لم تخرج كلمة «تفاوض»، التي قالتها عضوة جمعية وعد، عن التفكير الاعتيادي لما يسمى «المعارضة البحرينية»، فالبلد عندهم خاضعة للتفاوض والمساومة، كل شيء حتى سلامة الوطن وأرواح الناس، ولا نستغرب أن تعجز الوفاق بالحيلة للوصول للحكم فتدعو بكل بساطة للمحاصصة، وأعتقد أنه لولا سياساتنا المتساهلة ما كان يجرؤ أحد أن يقول تعالوا نتفاوض ونقسم الكعكة وبلدنا يعيش العنف ساعة بساعة وشرطتنا يقتلون وأمننا منتهك.
المصيبة ليست في التفاوض وحسب؛ بل في أطراف المفاوضات، فهو بين سماسرة المعارضة وبين الحكومة، مازالت البلد بالنسبة لهم ميزاناً ذا كفتين؛ حزباً واحداً وحكومة، قد نتفضل على «البلطجية» ونعطيهم بعض المناصب في الحكومة «التوافقية»، لكنهم يظلون بلطجية وموالين وعبيداً، ربما يخرج لنا المعجم كلمة أشد من «مهزلة» لأن كلمة مهزلة لم تعد تصف الوضع كما ينبغي.
تعالوا يا طلاب التفاوض؛ عمران أحمد كم كان عمره؟ وكم كان عمر أحمد الظفيري؟ ماذا عن حسام الحداد؟ دعوني أقتبس كلامكم في التسعينيات؛ كانوا «جهال»، شباباً صغاراً في مقتبل العمر وأمامهم حياة طويلة يخوضونها بحلوها ومرها، هل استحق الأول فتوى السحق التي أودت بحياته وهو يؤدي واجبه؟ هل أجرم الثاني بحق أي كان ليغدر به ويقتل دون ذنب؟ هل كانت هناك طريقة لتجنيب الثالث مصيراً كالذي لاقاه؟ لماذا ليسوا في أحضان أهلهم؟ ولماذا تبكي أمهاتهم؟ ما يجمع الثلاثة حقاً هو «فتوى» طائشة توجت وباركت سيلاً من التصرفات الغوغائية الهوجاء تحت مسمى إحلال الديمقراطية، فتوى لم يحسب حساب تبعاتها ولم ينفع الترقيع في محو آثارها أو إلباسها لباساً أخلاقياً فضلاً عن دينياً، تعلمون من أطلق الفتوى الأشهر في تاريخ البحرين القديم والحديث والمعاصر، وتعلمون أن وقت التفاوض سيكون على رأس الطاولة لأن أكبر رأس في أكبر حزب «ديمقراطي حر معارض» هو سيف في غمده.
أتساءل عن كم المكاسب التي يمكن أن تعوض الأسر والمناطق التي تضررت من استمرار تغطيتكم وتبريركم للعنف؟ كل الأرواح التي خسرناها غالية؛ من تعتبرونه مرتزقاً ويستحق الموت ومن تعتبرونه مجنساً ويجب أن يرحل، حتى الشباب المغرر به الذي سوقتم له الجريمة تحت مسمى التحرر والانتصار للمذهب. يعز علينا أن يسقط الناس ضحايا للعنف وأنتم مازلتم تنوون ترويج بضاعتكم بالتفاوض وقد سبق ورفضتم أغلى العروض، ورفعتم شعارات واضحة جداً لا تقبل التأويل ترفض أي تفاوض دون الخضوع للشروط وإسقاط النظام برمته.
