توصل علماء الفلك الى ان المذنب ايسون لم يتمكن على ما يبدو من الصمود امام حرارة الشمس لدى اقترابه منها، فلم يعد ممكنا ان يراه سكان الارض كما كان منتظرا، مستندين على صور عدة التقطتها اقمار للمراقبة الفضائية.
وقال عالم الفضاء كارل باتامز الباحث في "نافال ريسرتش لاب" في واشنطن، لدى مشاركته في طاولة مستديرة نظمها تلفزيون وكالة الفضاء الاميركية ناسا "يبدو ان المذنب ايسون لم يصمد" لدى اقترابه من الشمس.
واضاف "لقد شاهدت للتو الصور الاخيرة التي التقطتها الاقمار الاصطناعية، ولا ارى شيئا قبالة قرص الشمس".
وتوصل العالم فيل بليت محرر موقع "باد استرونومي" الى النتيجة ذاتها، وقال "لا اعتقد ان المذنب نجا" من حرارة الشمس.
وقال عالم الفيزياء الشمسية دين بيسنل "يبدو ان المذنب ايسون اختفى في الساعات الاخيرة"، مضيفا "آمل ان نرى مذنبا جديدا في المستقبل القريب".
ويتكون المذنب ايسون من الصخور والجليد، وقد مر بجانب الشمس على بعد 1,17 مليون كيلومترا عن سطحها، فتعرض بالتالي الى حرارة تصل الى 2700 درجة، وهو ما جعله يفقد ثلاثة ملايين طن من كتلته في الثانية.
وكان معظم علماء الفلك على قناعة بانه لن يصمد بعد هذه الرحلة الى جوار الشمس.
وفي الايام الماضية، قدر خبير المذنبات كاري ليس احتمال صمود المذنب بثلاثين في المائة فقط.
وقال الثلاثاء "ان هذا المذنب البالغ قطره 1,2 كيلومتر ليس صلبا جدا، وهو يتألف من الجليد بنسبة تراوح بين 30 و50 %، وحجم نواته صغير جدا مقارنة بغيره من المذنبات المرصودة حتى الآن".
وكان هذا المذنب شغل العلماء منذ اكتشافه في ايلول/سبتمبر من العام 2012، لانه يرجع الى حقبة تشكل المجموعة الشمسية قبل 4,5 مليار سنة. وهو أفلت قبل ملايين السنين من ان تمسك به "سحابة اورت"، التي يشببها العلماء ب"موقف" تركن فيه المذنبات على حدود المجموعة الشمسية، بين الشمس وأقرب النجوم اليها.
وقال كاري ليس "انه من بقايا تشكل المجموعة الشمسية"، فيما اعتبر جيمس غرين المسؤول عن علوم الكواكب في ناسا ان "هذا المذنب يشكل اهمية كبرى لنا" بسبب ندرة المذنبات الآتية الى جوار الارض من اعماق مجموعتنا الشمسية".
وكان بعض العلماء ظنوا في بدء الامر ان ايسون كبير الحجم، مقدرين قطر نواته بعدة كيلومترات، لكن هذه الافكار تبددت بعدما مر المذنب قرب المريخ، فالتقط احد اقمار ناسا في مدار المريخ صورا له اظهرت ان قطره لا يتعدى 1,2 كليومتر، وهو يعد مذنبا صغيرا.
واتاح رصد ايسون في وقت مبكر للعلماء ان يدرسوه بتأن، وقد اظهرت دراساتهم ان نواته محاطة بسحابة من غاز ثاني اوكسيد الكربون.
وقال كاري ليس "يبدو ان غاز ثاني اوكسيد الكربون كان موجودا في بداية تشكل المجموعة الشمسية".
وكان العلماء يأملون في ان يصمد ايسون لدى مروره قبالة الشمس، ولو حدث ذلك لكان سكان الارض على موعد معه في سماء السادس والعشرين من كانون الاول/ديسمبر.