لا تلوموا الناس أو بعضهم إن بدأت تشكك في كل شيء، لا تنزعجوا إن كان صعباً عليها اليوم أن تتقبل أي كلام وأي وعود، فما مرت به كثير، وما عايشته أكثر، وفوق كل ذلك، المساجلات يمنة ويسرة تارة باسم التكتيكات وأخرى وفق نظرية “يشوفون إللي ما تشوفونه”، كلها تقود لوضع طبيعي متمثل بتعطل بوصلة الناس، وتقودهم للبحث دوماً عما يكمن خلف الصورة، وفق قناعة أن ما يرونه أمامهم بوضوح شديد ليس الحقيقة المطلقة.
لا تلوموا الناس التي كانت ساكتة طوال سنوات ماضية حينما تتحدث اليوم وتطرح بدل السؤال مليوناً، لا تتضايقوا من “حنتهم” و”إلحاحهم” إذ من حقهم أن يعرفوا، ومن حقهم أن يكونوا “على بينة”، فهذه شؤون فيها مصيرهم، فيها مصير بلدهم ومستقبلهـــــم، المتاجـــرة بالناس وقضاياهم هي أخطر عملية يمكن أن تمارس اليوم من قبل أي طرف بلا استثناء.
لا تلوموا الناس البسطاء اليوم على أي تعبير منفعل عن الرأي أو حتى الغضب، إذ الإنسان يمتلك طاقة احتمال وصبر، لكنها تنفد بسرعة جنونية حينما يرى أن صبره واحتماله ووطنيته يمكن أن تتحول إلى أدوات تصنيف وتقرر وطنيته! سواء عبر التعويل على استمرار صبره ما يعني أنه “في السليم”، أو بالتلويح بأن فقدان الصبر يعني “الانقلاب على الوطنية”! كلها معادلات بواقع “إذا كان الفعل كذا فالحكم عليه بكذا” وهي معادلات يخترعها أشخاص ويسعون لتطبيقها على الجميع بهدف التصنيف، خاصة مع تحول المسألة إلى حراك جهات إدارية باسم الجموع، لا قضية معنية بالناس يتحرك وفق مطالبهم النظام الإداري والحراك السياسي برمته.
اليوم حينما يتساءل الناس عن معنى “استكمال الحوار”، وما الهدف منه، فهم -أي الناس- لا يرتكبون جريمة كبرى، وخيانة عظمى؛ إذ من حق الناس معرفة الأسباب والدوافع، وما إذا كان ما يحصل هدفه “مصلحة الناس” أم “مصلحة بعض الناس”؟! بالبحريني الصريح يسألون هنا بشأن لفظة “الاستكمال” في المحور السياسي، هل بالفعل لم يستكمل المحور في الحوار الأول؟! إن كانت من قضايا معلقة فإن استكمالها يتم مع من ناقشها حتى الآخر، يعني جمعية مثل الوفاق انسحبت منذ البداية لا يمكن مناقشتها في مسائل لم تستكمل من قبل أطراف جلست في الحوار منذ البداية حتى النهاية! ما أعنيه هنا بأن “الاستكمال” يكون بين الأطراف التي لم “تستكمل” حسم الموضوعات المعنية هنا.
المسألة الأخرى هنا، حينما نقول “استكمال” المحور السياسي، هل نعني بأن المحاور الأخرى الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية كلها تم استكمالها؟!
الاقتصار على المحور السياسي واستكماله يعني أن المحاور الأخرى انتهينا منها “خلاص”، لكن المثير في الأمور أن الأمور المعنية بتلك المحاور هي التي تمثل “هم” السواد الأعظم من المواطنين، خاصة المعنية بحل مشكلاتهم الاجتماعية وتطوير الخدمات ورفع الرواتب وإلغاء القروض وحل مشكلة الإسكان، وكلها أمور مازالت تمثل مشاكل كبيرة وهموماً عظيمة بالنسبة للناس.
نعود ونكرر، لا تنزعجوا وتلوموا الناس حينما يريدون معرفة موقعهم من الإعراب بشأن استكمال الحوار، بالأخص كونه حواراً لاستكمال المحور السياسي فقط؛ إذ هل ما سنقدم عليه هدفه الرئيس “كل الناس”؟! أم هدفه إعادة فتح باب الفرص أمام من رفضها، بالتالي يكون هدف استكمال الحوار رمي طوق نجاة لـ”بعض الناس” علهم يعيدون حساباتهم؟!
فقط نقول بأن الاقتصار على المحور السياسي واعتبار أن ملفاته لم تكتمل بخلاف المحاور الأخرى الأكثر أهمية عبر مساسها المباشر بمعيشة المواطن اليومية، مسألة تجعل الناس تتخوف وتقلق وتفترض بأن ما تراه أمامها من صورة لا يعكس بوضوح ما هو خلفها.
لا تلوموا الناس أبداً، فبسبب تعودهم على وجود “حراك تحت الطاولات وفي الخفاء” فإن الكثير منهم يعيش اليوم صراعاً مع النفس، كثير منهم في حالة “توهان”، الواحد صار يتشكك في اسمه وفي موقعه من الإعراب، أهو وطني مخلص أم خائن موال للخارج، إن قال الحق اتهم بالسير على نهج الانقلابيين حتى إن كان أشد المختلفين معهم، وإن دافع عن وطنه اتهم بخيانته لأنه ليس على هوى من يستلذ بحرقه!
