هذه هي المعادلة التي تقدمها الوفاق ومن يتبعها يومياً، سواء في بياناتها أو في خطاباتها التي تلقى في تجمعاتها التي تسعى من خلالها للتأكد من استمرار وجود أتباع ومناصرين.
هذا الوطن للجميع وليس مقصوراً على أحد، وهي مسألة ثابتة لا يختلف عليها عاقلان منصفان، لكن حين تأتي جماعة لتفصل الوطن كما تريد فهنا نقع في المحظور، وهنا يتحول هذا الحراك إلى “استفزاز” للبقية يدفعهم للتحرك في اتجاه مضاد بطريقة تجعل الوطن هو دافع الضريبة الأكبر.
هذه نتيجة طبيعية لمعادلة غير منصفة تتحدث عن رغبات مجموعة تطرح على أنها سبيل الخلاص أو الحل الوحيد المتوفر، وأن البقية يجب أن تلتزم بها.
المخلصون من أبناء هذا الوطن لا يوافقون على هذه المعادلة، وإن كانت وطنيتهم لبلدهم وانتمائهم له موضع اتهام وتشكيك من قبل مضاديهم، إلا أن ذلك لا يمنع المخلصين من رفع الصوت بأن كثيراً من الأمور مرفوضة أن تتم وفق “هوى” أحادي التوجه.
إن كنا نقول بأن البحرين دولة تحترم التعددية، بالتالي يجب احترام هذه التعددية فعلاً لا قولاً لا تجسيد له، بمعنى أن كل جماعة لها دور تلعبه ولا يجوز لها الاستئثار بكل شيء، لا في القرار ولا المطالبات. حتى السلطة يشملها الكلام ولذا من المفروض أن يعلب مجلس النواب دوراً صحيحاً لتمثيل صوت الناس بشكله المطلوب والمؤثر.
مشكلة الوفاق ومن يتخندق معها أنها تروج لمن يخالفها في مساعيها الانقلابية ومطلبها بإسقاط الدولة على أن هؤلاء مرتزقة ومأجورون وليسوا أحراراً، وهذا توصيف خاطئ فقط لأن الوفاق ترى المخلصين هم من يرتدون نفس ردائها ويتحدثون بنفس خطابها. هذا توصيف يمكن أن تقابله توصيفات أكثر قسوة ولها شواهدها مثل العلاقة الوفاقية بالمرجعية الإيرانية.
عموماً، ارجعوا لبداية ما حصل في 14 فبراير، وتذكروا ما قيل حتى من قبل المخلصين لوطنهم، بأنه لو كان حراكاً “صادقاً” بشأن مطالب معيشية ومطالب بحل مشكلات هذا الوطن وتحقيق الأفضل لشعبه بمختلف تلاوينه، لكان الجميع في خندق واحد، ولرأيت الناس على مختلف طوائفهم ومرجعياتهم معاً، لكن ما حصل للأسف كان ستاراً لشيء أكبر وأخطر، كان حراكاً هدفه الاستحواذ على البلد لصالح طيف واحد يأتمر بحسب مرجعيات ومنابر دينية لا يجرؤ على مخالفة معتليها، بالتالي كانت الشعارات الشعبية التي تلامس شغاف القلوب أسهل وسيلة لجر الناس في مخطط أبعاده أكبر من حل مشكلة إسكان وتجنيس وتوزيع عادل للثروة ومحاربة الفساد والقضاء على التمييز.
الوفاق تتهم غيرها بالطائفية، رغم أن كثيراً من هذا “الغير” لم يكن يوماً خطابه تقسيمياً على أساس مذهبي، ولم يكن يوماً خطابه يحاكي مفردات الوفاق ومن معها في توصيف الآخرين بالمأجورين والمرتزقة.
إن كانت الوفاق صادقة فيما ادعته لكانت بالفعل ركزت على كل مشكلات المواطنين باختلاف تنوعهم المذهبي وأطيافهم، لكانت أقلها احترمت آراء الآخرين حتى الذين ينتقدونها بقسوة، فهي تقوم بانتقاد أي طرف تراه يستحق الانتقاد، وعليه ما ينطبق على غيرها ينطبق عليها. أتأمرون الناس بالمعروف وتنسون أنفسكم.
