خبران طريفان تم تداولهما هذا الأسبوع؛ الأول عبارة عن تصريح لمساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية حسين أمير عبداللهيان، والثاني دعوة موجهة لـ «جماهير البحرين» من «خلية شهداء ثورة 14 فبراير الإعلامية»، أتمنى أن تكون الصدفة وحدها هي التي جعلتهما يتزامنان!
أما عبداللهيان فقد قال كلاماً خطيراً وإن بدا مضحكاً، قال «إيران لو أرادت التدخل في البحرين لأصبح الوضع هناك على شاكلة أخرى»، وأما «الخلية» فأعلنت عن حملة ترويجية تهدف إلى إعادة طرح مطلب الجمهورية الديمقراطية كمطلب رئيس لـ «الثورة» ولبيان الحجم الحقيقي لمؤيدي مطلب الجمهورية ولنصرة رموز التحالف من أجل الجمهورية (حسن مشيمع) والذين اعتقلوا في سبيل هذا المطلب، كما جاء في الإعلان المنشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
يصعب الجزم أي الخبرين هو الأكثر طرافة من الآخر؛ لكن الأكيد هو أن كليهما طريف ويحملان في طياتهما ما يرمي إلى زعزعة الحياة في البحرين وإرباكها، الأول يستعرض عضلات إيران (لو أرادت إيران لفعلت.. لو أرادت لغيرت.. وانتصرت وحكمت)، وفيه استصغار بالبحرين وإشارة إلى «تفضل» إيران أنها لم تتدخل (بعد) في شؤون البحرين، والثاني يستعرض قلة حيلة فئة من «المعارضة» وعدم قدرتها على قراءة الواقع قراءة صحيحة ما جعلها توسع من دائرة أحلامها وتفضح نفسها ومن «يلهيها» بالدعوة إلى إعادة إحياء فكرة الدعوة إلى تحويل البحرين إلى جمهورية، وهي الدعوة التي قوبلت عند طرحها قبل سنتين باستهجان.
عبداللهيان قال ما قال في معرض رده على تصريحات لوزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة التي أشار فيها إلى تدخلات إيرانية ودعم إيراني بات مكشوفاً لأولئك الذين اعتبروا أنفسهم في ثورة، وأصحاب «الخلية» قالوا ما قالوا كرد على الدعوة إلى الحوار، وهو قول مغلف بالتهديد للجمعيات السياسية وعلى رأسها جمعية الوفاق والتي عبرت عن تقديرها للدعوة إلى الحوار وأعلنت عزمها الدخول فيه وإن بشروط. ذاك يهدد البحرين ويمن عليها بـ «حكمة إيران وصبرها»، وهذه تهدد الجمعيات السياسية التي وجدت ألا سبيل إلى الخروج من الأزمة سوى الحوار وقررت الدخول فيه على الأقل للتخفيف على الناس الذين عانوا الكثير بسبب قفزتهم في الهواء.
طبعاً عبداللهيان يعتبر ما فعلته إيران ولاتزال تفعله دون التدخل في شؤون البحرين، فكل أنواع الدعم الإعلامي والمادي وكل ما يراه العالم من إيران منذ الرابع عشر من فبراير 2011 ودعمها المفضوح لفئة بعينها، خصوصاً عبر فضائية السوسة، التي خصصت ساعة كاملة يومياً لسب البحرين وقادتها وتعيد البرنامج مرتين أو ثلاث على مدى اليوم، لا يعتبره عبد اللهيان تدخلاً وإلا «لاختلف الحال» في البحرين، ما يعني أن نية التدخل العسكري متوفرة لديهم وأنهم قاموا بتأجيله ربما لأن الظروف لم تسمح.
أما «الجمهوريون» فيعتبرون أن من حقهم تغيير الحكم في البحرين من ملكي دستوري إلى جمهوري ديمقراطي، وأن من حقهم استيراد التجربة الإيرانية وتطبيقها في البحرين، وبالتأكيد الاستعانة بإيران (كبيت خبرة)، والتي ستظل تردد دائماً أنها لا تتدخل في شؤون البحرين وأنها (لو) أرادت التدخل لأصبح الوضع على شاكلة أخرى!
ترى ما العلاقة بين تصريح عبداللهيان وإعادة إحياء فكرة الجمهورية؟ هل تزامنهما صدفة أم أن له علاقة بمشروع الحوار؟ هل إعادة إحياء فكرة الجمهورية «تسخين» للرابع عشر من فبراير وإشارة إلى الرغبة في العودة إلى المربع الأول ريثما تتخذ إيران قرارها للتدخل ليصبح الوضع في البحرين على «شاكلة أخرى»؟
تهديد إيران بالتدخل في البحرين أمر مرفوض، وكذلك إعادة الدعوة إلى «الجمهورية»!