ثم تأتي المحاصصة لتقصم ظهر البعير، نحتاج لدهر لنعيد لم شمل الشعب الذي علمتموه الإسطوانة العراقية «إخوان سنة وشيعة»، وقد كنا إخواناً وأحبة وأهلاً بلا أغاني ولا ترانيم، لعبتم على وتر المذهب حتى كهربتم الجو وعكرتم صفو علاقة السنة والشيعة، والآن تريدون تمييزاً رسمياً وقانونياً، الصراحة تقال؛ تفوقتم على أنفسكم في طروحاتكم الأخيرة، بصراحة أنتم أهل للتفاوض على مستقبلنا وأهل لتقرير مصير شعب البحرين.
المصيبة ليست في التفاوض وحسب؛ بل في أطراف المفاوضات، فهو بين سماسرة المعارضة وبين الحكومة، مازالت البلد بالنسبة لهم ميزاناً ذا كفتين؛ حزباً واحداً وحكومة، قد نتفضل على «البلطجية» ونعطيهم بعض المناصب في الحكومة «التوافقية»، لكنهم يظلون بلطجية وموالين وعبيداً، ربما يخرج لنا المعجم كلمة أشد من «مهزلة» لأن كلمة مهزلة لم تعد تصف الوضع كما ينبغي.
تعالوا يا طلاب التفاوض؛ عمران أحمد كم كان عمره؟ وكم كان عمر أحمد الظفيري؟ ماذا عن حسام الحداد؟ دعوني أقتبس كلامكم في التسعينيات؛ كانوا «جهال»، شباباً صغاراً في مقتبل العمر وأمامهم حياة طويلة يخوضونها بحلوها ومرها، هل استحق الأول فتوى السحق التي أودت بحياته وهو يؤدي واجبه؟ هل أجرم الثاني بحق أي كان ليغدر به ويقتل دون ذنب؟ هل كانت هناك طريقة لتجنيب الثالث مصيراً كالذي لاقاه؟ لماذا ليسوا في أحضان أهلهم؟ ولماذا تبكي أمهاتهم؟ ما يجمع الثلاثة حقاً هو «فتوى» طائشة توجت وباركت سيلاً من التصرفات الغوغائية الهوجاء تحت مسمى إحلال الديمقراطية، فتوى لم يحسب حساب تبعاتها ولم ينفع الترقيع في محو آثارها أو إلباسها لباساً أخلاقياً فضلاً عن دينياً، تعلمون من أطلق الفتوى الأشهر في تاريخ البحرين القديم والحديث والمعاصر، وتعلمون أن وقت التفاوض سيكون على رأس الطاولة لأن أكبر رأس في أكبر حزب «ديمقراطي حر معارض» هو سيف في غمده.
أتساءل عن كم المكاسب التي يمكن أن تعوض الأسر والمناطق التي تضررت من استمرار تغطيتكم وتبريركم للعنف؟ كل الأرواح التي خسرناها غالية؛ من تعتبرونه مرتزقاً ويستحق الموت ومن تعتبرونه مجنساً ويجب أن يرحل، حتى الشباب المغرر به الذي سوقتم له الجريمة تحت مسمى التحرر والانتصار للمذهب. يعز علينا أن يسقط الناس ضحايا للعنف وأنتم مازلتم تنوون ترويج بضاعتكم بالتفاوض وقد سبق ورفضتم أغلى العروض، ورفعتم شعارات واضحة جداً لا تقبل التأويل ترفض أي تفاوض دون الخضوع للشروط وإسقاط النظام برمته.
ثم تأتي المحاصصة لتقصم ظهر البعير، نحتاج لدهر لنعيد لم شمل الشعب الذي علمتموه الإسطوانة العراقية «إخوان سنة وشيعة»، وقد كنا إخواناً وأحبة وأهلاً بلا أغاني ولا ترانيم، لعبتم على وتر المذهب حتى كهربتم الجو وعكرتم صفو علاقة السنة والشيعة، والآن تريدون تمييزاً رسمياً وقانونياً، الصراحة تقال؛ تفوقتم على أنفسكم في طروحاتكم الأخيرة، بصراحة أنتم أهل للتفاوض على مستقبلنا وأهل لتقرير مصير شعب البحرين.