هكذا أقول دائماً.. هكذا أفعل؛ من يزرع بذور الصحة في كل من حياته لا تقترب منه الجراثيم ويبتعد عنه المرض، ومن يزرع في مرحلة شبابه الكثير من ألوان المحبة سيرى وقت كهولته البهجة في كل ما حوله، ومن يزرع عناصر قوته في ذاته وفيمن حوله، يستطيع الارتفاع فوق جبال ضعفه، ومن يندفع صانعاً للحياة لا يخشى التراجع أمام الموت.
لذلك من عاشوا قبلنا واختبروا الحياة والأحداث والظروف، وعرفوا المرارة والشقاء، وشربوا من الحلاوة وانهار العسل الأرضي، مازالت قصصهم وحكايتهم تعلمنا كيفية الاستمرار في الحياة والسير على خيوط الأمل للجهات التي نريد، والنصائح التي يقدمها الكبار للشباب والصغار لهي من الكثرة؛ إلا أن الإشكال الدائم هو أن الآخرين يسمعون ويعرفون هذه النصائح إلا أنها أبعد ما تكون عن التطبيق، لذلك لا نرى كثيرين يستفيدون من قصص التاريخ أو من حكايات الأولين، متصورون أنهم باقون على هذه الأرض ومخلدون فيها.
من ضمن الوصايا التي يتوقف أمامها الإنسان مندهشاً من صدقها ونبوءتها، والتي تشبه وصايا لقمان الحكيم لابنه، تقول حكايتنا.. إنه خلف جبال لهملايا كانت تختبئ ولاية صغيرة، وكان يحكمها رجل كبير ذو خبرة ووقار، لكن المرض كان قد أنهكه وأحس بقرب نهايته، وقد كان للحاكم ولد وحيد شاب في سن الطيش والمراهقة.
وذات يوم أمر الحاكم ابنه بالحضور وقال له: يا بني أحس بقرب نهايتي وسأوصيك بوصية وهي إن ضاقت بك الحال يوما ما وكرهت العيش فاذهب إلى المغارة المظلمة خلف القصر وستجد بها حبلا مربوطا إلى السقف اشنق نفسك فيه لترتاح من الدنيا.
وما كاد الحاكم ينتهي من الوصية حتى أغمض عينيه ومات، أما الوارث الوحيد للثروة فقد أخذ يبعثرها ويسرف ويبدد على ملذات العيش وعلى رفقته السيئة التي طالما حذره أبوه منها، وبعد برهة وجد الابن نفسه وقد نفذت تلك الثروة الهائلة وتغير الحال وتركه أصحابه الذين كانوا يصاحبونه لأجل المال فقط، حتى أقربهم من قلبه سخر منه وقال لن أقرضك شيئاً وأنت من أنفق ثروته وليس أنا.
لم يجد الشاب ملاذاً، وما عاد العيش يطيب له بعد العز، فهو مدلل متعود على ترف الحياة ولا يستطيع أن يتأقلم مع الوضع المحيط، فما كان منه إلا أن تذكر وصية أبيه الحاكم، وقال آآآه يا أبتاه سأذهب إلى المغارة وأشنق نفسي كما أوصيتني.
وبالفعل دخل المغارة المخيفة والمظلمة، ووجد الحبل متدليا من الأعلى، فما كان منه إلا أن سالت من عينه دمعة أخيرة ولف الحبل على رقبته ثم دفع بنفسه في الهواء.. فهل مات؟ هل انقضى كل شيء؟ هل هي النهاية اليائسة؟ أم أن الحال مختلف.
نعم، فما إن تدلى من الحبل حتى انهالت علية أوراق النقود من السقف ورنين الذهب المتساقط من الأعلى يضج بالمغارة وقد سقط هو إلى الأرض، وسقطت بجانبه ورقة كتبها له أبوه الحاكم يقول فيها؛ يا بني قد علمت الآن كم هي الدنيا مليئة بالأمل عندما تنفض الغبار عن عينيك وتدع رفقاء السوء، وهذه نصف ثروتي كنت قد خبأتها لك، فعد إلى رشدك واترك الإسراف واترك رفقاء السوء.
