من بوابة الديمقراطية وحقوق الإنسان يأتي إليك من يأتي، وينقلب عليك من ينقلب في الداخل والخارح، إنها الذريعة، إنها الفزاعة، إنها الخديعة، إنها البوابة، من هناك نجعل الغرب معنا، ونجعل الداخل إما معنا أو على الحياد، إنها المطالب الديمقراطية التي تعجل بسقوط الدولة.
حتى جاءت إلينا ديمقراطية الإرهاب وتعطيل المصالح وشل البلد والمنامة، باسم الديمقراطية يدمر الاقتصاد، وتهرب الشركات والاستثمارات، هذا هو ما حرض عليه قاسم في الخطبة الأخيرة، يريدون المنامة، يريدون أن يشلوا البلد، ومن بعدها يصلون إلى أي مكان، إنها لعبة الديمقراطية والمطالب، بينما الداخلية في حنان تام وفي نعومة مفرطة، تقترح مكاناً بديلاً لمطالب مسيرات في العاصمة..!
ماذا نقول، إذا ما عرفوا أنك بهذا الضعف، سوف يركبون ظهرك، المسيرات غير المرخصة هي غير مرخصة، موقع بديل كلام لا أعرف ماذا أسميه إلا ضعفاً وهواناً.
أخطاء عامين مضت يجب ألا تتكرر، الاستفادة من الدروس أقل ما يمكن أن تمارسه الدولة، أخطاء عامين مضت كادت تكون مكلفة إلى أبعد الحدود، فمن تتركه يتقدم ويلعب أمام بيتك، غداً ستجده يجلس بالداخل..!
إذا كان الحوار هو إعطاء جمعية الولي الفقيه ما تريد وهو أن تصبح البحرين نسخة من لبنان، نسخة من العراق، فهذا حوار التسليم، وحوار إعطاء مفاتيح الوطن لمن يخون الوطن..!
كيف احتلت بغداد ثلاث مرات في حقب متباعدة؟
ماذا قال أعضاء مجلس الثورة في بغداد عن الاحتلال الأمريكي؟
إنها خيانة الداخل، هي التي سلمت البلد إلى المحتل، كما سلمتها قبل ذلك للإنجليز، وكما فعلت الخيانة في احتلال التتار، إنهم هم أنفسهم من يضعون أياديهم مع الشيطان ضد وطنهم.
أخطر الخيانات، هي خيانات الداخل، فقد قيل سابقاً، إن سد الماء الكبير هدمته فأرة حين أكلت الأساسات بهدوء حتى انهار السد العظيم، الماء بقوته لم يهزم السد، هزمته فأرة تأكله من الداخل..!
لا أعرف مرت في خاطري صورة بانورامية لوزراء الدولة قبل وأثناء فبراير 2011، لا أعرف لماذا نصر على استنساخ احتلال بغداد، لماذا لا نحسن معرفة العدو من المخلص، لماذا نسلم رقبتنا لمن يتحين لضربات الظهر في الوقت الحاسم، وفي حالة أمان وتسليم وثقة عمياء..؟
أخطاء الدولة في عامين، أو في آخر عشرين عاماً، هل من يحصيها ويدرسها، ويحللها، هل من يقرأ المشهد، هل من يعرف أن حقوق الإنسان والديمقراطية إنما هي حصان طروادة، القصد منه أن يكون منفذ الدخول الاحتلال والتمكين؟
عناوين جميلة، حقوق الإنسان والديمقراطية، كلنا نريدها، لكن في هذا التوقيت، وفي هذا الظرف المكاني والزماني ماذا يراد من هذه العناوين؟
عدم معرفة الذي معنا والذي ضدنا، ووضع الثقة في من يخون وطنه إنما هو يشكل مرحلة تسبق مرحلة الضياع، عندها لا ينفع الندم، ولا تنفع الحسرة.
الخائن.. خائن حتى وإن أنشد قصيدة، أو ارتدى بشتاً، أو أقسم قسماً وهمياً، أو لبس ألف قناع للولاء، الدم الخائن لا يمكن أن يتبدل، ولا يصفى، ولا ينقى، كل شيء يرجع إلى أصله.
** رذاذ
الدعوة للتظاهر في العاصمة، وعودة التفجيرات مع (حراك الحوار) يعطي مؤشرات كثيرة، نحن نشاهدها، فهل أنتم تشاهدونها؟
أخطاء السماح لاحتلال المواقع، واحتلال المنامة، كان من أكبر الأخطاء، فهل أنتم تسيرون على ذات الدرب؟
لماذا يحرض قاسم على احتلال المنامة؟
هذا هو السؤال..!
** ليعلم الجميع أن من كان أساس كل مشكلة وكل توتر وكل أحداث مؤسفة، لن يكون يوماً مصدراً للحل، هو الأزمة، وهدفه معلوم للجميع (والجميع يعمل نفسه مش عارف)..!!
هؤلاء ليطلبون ديمقراطية، أو إصلاحات، هم يطلبون من يمكنهم أكثر من إسقاط الدولة في يدهم.
الخائن لا يكون مصدراً للشرف والعزة والكرامة، ولا يعرف الحق، وسيبقى كذلك على مدى التاريخ، هتلر ربما عرف كيف يتعامل مع الخائن..!