنأخذ منها العبر، فبعد كوارث الحرب العالمية الأولى والثانية اهتز توازن الدول الأوروبية وسعت الدول التي تضررت من هذه الحروب إلى تأسيس الاتحاد الأوروبي، وذلك من أجل تكوين قوة تصد بها أي احتمال لوقوع خطر على شعوبها، فالاتحاد الأوروبي تأسس في العام 1992 بعد سنين طوال من المخاض، وبذلك تحقق حلم ملايين من الشعوب الأوروبية بأن يحاطوا بهالة من الأمن والاستقرار في المنطقة، بينما وبمقارنة بسيطة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي تأسس في عام 1981نجد أن مجلس الأخير لم يحقق بعد حلم الاتحاد الخليجي.
من كان يظن أو يدندن بأن ناقوس الخطر يدق على حدود مملكة البحرين فقط فهو يبيت لدول الخليج العربية نوايا شيطانية، فما البحرين إلا أولى بوابات الخطر الأمريكي والإسرائيلي والإيراني.
إن الاتحاد الخليجي حلم خليجي وليس بحرينياً فقط. فما هو الخليج العربي؟ أليس هو أنا وأنت أم الخليج العربي أنظمة وسياسات فقط؟ إن المبادئ الأساسية والإنسانية هي التي تحدد من أنا ومن أنت وكيف لنا أن نجتمع وأن نتعايش، ولتحقيق الحلم لابد من أن نصفي نحن النوايا مع بعضنا البعض وأن نحلم ونعمل معاً لمستقبل أبنائنا، فليكن الاتحاد الخليجي مبنياً على المصير المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فما الفرق بين البحرين والسعودية وقطر والكويت والإمارات وعمان إلا حلم القوى الحارقة لدولنا الخليجية.
مطالبنا اليوم مطلب شعب واحد بأن ينظر قادة مجلس دول الخليج العربي للاتحاد بعين المصير المشترك، فاتحاد دول الخليج العربية معناها الإمبراطورية الخليجية، بثقلها السياسي والاقتصادي والديموغرافي، فهل سنحقق حلمنا في تحقيق الاتحاد الخليجي أم سنساعد أمريكا وإسرائيل وإيران في تحقيق حلمهم في تقسيم دول الخليج العربي؟!
{{ article.visit_count }}
تبعه بعد خطبته هذه مئات الآلاف من الأمريكيين البيض والسود على حد سواء، اتبعوه ليس لشخصه أو لتحقيق حلمه وإنما أصبح هذا الحلم حلمهم أيضاً، فقد تبنوا حلم مارتن لوثر كنج لتحقيق السلام الإنساني بأن يعيش الشعب الأمريكي أجمع في سلم وتعايش بغض النظر عن لون بشرة أو دين أو عرق.
ونقول نحن اليوم إن لدينا حلماً ونتساءل.. على مدار أكثر من ثلاثين سنة من عمر مجلس التعاون لدول الخليج العربية هل تحققت الوحدة الخليجية بمعناها الجذري أم بالمفهوم السطحي؟ وهل الاتحاد الخليجي حلم قادة دول الخليج العربية أم حلمنا نحن الشعوب؟ فقد كان تأسيس المجلس حلم راود قادة دول الخليج العربي لتحقيق التكامل والترابط بين دول الخليج العربية في مجالات شتى لتتعمق بينهم الروابط والصلات وأوجه التعاون المختلفة لما لهذه الدول خصائص متشابهة من حيث تكوينها الثقافي والاجتماعي والسياسي وما بينها من روابط عديدة مشتركة مثل؛ الدين واللغة والدم التي بها خلقت مجتمعاتنا سواء كانت حضرية أو قبلية. فحلم القادة تولد بعد أن سادت بعض التوترات السياسية في المنطقة بعد استقلال دول الخليج العربي من الاستعمار والهيمنة البريطانية عليها، مما جعلها معرضة لخطر بعض الدول المجاورة التي تطمع بمنطقة الخليج. إن الإيمان بالمصير المشترك ودفع خطر هيمنة دول أخرى على المنطقة من أهم ما يجمع بين دولنا في الوقت الراهن، خطر الخريف العربي على دول الخليج وخطر هيمنة ولاية الفقيه وتقسيم الشرق الأوسط هي نواقيس خطر تدق على الحدود الخليجية.
لننظر بقليل من التمعن في الأمم الأخرى لنأخذ منها العبر، فبعد كوارث الحرب العالمية الأولى والثانية اهتز توازن الدول الأوروبية وسعت الدول التي تضررت من هذه الحروب إلى تأسيس الاتحاد الأوروبي، وذلك من أجل تكوين قوة تصد بها أي احتمال لوقوع خطر على شعوبها، فالاتحاد الأوروبي تأسس في العام 1992 بعد سنين طوال من المخاض، وبذلك تحقق حلم ملايين من الشعوب الأوروبية بأن يحاطوا بهالة من الأمن والاستقرار في المنطقة، بينما وبمقارنة بسيطة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي تأسس في عام 1981نجد أن مجلس الأخير لم يحقق بعد حلم الاتحاد الخليجي.
من كان يظن أو يدندن بأن ناقوس الخطر يدق على حدود مملكة البحرين فقط فهو يبيت لدول الخليج العربية نوايا شيطانية، فما البحرين إلا أولى بوابات الخطر الأمريكي والإسرائيلي والإيراني.
إن الاتحاد الخليجي حلم خليجي وليس بحرينياً فقط. فما هو الخليج العربي؟ أليس هو أنا وأنت أم الخليج العربي أنظمة وسياسات فقط؟ إن المبادئ الأساسية والإنسانية هي التي تحدد من أنا ومن أنت وكيف لنا أن نجتمع وأن نتعايش، ولتحقيق الحلم لابد من أن نصفي نحن النوايا مع بعضنا البعض وأن نحلم ونعمل معاً لمستقبل أبنائنا، فليكن الاتحاد الخليجي مبنياً على المصير المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فما الفرق بين البحرين والسعودية وقطر والكويت والإمارات وعمان إلا حلم القوى الحارقة لدولنا الخليجية.
مطالبنا اليوم مطلب شعب واحد بأن ينظر قادة مجلس دول الخليج العربي للاتحاد بعين المصير المشترك، فاتحاد دول الخليج العربية معناها الإمبراطورية الخليجية، بثقلها السياسي والاقتصادي والديموغرافي، فهل سنحقق حلمنا في تحقيق الاتحاد الخليجي أم سنساعد أمريكا وإسرائيل وإيران في تحقيق حلمهم في تقسيم دول الخليج العربي؟!