والله مسكينة الوفاق، كلما تستميت وتصل لدرجة كبيرة في نفي ارتباطها بإيران ومرشدها الديني، يأتي الرد إما من قبل المسؤولين الإيرانيين، أو القنوات الفضائية الإيرانية، أو أصدقاء «النضال»، ورفاق الماضي والحاضر، ليؤكدوا أن البحرين ستظل للأبد مطمعاً إيرانياً، وأن كل حراك بداخلها تقوده هذه الأطراف المؤزمة بواعثه ومحركاته إيرانية.الوفاق رددت مراراً إلى درجة شاب صوتها «نشيج» البكائين بأن «اتركوا إيران خارج الموضوع»! ولا ندري لماذا نضعها خارج الموضوع وهي أصلاً أساس كل الموضوع؟!تذكروا «الحشرجة» في صوت خليل المرزوق حينما باغتته سميرة رجب في برنامج الاتجاه المعاكس بشأن إيران وتبعية «الولي الفقيه»، بل اتركوا هذه النقطة باعتبارها «فاصل» شخصين متضادين في الفكر والولاء والتوجه، بل تذكروا تساؤلات الإعلامي الكبير فيصل القاسم الموجعة لعضو الوفاق بشأن إيران، وكيف «عجز» لسانه عن رفض تبعية الولي الفقيه صراحة.قالها لكم فيصل القاسم يومها ونكررها لكم اليوم: والله لو كنتم في إيران لحطموا عظامكم، ولكسروا جماجمكم من قبل قوات الباسيج. هذا قول فيصل القاسم الذي لم يعرف المرزوق كيف يرد عليه، كيف يقارعه وهو وجماعته من يعتبرون إيران جنة الله في الأرض، ومرشدها الأعلى معصوماً ووريث الرسول الأعظم في الأرض.دعكم من الوفاق التي فشل أمينها العام في توصيف الخليج «العربي» باسمه «العروبي»، وقال إنها مسألة خلافية. المناضل لا يريد استجلاب زعل مراجعه الدينيين إن قال خلافاً لقولهم بأنه «خليج فارسي»، والمضحك أنه عجز عن ذكر ذلك وهو في تلفزيون مصري وعلى أرض مصر رمز العروبة، التي حاول مغازلتها قبل عام، وعاد لمغازلتها الآن. والله أساء علي سلمان إساءة بالغة لثوار مصر الأحرار، ولطخ سمعة ميدان التحرير بالعار حينما شبهه بحراك الدوار. في مصر تحرك الجميع بلا طائفية ولا عنصرية ولم يستخدموا الكذب لتشويه صورة بلادهم، بينما أنتم بعتم البحرين بامتياز، بعتوها بيعة لا يقوم بها إنسان يحب هذه الأرض ولو بمثقال ذرة.الآن يخرج علينا جمع يدعون الوطنية، ويدعون بأنهم مناضلين لأجل البحرين، يحضرون اجتماعات في ظهران تمثيلاً للبحرين باعتبار أنها محافظة إيرانية، في توافق تام مع ما تدعيه إيران عبر مسؤوليها وإعلامها، فأين الوفاق «البحرينية الوطنية» من هذا؟!تقولون بأن إيران ليس لها ضلع بالموضوع، فما قولكم إذاً بمن يلجأ لها، بل ويجلس على طاولة ممثلاً للبحرين كمحافظة إيرانية خالصة؟! والله لا تجرؤون على انتقادهم بحرف، خوفا من غضب ولية النعمة، وخوفا من المولوتوف الذي سيوجه إليكم.يقول علي سلمان وجماعته بأنهم يطالبون بإطلاق سراح الرموز، وطبعاً من بين رموزكم حسن مشيمع، حليف الأمس يا علي سلمان، ومنافس اليوم. مشيمع أعلن قيام الجمهورية في الدوار، تواصل مع حزب الله قبل وصوله البحرين، وقبلها بسنوات وصل لمكتب المرشد الإيراني ليسقط من مرجعية عيسى قاسم بمعية عبدالوهاب حسين ممثلين عن «حق» و»الوفاء».إن كان علي سلمان يطالب بالإفراج عن مشيمع، والأخير أثبت بأنه تابع مخلص لإيران، بل ابنه ذهب إلى إيران مؤخراً قابلاً بأن يتم الحديث عن البحرين باعتبارها ولاية إيرانية، فهذا يعني بأنكم يا وفاق تدافعون عمن ينفذون الأجندة الإيرانية، طبعاً لا ننسى من بينكم وأعلنوا «مخدوميتهم» الصريحة لمسؤولين إيرانيين. الآن إيران تقول بأن البحرين ولاية إيرانية، ومشيمع قالها سابقا وابنه يؤكد عليها حتى اليوم بأنها جمهورية، بالتأكيد تابعة لمن يدفع للزمار حتى يعزف اللحن الذي يريد. طيب لماذا لسان الوفاق معقود؟! أليس ما حصل تطاول على «عروبة» البحرين تستوجب أقلها الإدانة؟!عفوا، وهنا سأعتذر بشدة، إذ كيف نطالب أناسا بالدفاع عن البحرين وهم باعوها أصلا، وكيف نطالبهم بالدفاع عن «عروبتها» والعروبة تنكروا لها؟!عموما، حددوا موقفكم، ملكية دستورية (وهي الموجودة أصلا) لكنها بتفصيل وفاقي مؤتمر بأمر الولي الفقيه الإيراني، أم ولاية إيرانية صريحة، أم جمهورية تتبع المرشد الأعلى الإيراني؟!كل خياراتكم مرتبطة بإيران، وعليه اتجاهكم لإيران والاستلقاء في أحضانها (هذا إن قبلوكم أصلا) أسهل وأفضل من محاولة طمس هوية دولة خليجية عربية غالبية شعبها يرفضكم ويمقت طائفيتكم.^ اتجاه معاكس..سيتوقف عمود «اتجاهات» خلال إجازة العيد وسنعاود الالتقاء بكم الثلاثاء القادم. افرحوا في العيد وعيشوا فرحته مع أهلكم وأحبابكم، أبعد الله عنكم شر الساعين لتعكير صفو حياتكم، وكل عام وأنتم و»الغالية» البحرين بكل خير.