{{ article.visit_count }}
أما عبداللهيان فقد قال كلاماً خطيراً وإن بدا مضحكاً، قال «إيران لو أرادت التدخل في البحرين لأصبح الوضع هناك على شاكلة أخرى»، وأما «الخلية» فأعلنت عن حملة ترويجية تهدف إلى إعادة طرح مطلب الجمهورية الديمقراطية كمطلب رئيس لـ «الثورة» ولبيان الحجم الحقيقي لمؤيدي مطلب الجمهورية ولنصرة رموز التحالف من أجل الجمهورية (حسن مشيمع) والذين اعتقلوا في سبيل هذا المطلب، كما جاء في الإعلان المنشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
يصعب الجزم أي الخبرين هو الأكثر طرافة من الآخر؛ لكن الأكيد هو أن كليهما طريف ويحملان في طياتهما ما يرمي إلى زعزعة الحياة في البحرين وإرباكها، الأول يستعرض عضلات إيران (لو أرادت إيران لفعلت.. لو أرادت لغيرت.. وانتصرت وحكمت)، وفيه استصغار بالبحرين وإشارة إلى «تفضل» إيران أنها لم تتدخل (بعد) في شؤون البحرين، والثاني يستعرض قلة حيلة فئة من «المعارضة» وعدم قدرتها على قراءة الواقع قراءة صحيحة ما جعلها توسع من دائرة أحلامها وتفضح نفسها ومن «يلهيها» بالدعوة إلى إعادة إحياء فكرة الدعوة إلى تحويل البحرين إلى جمهورية، وهي الدعوة التي قوبلت عند طرحها قبل سنتين باستهجان.
عبداللهيان قال ما قال في معرض رده على تصريحات لوزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة التي أشار فيها إلى تدخلات إيرانية ودعم إيراني بات مكشوفاً لأولئك الذين اعتبروا أنفسهم في ثورة، وأصحاب «الخلية» قالوا ما قالوا كرد على الدعوة إلى الحوار، وهو قول مغلف بالتهديد للجمعيات السياسية وعلى رأسها جمعية الوفاق والتي عبرت عن تقديرها للدعوة إلى الحوار وأعلنت عزمها الدخول فيه وإن بشروط. ذاك يهدد البحرين ويمن عليها بـ «حكمة إيران وصبرها»، وهذه تهدد الجمعيات السياسية التي وجدت ألا سبيل إلى الخروج من الأزمة سوى الحوار وقررت الدخول فيه على الأقل للتخفيف على الناس الذين عانوا الكثير بسبب قفزتهم في الهواء.
طبعاً عبداللهيان يعتبر ما فعلته إيران ولاتزال تفعله دون التدخل في شؤون البحرين، فكل أنواع الدعم الإعلامي والمادي وكل ما يراه العالم من إيران منذ الرابع عشر من فبراير 2011 ودعمها المفضوح لفئة بعينها، خصوصاً عبر فضائية السوسة، التي خصصت ساعة كاملة يومياً لسب البحرين وقادتها وتعيد البرنامج مرتين أو ثلاث على مدى اليوم، لا يعتبره عبد اللهيان تدخلاً وإلا «لاختلف الحال» في البحرين، ما يعني أن نية التدخل العسكري متوفرة لديهم وأنهم قاموا بتأجيله ربما لأن الظروف لم تسمح.
أما «الجمهوريون» فيعتبرون أن من حقهم تغيير الحكم في البحرين من ملكي دستوري إلى جمهوري ديمقراطي، وأن من حقهم استيراد التجربة الإيرانية وتطبيقها في البحرين، وبالتأكيد الاستعانة بإيران (كبيت خبرة)، والتي ستظل تردد دائماً أنها لا تتدخل في شؤون البحرين وأنها (لو) أرادت التدخل لأصبح الوضع على شاكلة أخرى!
ترى ما العلاقة بين تصريح عبداللهيان وإعادة إحياء فكرة الجمهورية؟ هل تزامنهما صدفة أم أن له علاقة بمشروع الحوار؟ هل إعادة إحياء فكرة الجمهورية «تسخين» للرابع عشر من فبراير وإشارة إلى الرغبة في العودة إلى المربع الأول ريثما تتخذ إيران قرارها للتدخل ليصبح الوضع في البحرين على «شاكلة أخرى»؟
تهديد إيران بالتدخل في البحرين أمر مرفوض، وكذلك إعادة الدعوة إلى «الجمهورية»!