الداعون إلى تنفيذ الإضراب المزعوم يوم الرابع عشر من فبراير الجاري لم يقتصر جهدهم على الدعوة إليه؛ إنما تجاوزه إلى شحن البسطاء عبر توظيف ما يمتلكون من خبرات في مجال علم النفس كي يغامر هؤلاء بوظائفهم وما يحفظون به أود أسرهم فيصيرون وقوداً لحرب لن يخرجوا منها حتى بالفتات الذي قد يخرج به البعض من “السياسيين” الذين سيركنون كل مبادئهم جانباً وينتصرون لمصالحهم الشخصية مع أول فرصة تتيح لهم “النط” من القارب.
من ذلك على سبيل المثال هذا القول الذي تم نشره على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي (ثورة تستحق تضحيتي الشخصية، ترجمتها شهداء الثورة ببذل الدم .هل احتمال خسارة عملك تساوي قطرة من تلك الدماء الطاهرة؟) وكذلك هذا القول (قناعة راسخة في وجدان الثوار وعوائل الشهداء والأسرى في المعتقلات.. ماذا تنتظر لتكون قناعتك أيضاً؟).
مثالان يكفيان للتدليل على كيفية شحن البسطاء لدفعهم إلى الصفوف الأمامية وتلقي الضربة الأولى وما يليها من ضربات، والمثالان لا يحتاجان إلى متخصصين في علم النفس لبيان مدى تأثيرهما على المتلقي، حيث يقال له بكل بساطة ما معناه أنه لا قيمة لك أبداً إن لم تخسر وظيفتك أو تتسبب في تشتيت أسرتك أو تتبهدل، وأن عليك أن تقارن نفسك بالآخرين الذين فقدوا حياتهم وإلا فإنك لا تساوي شيئاً. أسلوب شحن يعتمد على التصغير، والتقليل من الشأن إن بقي المتلقي دون الاستجابة للدعوة، فهو بهذا لا يملك إلا أن يلوم نفسه ويلومها ويلومها فيكتشف في لحظة هي خارج الزمن أنه لا يساوي بعوضة إن لم يستجب للدعوة إلى الإضراب وينحاز إلى الداعين إليه، وليجري عليه ما يجري.
لكن الشحن لا يقتصر على وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك التجمعات الصغيرة والمهرجانات واللافتات المليئة بالتحريض والتي تركز على مفهوم أن من لن يشارك في الإضراب في اليوم الموعود مقصر وأنه “خارج الملّة” وليس بعيداً أن يكتسب بذلك لقب خائن ولعله يترقى بعد قليل لينال لقب.. بلطجي!
الدعوة إلى الإضراب والتحريض عليه وشحن البسطاء بهذه الطريقة وغيرها (كالتي تعتمد توظيف الموروث الديني وما جرى في كربلاء) عمل منظم له غايات وله أهداف ليس أولها تخريب مشروع الحوار وليس آخرها الحرص على استمرار الحال أملاً في وصول “المدد” وإلا ما معنى أن يتم التطاول على الجمعيات السياسية وقادتها لمجرد أنهم أعلنوا أنهم سيستجيبون لدعوة الحوار التي أطلقها عاهل البلاد واعتبارهم خونة ومسيئين لمن فقد حياته وعوائلهم وعدم التردد حتى عن وصفهم بأبشع الأوصاف؟
من لا يقبل بالحوار يعني أنه لا يسعى إلى الإصلاح وأنه يريد إسقاط النظام، ومن يقبل بالحوار ينبغي ألا يساير الذين لا يقبلون به ويحرضون الناس ويطالبونهم بزعزعة الأمن والاستجابة إلى الإضراب ويوظفون ما يمتلكون من خبرات وقدرات في شحن العامة ليصيروا أداة لهم ويتلقون الضربة بدلاً عنهم. من لا يقبل بالحوار يعني أن قراره ليس بيده وأنه تلقى الأوامر بعدم القبول به ورفضه ووضع العقبات أمامه ومواصلة عمليات التخريب، والتي منها ذلك الإضراب المزعوم بشحن الناس وتضييع مستقبلهم للمتاجرة بالأحوال التي سيؤولون إليها من خلال تلك الفضائيات الشيطانية التي ما فتئت تمارس دورها القميء. ومن يقبل بالحوار عليه ألا يكتفي بالإعلان عن القبول به والدخول فيه وإنما السعي أيضاً إلى وضع حد لهذا الاستهتار بحياة الناس ومستقبلهم والذي يمارسه ذلك البعض الذي يده في الماء.
