في حياتك اليومية، تصادف عشرات من الأشخاص الذين يقطعون علاقتهم مع أصدقائهم أو صديقاتهم، وأهلهم، حتى المقربين منهم، بسبب أن هذا الشخص أو تلك الصديقة قد تكلمت عنهم بأسلوب لا ينم عن ذرة من الصداقة، لذلك يسارعون، بلا أدنى تردد، ودون أن يعرفوا حقيقة الواقعة ، بقطع كل صلة تربطه/ تربطها بالآخر .
وغالباً ما أقول لصاحب الحالة، لا تهتم، فهو يتكلم عن شخص آخر غيرك، لأنه / لأنها لا يعرف حقيقتك. لذلك لا علاقة لك بما قال أو انتقد أو سب أو شتم.
ولأن هؤلاء الأشخاص يمتلكون حساسية زائدة عن الحد الطبيعي، إلى مرحلة المرض، فإنهم لا يستمعون إلى ما أقول، خاصة إذا كان هذا الصديق / الصديقة من القريبين جداً من قلب الإنسان المنقود أو المشتوم أو المتحدثين عنه.
ولأنني من الناس الذين يملكون الثقة التامة بما يحملون من أحلام وطموحات وأفكار طيبة وفلسفة سامية، لا أهتم بآراء الآخرين الذين يعيشون حولي، في ما أقول أو أحلم أو أكتب.
وبالذات حين أشعر أنني لست أكثر من ذبذبة محبة في هذا الكون الذي لا يتوقف عن التوسع والتكاثر .
يقول جيمس ك . فان فليت في كتابه (القوة الخفية للعقل الباطن - كيف تطلق العنان لقوة العقل الباطن)
( وأعترف بأنني منذ سنوات مضت كنت أهتم برأي الناس بي، ثم شاهدت فيلماً يحكي عن بطل من الشرق رحل إلى الغرب ليتزوج من محبوبته التي ولدت ونشأت في مزرعة في تكساس .فرآه أحد رعاة البقر وهو رئيس عمال المزرعة، وقد سخر من ملابسه وطريقة تصرفاته كرجل من المدينة حتى إنه تحداه للمبارزة، ولكن الرجل الشرقي رفض .
سألته خطيبته : «ألن تبارزه ؟» .
فأجابها : «بالطبع لا ، فهذا غير مهم» .
فسألته : «ولكن ما الذي سيقوله الناس عنك ؟» .
فأجابها : «لست مسؤولاً عن رأي الآخرين، فأنا مسؤول عن رأيي في نفسي وحسب» .
وعلى الرغم من أنني نسيت بقية الفيلم فقد ساعدني في علاقتي بالناس على مر السنين.
وشخصياً، كثيراً ما أتوقف أمام كلام الراحل الدكتور إبراهيم الفقي، في نهاية كل محاضراته في التنمية البشرية
-هل تريد أن تترك بصمات نجاحك في الدنيا؟
-هل قررت أن تتحكم في شعورك وأحاسيسك وحكمك على الأشياء والآخرين؟ فابدأ من اليوم في تغيير حياتك إلى الأفضل، وساعد الآخرين، وتذكر أن سعادتك بين يديك.
وتذكر دائماً / عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك
عش بالإيمان، عش بالأمل /عش بالحب، عش بالكفاح
وقدر قيمة الحياة .
إن رأيك في نفسك، في مواقفك، في أفكارك وأحلامك، في طريقة عيشك، خاصة إذا عشت مبتعداً عن التدخل بشؤون غيرك، لا تحاول الإضرار بمصالح وحرية الآخرين، هو ما عليك الاهتمام به، وتوسيع رقعته، فإذا أساء إليك إي إنسان، ما عليك إلا أن تبتسم، وتدعو له بقلبك أن يعطيه الله الهداية . وتذكر أن من أساء إليك قد حصل على سيئة وأنت اكتسبت حسنة . هل لك أن تشكر كل من يسيء إليك لأنه يزيد في حسناتك.