لا يمكن في ظل البؤس العربي أن نشاهد بؤساً أجنبياً آخر، فقلبنا الصغير لا يحتمل أكثر من بؤس واحد، ومع ذلك، أعددت العدة وهممت بكل جلدٍ لدخول فيلم (البؤساء) الموسيقي (Les Misérables) لأكتشف المسافة الحقيقية بين الرواية الخالدة لفيكتور هيغو وهذا الفيلم، وربما لأكتشف شيئاً آخر أسقطه على واقعنا المر.
كان الفيلم الموسيقي فيلماً عاطفياً محضاً، لكنه استطاع بلغة ثالثة أن يجمع بين الحب والثورة، وبين الموت والحياة، وبين البدايات والنهايات، وباختصار شديد؛ استطاع الفيلم أن يدمج في صور دراماتيكية بين الخير والشر، بين جان فالجان وجافير بطريقة مؤثرة وإنسانية مجنونة.
لم تكن شخوص الفيلم خيراً محضاً، ولم تكن شراً محضاً أيضاً، فهناك مشتركات غير منطقية لو حاولنا سحبها للواقع العربي، لكن الدولة التي انطلقت منها الثورة (فرنسا) والرواية (البؤساء) تمكنتا من فهم هذه الأضداد، ومعهما كل أوروبا في ذلك الوقت بعد تمدد الثورة الفرنسية للعواصم الأوروبية.
ورغم الرغبة الجامحة لدى هيغو وأبطاله لإسقاط الملكية في فرنسا، إلا أنهم اعتبروا الحب وكسرة الخبز منطلقاً ثرياً لإطلاق عنان الفكر والروح نحو الحرية والديمقراطية، وفي توليفة إعجازية تنتصر إرادة الشعب الفرنسي وينتصر الحب قبل ذلك كله.
العرب يريدون تغييراً كما بشرت به البؤساء، فهم يريدون ثورة ضد الظلم، وضد الاستبداد المجتمعي، وضد كل العقبات التي تحول دون إنسانية الإنسان، أو تكون حجر عثرة في طريق كرامة المرأة، أو في وجه كل استنقاص للطفولة.. هذا ما استطاع هيغو أن يوصله عبر خالدته البؤساء ولا شيء سوى ذلك.
جاء في نص مقدمة رواية البؤساء الأم وبالحرف الواحد (تخلق العادات والقوانين في فرنسا ظرفاً اجتماعياً هو نوع من جحيم بشري. فطالما توجد لامبالاة وفقر وبؤس على وجه الأرض، فإن كتباً كهذا الكتاب لا يمكن أن تكون غير ذات عناء). يطرح هيغو مقدمات الثورة ويطرح للحاكم تجنبها، كما يعلم هذا الروائي المغروس بعجين الإنسانية نصائح للحاكم والمحكوم. هو يريد أن يخبرنا ألا توجد ثورة غير إنسانية، ولا يمكن لحكم غير إنساني أن يستمر كذلك، فالإنسان هو محور المحاور والحب هو عصب الوجود.
فيلم من خامة الأفلام العالمية الخاصة استطاع أن يعالج أحداث (البؤساء) بطريقة جديدة ومتطورة للغاية، كما استطاع أن يقدم نموذجاً حياً للكمال الإنساني. يستطيع الإنسان العربي اليوم وبعد أكثر من قرنين من الزمن الفرنسي، ومن البؤس العربي الحقيقي أن يستفيد من هذا الفيلم الروائي الموسيقي كثيراً من الدروس نحو التغيير، فلا ثورة دون حب، كما لا يوجد حب دون كرامة للإنسان، هذا هو الفرق بين بؤسنا وبؤسهم، وبعد أن نجتاز هذا التميز بالتمييز الحقيقي للأحداث والمواقف سنكون أكثر إنسانية من ذي قبل، وستتضح لنا رؤية الكرامة والعزة، ومن هنا أنصح العرب بدخول فيلم البؤساء الموسيقي قبل أن ينتهي عرضه من دور السينما.
كان الفيلم الموسيقي فيلماً عاطفياً محضاً، لكنه استطاع بلغة ثالثة أن يجمع بين الحب والثورة، وبين الموت والحياة، وبين البدايات والنهايات، وباختصار شديد؛ استطاع الفيلم أن يدمج في صور دراماتيكية بين الخير والشر، بين جان فالجان وجافير بطريقة مؤثرة وإنسانية مجنونة.
لم تكن شخوص الفيلم خيراً محضاً، ولم تكن شراً محضاً أيضاً، فهناك مشتركات غير منطقية لو حاولنا سحبها للواقع العربي، لكن الدولة التي انطلقت منها الثورة (فرنسا) والرواية (البؤساء) تمكنتا من فهم هذه الأضداد، ومعهما كل أوروبا في ذلك الوقت بعد تمدد الثورة الفرنسية للعواصم الأوروبية.
ورغم الرغبة الجامحة لدى هيغو وأبطاله لإسقاط الملكية في فرنسا، إلا أنهم اعتبروا الحب وكسرة الخبز منطلقاً ثرياً لإطلاق عنان الفكر والروح نحو الحرية والديمقراطية، وفي توليفة إعجازية تنتصر إرادة الشعب الفرنسي وينتصر الحب قبل ذلك كله.
العرب يريدون تغييراً كما بشرت به البؤساء، فهم يريدون ثورة ضد الظلم، وضد الاستبداد المجتمعي، وضد كل العقبات التي تحول دون إنسانية الإنسان، أو تكون حجر عثرة في طريق كرامة المرأة، أو في وجه كل استنقاص للطفولة.. هذا ما استطاع هيغو أن يوصله عبر خالدته البؤساء ولا شيء سوى ذلك.
جاء في نص مقدمة رواية البؤساء الأم وبالحرف الواحد (تخلق العادات والقوانين في فرنسا ظرفاً اجتماعياً هو نوع من جحيم بشري. فطالما توجد لامبالاة وفقر وبؤس على وجه الأرض، فإن كتباً كهذا الكتاب لا يمكن أن تكون غير ذات عناء). يطرح هيغو مقدمات الثورة ويطرح للحاكم تجنبها، كما يعلم هذا الروائي المغروس بعجين الإنسانية نصائح للحاكم والمحكوم. هو يريد أن يخبرنا ألا توجد ثورة غير إنسانية، ولا يمكن لحكم غير إنساني أن يستمر كذلك، فالإنسان هو محور المحاور والحب هو عصب الوجود.
فيلم من خامة الأفلام العالمية الخاصة استطاع أن يعالج أحداث (البؤساء) بطريقة جديدة ومتطورة للغاية، كما استطاع أن يقدم نموذجاً حياً للكمال الإنساني. يستطيع الإنسان العربي اليوم وبعد أكثر من قرنين من الزمن الفرنسي، ومن البؤس العربي الحقيقي أن يستفيد من هذا الفيلم الروائي الموسيقي كثيراً من الدروس نحو التغيير، فلا ثورة دون حب، كما لا يوجد حب دون كرامة للإنسان، هذا هو الفرق بين بؤسنا وبؤسهم، وبعد أن نجتاز هذا التميز بالتمييز الحقيقي للأحداث والمواقف سنكون أكثر إنسانية من ذي قبل، وستتضح لنا رؤية الكرامة والعزة، ومن هنا أنصح العرب بدخول فيلم البؤساء الموسيقي قبل أن ينتهي عرضه من دور السينما.