المسألة ليست صراعاً على الهوية، إذ ندرك وجود بحرينيين في خندق الوفاق وهو لا ينفي حقيقة أنهم جزء من هذا الوطن، لكن المسألة هنا هو حينما يتحول المواطن إلى معول هدم لكيان الوطن، منبر لتسقيط غيره ممن يخالفه الرأي وحتى المذهب، هنا يتحول الصراع بين جهة ترى الآخر طابوراً خامساً ينفذ نفس الأجندة التي سعت لتنفيذها قوى كانت البحرين ومازالت مطمعاً وهدفاً لها.
اليوم حين نتحدث عن استمرار للحوار الوطني، ستكون معادلة “على هوانا لا بهواكم” هي القشة القاصمة لأي نتيجة إيجابية ترتجى، لن ننتظر توافقاً، خاصة مع طرف مازال يصف النظام بأنه فاقد للشرعية ومازال يرى القانون ظالماً لأنه لا يأتي على قياسه.
محاولات التلون وتغليف الأهداف الحقيقية بكلام عاطفي يحاول استقطاب الآخر لم تنجح الوفاق أبداً فيها، كلها باءت بالفشل وأسبابها واضحة على رأسها أن من تتضح أفعاله وأقواله بالتقسيم والطائفية وتسقيط الآخرين من الاستحالة أن ينقلب بين ليلة وأخرى ويقنع الآخرين بأنه “أخ” لهم و”محب” لهم وأنه يريد الخير لهم.
أنتم من رسختم صورة المشانق والتعامل الطائفي في أذهان الآخرين، بالتالي لا يحق لكم لومهم إن دافعوا عن كيانهم ومصيرهم بقوة، بحيث لا يكون هناك أدنى فرصة للتلاقي.
معادلتكم هي التي رسخت القناعة لدى كثير من المخلصين بأنه من الاستحالة وضع أيديهم التي تريد بناء الوطن مع أيادٍ كانت ومازالت وستظل تغتال هذا الوطن حتى يكون مفصلاً على “هواها”. هذا رد الفعل المقابل الذي صنعتموه بأنفسكم.
{{ article.visit_count }}
هذا الوطن للجميع وليس مقصوراً على أحد، وهي مسألة ثابتة لا يختلف عليها عاقلان منصفان، لكن حين تأتي جماعة لتفصل الوطن كما تريد فهنا نقع في المحظور، وهنا يتحول هذا الحراك إلى “استفزاز” للبقية يدفعهم للتحرك في اتجاه مضاد بطريقة تجعل الوطن هو دافع الضريبة الأكبر.
هذه نتيجة طبيعية لمعادلة غير منصفة تتحدث عن رغبات مجموعة تطرح على أنها سبيل الخلاص أو الحل الوحيد المتوفر، وأن البقية يجب أن تلتزم بها.
المخلصون من أبناء هذا الوطن لا يوافقون على هذه المعادلة، وإن كانت وطنيتهم لبلدهم وانتمائهم له موضع اتهام وتشكيك من قبل مضاديهم، إلا أن ذلك لا يمنع المخلصين من رفع الصوت بأن كثيراً من الأمور مرفوضة أن تتم وفق “هوى” أحادي التوجه.
إن كنا نقول بأن البحرين دولة تحترم التعددية، بالتالي يجب احترام هذه التعددية فعلاً لا قولاً لا تجسيد له، بمعنى أن كل جماعة لها دور تلعبه ولا يجوز لها الاستئثار بكل شيء، لا في القرار ولا المطالبات. حتى السلطة يشملها الكلام ولذا من المفروض أن يعلب مجلس النواب دوراً صحيحاً لتمثيل صوت الناس بشكله المطلوب والمؤثر.
مشكلة الوفاق ومن يتخندق معها أنها تروج لمن يخالفها في مساعيها الانقلابية ومطلبها بإسقاط الدولة على أن هؤلاء مرتزقة ومأجورون وليسوا أحراراً، وهذا توصيف خاطئ فقط لأن الوفاق ترى المخلصين هم من يرتدون نفس ردائها ويتحدثون بنفس خطابها. هذا توصيف يمكن أن تقابله توصيفات أكثر قسوة ولها شواهدها مثل العلاقة الوفاقية بالمرجعية الإيرانية.