لا تلوموا الناس إن أصبح بعضهم “يشك” في الحوار سواء بشأن مبرراته أو جدواه، فالشواهد التي تعزز هذه الشكوك كثيرة، ودروس التاريخ -بالأخص التاريخ القريب جداً- صعب أن تنسى!
{{ article.visit_count }}
لا تلوموا الناس التي كانت ساكتة طوال سنوات ماضية حينما تتحدث اليوم وتطرح بدل السؤال مليوناً، لا تتضايقوا من “حنتهم” و”إلحاحهم” إذ من حقهم أن يعرفوا، ومن حقهم أن يكونوا “على بينة”، فهذه شؤون فيها مصيرهم، فيها مصير بلدهم ومستقبلهـــــم، المتاجـــرة بالناس وقضاياهم هي أخطر عملية يمكن أن تمارس اليوم من قبل أي طرف بلا استثناء.
لا تلوموا الناس البسطاء اليوم على أي تعبير منفعل عن الرأي أو حتى الغضب، إذ الإنسان يمتلك طاقة احتمال وصبر، لكنها تنفد بسرعة جنونية حينما يرى أن صبره واحتماله ووطنيته يمكن أن تتحول إلى أدوات تصنيف وتقرر وطنيته! سواء عبر التعويل على استمرار صبره ما يعني أنه “في السليم”، أو بالتلويح بأن فقدان الصبر يعني “الانقلاب على الوطنية”! كلها معادلات بواقع “إذا كان الفعل كذا فالحكم عليه بكذا” وهي معادلات يخترعها أشخاص ويسعون لتطبيقها على الجميع بهدف التصنيف، خاصة مع تحول المسألة إلى حراك جهات إدارية باسم الجموع، لا قضية معنية بالناس يتحرك وفق مطالبهم النظام الإداري والحراك السياسي برمته.
اليوم حينما يتساءل الناس عن معنى “استكمال الحوار”، وما الهدف منه، فهم -أي الناس- لا يرتكبون جريمة كبرى، وخيانة عظمى؛ إذ من حق الناس معرفة الأسباب والدوافع، وما إذا كان ما يحصل هدفه “مصلحة الناس” أم “مصلحة بعض الناس”؟! بالبحريني الصريح يسألون هنا بشأن لفظة “الاستكمال” في المحور السياسي، هل بالفعل لم يستكمل المحور في الحوار الأول؟! إن كانت من قضايا معلقة فإن استكمالها يتم مع من ناقشها حتى الآخر، يعني جمعية مثل الوفاق انسحبت منذ البداية لا يمكن مناقشتها في مسائل لم تستكمل من قبل أطراف جلست في الحوار منذ البداية حتى النهاية! ما أعنيه هنا بأن “الاستكمال” يكون بين الأطراف التي لم “تستكمل” حسم الموضوعات المعنية هنا.
المسألة الأخرى هنا، حينما نقول “استكمال” المحور السياسي، هل نعني بأن المحاور الأخرى الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية كلها تم استكمالها؟!
الاقتصار على المحور السياسي واستكماله يعني أن المحاور الأخرى انتهينا منها “خلاص”، لكن المثير في الأمور أن الأمور المعنية بتلك المحاور هي التي تمثل “هم” السواد الأعظم من المواطنين، خاصة المعنية بحل مشكلاتهم الاجتماعية وتطوير الخدمات ورفع الرواتب وإلغاء القروض وحل مشكلة الإسكان، وكلها أمور مازالت تمثل مشاكل كبيرة وهموماً عظيمة بالنسبة للناس.
نعود ونكرر، لا تنزعجوا وتلوموا الناس حينما يريدون معرفة موقعهم من الإعراب بشأن استكمال الحوار، بالأخص كونه حواراً لاستكمال المحور السياسي فقط؛ إذ هل ما سنقدم عليه هدفه الرئيس “كل الناس”؟! أم هدفه إعادة فتح باب الفرص أمام من رفضها، بالتالي يكون هدف استكمال الحوار رمي طوق نجاة لـ”بعض الناس” علهم يعيدون حساباتهم؟!
فقط نقول بأن الاقتصار على المحور السياسي واعتبار أن ملفاته لم تكتمل بخلاف المحاور الأخرى الأكثر أهمية عبر مساسها المباشر بمعيشة المواطن اليومية، مسألة تجعل الناس تتخوف وتقلق وتفترض بأن ما تراه أمامها من صورة لا يعكس بوضوح ما هو خلفها.
لا تلوموا الناس أبداً، فبسبب تعودهم على وجود “حراك تحت الطاولات وفي الخفاء” فإن الكثير منهم يعيش اليوم صراعاً مع النفس، كثير منهم في حالة “توهان”، الواحد صار يتشكك في اسمه وفي موقعه من الإعراب، أهو وطني مخلص أم خائن موال للخارج، إن قال الحق اتهم بالسير على نهج الانقلابيين حتى إن كان أشد المختلفين معهم، وإن دافع عن وطنه اتهم بخيانته لأنه ليس على هوى من يستلذ بحرقه!
لا تلوموا الناس إن أصبح بعضهم “يشك” في الحوار سواء بشأن مبرراته أو جدواه، فالشواهد التي تعزز هذه الشكوك كثيرة، ودروس التاريخ -بالأخص التاريخ القريب جداً- صعب أن تنسى!