إن هذه الوصية وغيرها من الوصايا والقصص والحكايات والمواقف والحكم والأمثال، في مدن وقرى العالم، تكون بمثابة بوصلة أو خارطة طريق توصلنا إلى النجاح والصحة والثراء والسعادة والرضا، هذا إن طبقتها واتخذتها دليلا للحياة التي نحلم.
لذلك من عاشوا قبلنا واختبروا الحياة والأحداث والظروف، وعرفوا المرارة والشقاء، وشربوا من الحلاوة وانهار العسل الأرضي، مازالت قصصهم وحكايتهم تعلمنا كيفية الاستمرار في الحياة والسير على خيوط الأمل للجهات التي نريد، والنصائح التي يقدمها الكبار للشباب والصغار لهي من الكثرة؛ إلا أن الإشكال الدائم هو أن الآخرين يسمعون ويعرفون هذه النصائح إلا أنها أبعد ما تكون عن التطبيق، لذلك لا نرى كثيرين يستفيدون من قصص التاريخ أو من حكايات الأولين، متصورون أنهم باقون على هذه الأرض ومخلدون فيها.
من ضمن الوصايا التي يتوقف أمامها الإنسان مندهشاً من صدقها ونبوءتها، والتي تشبه وصايا لقمان الحكيم لابنه، تقول حكايتنا.. إنه خلف جبال لهملايا كانت تختبئ ولاية صغيرة، وكان يحكمها رجل كبير ذو خبرة ووقار، لكن المرض كان قد أنهكه وأحس بقرب نهايته، وقد كان للحاكم ولد وحيد شاب في سن الطيش والمراهقة.
وذات يوم أمر الحاكم ابنه بالحضور وقال له: يا بني أحس بقرب نهايتي وسأوصيك بوصية وهي إن ضاقت بك الحال يوما ما وكرهت العيش فاذهب إلى المغارة المظلمة خلف القصر وستجد بها حبلا مربوطا إلى السقف اشنق نفسك فيه لترتاح من الدنيا.
وما كاد الحاكم ينتهي من الوصية حتى أغمض عينيه ومات، أما الوارث الوحيد للثروة فقد أخذ يبعثرها ويسرف ويبدد على ملذات العيش وعلى رفقته السيئة التي طالما حذره أبوه منها، وبعد برهة وجد الابن نفسه وقد نفذت تلك الثروة الهائلة وتغير الحال وتركه أصحابه الذين كانوا يصاحبونه لأجل المال فقط، حتى أقربهم من قلبه سخر منه وقال لن أقرضك شيئاً وأنت من أنفق ثروته وليس أنا.
لم يجد الشاب ملاذاً، وما عاد العيش يطيب له بعد العز، فهو مدلل متعود على ترف الحياة ولا يستطيع أن يتأقلم مع الوضع المحيط، فما كان منه إلا أن تذكر وصية أبيه الحاكم، وقال آآآه يا أبتاه سأذهب إلى المغارة وأشنق نفسي كما أوصيتني.
وبالفعل دخل المغارة المخيفة والمظلمة، ووجد الحبل متدليا من الأعلى، فما كان منه إلا أن سالت من عينه دمعة أخيرة ولف الحبل على رقبته ثم دفع بنفسه في الهواء.. فهل مات؟ هل انقضى كل شيء؟ هل هي النهاية اليائسة؟ أم أن الحال مختلف.
نعم، فما إن تدلى من الحبل حتى انهالت علية أوراق النقود من السقف ورنين الذهب المتساقط من الأعلى يضج بالمغارة وقد سقط هو إلى الأرض، وسقطت بجانبه ورقة كتبها له أبوه الحاكم يقول فيها؛ يا بني قد علمت الآن كم هي الدنيا مليئة بالأمل عندما تنفض الغبار عن عينيك وتدع رفقاء السوء، وهذه نصف ثروتي كنت قد خبأتها لك، فعد إلى رشدك واترك الإسراف واترك رفقاء السوء.
إن هذه الوصية وغيرها من الوصايا والقصص والحكايات والمواقف والحكم والأمثال، في مدن وقرى العالم، تكون بمثابة بوصلة أو خارطة طريق توصلنا إلى النجاح والصحة والثراء والسعادة والرضا، هذا إن طبقتها واتخذتها دليلا للحياة التي نحلم.