عموماً، ارجعوا لبداية ما حصل في 14 فبراير، وتذكروا ما قيل حتى من قبل المخلصين لوطنهم، بأنه لو كان حراكاً “صادقاً” بشأن مطالب معيشية ومطالب بحل مشكلات هذا الوطن وتحقيق الأفضل لشعبه بمختلف تلاوينه، لكان الجميع في خندق واحد، ولرأيت الناس على مختلف طوائفهم ومرجعياتهم معاً، لكن ما حصل للأسف كان ستاراً لشيء أكبر وأخطر، كان حراكاً هدفه الاستحواذ على البلد لصالح طيف واحد يأتمر بحسب مرجعيات ومنابر دينية لا يجرؤ على مخالفة معتليها، بالتالي كانت الشعارات الشعبية التي تلامس شغاف القلوب أسهل وسيلة لجر الناس في مخطط أبعاده أكبر من حل مشكلة إسكان وتجنيس وتوزيع عادل للثروة ومحاربة الفساد والقضاء على التمييز.
الوفاق تتهم غيرها بالطائفية، رغم أن كثيراً من هذا “الغير” لم يكن يوماً خطابه تقسيمياً على أساس مذهبي، ولم يكن يوماً خطابه يحاكي مفردات الوفاق ومن معها في توصيف الآخرين بالمأجورين والمرتزقة.
إن كانت الوفاق صادقة فيما ادعته لكانت بالفعل ركزت على كل مشكلات المواطنين باختلاف تنوعهم المذهبي وأطيافهم، لكانت أقلها احترمت آراء الآخرين حتى الذين ينتقدونها بقسوة، فهي تقوم بانتقاد أي طرف تراه يستحق الانتقاد، وعليه ما ينطبق على غيرها ينطبق عليها. أتأمرون الناس بالمعروف وتنسون أنفسكم.
المسألة ليست صراعاً على الهوية، إذ ندرك وجود بحرينيين في خندق الوفاق وهو لا ينفي حقيقة أنهم جزء من هذا الوطن، لكن المسألة هنا هو حينما يتحول المواطن إلى معول هدم لكيان الوطن، منبر لتسقيط غيره ممن يخالفه الرأي وحتى المذهب، هنا يتحول الصراع بين جهة ترى الآخر طابوراً خامساً ينفذ نفس الأجندة التي سعت لتنفيذها قوى كانت البحرين ومازالت مطمعاً وهدفاً لها.
اليوم حين نتحدث عن استمرار للحوار الوطني، ستكون معادلة “على هوانا لا بهواكم” هي القشة القاصمة لأي نتيجة إيجابية ترتجى، لن ننتظر توافقاً، خاصة مع طرف مازال يصف النظام بأنه فاقد للشرعية ومازال يرى القانون ظالماً لأنه لا يأتي على قياسه.
محاولات التلون وتغليف الأهداف الحقيقية بكلام عاطفي يحاول استقطاب الآخر لم تنجح الوفاق أبداً فيها، كلها باءت بالفشل وأسبابها واضحة على رأسها أن من تتضح أفعاله وأقواله بالتقسيم والطائفية وتسقيط الآخرين من الاستحالة أن ينقلب بين ليلة وأخرى ويقنع الآخرين بأنه “أخ” لهم و”محب” لهم وأنه يريد الخير لهم.
أنتم من رسختم صورة المشانق والتعامل الطائفي في أذهان الآخرين، بالتالي لا يحق لكم لومهم إن دافعوا عن كيانهم ومصيرهم بقوة، بحيث لا يكون هناك أدنى فرصة للتلاقي.
معادلتكم هي التي رسخت القناعة لدى كثير من المخلصين بأنه من الاستحالة وضع أيديهم التي تريد بناء الوطن مع أيادٍ كانت ومازالت وستظل تغتال هذا الوطن حتى يكون مفصلاً على “هواها”. هذا رد الفعل المقابل الذي صنعتموه بأنفسكم.