أساليب عديدة للشحن ستنجح في جعل البعض يستجيب للدعوة للإضراب وستنجح في توفير حالات جديدة ستتحول إلى مادة للشحن لاحقاً.
{{ article.visit_count }}
من ذلك على سبيل المثال هذا القول الذي تم نشره على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي (ثورة تستحق تضحيتي الشخصية، ترجمتها شهداء الثورة ببذل الدم .هل احتمال خسارة عملك تساوي قطرة من تلك الدماء الطاهرة؟) وكذلك هذا القول (قناعة راسخة في وجدان الثوار وعوائل الشهداء والأسرى في المعتقلات.. ماذا تنتظر لتكون قناعتك أيضاً؟).
مثالان يكفيان للتدليل على كيفية شحن البسطاء لدفعهم إلى الصفوف الأمامية وتلقي الضربة الأولى وما يليها من ضربات، والمثالان لا يحتاجان إلى متخصصين في علم النفس لبيان مدى تأثيرهما على المتلقي، حيث يقال له بكل بساطة ما معناه أنه لا قيمة لك أبداً إن لم تخسر وظيفتك أو تتسبب في تشتيت أسرتك أو تتبهدل، وأن عليك أن تقارن نفسك بالآخرين الذين فقدوا حياتهم وإلا فإنك لا تساوي شيئاً. أسلوب شحن يعتمد على التصغير، والتقليل من الشأن إن بقي المتلقي دون الاستجابة للدعوة، فهو بهذا لا يملك إلا أن يلوم نفسه ويلومها ويلومها فيكتشف في لحظة هي خارج الزمن أنه لا يساوي بعوضة إن لم يستجب للدعوة إلى الإضراب وينحاز إلى الداعين إليه، وليجري عليه ما يجري.
لكن الشحن لا يقتصر على وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك التجمعات الصغيرة والمهرجانات واللافتات المليئة بالتحريض والتي تركز على مفهوم أن من لن يشارك في الإضراب في اليوم الموعود مقصر وأنه “خارج الملّة” وليس بعيداً أن يكتسب بذلك لقب خائن ولعله يترقى بعد قليل لينال لقب.. بلطجي!
الدعوة إلى الإضراب والتحريض عليه وشحن البسطاء بهذه الطريقة وغيرها (كالتي تعتمد توظيف الموروث الديني وما جرى في كربلاء) عمل منظم له غايات وله أهداف ليس أولها تخريب مشروع الحوار وليس آخرها الحرص على استمرار الحال أملاً في وصول “المدد” وإلا ما معنى أن يتم التطاول على الجمعيات السياسية وقادتها لمجرد أنهم أعلنوا أنهم سيستجيبون لدعوة الحوار التي أطلقها عاهل البلاد واعتبارهم خونة ومسيئين لمن فقد حياته وعوائلهم وعدم التردد حتى عن وصفهم بأبشع الأوصاف؟
من لا يقبل بالحوار يعني أنه لا يسعى إلى الإصلاح وأنه يريد إسقاط النظام، ومن يقبل بالحوار ينبغي ألا يساير الذين لا يقبلون به ويحرضون الناس ويطالبونهم بزعزعة الأمن والاستجابة إلى الإضراب ويوظفون ما يمتلكون من خبرات وقدرات في شحن العامة ليصيروا أداة لهم ويتلقون الضربة بدلاً عنهم. من لا يقبل بالحوار يعني أن قراره ليس بيده وأنه تلقى الأوامر بعدم القبول به ورفضه ووضع العقبات أمامه ومواصلة عمليات التخريب، والتي منها ذلك الإضراب المزعوم بشحن الناس وتضييع مستقبلهم للمتاجرة بالأحوال التي سيؤولون إليها من خلال تلك الفضائيات الشيطانية التي ما فتئت تمارس دورها القميء. ومن يقبل بالحوار عليه ألا يكتفي بالإعلان عن القبول به والدخول فيه وإنما السعي أيضاً إلى وضع حد لهذا الاستهتار بحياة الناس ومستقبلهم والذي يمارسه ذلك البعض الذي يده في الماء.
أساليب عديدة للشحن ستنجح في جعل البعض يستجيب للدعوة للإضراب وستنجح في توفير حالات جديدة ستتحول إلى مادة للشحن لاحقاً.