أستطيع الجزم أنه لولا “ ستة “ الكويت التي ولجت مرمى منتخبنا الوطني لكرة القدم في مباراة تحديد المركز الثالث لبطولة “ خليجي 21” لما سمعنا مجدداً صوت الإسطوانة المشروخة التي تنادي باستقالة مجلس إدارة اتحاد كرة القدم في هذا التوقيت الذي يمارس فيه المجلس الحالي مهامه في الوقت الضائع حيث لم يتبق عن انتخابات اتحاد الكرة سوى أسابيع معدودة!
“الستة “ الكويتية التاريخية التي يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى المدرب كالديرون هي إذاً من حولت الإشادات والإطراءات إلى مطالبة بالاستقالة الجماعية وهو ما يعد تحولاً غير منطقي إذا أردنا أن نقيسه بالمعايير التقييمية العادلة!
إنني على يقين أن عقد كالديرون مع اتحاد كرة القدم لو كان يتضمن بنداً بمكافأة المركز الثالث لما أقدم على مغامرته التي لا يمكن أن يغامر بها مدرب محترف في مقام كالديرون حين أشرك تسعة بدلاء دفعة واحدة وأفسد علينا فرحة الختام الخليجي!
وحتى عندما أدرك كالديرون خطيئته لم يجد سوى الاعتراف وتحمل مسؤولية الخسارة الثقيلة التي لن يمحوها هذا الاعتراف الشفوي من سجلات البطولة!
لذلك، فإن إعادة تدوير الإسطوانة المشروخة لن يجدينا شيئاً وعليكم مراجعة وإحصاء التاريخ القديم والحديث لكرة القدم البحرينية لتكتشفوا بأنفسكم كم من مرة تمت المطالبة بالاستقالة وكم من مرة تمت المطالبة بلجنة تحقيق وكم إدارة أقيلت أو استقالت وكم من إدارات توالت على هذا الاتحاد العريق وكم من نجاحات تحققت وكم من إخفاقات حدثت وما زالت هذه الإسطوانة تتردد كلما تعرض المنتخب الكروي لخسارة أو فقدان لقب!
صدقوني لقد تشبعنا من هذه الإسطوانة وأصبح لزاماً علينا أن نتمعن في البحث عن جوهر الأسباب حتى نتمكن من وضع يدنا على الجرح الكروي العميق، بل دعوني أقول الجرح الرياضي العميق لأنني أرى أنه بإمكان رياضتنا البحرينية أن ترتقي إلى أفضل مما هي عليه الآن محلياً وخارجياً.
أنديتنا واتحاداتنا الرياضية تحتاج إلى عمل إداري- احترافي- مؤسساتي تتوزع فيه الأدوار والمسؤوليات بشكل تخصصي وتمنح فيه الصلاحيات في مقابل المساءلة والمحاسبة الموضوعية بدلاً من أن تترك صناعة القرارات لشخوص معينة ويهمش دور الآخرين ممن لا يعيرون هذا التهميش أية أهمية لأنهم يتطلعون لصغائر الأمور من الغنائم المادية والمعنوية!
لذلك نجد من يدفع هو من يتحكم في اتخاذ القرار، ونجد من يمتلك النفوذ هو من يدير دفة الأمور دون أن يجد من يعارضه حتى عندما يتطلب الأمر المعارضة من أجل التصحيح!
هكذا إذاً نحن بحاجة إلى العمل الإداري المؤسسي الممنهج وتفعيل الحوار الديمقراطي بكل شفافية في مجالس إدارات الأندية والاتحادات الرياضية حتى نتمكن من التغلب على السلبيات وضمان عدم تكرارها .
أما أن تستقيل إدارة وتأتي بديلتها لتكرر أخطاء من سبقتها فهذه إسطوانة مشروخة عفا عليا الزمان!!